المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌كتاب الذكر والدعاء - الجمع بين الصحيحين لعبد الحق - جـ ٤

[عبد الحق الإشبيلي]

فهرس الكتاب

- ‌كِتَابُ القَدَرِ

- ‌كتَابُ العِلْمِ

- ‌كِتَابُ الذِّكْرِ والدُّعَاءِ

- ‌حَدِيثُ الغَارِ

- ‌بَابٌ في التَّوْبَةِ

- ‌بَابٌ في سَعَةِ رَحْمَةِ الله عز وجل

- ‌ باب

- ‌حَدِيثُ الثلَاثةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا

- ‌حَدِيثُ الإِفْكِ وكَانَ فِي غَزْوَةِ الْمَرَيسِيعِ، والْمَرَيسِيعُ مَاءٌ لِبَنِي الْمُصْطَلَقِ

- ‌بَابٌ

- ‌بِابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌ باب

- ‌[بَابُ الْخَلْقِ الأَوَّلِ مِنْ آدم]

- ‌بَابٌ

- ‌بَّابَ

- ‌بَابٌ فِي عَذَابِ القَبْرِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ الفِتَنِ والأَشْرَاطِ

- ‌بَابُ ذِكْرِ ابْنِ صَيَّادٍ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ الزُّهْدِ

- ‌بَابٌ

- ‌ باب

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌بابٌ

- ‌بابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ التفْسِيرِ

- ‌[كِتَابُ الْجَمْع بَينَ الصَّحِيحَينِ أَيضًاعَلَى مَا تَقَدَّمَ فِي صَدْرِ الكتَابِ

- ‌كَيفَ كَان بَدْءُ الوَحْي

- ‌كِتَابُ الإِيمَانِ

- ‌كِتَابُ العِلْمِ

- ‌كتَابُ الوُضُوءِ

- ‌كتَابُ الصَّلاةِ

- ‌كِتَابُ الْجَنَائِزِ

- ‌كتَابُ الزَكَاةِ

- ‌كِتَابُ الحَجِّ

- ‌كِتَابُ الصِّيامِ

- ‌كِتَابُ البُيُوعِ

- ‌كِتَابُ السَّلَمِ

- ‌كِتَابُ الشُّفْعَةِ

- ‌كِتَابُ الإِجَارةِ

- ‌كِتَابُ الحَوَالاتِ

- ‌كِتَابُ الوَكَالةِ

- ‌كِتَابُ الْحَرْثِ

- ‌كِتَابُ الشُّرْبِ

- ‌كِتَابُ الاسْتِقْرَاضِ

- ‌كِتَابُ الْخُصُومَاتِ

- ‌كِتَابُ اللُّقَطَةِ

- ‌كِتَابُ الْمَظَالِمِ

- ‌كِتَابُ الشَّرِكَةِ

- ‌كِتَابُ الرَّهْنِ

- ‌كِتَابُ العِتْقِ

- ‌كِتَابُ الْمُكَاتَبِ

- ‌كِتَابُ الْهِبَةِ

- ‌كِتَابُ الشَّهَادَاتِ

- ‌كِتَابُ الصُّلْحِ

- ‌كِتَابُ الشَّرُوطِ

- ‌كِتَابُ الوَصَايَا

- ‌كِتَابُ الجِهَادِ

- ‌كِتابُ بدْءِ الخَلْقِ

- ‌كِتابُ الْمَغازِي

- ‌كِتابُ التفْسِيرِ

- ‌وَفِي سُورَة البَقَرَةِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَان

- ‌وَمِنْ سُورَةِ النِّسَاءِ

- ‌وَمنْ سُورَةِ الْمَائِدَةِ

- ‌وَمنْ سُورَةِ الأنْعَامِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الأعْرَافِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ الأنْفَال

- ‌ومِنْ سورَةِ بَراءَة

- ‌مِنْ سُورَةِ يُونُسَ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سُورَةِ هُودٍ عليه السلام

- ‌وَمِن سُورَةِ يُوسُفَ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سورَةِ الرَّعْدِ

- ‌مِنْ سُورَةِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الحِجْرِ

- ‌مِنْ سُورَةِ الْنحْلِ

- ‌وَمِن سُورَةِ بَنِي إِسرَائِيل

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْكهْفِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ {كهيعص}

- ‌وَمِنْ سُورَةِ طه

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الأَنْبِيَاءِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ الْحَجِّ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ النُّورِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ الْفُرْقَانِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الشُّعَرَاءِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ النَّمْلِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْقَصَصِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْعَنْكَبُوتِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الرُّومِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ تَنْزِيل السَّجْدَةِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الأحْزَابِ وَسُورَةِ سَبَإِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمَلائكَةِ ويس وَالصَّافاتِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ ص وَسورَةِ الزُّمَرِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمُؤْمِنِ وَحم السَّجْدَةِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ {حم عسق} وَحم الزُّخْرُفِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الدُّخَانِ وَالْجَاثِيَة وَالأحْقَافِ {وَالَّذِينَ كَفَرُوا}

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْفَتْحِ وَالْحُجُرَاتِ وَق

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الذَّارِيَاتِ وَالطُّورِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ وَالنَّجْمِ وَاقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ {الرَّحْمَن} جل جلاله

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْوَاقِعَةِ وَالحَدِيدِ وَالُمجَادَلَةِ والحَشْرِ والمُمْتَحِنَةِ وَالصَّفِّ وَالمُنَافِقِينَ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ التَّغَابُنِ وَالطَّلاقِ والتَّحْرِيمِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمُلْكِ وَ {ن وَالْقَلَمِ}

- ‌ومِنْ سُورَةِ الْحَاقَّةِ وَ {سَأَلَ سَائِلٌ} وَسُورَةِ نُوحٍ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سُورَةِ {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ} وَالْمُزَّمِّلِ وَالْمُدَّثِّرِ وَالقِيَامَةِ وَ {هَلْ أَتَى} وَالمُرْسَلاتِ وَ {عَمَّ يَتَسَاءَلُون} وَالنَّازِعَاتِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ عَبَسَ وَ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الإِنْفِطَارِ والمُطَفِّفِينَ وَالإِنْشِقَاقِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْبُرُوجِ وَالطَّارِقِ والغَاشِيَةِ والفَجْرِ وَالبَلَدِ إِلَى آخِرِ القُرْآنِ

- ‌كِتَابُ فَضَائِلِ القُرْآنِ

- ‌كِتَابُ النِّكَاحِ

- ‌كتَابُ الطَّلاقِ

- ‌كِتَابُ النَّفَقَاتِ

- ‌كِتَابُ الأَطْعِمَةِ

- ‌كتَابُ العَقِيقَةِ وَكِتَابُ الذَّبَائح وَالصَّيدِ

- ‌كِتَابُ الأَضَاحِي

- ‌كِتَابُ الأَشْرِبَةِ

- ‌كِتَابُ المَرْضَى

- ‌كِتابُ الطِّبِ

- ‌كِتابُ الْلِّباسِ

- ‌كِتابُ الأَدَبِ

- ‌كِتَابُ الاسْتِئْذانِ

- ‌كِتابُ الدَّعَواتِ

- ‌كِتاب الرِّقَاقِ

- ‌كتابُ القَدَرِ

- ‌كِتابُ الأَيمانِ والنُّذُورِ

- ‌كِتابُ الكَفاراتِ

- ‌كِتَابُ الفَرَائِضِ

- ‌كِتَابُ الحُدُودِ

- ‌كِتَابُ المُحَارِبِينَ

- ‌كِتَابُ الدَّيِّاتِ

- ‌كِتَابُ اسْتِتَابَةِ الْمُرتَدِّينَ والْمُعَانِدِينَ وَقِتَالُهُم

- ‌كِتَابُ الإِكْرَاه

- ‌كِتَابُ الحِيَلِ

- ‌كتَابُ الرؤْيَا

- ‌كِتَابُ الفِتَنِ

- ‌كِتَابُ الأحكام

- ‌كِتَابُ التَّمَنِّي

- ‌كِتَابُ إِجَازَةِ خَبَرِ الوَاحِدِ

- ‌كتَابُ الاعتِصَامِ

- ‌كِتَابُ التَّوحِيدِ

الفصل: ‌كتاب الذكر والدعاء

‌كِتَابُ الذِّكْرِ والدُّعَاءِ

4659 -

(1) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (يَقُولُ اللهُ عز وجل أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلاءٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلاءِ هُمْ خَيرٌ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي (1) شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيتُهُ هَرْوَلَةً) (2).

4660 -

(2) وَعَنْهُ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللهَ قَال إِذَا تَلَقَّانِي عَبْدِي بِشِبْرٍ تَلَقَّيتُهُ بِذِرَاعٍ، وَإِذَا تَلَقَّانِي بِذِرَاعٍ تَلَقَّيتُهُ بِبَاعٍ، وَإِذَا تَلَقَّانِي بِبَاعٍ جِئْتُهُ (3) بِأَسْرَعَ) (4).

4661 -

(3) وَعَنْ أَبِي هُرَيرَةَ أَيضًا قَال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسِيرُ (5) فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ: جُمْدَانُ فَقَال: (سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ). قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَال: (الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ)(6). لم يخرج البخاري هذا الحديث. وقَال فِيِه الترمذي: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا الْمُفَرِّدُونَ؟ قَال: (الْمُسْتَهْتِرُونَ (7) بِذِكْرِ اللهِ يَضَعُ الذِّكْرُ عَنْهُمْ أَثْقَالهُمْ فَيَأْتُونَ (8) يَوْمَ القِيَامَةِ خِفَافًا) (9). وإسناد مسلم أَجَلُّ وَأَصَحُّ.

(1) في (أ): "إليّ"، في حاشية (أ):"مني" وعليه علامة الصحة و"خ".

(2)

مسلم (4/ 2061 رقم 2675)، البخاري (13/ 384 رقم 7405)، وانظر (7505، 7537).

(3)

في (أ) وحاشية (ك) عن نسخة: "أتيته".

(4)

انظر الحديث الذي قبله.

(5)

في (ك): "يشير".

(6)

مسلم (4/ 2062 رقم 2676).

(7)

"المستهترون": الذين أولعوا به. وفي حاشية (أ) عن نسخة أخرى: "المستهزون".

(8)

في (ك): "فتأتون".

(9)

الترمذي (5/ 539 رقم 3596) في كتاب الدعوات، باب في العفو والعافية.

ص: 28

4662 -

(4) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(إِنَّ لِلهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَإِنَّ اللهَ (1) وتْرٌ يُحِبُّ الْوتْرَ) (2). وفي لفظ آخر: (إِنَّ لِلهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ إِنَّهُ (3) وتْرٌ يُحِبُّ (4) الْوتْرَ). في بعض طرق البخاري: "لا يَحْفَظهَا (5) أَحَدٌ (6) إِلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ" ذكره في آخر "الدعوات".

4663 -

(5) مسلم. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيَعْزِمْ فِي الدُّعَاءِ وَلا يَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِي، فَإِنَّهُ لا مُسْتَكْرِهَ لَهُ)(7).

4664 -

(6) وَعَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلا يَقُلِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، وَلَكِنْ لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ، وَلْيُعَظِّمِ الرَّغْبَةَ، فَإِنَّ اللهَ عز وجل لا يَتَعَاظَمُهُ شَيءٌ أَعْطَاهُ)(8). وَفِي لَفظٍ آخَر: (لا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي (9) إِنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إنْ شِئْتَ، لِيَعْزِمْ فِي الدُّعَاءِ، فَإِنَّ اللهَ صَانِعٌ مَا شَاءَ لا مُكْرهَ لَهُ). زاد البخاري:"ارْزُقْنِي إِنْ شِئْتَ"، ولم يقل "إِنَّ اللهَ لا يَتَعَاظَمُهُ شَيءٌ أَعْطَاهُ". ذكر هذه الزيادة في كتاب "التوحيد".

(1) في (أ) و (ك): "والله"، والمثبت من "صحيح مسلم".

(2)

مسلم (4/ 2062 رقم 2677)، البخاري (5/ 354 رقم 2736)، وانظر (6410، 7392).

(3)

في (أ): "إن الله".

(4)

في (أ): "ويحب".

(5)

في حاشية (أ): "حفظها" وعليها "خـ".

(6)

في (أ): "أحدًا".

(7)

مسلم (4/ 2063 رقم 2678)، البخاري (11/ 139 رقم 6338)، وانظر (7464).

(8)

مسلم (4/ 2063 رقم 2679)، البخاري (11/ 139 رقم 6339)، وانظر (7477).

(9)

قوله: "لي" ليس في (أ).

ص: 29

4665 -

(7) مسلم. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإنْ كَانَ لا بُدَّ مُتَمَنِّيًا فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي (1) مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ (2) الْوَفَاةُ خَيرًا لِي) (3).

4666 -

(8) وَعَنْهُ قَال: لَوْلا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لَتَمَنَّيتُهُ)(4).

4667 -

(9) وَعَنْ قَيسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَال: دَخَلْنَا عَلَى خَبَّابٍ وَقَدِ اكْتَوَى سَبْعَ كَيَّاتٍ فِي بَطنِهِ، فَقَال: لَوْ مَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِهِ (5). وقال البخاري عَنْ قَيسٍ: دَخَلْنَا عَلَى خَبَّابٍ نَعُودُهُ وَقَدِ اكْتَوَى سَبْعَ كَيَّاتٍ، فَقَال: إِنَّ أَصْحَابَنَا الَّذِينَ سَلَفُوا مَضَوْا وَلَمْ تَنْقُصْهُمُ الدُّنْيَا، وَإِنَّا أَصَبْنَا مَا لا نَجِدُ لَهُ مَوْضِعًا إِلَّا التُّرَابَ، وَلَوْلا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِهِ، ثُمَّ أَتَينَاة مَرَّةً أُخْرَى وَهُوَ يَبْنِي حَائِطًا لَهُ فَقَال: إِنَّ الْمُسْلِمَ يُؤْجَرُ فِي كُلِّ شَيءٍ يُنْفِقُهُ إِلَّا فِي شَيءٍ يَجْعَلُهُ فِي هَذَا التُّرَابِ.

4668 -

(10) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لا يَتَمَنَّى (6) أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ وَلا يَدْعُ بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُ، إِنَّهُ إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ، وَإِنَّهُ لا يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ عُمْرُهُ (7) إِلَّا خَيرًا) (8). لم يخرج البخاري هذا اللفظ.

(1) في (أ): "أحميني".

(2)

في (أ): "إذا ما كانت".

(3)

مسلم (4/ 2064 رقم 2680)، البخاري (10/ 127 رقم 5671)، وانظر (7233، 6351).

(4)

انظر الحديث الذي قبله.

(5)

مسلم (4/ 2064 رقم 2681)، البخاري (10/ 127 رقم 5672)، وانظر (6349، 6350، 6430، 7234، 6431).

(6)

في (أ): "يتمن".

(7)

في (أ): "من عمره".

(8)

مسلم (4/ 2065 رقم 2682)، البخاري (1/ 93 رقم 39)، وانظر (5673، 6463، 7235).

ص: 30

4669 -

(11) وخرَّج (1) عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ أَيضًا قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الْجَنَّةَ). قَالُوا: وَلا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَال: (وَلا أَنَا إِلَّا أَنْ (2) يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ (3)، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَلا يَتَمَنَّيَنَّ (4) أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ، إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ (5) أَنْ يَزْدَادَ خَيرًا، وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَ) (6) (7). خرَّجه (8) مسلم إلَّا (9) قوله: عليه السلام "إِمَا (10) مُحْسِنًا" إلى آخره.

4670 -

(12) مسلم. عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ؛ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ)(11). زاد البخاري: فَقَالتْ لَهُ عَائِشَةُ أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ: إِنَّا لَنَكْرَهُ (12) الْمَوْتَ، قَال:(لَيسَ ذَلِكِ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللهِ وَكَرَامَتِهِ، فَلَيسَ شَيءٌ أَحَبَّ إِلَيهِ مِمَّا أَمَامَهُ، فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ وَأَحَبَّ (13) اللهُ لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بعَذَابِ اللهِ وَعُقُوبَتِهِ، فَلَيسَ شَيءٌ أَكْرَهَ إِلَيهِ مِمَّا أَمَامَهُ فَكَرِهَ لِقَاءَ اللهِ وَكَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ). قَال: وَقَال سَعِيدٌ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ سَعْدٍ (14)، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1) في (ك): "وأخرج".

(2)

قوله: "أن" ليس في (أ).

(3)

في حاشية (أ) عن نسخة أخرى: "بفضل رحمته".

(4)

في (أ): "لا يتمنى"، وعليها "خ"، وفي الحاشية:"لا يتمنين "وعليها "أصل".

(5)

في (ك): "فله".

(6)

"يستعتب" أي: يرجع عن موجب العتب عليه.

(7)

انظر الحديث الذي قبله.

(8)

في (أ): "خرّج".

(9)

في (أ): "إلى".

(10)

قوله: "إما" ليس في (ك).

(11)

مسلم (4/ 2065 رقم 2683)، البخاري (11/ 357 رقم 6507).

(12)

في (أ): "نكره".

(13)

في (ك): "فأحب".

(14)

في (أ): "سعيد" وهو تصحيف.

ص: 31

4671 -

(13) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ قَالتْ: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ). فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ أَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ فَكُلُّنَا نَكْرَهُ (1) الْمَوْتَ؟ قَال: (لَيسَ كَذَلِكِ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا بُشِّرَ بِرَحْمَةِ اللهِ وَرِضْوَانِهِ وَجَنَّتِهِ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ فَأَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا بُشِّرَ بِعَذَابِ اللهِ وَسَخَطِهِ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ وَكَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ)(2).

4672 -

(14) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ قَالتْ: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ، وَالْمَوْتُ قَبْلَ لِقَاءِ اللهِ)(3). لم يقل البخاري: "وَالْمَوْتُ قَبْلَ لِقَاءِ اللهِ"، ولا خرَّجه عن عائشة، خرَّجه عن عبادة إلا ما تقدم من قول سعيد، عن قتادة، عن زرارة.

4673 -

(15) مسلم. عَنْ شُرَيحِ بْنِ هَانِئٍ، سَمِعَ أَبَا هُرَيرَةَ يَقُولُ: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ الله لِقَاءَهُ). قَال: فَأَتَيتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ سَمِعْتُ أبَا هُرَيرَةَ يَذْكُرُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا إِنْ كَانَ كَذَلِكَ فَقَدْ هَلَكْنَا، فَقَالتْ: إِنَّ الْهَالِكَ مَنْ هَلَكَ بقَوْلِ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَا ذَاكَ؟ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ). وَلَيسَ مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا وَهُوَ يَكْرَهُ الْمَوْتَ، فَقَالتْ: قَدْ قَالهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَيسَ بِالَّذِي تَذْهَبُ إِلَيهِ، وَلَكِنْ إِذَا شَخَصَ الْبَصَرُ (4) وَحَشْرَجَ (5) الصَّدْرُ (6) وَاقْشَعَرَّ

(1) في (أ): "يكره".

(2)

مسلم (4/ 2065 - 2066 رقم 2684).

(3)

انظر الحديث الذي قبله.

(4)

"شخص البصر" معناه: ارتفاع الأجفان إلى فوق وتحديد النظر.

(5)

كذا في "مسلم"، وفي (أ) و (ك):"خشرج".

(6)

"حشرج الصدر": هي تردد النفس في الصدور.

ص: 32

الْجِلْدُ وَتَشَنَّجَتِ (1) الأَصَابِعُ (2)، فَعِنْدَ ذَلِكَ مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ الله لِقَاءَهُ (3). وخرَّج البخاري من هذا حديث أبي هريرة (4)، ولم يذكر قول عائشة في صفة المحتضر.

4674 -

(16) وخرَّج عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ أَيضًا؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (قَال اللهُ عز وجل إِذَا أَحَبَّ عَبْدِي لِقَائِي أَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ، وَإِذَا كَرِهَ لِقَائِي كَرِهْتُ لِقَاءَهُ)(5).

4675 -

(17) مسلم. عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ)(6).

4676 -

(18) وَعَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللهَ يَقُولُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي)(7). لم يقل البخاري: "وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِيَ".

4677 -

(19) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(قَال اللهُ عز وجل: إِذَا تَقَرَّبَ عَبْدِي مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَإِذَا تَقَرَّبَ مِني ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا أَوْ بُوعًا (8)، وَإِذَا أَتَانِي يَمْشِي أَتَيتُهُ هَرْوَلَةً) (7).

4678 -

(20) البخاري. عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَرْويهِ عَنْ رَبِّهِ عز وجل

(1) في (أ): "تشخبت".

(2)

"وتشنجت الأصابع": أي تقبضها.

(3)

مسلم (4/ 2066 رقم 2685).

(4)

انظر الحديث الآتي بعد هذا.

(5)

البخاري (13/ 466 رقم 7504).

(6)

مسلم (4/ 2067 رقم 2686)، البخاري (11/ 357 رقم 6508).

(7)

انظر الحديث رقم (1) في هذا الباب.

(8)

البوع: هو طول ذراعي الإنسان وعضديه وعرض صدره.

ص: 33

قَال: (إِذَا تَقَرَّبَ العَبْدُ إِلَيَّ (1) شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيهِ ذِرَاعًا، وَإِذَا تَقَرَّبَ إِليَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِذَا أَتَانِي مَاشِيًا أَتَيتُهُ هَرْوَلَةً). وذكره بإسنادٍ آخر إلى أنس عن أبي هريرة ربما ذَكرَ (2) النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم قَال:"إِذَا تَقَرَّبَ العَبْدُ مِنِّي .. " والأول أتم. خرَّجه في كتاب "التوحيد" قريبًا من آخره (3).

4679 -

(21) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (يَقُولُ اللهُ عز وجل: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلإ ذَكَرْتُهُ فِي مَلإ خَيرٍ مِنْهُ (4)، وَإِنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيهِ ذِرَاعًا، وَإِنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا اقْتَرَبْتُ إِلَيهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيتُهُ هَرْوَلَةً) (5).

4680 -

(22) مسلم. عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (يَقُولُ اللهُ عز وجل: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَأَزِيدُ (6)، وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَجَزَاءُ سَيّئَهٍ مِثْلُهَا (7) أَوْ أَغْفِرُ، وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَمَنْ أَتَانِي يَمْشيِ أَتَيتُهُ هَرْوَلَةً، وَمَنْ لَقِيَنِي بِقُرَابِ (8) الأَرْضِ خطِيئَةً لا يُشْرِكُ بِي شَيئًا لَقِيتُهُ بِمِثْلِهَا مَغْفِرَةً) (9). وَفِي رِوَايَةٍ:"فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا أَوْ أَزِيدُ (10) ". لم يخرج البخاري عن أبي ذرٍ في هذا شيئًا.

(1) في (أ): "لي".

(2)

في (أ): "ذكره".

(3)

البخاري (13/ 512 رقم 7537).

(4)

في (أ): "منهم"، وفي الحاشية عن نسخة أخرى:"منه".

(5)

مسلم (4/ 2067 - 2068 رقم 2675/ 21).

(6)

كذا في (ك) وحاشية (أ)، وفي (أ) وحاشية (ك) عن نسخة أخرى:"أو أزيد".

(7)

في (أ): "فجزاء سيئة سيئة مثلها".

(8)

"بقراب الأرض": يقارب مِلأها.

(9)

مسلم (4/ 2068 رقم 2687).

(10)

في حاشية (أ): "وأزيد".

ص: 34

4681 -

(23) مسلم. عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَادَ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ خَفَتَ فَصَارَ مِثْلَ الْفَرْخِ (1)، فَقَال لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(هَلْ كُنْتَ تَدْعُو بِشَيءٍ أَوْ تَسْأَلُهُ إِيَّاهُ). قَال: نَعَمْ، كُنْتُ أَقُولُ: اللَّهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي بِهِ فِي الآخِرَةِ فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(سُبْحَانَ اللهِ في تُطِيقُهُ أَوْ (2) في تَسْتَطِيعُهُ أَفَلا قُلْتَ: اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) قَال: فَدَعَا اللهَ تَعَالى لَهُ فَشَفَاهُ (3). وَفِي رِوَايَةٍ: "في طَاقَةَ لَكَ بِعَذَابِ اللهِ"، لم يخرج البخاري هذا الحديث.

4682 -

(24) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ (4) قَال:(إِنَّ للهِ مَلائِكَةً سَيَّاحِينَ (5) فُضُلًا يَتَّبِعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ وَحَفَّ (6) بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ حَتَّى يَمْلَؤُوا مَا بَينَهُمْ وَبَينَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ قَال: فَيَسْأَلُهُمُ اللهُ عز وجل وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: مِنْ أَينَ جِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الأَرْضِ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ، قَال: وَمَاذَا (7) يَسْأَلُونِي؟ قَالُوا (8): يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ. قَال: وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا: في أَي رَبِّ. قَال: فَكَيفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا: وَيَسْتَجِيرُونَكَ (9)،

(1) قوله: "فصار مثل الفرخ" ليس في (أ). ومعناه: ضعف.

(2)

في (ك): "و".

(3)

مسلم (4/ 2068 - 2069 رقم 2688).

(4)

قوله: "أنه" ليس في (ك).

(5)

في حاشيتي (أ) و (ك): "سيارة" وعليها في النسختين "خ". ومعناه: الذهاب في الأرض.

(6)

في (أ): "حيط"، وفي (ك):"أحيط"، والمثبت من حاشية (أ) عن نسخة أخرى.

(7)

في (أ): "ذلك".

(8)

في (ك): "قال".

(9)

"ويستجيرونك" أي: يطلبون الأمان منها.

ص: 35

قَال: وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي (1)؟ قَالُوا: مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ. قَال: وَهَلْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا. لا. قَال: فَكَيفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: وَيَسْتَغْفِرُونَكَ، قَال: فَيَقُولُ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَأَعْطَيتُهُمْ مَا سَأَلُوا، وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا. قَال: يَقُولُونَ: رَبِّ (2) فِيهِمْ فُلانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ، قَال: فَيَقُولُ: وَلَهُ قَدْ غَفَرْتُ، هُمُ الْقَوْمُ لا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ) (3). لفظ البخاري في هذا الحديث: عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ أَيضًا قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ للهِ مَلائِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللهَ تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ، قَال: فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، قَال: فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ: مَا يَقُولُ عِبَادِي؟ قَال: تَقُولُ: يُسَبِّحُونَكَ، وَيُكَبِّرُونَكَ، وَيَحْمَدُونَكَ، وَيُمَجِّدُونَكَ. قَال: فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوْنِي؟ قَال: فَيَقُولُونَ: لا، وَاللهِ مَا رَأَوْكَ، قَال: فَيَقُولُ: كَيفَ لَوْ رَأَوْنِي؟ قَال: فَيَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا لَكَ أَشَدَّ عِبَادَةً (4)، وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا، وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا، قَال: فَيَقُولُ: فَمَا يَسْأَلُونِي؟ قَال: يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ. قَال: يَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ قَال: يَقُولُونَ: لا، وَاللهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا. قَال: يَقُولُ: فَكَيفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ قَال: يَقُولُونَ: لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيهَا حِرْصًا، وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا، وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً. قَال: فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ؟ قَال: يَقُولُونَ: مِنَ النَّارِ. قَال: يَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ قَال: يَقُولُونَ لا، وَاللهِ يَا رَبِّ مَا

(1) في (ك): "يستجيروني".

(2)

في (أ): "يا رب".

(3)

مسلم (4/ 2069 - 2070 رقم 2689)، البخاري (11/ 208 - 209 رقم 6408).

(4)

في (ك): "كانوا أشد عبادة لك".

ص: 36

رَأَوْهَا (1). قَال: يَقُولُ: فَكَيفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ قَال: يَقُولُونَ: لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا، وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً. قَال: فَيَقُولُ: أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ. قَال: يَقُولُ مَلَكٌ مِنَ الْمَلائِكَةِ: فِيهِمْ فُلانٌ لَيسَ مِنْهُمْ إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ، قَال: هُمُ الْقَوْمُ لا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ. تكرر لمسلم هنا (2) حديث في أسماء الله تعالى وقد تقدم في أول كتاب "الذكر" على ترتيبه أَيضًا.

4683 -

(25) مسلم. عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيبٍ قَال: سَأَلَ قَتَادَةُ أَنَسًا أَيُّ دَعْوَةٍ كَانَ يَدْعُو بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرَ؟ قَال: كَانَ (3) أَكْثَرُ دَعْوَةٍ يَدْعُو بِهَا يَقُولُ: (اللَّهُمَّ (4) آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ (5) النَّارِ). قَال: وَكَانَ أَنَسٌ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ بِدَعْوَةٍ دَعَا بِهَا، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ بِدُعَاءٍ دَعَا بِهَا فِيهِ (6).

4684 -

(26) وَعَنْ أَنَسٍ أَيضًا قَال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ({رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ})(7)(8). لم يذكر البخاري فعل أنس في الدعاء بهذه الآية.

4685 -

(27) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (مَن قَال لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ،

(1) قوله: "رأوها" ليس في (أ).

(2)

في (ك): "فيها".

(3)

في (أ): "كانت".

(4)

في (أ): "اللهم ربنا".

(5)

قوله: "عذاب" تكرر في (أ).

(6)

مسلم (4/ 2070 رقم 2690)، البخاري (8/ 187 - 188 رقم 4522)، وانظر (6389).

(7)

سورة البقرة، آية (201).

(8)

انظر الحديث الذي قبله.

ص: 37

وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا (1) مِنَ الشَّيطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ (2) بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ (3) مِنْ ذَلِكَ، وَمَنْ قَال: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَلَوْ (4) كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ) (5).

4686 -

(28) وَعَنْ أَبِي هُرَيرَةَ أَيضًا قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَال حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ قَال مِثْلَ مَا قَال أَوْ زَادَ عَلَيهِ)(6). لم يخرج البخاري هذا، أخرج الذي قبله.

4687 -

(29) مسلم. عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(مَنْ قَال: لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مِرَّاتٍ كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ، يَعْنِي (7) مِنْ وَلَدِ إِسْمَعِيلَ) (8). قَال البخاري: "رَقَبَةً مِنْ وَلَدِ إسْمَاعِيلَ"، ولم يصل سنده به.

4688 -

(30) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ)(9).

(1) في (ك): "حرز".

(2)

في (أ): "أحد يوم القيامة".

(3)

في (أ): "بأكثر".

(4)

في (ك): "وإن"، وفي حاشية (أ):"وإن" وعليها "خ".

(5)

مسلم (4/ 2071 رقم 2691)، البخاري (6/ 338 - 339 رقم 3293)، وانظر (6403).

(6)

مسلم (4/ 2071 رقم 2692).

(7)

قوله: "يعني" ليس في (ك).

(8)

مسلم (4/ 2071 - 2072 رقم 2693)، البخاري (11/ 201 رقم 6404).

(9)

مسلم (4/ 2072 رقم 2694)، البخاري (11/ 206 رقم 6406)، وانظر (7563، 6682).

ص: 38

4689 -

(31) وَعَنْهُ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لأَنْ أَقُولَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلهِ، وَلا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ أَحَبُّ إلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيهِ الشَّمْسُ)(1). لم يخرج البخاري هذا الحديث.

4690 -

(32) مسلم. عَنْ سَعْدِ بن أَبِي وَقَّاصٍ قَال: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَال: عَلِّمْنِي كَلامًا (2) أَقُولُهُ، قَال:(قُلْ: لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، اللهُ أَكْبَرُ كَبيرًا، وَالْحَمْدُ للهِ كَثِيرًا، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَالمِينَ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ). قَال: فَهَؤُلاءِ لِرَبِّي عز وجل، فَمَا لِي؟ قَال:(قُلِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي)(3). وَفِي رِوَايَةٍ: (عَافِنِي). على الشك من الراوي. لم يخرج البخاري هذا الحديث.

4691 -

(33) مسلم. عَنْ طَارِقِ بْنِ أَشْيَمَ قَال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُ مَنْ أَسْلَمَ يَقُولُ: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي)(4). وَفِي لَفظٍ آخَر: قَال: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَسْلَمَ عَلَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصَّلاةَ، ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يَدْعُوَ بِهَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ:(اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي وَعَافِنِي وَارْزقْنِي). ولا أخرج البخاري أَيضًا هذا.

4692 -

(34) مسلم. عَنْ طَارِقٍ أَيضًا، سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ كَيفَ أَقُولُ حِينَ أَسْألُ رَبِّي؟ قَال: (قُلِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي). وَيَجْمَعُ أَصَابِعَهُ إِلَّا الإِبْهَامَ، فَإِنَّ هَؤُلاءِ تَجْمَعُ

(1) مسلم (4/ 2072 رقم 2695).

(2)

في (أ): "كلام".

(3)

مسلم (4/ 2072 رقم 2696).

(4)

مسلم (4/ 2073 رقم 2697).

ص: 39

لَكَ دُنْيَاكَ وَآخِرَتَكَ) (1). ولا أخرج البخاري أَيضًا هذا الحديث.

4693 -

(35) مسلم. عَنْ سَعْدِ بْنِ أبِيِ وَقَّاصٍ قَال: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَال: (أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ). فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ كَيفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَال: (يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ وَيُحَطُّ (2) عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ) (3). ولا أخرج البخاري أَيضًا هذا الحديث.

4694 -

(36) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عَلَيهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْن أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَينَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ (4) الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ) (5). ولا أخرج البخاري أيضًا (6) هذا الحديث، إلا في المعونة والستر وتنفيس الكربة فإنه أخرجه من حديث ابن عمر (7).

(1) انظر الحديث الذي قبله.

(2)

في (ك): "تحط".

(3)

مسلم (4/ 2073 رقم 2698).

(4)

في (ك): "وغشيهم".

(5)

مسلم (4/ 2074 رقم 2699).

(6)

قوله: "أيضًا" ليس في (ك).

(7)

انظر الحديث رقم (4527).

ص: 40

4695 -

(37) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:(لا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عز وجل إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيهِمُ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ عز وجل فِيمَنْ عِنْدَهُ)(1). ولا أخرج البخاري أَيضًا هذا الحديث.

4696 -

(38) مسلم. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَال: خَرَجَ مُعَاويَةُ عَلَى حَلْقَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَقَال: مَا أَجْلَسَكُمْ؟ قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللهَ. قَال: آللهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ؟ قَالُوا: وَاللهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ (2). قَال: أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَمَا كَانَ أَحَدٌ بِمَنْزِلَتِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَقَلَّ عَنْهُ حَدِيثًا (3) مِنِّي، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَال:(مَا أَجْلَسَكُمْ؟ ). قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلإِسْلامِ وَمَنَّ بِهِ عَلَينَا. قَال: (آللهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ؟ ). [قَالُوا: وَاللهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ](4). قَال: (أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَلَكِنَّهُ (5) أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللهَ عز وجل يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلائِكَةَ) (6). ولا أخرج البخاري أَيضًا هذا الحديث.

4697 -

(39) مسلم. عَنِ الأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (إِنَّهُ لَيُغَان (7) عَلَى قَلْبِي وَإِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ) (8).

4698 -

(40) وَعَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَال: سَمِعْتُ [الأَغَرَّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ

(1) مسلم (4/ 2074 رقم 2700).

(2)

في (ك): "ذلك".

(3)

في (ك): "حديثًا عنه".

(4)

ما بين المعكوفين ليس في (أ) و (ك)، والمثبت من "صحيح مسلم".

(5)

في (ك): "ولكن".

(6)

مسلم (4/ 2075 رقم 2701).

(7)

"ليغان" الغين: التغطية، وأراد ما يغشاه عليه السلام من بعض العوارض الشاغلة، فيفرغ بعد ذلك إلى الله ويستغفره.

(8)

مسلم (4/ 2075 رقم 2702).

ص: 41

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1): (يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللهِ، فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ)(2). وقال البخاري: "سَبْعِينَ مَرَّةً". ولم يخرج البخاري حديث: "إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي".

4699 -

(41) وخرَّج عَنْ أَبي هُرَيرَةَ] (3)، ولَمْ يُخرجهُ مسلم قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (وَاللهِ إِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً)(4).

4700 -

(42) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللهُ عَلَيهِ)(5). (6) لم يخرج البخاري هذا الحديث.

4701 -

(43) مسلم. عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيَّ قَال: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَجَعَلَ النَّاسُ يَجْهَرُونَ بِالتَّكْبِيرِ، فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (7):(يَا أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا (8) عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِنَّكُمْ لَسْتُمْ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلا غَائِبًا، إِنَّكُمْ تَدْعُونَهُ سَمِيعًا قَرِيبًا وَهُوَ مَعَكُمْ). قَال: وَأَنَا خَلْفَهُ، وَأَنَا أَقُولُ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، فَقَال:(يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيسٍ أَلا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ ). فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَال: (قُلْ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ)(9).

(1) في (ك): "وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم".

(2)

انظر الحديث الذي قبله.

(3)

ما بين المعكوفين جاء ملحقًا في هامش (أ)، ولم تظهر بعض كلماته.

(4)

البخاري (11/ 101 رقم 6307).

(5)

مسلم (4/ 2076 رقم 2703).

(6)

في حاشية (ك): "بلغ مقابلة".

(7)

قوله: "النبي صلى الله عليه وسلم" ليس في (ك).

(8)

"أربعوا": ارفقوا بأنفسكم واخفضوا أصواتكم.

(9)

مسلم (4/ 2076 رقم 2704)، البخاري (6/ 135 رقم 2992)، وانظر (4205، 6384، 6409، 6610، 7386).

ص: 42

وقال البخاري في بعض طرقه: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، وَقَال:"سَمِيعًا بَصِيرًا قَرِيبًا".

4702 -

(44) مسلم. عَنْ أَبِي مُوسَى أَيضًا، أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُمْ يَصْعَدُونَ فِي ثَنِيَّةٍ، قَال: فَجَعَلَ رَجُلٌ كُلَّمَا عَلا ثَنِيَّةً نَادَى: لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، قَال: فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّكُمْ لا تُنَادُونَ أَصَمَّ وَلا غَائِبًا). قَال: فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (يَا أَبَا مُوسَى أَوْ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيسٍ أَلا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ ). قُلْتُ: مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَال: (لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ)(1). وفي طريق آخر: (وَالَّذِي تَدْعُونَهُ (2) أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ عُنُقِ رَاحِلَتهِ) (3). ولم يذكر البخاري ما في هذا الطريق: "وَالَّذِي تَدْعُونَهُ" إلى آخره. وفي بعض طرقه: عَنْ أَبِي مُوسَى أَيضًا: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزَاةٍ فَجَعَلْنَا لا نَصْعَدُ شَرَفًا (4) وَلا نَعْلُو شَرَفًا وَلا نَهْبِطُ فِي وَادٍ إِلَّا رَفَعْنَا أَصْوَاتَنَا بِالتَّكْبِيرِ

الحديث. وفي أخرى: ثُمَّ أَتَى عَلَيَّ وَأَنَا أَقُولُ فِي نَفْسِي: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِا للهِ، قَال: فَدَنَا مِنَّا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَإِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلا غَائِبًا، إِنَّمَا تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا). ثُمَّ قَال: (يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيسٍ أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً هِيَ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ). وفي أُخرى: وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَغْلَتِهِ. وفي أخرى: أَنَّ ذلِكَ كَانَ فِي غَزوةِ خَيبَر.

4703 -

(45) وخرَّج مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ قَال: كُنَّا إِذَا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا وَإِذَا نَزَلْنَا

(1) انظر الحديث الذي قبله.

(2)

في (أ): "لا تدعونه".

(3)

في (أ): "راحلة".

(4)

الشرف: العلو والمكان المرتفع.

ص: 43

سَبَّحْنَا (1).

4704 -

(46) مسلم. عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، أَنَّهُ قَال لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاتي، قَال:(قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَبِيرًا، وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)(2). وَفِي رِوَايَةٍ: "كَثِيرًا" بدل: "كَبِيرًا (3) ". وفي أخرى: أَدْعُو بِهِ فِي صَلاتي وَفِي بَيتِي. لم (4) يقل البخاري: وَفِي بَيتِي".

4705 -

(47) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو بِهَؤُلاءِ الدَّعَوَاتِ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ (5)، وَفِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ، وَأَعُوذُ بكَ مِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، اللَّهُمَّ نَقِّ قَلْبِي مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَينِي وَبَينَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَينَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ فَإِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ (6) وَالْهَرَمِ وَالْمَأْثَمِ (7) وَالْمَغْرَمِ) (8) (9). وفي بعض طرق البخاري:(اللَّهُمَّ اغْسِلْ قَلْبِي بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنَ الْخَطَايَا .. ). الحديث.

(1) البخاري (6/ 135 رقم 2993)، وانظر (2994).

(2)

مسلم (4/ 2078 رقم 2705)، البخاري (2/ 317 رقم 834)، وانظر (6326، 7388).

(3)

في (أ): "كثيرًا".

(4)

في (أ): "ولم".

(5)

في (أ): "القبر".

(6)

في (أ): "شر الكسل" ووضع على "شر": "خ".

(7)

"المأثم": هو الأمر الذي يأثم به الإنسان، أو هو الإثم نفسه.

(8)

"المغرم": هو الدَّينُ.

(9)

مسلم (4/ 2078 - 2079 رقم 589)، البخاري (2/ 317 رقم 832)، وانظر (833، 2397، 6368، ، 6376، 6375، 7129).

ص: 44

4706 -

(48) مسلم. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ)(1). وَفِي لَفظٍ آخَر: كَانَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو بِهَؤُلاءِ الدَّعَوَاتِ: (اللهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ وَالْكَسَلِ وَأَرْذَلِ الْعُمُرِ (2) وَعَذَابِ الْقَبْرِ وَفِتنةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ). زاد البُخَارِيّ: "وَفِتنةِ الدَّجَّالِ"، ولم يقل:"شَرِّ".

4707 -

(49) وخرَّج عَنْ أَنَسٍ أَيضًا؛ أَنَّ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَال لأَبِي طَلْحَةَ: (الْتَمِسْ لِي غُلامًا مِنْ غِلْمَانِكُمْ يَخْدُمُنِي حَتَّى أَخْرُجَ إِلَى خَيبَرَ). فَخَرَجَ بِي أَبُو طَلْحَةَ مُرْدِفُنِي وَأَنَا غُلامٌ رَاهَقْتُ الْحُلُمَ (3)، فَكُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا نَزَلَ، فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ كَثِيرًا يَقُولُ:(اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ وَضَلَع الدَّينِ (4) وَغَلَبَةِ الرّجَالِ). ثمَّ قَدِمْنَا خَيبَرَ فَلَمَّا فَتَحَ الله عَلَيهِ الْحِصْنَ ذُكِرَ لَهُ جَمَالُ صَفِيَّةَ

، وذكر الحديث. خرَّجه (5) في باب "من غزا (6) بصبي للخدمة". وقال في كتاب "النكاح": أَنَّهُ كَانَ ابْنَ عَشْرِ سِنِينَ مَقْدَمَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، قَال (7): فَخَدَمْتهُ عَشْرَ سِنِينَ، وَتُوُفِّيَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً (8).

(1) مسلم (4/ 2079 رقم 2706)، البُخَارِيّ (6/ 36 رقم 2823)، وانظر (4707، 6367، 6371).

(2)

"أرذل العمر" أي: آخره، في حال الكبر والعجز والخرف.

(3)

"راهقت الحلم": راهق الغلام فهو مراهق إذا قارب الحلم.

(4)

"ضلع الدين": أي ثقله.

(5)

البُخَارِيّ (6/ 86 - 87 رقم 2893).

(6)

في (أ): "غدًا".

(7)

قوله: "قال" ليس في (أ).

(8)

البُخَارِيّ (9/ 230 رقم 5166)، وانظر (4791، 4793، 4792، 4794، 5154، 5168، 5163، 6238، 5466، 5171، 5170، 6239، 6271، 7421).

ص: 45

4708 -

(50) مسلم. عَنْ سُفْيَانِ بْنِ عُيَينَةَ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ سُوءِ الْقَضَاءِ وَمِنْ دَرَكِ الشَّقَاء (1) وَمِنْ شَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ (2) وَمِنْ جَهْدِ الْبَلاءِ (3). قَال سُفْيَانُ بْنُ عُيَينَةَ: أَشُكُّ أَنِّي زِدْتُ وَاحِدَةً (4). وقال البُخَارِيّ: قَال سُفْيَانُ: الحَديثُ ثَلاث زِدْتُ أَنَا وَاحِدةً لا أَدْرِي أيَّتَهُنَّ هِي. وفي بعض طرقه: (تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ جَهْدِ الْبَلاءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ). ذكر هذا في كتاب "القَدَر".

4709 -

(51) مسلم. عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ السُّلَمِيَّةَ قَالتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (مَنْ نَزَلَ مَنْزِلَا فَقَال (5): أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ (6) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ يَضُرَّهُ شَيءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ) (7). وَفِي لفظ آخَر: (إِذَا نَزَلَ أَحَدُكُمْ مَنْزِلًا فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، فَإِنهُ لا يَضُرُّهُ شَيءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْهُ). لم يخرج البُخَارِيّ هذا الحديث، ولا أخرج عن خولة بنت حكيم شيئًا.

4710 -

(52) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، أَنَّهُ قَال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ مَا لَقِيتُ مِنْ عَقْرَبٍ لَدَغَتْنِي الْبَارِحَةَ، فَقَال: (أما إِنَّكَ

(1)"درك الشقاء" أي: أعوذ بك أن يدركني الشقاء.

(2)

"شماتة الأعداء": هي فرح العدو ببلية تنزل بعدوه.

(3)

"جهد البلاء" فُسِّر بقلة المال وكثرة العيال، وقبل: هي الحال الشاقة.

(4)

مسلم (4/ 2080 رقم 2707)، البُخَارِيّ (11/ 148 رقم 6347)، وانظر (6616).

(5)

قوله: "قال" ليس في (أ).

(6)

"التامات": الكاملات التي لا يدخل فيها نقص ولا عيب، وقيل: النافعة الشافية.

(7)

مسلم (4/ 2080 - 2081 رقم 2708).

ص: 46

لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيتَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرّ مَا خَلَقَ لَمْ تَضُرَّكَ) (1). ولا أخرج البُخَارِيّ أَيضًا هذا الحديث.

4711 -

(53) مسلم. عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيمَنِ، ثُمَّ قُلِ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيكَ (2)، وَفَوَّضْتُ أَمْري إِلَيكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إلَيكَ (3)، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيكَ، لا مَلْجَأَ وَلا مَنجَا مِنْكَ إلا إِلَيكَ، آمَنْتُ (4) بِكِتَابِكَ الذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الذِي أَرْسَلْتَ، وَاجْعَلْهُنَّ مِنْ آخِرِ كَلامِكَ، فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيلَتِكَ مُتَّ وَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ (5) ". قَال: فَرَدَّدْتُهُنَّ لأَسْتَذْكِرَهُنَّ، فَقُلْتُ: آمَنْتُ بِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، قَال:"قُلْ: آمَنْتُ بِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ". (6). وقال البُخَارِيّ: "واجْعَلْهُن آخِرَ مَا تَقُولُ"، ولم يقل:"مِنْ".

4712 -

(54) مسلم. عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ (7) أَيضًا؛ أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ رَجُلًا إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيلِ أَنْ يَقُولَ: (اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيكَ وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيكَ، وَفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيكَ لا مَلْجَأَ وَلا مَنْجَا مِنْكَ إلا إلَيكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الذِي أَنْزَلْتَ،

(1) مسلم (4/ 2081 رقم 2709).

(2)

"أسلمت وجهي إليك" أي: استسلمت وجعلت نفسي منقادة لك طائعة لحكمك.

(3)

"ألجأت ظهري إليك": أي: توكلت عليك واعتمدت في أمرى كله كما يعتمد الإنسان بظهره إلى ما يسنده.

(4)

في (أ): "اللهمَّ آمنت".

(5)

"الفطرة": الإِسلام.

(6)

مسلم (4/ 2081 - 2082 رقم 2710)، البُخَارِيّ (1/ 357 رقم 247)، وانظر (6311، 6313، 6315، 7488).

(7)

قوله: "عازب" ليس في (ك).

ص: 47

وَبِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مَاتَ مَاتَ عَلَى الْفِطْرَةِ) (1). وقال في طريق آخر:(فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيلَتِكَ مُتَّ عَلَى الْفِطرَةِ، وَإِنْ أَصْبَحْتَ أَصَبْتَ خَيرًا). [في بعض طرق البُخَارِيّ: "وَإِنْ أَصْبَحْتَ أَصَبْتَ أَجْرًا". ذكره](2) في "التوحيد". وقال في طرقه كلها: "وَنَبِيِّكَ الَّذِي أرْسَلْتَ"، إلَّا ما كان من قول البراء في استذكاره الحديث فإنَّه قال فيه: وَرَسُولِكَ كما قال مسلم.

4713 -

(55) وخرَّج البُخَارِيّ أَيضًا، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ نَامَ عَلَى شِقهِ الأَيمَنِ، ثُمَّ قَال:(اللهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيكَ، وَأَلْجَأتُ ظَهرِي إِلَيكَ، رَغْبَةً وَرَهبةً إِلَيكَ، لا مَنْجَا وَلا مَلْجَأَ مِنْكَ إلا إِليكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ (3) الذِي أَرْسَلْتَ). وَقَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَالهُنَّ ثُمَّ مَاتَ تَحْتَ لَيلَتِهِ مَاتَ عَلَى الْفِطرَةِ). خرَّجه البُخَارِيّ كما خرجه مسلم، وخرَّجه أَيضًا من فعل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.

4714 -

(56) مسلم. عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ قَال:(اللهُمَّ بِاسْمِكَ أَحْيَا وَبِاسْمِكَ أَمُوتُ). وَإِذَا اسْتَيقَظَ قَال: (الْحَمْدُ لله الذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا (4) وَإِلَيهِ النُّشُورُ) (5)(6).

4715 -

(57) خرَّجه البُخَارِيّ مِنْ حَدِيثِ حُذَيفَةَ قَال: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا

(1) انظر الحديث الذي قبله.

(2)

ما بين المعكوفين تكرر في (أ).

(3)

في (أ): "نبيك".

(4)

"أماتنا" المراد بأماتنا النوم.

(5)

"النشور": الإحياء للبعث يوم القيامة.

(6)

مسلم (4/ 2083 رقم 2711).

ص: 48

أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيلِ وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ خَدِّهِ ثُمَّ يَقُولُ .. بمثله (1). وَفِي آخر: وَإِذَا (2) قَامَ بدل إِذَا اسْتَيقَظَ. وفِي آخَر: إِذَا أَصْبَحَ، وخرَّجه (3) مثله (4) مِن حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ أَيضًا وقال: إِذَا اسْتَيقَظَ (5).

4716 -

(58) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنهُ أَمَرَ رَجُلًا إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ قَال:(اللهمَّ خلَقْتَ نَفْسِي وَأَنْتَ تَوَفاهَا (6) لَكَ مَمَاتُهَا وَمَحْيَاهَا، إِنْ أَحْيَيتَهَا فَاحْفَظْهَا، وَإنْ أَمَتَّهَا فَاغْفِرْ لَهَا، اللَّهمَّ أَسْأَلُكَ (7) الْعَافِيَةَ). فَقَال لَهُ رَجُلٌ: أَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ عُمَرَ؟ فَقَال: سَمِعْتُهُ مِنْ خَيرٍ مِنْ عُمَرَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (8). لم يخرج البُخَارِيّ هذا الحديث، خرَّج بعضه من حديث أبي هريرة وسيأتي إن شاء الله (9).

4717 -

(59) وخرَّج أَيضًا عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيلَةٍ جَمَعَ كَفَّيهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهمَا:{قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ} وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَاسِ} ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفعَلُ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ (10). خرَّجه في باب "فضل المعوذات"، وخرَّجه في كتاب

(1) البُخَارِيّ (11/ 131 رقم 6312)، وانظر (6314، 7394، 6324).

(2)

في (أ): "إذا".

(3)

في (ك): "خرجه".

(4)

قوله: "مثله" ليس في (ك).

(5)

البُخَارِيّ (11/ 130 رقم 6325)، وانظر (7395).

(6)

في (ك): "تتوفاها".

(7)

في "مسلم": "إني أسألك"

(8)

مسلم (4/ 2083 رقم 2712).

(9)

انظر الحديث رقم (63) في هذا الباب.

(10)

البُخَارِيّ (9/ 62 رقم 5017)، وانظر (5748، 6319).

ص: 49

"الطب والرقي"(1)، وقال: قَالتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا اشْتَكَى كَانَ يَأْمُرُنِي أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ بِهِ. وَقَال: قَال يُونُسُ: كُنْتُ أَرَى ابْنَ شِهَابٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ إِذَا أَتَى إِلَى فِرَاشِهِ.

4718 -

(60) مسلم. عَنْ سُهَيلِ (2) بْنِ أَبِي صَالِح قَال: كَانَ أَبُو صَالِحٍ يَأْمُرُنَا إِذَا أَرَادَ أَحَدُنَا أَنْ يَنَامَ إنْ يَضْطَجِعَ عَلَى شِقِّهِ الأَيمَنِ، ثُمَّ يَقُولُ:(اللهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الأَرْضِ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلّ شَيءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلّ شَيءٍ أَنت آخِذٌ بِنَاصِيَتهِ (3)، اللَّهُمَّ أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيسَ دُونَكَ شَيْءٌ اقْضِ عَنَّا الدَّينَ وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ). وَكَانَ يَرْوى ذَلِكَ عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. (4). لم يخرج البُخَارِيّ هذا الحديث.

4719 -

(61) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُنَا إِذَا أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا أَنْ نَقُولَ بِمِثْلِه. وَقَال: (مِنْ شَرِّ كُلّ دَابَّةٍ أَنْتَ أخِذٌ بِنَاصِيَتهَا)(5).

4720 -

(62) وَعَنْهُ قَال: أَتَتْ فَاطِمَةُ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَسْأَلُهُ خَادِمًا فَقَال لَهَا: (قُولِي: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْع .. ) بِمِثْلِ حَدِيثِ سُهَيلٍ (2) عَنْ أبِيهِ (6). ولم يخرجه البُخَارِيّ.

(1) في (ك): "وفي الرقى".

(2)

في (أ): "سهل" وهو خطأ.

(3)

"كل شيء أَنْتَ أخذ بناصيته" أي من شر كل شيء من المخلوقات.

(4)

مسلم (4/ 2084 رقم 2713).

(5)

انظر الحديث الذي قبله.

(6)

انظر الحديث رقم (60) في هذا الباب.

ص: 50

4721 -

(63) مسلم. عَنْ أَبي هُرَيرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال:(إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَأْخُذْ دَاخِلَةَ إِزَارِهِ (1) فَلْيَنْفُضْ بِهَا فِرَاشَهُ وَلْيُسَمِّ الله تَعَالى، فَإِنهُ لا يَعْلَمُ مَا خَلَفَهُ بَعْدَهُ (2) عَلَى فِرَاشِهِ، فَإذَا أَرَادَ أَنْ يَضْطَجِعَ فَلْيَضْطَجِعْ عَلَى شِقِّهِ الأَيمَنِ وَلْيَقُلْ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبي لَكَ وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ) (3). وَفِي رِوَايَةِ:(ثُمَّ لْيَقُلْ بِاسْمِكَ رَبّي وَضَعْتُ جَنْبِي فَإِنْ أَحْيَيتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا). وقال البُخَارِيّ: (فَلْيَنْفُضْهُ بِصَنِفَةِ (4) ثَوْبِهِ (5) ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَلْيَقُلْ: بِاسْمِكَ رَبّي وَضَعْتُ جَنْبِي"، ولم يقل: "سُبْحَانَكَ"، ولا قال: "وَلْيُسَمِّ (6) اللَّهَ".

4722 -

(64) مسلم. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَال: (الْحَمْدُ لله الذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَكَفَانَا وَآوَانَا فَكَمْ مِمَّنْ لا كَافِيَ لَهُ وَلا مُؤْويَ)(7). لم يخرج البُخَارِيّ هذا الحديث.

4723 -

(65) وخرَّج عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَال: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ (8) في الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ، يَقُولُ:(إِذَا هَمَّ (9) أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَينِ مِنْ غَيرِ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلِ: اللهُمَّ إِنِّي

(1)"داخلة إزاره": ما يلي داخل الجسد منه.

(2)

في (ك): "بعد".

(3)

مسلم (4/ 2084 - 2085 رقم 2714)، البُخَارِيّ (11/ 125 - 126 رقم 6320)، وانظر (7393).

(4)

في (أ): "بصنيفة"، وفي (ك):"بصيفة"، والمثبت من"البُخَارِيّ".

(5)

"بصنفة ثوبه": هي الحاشية التي تلي الجلد.

(6)

في (أ): "يسمِّ".

(7)

مسلم (4/ 2085 رقم 2715).

(8)

"الاستخارة" استخار الله: طلب منه الخيرة. والمراد طلب خير الأمرين لمن احتاج إلى أحدهما.

(9)

المراد بالهمّ: العزيمة.

ص: 51

أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيرٌ لِي في دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أَوْ قَال: في عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي في دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أَوْ قَال: في عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِيَ الْخَيرَ حَيثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ (1). قَال: ويسَمِّي حَاجَتَهُ) (2). خرَّجه في كتاب "الصلاة" في باب "ما جاء في التطوع مثنى مثنى" وخرَّجه في "الأدعية" أَيضًا وفي كتاب "التوحيد، قال (3) في "إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هَذَا الأَمْرَ، ثُمَّ يُسَمِّيهِ بِعَينهِ".

4724 -

(66) مسلم. عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الأَشْجَعِيِّ قَال: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَمَّا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو الله (4) بِهِ؟ قَالتْ: كَانَ يَقُولُ: (اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ وَمِنْ (5) شَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ) (6). لم يخرج البُخَارِيّ هذا الحديث.

4725 -

(67) مسلم. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: (اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيكَ أَنَبْتُ (7) وَبِكَ خَاصَمْتُ (8)، اللهُمَّ إِنِّي (9) أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ لا إِلَهَ إلا أَنْتَ أَنْ تُضِلِّنِي أَنْتَ الْحَيُّ

(1)"رضني به" أي: اجعلني به راضيًا.

(2)

البُخَارِيّ (3/ 48 رقم 1162)، وانظر (6382، 7390).

(3)

قوله: "قال" ليس في (أ).

(4)

في (أ): "يدعو به".

(5)

قوله: "ومن" ليس في (أ).

(6)

مسلم (4/ 2085 رقم 2716).

(7)

"وإليك أنبت" أي: أقبلت بهمتي وطاعتي وأعرضت عما سواك.

(8)

"وبك خاصمت" أي: بك أحتج وأدافع وأقاتل.

(9)

قوله: "إنِّي" ليس في (ك).

ص: 52

الَّذِي لا يَمُوتُ وَالْجِنُّ وَالإِنْسُ يَمُوتُونَ) (1).

4726 -

(68) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا كَانَ في سَفَرٍ فَأَسْحَرَ (2) يَقُولُ:(سَمَّعَ سَامِعٌ (3) بِحَمْدِ اللهِ وَحُسْنِ بَلائِهِ عَلَينَا رَبَّنَا صَاحِبْنَا، وَأَفْضِلْ عَلَينَا عَائِذًا بِاللهِ مِنَ النَّارِ) (4). لم (5) يخرج البُخَارِيّ هذا الحديث.

4727 -

(69) مسلم. عَنْ أَبِي مُوسَى الأشْعَرِيِّ، عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنهُ كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ:(اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطيئِتي وَجَهْلِي وَإِسْرَافِي (6) في أَمْرِي وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بهِ مِنِّي، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي جِدِّي وَهَزْلِي وَخَطَئِي وَعَمْدِي وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي، اللَهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ) (7).

في بعض طرق البخاري: "وَجَهْلِي وهَزْلِي".

4728 -

(70) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي (8) دُنْيَايَ الَّتِي (9) فِيهَا

(1) مسلم (4/ 2086 رقم 2717)، البُخَارِيّ (3/ 3 رقم 1120)، وانظر (6317، 7385، 7499، 7442).

(2)

"فأسحر" أي انتهى إلى السحر، وهو آخر الليل.

(3)

"سمَّع سامع" بفتح الميم المشددة، ومعناه: بلَّغ سامع قولي هذا لغيره، وضبطت بكسر الميم أي: ليسمع سامع وليشهد شاهد على حمدنا لله.

(4)

مسلم (4/ 2086 رقم 2718).

(5)

في (ك): "ولم".

(6)

الإسراف: مجاوزة الحد.

(7)

مسلم (4/ 2087 رقم 2719)، البُخَارِيّ (11/ 196 رقم 6398)، وانظر (6399).

(8)

قوله: "لي" ليس في (ك).

(9)

في (أ): "الذي".

ص: 53

مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي في كُلِّ خَيرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ) (1). لم يخرج البخاري هذا الحديث.

4729 -

(71) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أَنه كَانَ يَقُولُ:(اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى)(2). وَفِي رِوَايَةٍ: (وَالْعِفةَ). ولا أخرج البُخَارِيّ أَيضًا هذا الحديث.

4730 -

(72) مسلم. عَنْ زَيدِ بْنِ أَرْقَمَ قَال: لا أقُولُ لَكُمْ إلا كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ، كَانَ يَقُولُ (3):(اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَالْهَرَمِ (4) وَعَذَابِ الْقَبْرِ، اللهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا (5) أَنْتَ خَيرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا) (6). لم يخرج البخاري هذا الحديث.

4731 -

(73) وخرج عَنْ أَنَسٍ قَال: كُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كُلَّمَا نَزَلَ (7)، فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ يُكْثِرْ أَنْ يَقُولَ:(اللهمَّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ (8) وَالْحَزَنِ

(1) مسلم (4/ 2087 رقم 2720).

(2)

مسلم (4/ 2087 رقم 2721).

(3)

في (أ): "يقول قال كان يقول".

(4)

قوله: "والهرم" ليس في (أ).

(5)

"وزكها" أي: طهرها.

(6)

مسلم (4/ 2088 رقم 2722).

(7)

في (أ): "نزلت".

(8)

في (أ): "الهرم".

ص: 54

وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ وَضَلَع الدَّينِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ). زاد في آخر: (وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وأَعُوذَ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ)(1).

4732 -

(74) وَعَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَال: كَانَ سَعدٌ يَأْمُرُنَا بِخَمْسٍ وَيَذْكُرُهُنَّ عَنِ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بِهِنَّ: (اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ أنْ أُرَدَّ (2) إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا -يَعْنِي فِتْنَةَ الدَّجَّالِ-، وَأعُوذ بِكَ مِن عَذَابِ الْقَبْرِ) (3). خرَّجه مسلم من حديث أنس وغيره (4). وفي بعض طرق البُخَارِيّ: عَنْ سَعْدٍ في هَذَا الحَدِيثِ، كَانَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا هَؤلاءِ الْكَلِمَاتِ كَمَا يُعَلِّمَ الْكِتَابَةَ. وفي بعضها: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْهُنَّ دُبُرَ (5) الصَّلاةِ.

4733 -

(75) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَمْسَى قَال: (أَمْسَينَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ لله وَالْحَمْدُ لله لا إِلَهَ إلا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِير، اللهمَّ أَسْأَلُكَ خَيرَ هَذِهِ اللَّيلَةِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ اللَّيلَةِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهَا، اللهُمَّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَسُوءِ الْكِبَرِ (6)، اللهُمَّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ في النَّارِ وَعَذَابٍ في الْقَبْرِ) (7). وفي لفظ آخر: (أَسْأَلُكَ خَيرَ مَا في هَذِهِ اللَّيلَةِ، وَخَيرَ مَا بَعْدَهَا،

(1) انظر الحديث رقم (49) في هذا الباب.

(2)

في (ك): "من أن أرد".

(3)

البُخَارِيّ (11/ 174 رقم 6365)، وانظر (2822، 6370، 6374، 6390).

(4)

تقدمت روايته في هذا الباب قبل قليل.

(5)

في (أ): "دبر كل صلاة".

(6)

"سوء الكبر": الهرم والخرف والرد إلى أرذل العمر.

(7)

مسلم (4/ 2088 رقم 2723).

ص: 55

وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا في هَذِهِ اللَّيلَةِ، وَشَر مَا بَعْدَهَا، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَسُوءِ الْكِبَرِ، رَبِّ (1) أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ في النَّارِ وَعَذَابٍ في الْقَبْرِ) وَإِذَا أَصْبَحَ قَال مِثْلَ ذَلِكَ أَيضًا:(أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لله). وفي آخر: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَمْسَى قَال: (أَمْسَينَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ لله وَالْحَمْدُ لله (2) لا إِلَهَ إلا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيرِ هَذِهِ اللَّيلَةِ وَخَيرِ مَا فِيهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ وَسُوءِ الْكِبَرِ وَفِتْنَةِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْقَبْرِ). لم يخرج البُخَارِيّ هذا الحديث، إلَّا التعوذ من الكسل وما بعده، فإنَّه ذكره من حديث أنس وغيره (3) ولم يوقت.

4734 -

(76) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:(لا إِلَهَ إلا الله وَحْدَهُ أعَزَّ جُنْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَغَلَبَ الأَحْزَابَ (4) وَحْدَهُ فَلا شَيءَ بَعْدَهُ) (5).

4735 -

(77) وَعن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَال: قَال لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (قُلِ: اللَّهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي (6)، وَاذْكُرْ بِالْهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَالسَّدَادِ سَدَادَ

(1) قوله: "رب" ليس في (ك).

(2)

قوله: "لله" ليس في (ك).

(3)

تقدمت روايتهم قبل قليل.

(4)

"غلب الأحزاب وحده" أي: قبائل الكفار المتحزبين عليهم. وحده: أي من غير قتال الآدميين. بل أرسل عليهم ريحًا وجنودًا لم تروها.

(5)

مسلم (4/ 2089 رقم 2724)، البُخَارِيّ (7/ 406 رقم 4114).

(6)

"سددني": وفقني واجعلني مصيبًا في جميع أموري مستقيمًا.

ص: 56

السَّهْمِ) (1). وَفِي رِوَايَةٍ: (قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالسَّدَادَ .. ) بِمِثْلِهِ. لم يخرج البُخَارِيّ هذا الحديث.

4736 -

(78) وخرَّج عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: حَدِّثِ النَّاسَ كُلَّ جُمُعَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ أَبيتَ فَمَرَّتَينِ، فَإِنْ أَكْثَرْتَ فَثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَلا تُمِلَّ (2) النَّاسَ هَذَا الْقُرْآنَ، وَلا أُلْفِيَنَّكَ تَأْتِي الْقَوْمَ (3) وَهُمْ في حَدِيثٍ مِنْ حَدِثِيهِمْ فَتَقُصُّ عَلَيهِمْ فَتَقْطَعُ عَلَيهِمْ حَدِيثَهُمْ فَتُمِلُّهُمْ، وَلَكِنْ أنْصِتْ فَإِذَا أَمَرُوكَ فَحَدِّثْهُمْ وَهُمْ يَشْتَهُونَهُ، وَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ، فَإِنِّي (4) عَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ (5) لا يَفْعَلُونَ (6) إلَّا ذَلِكَ (7).

4737 -

(79) مسلم. عَنْ جُوَيرِيَةَ بِنْتِ الحَارِثِ زَوْجِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم؛ أَنَّ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم (8) خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ في مَسْجِدِهَا (9)، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِيَ جَالِسَةٌ، فَقَال:(مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيهَا؟ ). قَالتْ (10): نَعَمْ قال النبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بمَا قُلْتِ مُنْذُ (11) الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفَسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ) (12). وفي لفظ

(1) مسلم (4/ 2090 رقم 2725).

(2)

في (أ): "تملل".

(3)

في (أ): "النَّاس"، وفي الحاشية:"القوم" وعليها "خ".

(4)

في (أ): "وإني".

(5)

في (ك): "فإنِّي عهدت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم".

(6)

في (ك): "لا يفعلون ذلك"، وفي رواية أبي ذر:"يعني لا يفعلون إلَّا ذلك الاجتناب".

(7)

البُخَارِيّ (11/ 138 رقم 6337).

(8)

قوله: "أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم" ليس في (أ).

(9)

"مسجدها" أي: موضع صلاتها.

(10)

في (أ): "فقالت".

(11)

في (أ): "مثل".

(12)

مسلم (4/ 2090 رقم 2726).

ص: 57

آخر: (سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، سُبْحَانَ اللهِ رِضَا نَفْسِهِ، سُبْحَانَ اللهِ زِنَةَ عَرْشِهِ، سُبْحَانَ اللهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ) لم يخرج البُخَارِيّ هذا الحديث.

4738 -

(80) مسلم. عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ؛ أَن فَاطِمَةَ اشْتَكَتْ مَا تَلْقَى مِنَ الرَّحَى في يَدِهَا، وَأَتَى النبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَبْيٌ فَانْطَلَقَتْ فَلَمْ تَجِدْهُ، وَلَقِيَتْ عَائِشَةَ فَأَخْبَرَتْهَا، فَلَمَّا جَاءَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ بِمَجِيءِ فَاطِمَةَ إِلَيهِ، فَجَاءَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إِلَينَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا فَذَهَبْنَا نَقُومُ، فَقَال النبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(عَلَى مَكَانِكُمَا فَقَعَدَ بَينَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمِهِ عَلَى صَدْرِي، ثُمَّ قَال: (أَلا أُعَلِّمُكُمَا خَيرًا (1) مِمَّا سَأَلْتُمَا (2)، إِذَا أَخَذتمَا مَضَاجِعَكُمَا أَنْ تُكبَرَا الله أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ، وَتُسَبِّحَاهُ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَتَحْمَدَاهُ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، فَهْوَ خَير لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ) (3). وَفِي رِوَايَةٍ:(إِذَا أَخَذتمَا مَضْجَعَكُمَا مِنَ الليلِ). وفي أخرى: قَال عَلِيٌّ: مَا تَرَكْتُهُ مُنْذُ (4) سَمِعْتُهُ مِنَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقِيلَ لَهُ: وَلا لَيلَةَ صِفِّينَ؟ قَال (5): وَلا لَيلَةَ صِفِّينَ. وفي بعض طرق البُخَارِيّ: التسبيح أَرْبَعٌ وَثَلاثُونَ، وذكر أَن فَاطِمَةَ رضي الله عنها أَتَتِ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَسْأَلُهُ خَادِمًا. ومن تراجمه على هذا الحديث باب "عمل المرأة في بيت زوجها"، وباب "خادم المرأة".

4739 -

(81) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ فَاطِمَةَ أَتَتِ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَسْأَلُهُ خَادِمًا وَشَكَتِ الْعَمَلَ، فَقَال:(مَا أَلْفَيتِيهِ (6) عِنْدَنَا)، وَقَال (7): (أَلا أَدُلُّكِ

(1) في (أ): "خير".

(2)

في (أ): "سألتهما".

(3)

مسلم (4/ 2091 رقم 2727)، البُخَارِيّ (6/ 210 رقم 3113)، وانظر (3705، 5361، 6318، 5362).

(4)

في (أ): "مد".

(5)

في (أ): "فقال".

(6)

"ما ألفيتيه" أي ما وجدت ما تطلبينه عندنا.

(7)

قوله: "وقال" ليس في (أ).

ص: 58

عَلَى مَا هُوَ خَيرٌ لَكِ مِنْ خَادِمٍ تُسَبِّحِينَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَتَحْمَدِينَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَتُكَبِّرِينَ أَرْبَعًا (1) وَثَلاثِينَ حِينَ تَأْخُذِينَ مَضْجَعَكِ) (2). لم يخرج البُخَارِيّ عن أبي هريرة في هذا شيئًا.

4740 -

(82) وخرَّج عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، عَنِ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: (اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إلا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ (3) بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ (4) بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي (5) فَإِنهُ لا يَغْفِرُ الذُّنوبَ إلا أَنْتَ، قَال: وَمَنْ قَالهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالهَا مِنَ اللَّيلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنّةِ) (6). ذكره في أول كتاب "الدعوات".

4741 -

(83) مسلم. عَنْ أَبي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْأَلُوا اللهَ تَعَالى مِنْ فَضْلِهِ فَإِنهَا رَأَتْ مَلَكًا، وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الْحِمَارِ فَتَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ (7) فَإِنهَا رَأَتْ شَيطَانًا) (8)(9).

4742 -

(84) وعَنِ ابْنِ عبَاسٍ؛ أَنَّ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: (لا إِلَهَ إلا الله الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لا إِلَهَ إلا الله رَبُّ [الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لا إِلَهَ إلا الله رَبُّ] (10)

(1) في (ك): "ثلاثًا".

(2)

مسلم (4/ 2092 رقم 2728).

(3)

"أبوك لك" أي: أعترف.

(4)

قوله: "لك" ليس في (أ).

(5)

في حاشية (ك): "ذنوبي" وعليها "خ".

(6)

البُخَارِيّ (11/ 97 - 98 رقم 6306)، وانظر (6323).

(7)

في (أ): "من شر الشيطان".

(8)

في (ك): "شيطان".

(9)

مسلم (4/ 2092 رقم 2729)، البُخَارِيّ (6/ 350 رقم 3303).

(10)

ما بين المعكوفين ليس في (ك).

ص: 59

السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ (1) الأَرْضِ وَرَبُّ (2) الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) (3). وزاد في رِوَايةٍ أُخْرَى: "لا إِلَهَ إلا الله رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ"، وفي أخرى: كَانَ يَدْعُو بِهِنَّ وَيَقُولُهُنَّ. وفِي بَعضِ طُرق البُخَارِيّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَيضًا كَانَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: (لا إِلَهَ إلا اللهُ الْحَلِيمُ الْعَلِيمُ (4)، لا إِلَهَ إلا الله رَبُّ (5) الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لا إِلَهَ إلا الله رَبُّ (5) السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ). خرَّجه في كتاب "التوحيد" في باب "وكان عرشه على الماء وهو رب العرش العظيم".

4743 -

(85) مسلم. عَنْ أَبِي ذَرٍّ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ أَيُّ الْكَلامِ أَفْضَلُ؟ قَال: (مَا اصْطَفَاهُ الله لِمَلائِكَتِهِ أَوْ لِعِبَادِهِ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ)(6).

4744 -

(86) وَعَنْهُ في هذا الحديث. قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (أَلا أُخْبِرُكَ بِأَحَبِّ الْكَلامِ إِلَى اللهِ عز وجل؟ ). قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبرْنِي بِأَحَبّ الْكَلامِ إِلَى اللهِ عز وجل، فَقَال (7):(إِنَّ أَحَبَّ الْكَلامِ إِلَى الله: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ)(8). لم يخرج البُخَارِيّ هذا الحديث.

4745 -

(87) مسلم. عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيبِ إلا قَال الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلِهِ)(9). وَفِي لَفظٍ آخَر: (مَنْ دَعَا لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيبِ قَال الْمَلَكُ الْمُوَكلُ بِهِ: آمِينَ وَلَكَ

(1) قوله: "رب" ليس في (أ).

(2)

في (ك): "رب".

(3)

مسلم (4/ 2093 رقم 2730)، البُخَارِيّ (13/ 404 - 405 رقم 7426)، وانظر (6345، 6346، 7431).

(4)

في (أ): "هو العليم الحكيم".

(5)

في (أ): "هو رب".

(6)

مسلم (4/ 2093 رقم 2731).

(7)

في (أ): "قال".

(8)

انظر الحديث الذي قبله.

(9)

مسلم (4/ 2094 رقم 2732).

ص: 60

بِمِثْلٍ). وفي آخر: (دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيبِ مُسْتَجَابَةٌ، عِنْدَ رَأسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لأَخِيهِ بِخَيرٍ قَال الْمَلَكُ الْمُوَكلُ بِهِ: آمِينَ وَلَكَ بِمِثْل). لم يخرج البُخَارِيّ هذا الحديث.

4746 -

(88) مسلم. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الله لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيهَا، أَوْ يَشْرَبَ (1) الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيهَا) (2). ولا أخرج البُخَارِيّ أَيضًا هذا الحديث.

4747 -

(89) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال:(يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ فَيَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ فَلا أَوْ (3) فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي) (4).

4748 -

(90) وَعَنْهُ، عَنِ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:(لا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطعَةِ رَحِمٍ مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ). قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الاسْتِعْجَالُ؟ قَال: (يَقُولُ قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ أَرَ يُسْتَجَابُ لِي، فَيَسْتَحْسِرُ (5) عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ) (6). وَفِي رِوَايَةٍ: "قَدْ دَعَوْتُ رَبِّي". أخرج البُخَارِيّ اللفظ الأول من هذا الحديث.

4749 -

(91) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَال: كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ (7) وَجَمِيع سَخَطِكَ) (8). لم يخرج البخاري هذا.

(1) في (ك): "ويشرب".

(2)

مسلم (4/ 2095 رقم 2734).

(3)

قوله: "فلا أو" ليس في (ك).

(4)

مسلم (4/ 2095 رقم 2735)، البُخَارِيّ (11/ 140 رقم 6340).

(5)

يستحسر: يقال حسر واستحسر إذا أعيا وانقطع عن الشيء، والمراد هنا: أن ينقطع عن الدعاء.

(6)

انظر الحديث الذي قبله.

(7)

"وفجاءة نقمتك" الفجاءة: البغتة.

(8)

مسلم (4/ 2097 رقم 2739).

ص: 61

4750 -

(92) مسلم. عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيدٍ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنّةِ، فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا الْمَسَاكِينُ، وَإِذَا أَصْحَابُ الْجَدّ (1) مَحبوسُونَ، إلا أَصْحَابَ النَّارِ فَقَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ، وَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا النِّسَاءُ) (2).

4751 -

(93) وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: قَال مُحَمَّدٌ رَسُولَ اللهِ (3) صلى الله عليه وسلم: (اطَّلَعْتُ في (4) الْجَنَّةِ فَرَأَيتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ في النَّارِ فَرَأَيتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ) (5).

4752 -

(94) خرَّجه البُخَارِيّ من حديث عمران بن حصين (6)، ونبَّه على رواية ابن عباس، ولم يخرج له لفظًا ولا وصل به سنده.

4753 -

(95) ذكره في "النكاح" وغيره من حديث أبي هريرة أَيضًا.

4754 -

(96) ولمسلم عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَينٍ -وَلَمْ يُخْرجه البُخَارِيّ-؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (إِنَّ أَقَلَّ سَاكِنِي (7) الْجَنَّةِ النِّسَاءُ) (8).

4755 -

(97) مسلم. عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيدٍ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً هِيَ أَضَرُّ عَلَى الرّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ)(9).

4756 -

(98) وَعَنْهُ، وَعَنْ (10) سَعِيدِ بْنِ زَيدِ، أَنهُمَا حَدَّثَا عَنْ رَسُولِ اللهِ

(1)"وأصحاب الجد" قيل المراد به: أصحابي البخت والحظ في الدنيا والغنى والوجاهة بها. ومعناه: محبوسة للحساب.

(2)

مسلم (4/ 2096 رقم 2736)، البُخَارِيّ (9/ 298 رقم 5196)، وانظر (6547).

(3)

قوله: "رسول الله" ليس في (ك).

(4)

في (أ): "على".

(5)

مسلم (4/ 2096 رقم 2737).

(6)

البُخَارِيّ (9/ 298 رقم 5198)، وانظر (3241، 6449، 6546).

(7)

في (أ): "ساكن".

(8)

مسلم (4/ 2097 رقم 2738).

(9)

مسلم (4/ 2097 رقم 2740)، البُخَارِيّ (9/ 137 رقم 5096).

(10)

في (أ): "عن".

ص: 62