المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌كتاب بدء الخلق - الجمع بين الصحيحين لعبد الحق - جـ ٤

[عبد الحق الإشبيلي]

فهرس الكتاب

- ‌كِتَابُ القَدَرِ

- ‌كتَابُ العِلْمِ

- ‌كِتَابُ الذِّكْرِ والدُّعَاءِ

- ‌حَدِيثُ الغَارِ

- ‌بَابٌ في التَّوْبَةِ

- ‌بَابٌ في سَعَةِ رَحْمَةِ الله عز وجل

- ‌ باب

- ‌حَدِيثُ الثلَاثةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا

- ‌حَدِيثُ الإِفْكِ وكَانَ فِي غَزْوَةِ الْمَرَيسِيعِ، والْمَرَيسِيعُ مَاءٌ لِبَنِي الْمُصْطَلَقِ

- ‌بَابٌ

- ‌بِابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌ باب

- ‌[بَابُ الْخَلْقِ الأَوَّلِ مِنْ آدم]

- ‌بَابٌ

- ‌بَّابَ

- ‌بَابٌ فِي عَذَابِ القَبْرِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ الفِتَنِ والأَشْرَاطِ

- ‌بَابُ ذِكْرِ ابْنِ صَيَّادٍ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ الزُّهْدِ

- ‌بَابٌ

- ‌ باب

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌بابٌ

- ‌بابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ التفْسِيرِ

- ‌[كِتَابُ الْجَمْع بَينَ الصَّحِيحَينِ أَيضًاعَلَى مَا تَقَدَّمَ فِي صَدْرِ الكتَابِ

- ‌كَيفَ كَان بَدْءُ الوَحْي

- ‌كِتَابُ الإِيمَانِ

- ‌كِتَابُ العِلْمِ

- ‌كتَابُ الوُضُوءِ

- ‌كتَابُ الصَّلاةِ

- ‌كِتَابُ الْجَنَائِزِ

- ‌كتَابُ الزَكَاةِ

- ‌كِتَابُ الحَجِّ

- ‌كِتَابُ الصِّيامِ

- ‌كِتَابُ البُيُوعِ

- ‌كِتَابُ السَّلَمِ

- ‌كِتَابُ الشُّفْعَةِ

- ‌كِتَابُ الإِجَارةِ

- ‌كِتَابُ الحَوَالاتِ

- ‌كِتَابُ الوَكَالةِ

- ‌كِتَابُ الْحَرْثِ

- ‌كِتَابُ الشُّرْبِ

- ‌كِتَابُ الاسْتِقْرَاضِ

- ‌كِتَابُ الْخُصُومَاتِ

- ‌كِتَابُ اللُّقَطَةِ

- ‌كِتَابُ الْمَظَالِمِ

- ‌كِتَابُ الشَّرِكَةِ

- ‌كِتَابُ الرَّهْنِ

- ‌كِتَابُ العِتْقِ

- ‌كِتَابُ الْمُكَاتَبِ

- ‌كِتَابُ الْهِبَةِ

- ‌كِتَابُ الشَّهَادَاتِ

- ‌كِتَابُ الصُّلْحِ

- ‌كِتَابُ الشَّرُوطِ

- ‌كِتَابُ الوَصَايَا

- ‌كِتَابُ الجِهَادِ

- ‌كِتابُ بدْءِ الخَلْقِ

- ‌كِتابُ الْمَغازِي

- ‌كِتابُ التفْسِيرِ

- ‌وَفِي سُورَة البَقَرَةِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَان

- ‌وَمِنْ سُورَةِ النِّسَاءِ

- ‌وَمنْ سُورَةِ الْمَائِدَةِ

- ‌وَمنْ سُورَةِ الأنْعَامِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الأعْرَافِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ الأنْفَال

- ‌ومِنْ سورَةِ بَراءَة

- ‌مِنْ سُورَةِ يُونُسَ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سُورَةِ هُودٍ عليه السلام

- ‌وَمِن سُورَةِ يُوسُفَ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سورَةِ الرَّعْدِ

- ‌مِنْ سُورَةِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الحِجْرِ

- ‌مِنْ سُورَةِ الْنحْلِ

- ‌وَمِن سُورَةِ بَنِي إِسرَائِيل

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْكهْفِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ {كهيعص}

- ‌وَمِنْ سُورَةِ طه

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الأَنْبِيَاءِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ الْحَجِّ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ النُّورِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ الْفُرْقَانِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الشُّعَرَاءِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ النَّمْلِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْقَصَصِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْعَنْكَبُوتِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الرُّومِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ تَنْزِيل السَّجْدَةِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الأحْزَابِ وَسُورَةِ سَبَإِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمَلائكَةِ ويس وَالصَّافاتِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ ص وَسورَةِ الزُّمَرِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمُؤْمِنِ وَحم السَّجْدَةِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ {حم عسق} وَحم الزُّخْرُفِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الدُّخَانِ وَالْجَاثِيَة وَالأحْقَافِ {وَالَّذِينَ كَفَرُوا}

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْفَتْحِ وَالْحُجُرَاتِ وَق

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الذَّارِيَاتِ وَالطُّورِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ وَالنَّجْمِ وَاقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ {الرَّحْمَن} جل جلاله

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْوَاقِعَةِ وَالحَدِيدِ وَالُمجَادَلَةِ والحَشْرِ والمُمْتَحِنَةِ وَالصَّفِّ وَالمُنَافِقِينَ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ التَّغَابُنِ وَالطَّلاقِ والتَّحْرِيمِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمُلْكِ وَ {ن وَالْقَلَمِ}

- ‌ومِنْ سُورَةِ الْحَاقَّةِ وَ {سَأَلَ سَائِلٌ} وَسُورَةِ نُوحٍ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سُورَةِ {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ} وَالْمُزَّمِّلِ وَالْمُدَّثِّرِ وَالقِيَامَةِ وَ {هَلْ أَتَى} وَالمُرْسَلاتِ وَ {عَمَّ يَتَسَاءَلُون} وَالنَّازِعَاتِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ عَبَسَ وَ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الإِنْفِطَارِ والمُطَفِّفِينَ وَالإِنْشِقَاقِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْبُرُوجِ وَالطَّارِقِ والغَاشِيَةِ والفَجْرِ وَالبَلَدِ إِلَى آخِرِ القُرْآنِ

- ‌كِتَابُ فَضَائِلِ القُرْآنِ

- ‌كِتَابُ النِّكَاحِ

- ‌كتَابُ الطَّلاقِ

- ‌كِتَابُ النَّفَقَاتِ

- ‌كِتَابُ الأَطْعِمَةِ

- ‌كتَابُ العَقِيقَةِ وَكِتَابُ الذَّبَائح وَالصَّيدِ

- ‌كِتَابُ الأَضَاحِي

- ‌كِتَابُ الأَشْرِبَةِ

- ‌كِتَابُ المَرْضَى

- ‌كِتابُ الطِّبِ

- ‌كِتابُ الْلِّباسِ

- ‌كِتابُ الأَدَبِ

- ‌كِتَابُ الاسْتِئْذانِ

- ‌كِتابُ الدَّعَواتِ

- ‌كِتاب الرِّقَاقِ

- ‌كتابُ القَدَرِ

- ‌كِتابُ الأَيمانِ والنُّذُورِ

- ‌كِتابُ الكَفاراتِ

- ‌كِتَابُ الفَرَائِضِ

- ‌كِتَابُ الحُدُودِ

- ‌كِتَابُ المُحَارِبِينَ

- ‌كِتَابُ الدَّيِّاتِ

- ‌كِتَابُ اسْتِتَابَةِ الْمُرتَدِّينَ والْمُعَانِدِينَ وَقِتَالُهُم

- ‌كِتَابُ الإِكْرَاه

- ‌كِتَابُ الحِيَلِ

- ‌كتَابُ الرؤْيَا

- ‌كِتَابُ الفِتَنِ

- ‌كِتَابُ الأحكام

- ‌كِتَابُ التَّمَنِّي

- ‌كِتَابُ إِجَازَةِ خَبَرِ الوَاحِدِ

- ‌كتَابُ الاعتِصَامِ

- ‌كِتَابُ التَّوحِيدِ

الفصل: ‌كتاب بدء الخلق

‌كِتابُ بدْءِ الخَلْقِ

قال في باب "ما جاءَ في قَوْلِهِ: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيهِ} (1): وَقال الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيمٍ والْحَسَنُ: كُلّ عَلَيهِ هَيِّنٌ. وَهَيِّنٌ وَهَينٌ: مِثْلُ لينٍ وَلَينٍ، وَمَيِّتٍ وَمَيتٍ، وَضَيِّقٍ وَضَيقٍ، {أَفَعَيِينَا}: أَفَأَعْيا (2) عَلَينا حِينَ أَنْشَأَكُمْ وَأَنْشَأَ خَلْقَكُمْ، {لُغُوبٌ}: النصَبُ، {أَطْوَارًا}: طَوْرًا (3) كَذا وَطَوْرًا كَذا، عَدا طَوْرَهُ: قَدْرَهُ (4).

وفِي باب "ما جاءَ في سَبْع أَرَضِينَ": {السَّقْفِ الْمَرْفُوعِ} : السَّماءُ، {سَمْكَهَا}: بِناءَها، والْحُبُكُ: اسْتِواؤُها وَحُسْنُها، {أَذِنْتَ}: سَمِعَتْ وَأَطاعَتْ، {وَأَلْقَتْ}: أَخْرَجَتْ ما فِيها مِنَ الْمَوْتَى وَتَخَلّتْ عَنْهُمْ، {طَحَاهَا}: دَحاها، {بِالسَّاهِرَةِ}: وَجْهُ الأرْضِ كانَ فِيها الْحَيَوانُ نَوْمُهُمْ وَسَهَرُهُمْ (5).

وَقال في باب "النُّجُومِ": قَال قَتادَةُ: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} (6): خَلَقَ هَذِهِ النجُومَ لِثَلاثٍ: جَعَلَها زِينَةً لِلسَّماءِ، وَرُجُومًا لِلشّياطِينِ، وَعَلاماتٍ يُهْتَدَى بِها. فَمَنْ تَأَوَّلَ فِيها بِغَيرِ ذَلِكَ أَخْطَأَ وَأَضاعَ نَصِيبَهُ وَتَكَلّفَ ما لا عِلْمَ لَهُ بِهِ. قَال ابْنُ عَبّاسٍ:{هَشِيمًا} : مُتَغَيِّرًا، والأَبُّ: ما تأكُلُ الأَنْعامُ، {لِلْأَنَامِ}: الْخَلْقُ، {بَرْزَخٌ}: حاجِزٌ. وَقال مُجاهِدٌ: {أَلْفَافًا} : مُلْتَفةً، والْغُلْبُ: الْمُلْتَفةُ، {فِرَاشًا}: مِهادًا كَقَوْلِهِ: {وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ} (7). {نَكِدًا} : قَلِيلًا (8).

(1) سورة الروم، آية (27).

(2)

في النسخ: "أفعيا"، والمثبت من "البخاري".

(3)

في (أ): "طوار".

(4)

البخاري (6/ 286).

(5)

البخاري (6/ 292).

(6)

سورة الملك، آية (5).

(7)

سورة البقرة، آية (36)، وسورة الأعراف، آية (24).

(8)

البخاري (6/ 295).

ص: 449

وَقَال في باب "صِفَةِ الشَّمْسِ والْقَمَرِ": {بِحُسْبَانٍ} (1) قَال مُجاهِدٌ: كَحُسْبانِ الرَّحَى (2). وَقال غَيرُهُ: لِحِسابٍ وَمَنازِلَ لا يَعْدُوانِها. حُسبَانٌ: جَماعَةُ الحِسابِ، مِثْلُ شِهابٍ وَشُهْبانٍ. {ضُحَاهَا}: ضَوْءُها، {أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ} لا يَسْتُرُ ضَوْءُ أَحَدِهِما ضَوْءَ الآخَرِ وَلا يَنْبَغِي لَهُما ذَلِكَ، {سَابِقُ النَّهَارِ} يَتَطالبانِ حَثِيثَينِ، {نَسْلَخُ}: نُخْرِجُ أَحَدَهُما مِنَ الآخر وَنُجْرِي كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما، {وَاهِيَةٌ}: وَهيها تَشَقُّقُها، {أَرْجَائِهَا}: ما لَمْ يَنْشَقَّ مِنْها فَهُوَ عَلَى حافَتَيها كَقَوْلِكَ عَلَى أَرجاءِ الْبِئْرِ، {أَغْطَشَ} وَ {جَنَّ}: أَظْلَمَ. قَال الْحَسَنُ: {كُوِّرَتْ} : تُكَوَّرُ حَتى يَذْهَبَ ضَوْءُها، {وَاللَّيلِ وَمَا وَسَقَ}: جَمَعَ مِنْ دَابَّةٍ، {اتَّسَقَ} ، اسْتَوَى، {بُرُوجًا}: مَنازِلُ الشَّمْسِ والْقَمَرِ، {الْحَرُورُ} بِالنهارِ مَعَ الشَّمْسِ. وَقال ابْنُ عَبّاسٍ: الْحَرُورُ بِالليلِ، والسَّمُومُ بِالنهارِ، يُقالُ:{يُولِجُ} يُكَوّرُ، {وَلِيجَةً} كُلُّ شَيءٍ أَدخَلْتَهُ في شَيءٍ (3).

وَقال في باب "ما جاءَ في قَوْلِهِ: {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا (4) بَينَ يَدَي رَحْمَتِهِ} (5) ": {قَاصِفًا} : تَقْصِفُ كُلَّ شَيءٍ، {لَوَاقِحَ}: مَلاقِحَ مُلْقِحَةً، {إِعْصَارٌ}: رِيحٌ عاصِفٌ تَهُبُّ مِنَ السَّماءِ إِلَى الأرْضِ كَعَمُودٍ فِيهِ نارٌ، {صِرٌّ}: بَرْد، {بُشْرًا}: مُتَفَرِّقَةً (6).

وَقال في باب "ذِكْرِ الْمَلائِكَةِ": قَال ابْنُ عَبّاسٍ {لَنَحْنُ الصَّافُّونَ} (7): الْمَلائِكَةُ (8).

(1) في حاشية (أ): "بلغ".

(2)

أي: يجريان على حسب الحركة الرحوية ووضعها.

(3)

البخاري (6/ 296).

(4)

أي: من كل مهب وجانب وناحية. وهي قراءة أهل المدينة وعامة المكيين والبصريين.

(5)

سورة الأعراف، آية (57).

(6)

البخاري (6/ 300).

(7)

سورة الصافات، آية (165).

(8)

البخاري (6/ 302).

ص: 450

وَقَال في باب "ما جاءَ في صِفَةِ الْجَنةِ وَأَنها مَخْلُوقَة": قَال أبو الْعالِيَةِ: {مُطَهَّرَةٌ} مِنَ الْحَيضِ والْبَوْلِ والْبُزاقِ، {كُلَّمَا رُزِقُوا} (1): أُتُوا بِشَيْءٍ ثُمَّ أُتُوا بآخَرَ، {قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ} (1): أُتِينا مِنْ قَبْلُ، {وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا} (1): يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضًا وَيَخْتَلِفُ في الطعْمِ، {قُطُوفُهَا}: يَقْطِفُونَ كَيفَ شاءُوا، {دَانِيَةٌ}: قَرِيبَة، الأَرائِكُ: السُّرُرُ. وَقال الْحَسَنُ: النُّضْرَةُ في الْوَجْهِ، والسُّرُورُ في الْقَلْبِ. وَقال مُجاهِدٌ:{سَلْسَبِيلًا} : حَدِيدَةُ الْجَريةِ، {غَوْلٌ}: وَجَعٌ في بَطْنٍ، {يُنْزِفُونَ}: لا تَذْهَبُ عُقُولُهُمْ. وَقال ابْنُ عَبّاسٍ: {دِهَاقًا} : مُمْتَلِئًا، {كَوَاعِبَ}: نَوَاهِدَ. الرَّحِيقُ: الْخَمْرُ. التسْنِيمُ (2): يَعْلُو شَرابَ أَهْلِ الْجَنّةِ، {خِتَامُهُ}: طِينُهُ {مِسْكٌ} ، {نَضَّاخَتَانِ}: فيّاضَتانِ، يُقالُ: مَوْضُونَة مَنْسُوجَة، مِنْهُ وَضِينُ (3) النّاقَةِ، والْكُوبُ: ما لا أُذْنَ لَهُ وَلا عُروَةَ، والأَبارِيقُ: ذاتُ الآذانِ والْعُرَى. {عُرُبًا} : مُثَقلَةً وَاحِدُها عَرُوبٌ مِثْلُ صبورٍ وَصُبُرٍ، يُسَمّيها أَهْلُ مَكةَ: الْعَرِبَةَ، وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ: الْغَنِجَةَ، وَأَهْلُ الْعِراقِ: الشَّكِلَةَ. وَقال مُجاهِدٌ: {رَوْحٌ} جَنة وَرَخاءٌ، والرَّيحانُ: الرِّزْقُ، والْمَنْضُودُ: الْمَوْزُ، والْمَخْضُودُ: الْمُوقَرُ حَمْلًا، يُقالُ أَيضًا: لا شَوْكَ لَهُ، والْعُرُبُ: الْمُتَحَبَبّاتُ إِلَى أَزْواجِهِنَّ، ويقالُ: مَسْكُوبٌ: جَارِ (4)، {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} (5): بَعْضُها فوْقَ بَعْضٍ، {لَغْوًا}: باطِلًا، {تَأْثِيمًا}: كَذِبًا. {أَفْنَانٍ} : أَغْصانٌ. {وَجَنَى الْجَنَّتَينِ دَانٍ} (6): مَا

(1) سورة البقرة، آية (25).

(2)

"التسنيم": هو أشرف شراب أهل الجنة وأعلاها، وكل شيء علا شيئًا فقد تسنمه.

(3)

"وضين": بطان عريض منسوج من سيور وشعر يشد به الرحل على البعير.

(4)

في (ك): "جاز".

(5)

سورة الواقعة، آية (34).

(6)

سورة الرحمن، آية (54).

ص: 451

يُجْتَنَى قَرِيبٌ، {مُدْهَامَّتَانِ} (1): سَوْداوانِ مِنَ الرِّيّ (2). وَقال مُجاهِدٌ: {الْإِبْكَارِ} : أَوَّلُ الْفَجْرِ، والْعَشِي: مَيلُ الشَّمْسِ إِلَى أَنْ أُراهُ تَغْرُب (3).

وَقَال في باب "صِفَةِ النارِ وَأَنها مَخْلُوقَة"{غَسَّاقًا} يُقالُ: غَسَقَتْ عَينُهُ وَيَغْسِقُ الْجُرحُ، كَأَنَّ الْغَساقَ والْغَسِيقَ (4) واحدٌ، غِسْلِينُ: كُلُّ شَيءٍ غَسَلْتَهُ فَخَرَجَ مِنْهُ شَيءٌ فَهُوَ غِسْلِينُ، فِعْلِينُ مِنَ الْغَسْلِ مِنَ الْجُرح والدَّبرِ (5).

وَقال عكرِمَةُ: {حَصَبُ جَهَنَّمَ} : حَطَبٌ بِالْحَبَشِيَّةِ (6). وَقال غيَرُهُ: {حَاصِبًا} : الرّيحُ الْعاصِفُ، والْحاصِبُ: ما تَرْمِي (7) بِهِ الرِّيحُ، وَمِنْهُ:{حَصَبُ جَهَنَّمَ} يُرْمَى (8) بِهِ في جَهَنمَ هُمْ حَصبها، ويقالُ: حَصَبَ في الأرْضِ ذَهَبَ والْحَصَبُ مُشتقٌّ مِّنْ حَصباءِ الْحِجارَةِ، صَدِيدٌ: قَيحٌ وَدَمٌ {خَبَتْ} : طَفِئَتْ، {تُورُونَ}: تَسْتَخْرِجُونَ أَوْرَيتُ أَوْقَدْتُ، {لِلْمُقْوينَ} لِلْمُسافِرِينَ والْقِيُّ (9) الْقَفْرُ. وَقال ابْنُ عَبّاسٍ: صِراطُ الْجَحِيمِ: سَواءُ الْجَحِيمِ وَوَسَطُ الْجَحِيمِ، {لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ}: يُخْلَطُ طَعامُهُمْ ويساطُ بِالْحَمِيمِ، {زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ}: صَوْتٌ شَدِيدٌ وَصَوْتٌ ضعيفٌ، {ورْدًا}: عِطاشًا، {غَيًّا}: خُسْرانًا. قَال مُجاهِدٌ: {يُسْجَرُونَ} : تُوقَدُ بِهِمُ النارُ، {وَنُحَاسٌ}: الصُّفْرُ يُصَبُّ عَلَى رُءُوسِهِمْ، يُقالُ:{ذُوقُوا} : باشِرُوا وَجَربوا، وَلَيسَ هَذا مِنْ ذَوْقِ الْفَمِ، مارِجٌ: خالِصٌ مِنَ النارِ مَرَجَ الأَمِيرُ رَعِيَّتَهُ إِذا خَلّاهُمْ يَعْدُو بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، {مَرِيجٍ}: مُلْتَبِسٍ، مَرِجَ أَمْرُ الناسِ اخْتَلَطَ، {مَرَجَ

(1) سورة الرحمن، آية (64).

(2)

البخاري (6/ 329).

(3)

البخاري (6/ 319).

(4)

في (أ): "والغسق".

(5)

"الدبر": هو ما يصيب الإبل من الجراحات، وقد روى الطبري عن ابن عباس: الغسلين: صديد أهل النار.

(6)

في (أ): "بالحبشة".

(7)

في (أ): "ترقي".

(8)

في (ك): "ترمي".

(9)

في (ك): "والفيء".

ص: 452

الْبَحْرَينِ}: مَرَجْتَ دابَّتَكَ: تَرَكتها (1)(2).

وَقال في باب "صِفَةِ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ": وَقال مُجاهِدٌ: {يُقْذَفُونَ} : يُرمَوْنَ، {دُحُورًا}: مَطْرُودِينَ، {وَاصِبٌ}: دائمٌ. وَقال ابْنُ عَبّاسٍ: {مَدْحُورًا} : مَطْرُودًا، يُقالُ:{مريدًا} مُتَمَرِّدًا (3)، بَتَّكَهُ: قَطعَهُ، {وَاسْتَفْزِزْ} ، اسْتَخِفَّ {بِخَيلِكَ}: الْفُرْسانُ، والرَّجْلُ: الرَّجَّالةُ وَاحِدُها راجِلٌ، مِثْلُ صاحِبٍ وَصَحْبٍ وَتاجِرٍ وَتَجْرٍ، {لَأَحْتَنِكَنَّ} لأَسْتأصِلَنَّ، {قَرِينٌ}: شَيطانٌ (4).

وَفِي باب "ذِكْرِ الْجِنِّ وَثَوابِهِمْ وَعِقابِهِمْ": {بَخْسًا} : نَقْصًا، قَال مُجاهِدٌ:{وَجَعَلُوا بَينَهُ وَبَينَ الْجِنَّةِ نَسَبًا} (5)، قَال كُفارُ قُرَيشٍ: الْمَلائِكَةُ بَناتُ الله وَأُمَّهاتُهُمْ بَناتُ سَرَواتِ الْجِنّ (6)، قَال الله عز وجل:{وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} (5): سَتُحضَرُ (7) لِلْحِسابِ، {جُنْدٌ مُحْضَرُونَ}: عِنْدَ الْحِسابِ (8).

وَقَال في باب "قَوْلِهِ تَعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ} (9) ": {مَصْرِفًا} : مَعْدِلًا، {صَرَّفْنَا}: وَجَّهْنا (10).

وَفِي بابٍ بَعْدَهُ: قَال ابْنُ عَبّاسٍ: الثُّعْبانُ: الْحَيَّةُ لِلذكَرِ مِنْها، يُقالُ: الْحَيّاتُ أَجْناسٌ: الْجانُّ والأَفاعِي والأَساودُ، {آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} في مُلْكِهِ وَسُلْطانِهِ، يُقالُ:{الصَّافَّاتِ} : بُسُط أَجْنِحَتُهُنَّ، {يَقْبِضْنَ}: يَضْرِبْنَ بِأَجْنِحَتِهِنَ (11).

(1) في (ك): "تركها".

(2)

البخاري (6/ 329).

(3)

في (أ): "متمردًا مترمد".

(4)

البخاري (6/ 334).

(5)

سورة الصافات، آية (158).

(6)

"سروات الجن": أي أشرافهم.

(7)

في (أ): "وستحضر".

(8)

البخاري (6/ 343).

(9)

سورة الأحقاف، آية (29).

(10)

البخاري (6/ 346).

(11)

البخاري (6/ 347).

ص: 453

وَقَال في باب "خَلْقِ آدَمَ وَذُريتهِ": {صَلْصَالٍ} : طِينٌ خُلِطَ بِرَمْلٍ يُصَلْصِلُ كَما يُصَلْصِلُ الْفَخارُ، ويقالُ: مُنْتِنٌ يُرِيدُونَ بِهِ صَلَّ كَما يُقالُ: صَرَّ الْبابُ وَصَرصَرَ عِنْدَ الإِغْلاقِ، مِئْلُ كَبْكَبْتُهُ يَعْنِي كَبَبْتُهُ (1) {فَمَرَّتْ بِهِ} اسْتَمَرَّ بِها الْحَمْلُ فَأَتَمَّتْهُ {أَلَّا تَسْجُدَ (2)}: أَنْ تَسْجُدَ، وَقَوْلِ الله عز وجل:{وَإِذْ قَال رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} (3)، قَال ابْنُ عَبّاسٍ:{لَمَّا عَلَيهَا حَافِظٌ} (4): إِلا عَلَيها حافِظٌ، {فِي كَبَدٍ}: في شِدَّةِ خَلْقٍ، {وَرِيشًا}: الْمالُ. وَقال (5): الرِّياشُ والرّيشُ واحِدٌ، وَهُوَ ما ظَهَرَ مِنَ اللِّباسِ، {مَا تُمْنُونَ}: النُّطْفَةُ في أَرْحامِ النِّساءِ. وَقال مُجاهِدٌ: {عَلَى رَجْعِهِ} : النُّطْفَةُ في الإحْلِيلِ، كُلُّ شَيءٍ خَلَقَهُ فَهُوَ شَفْعٌ السَّماءُ شَفْعٌ (6) والْوَتْرُ الله تَعالى، {تَقْويمٍ}: في أَخسَنِ خَلْقٍ، {أَسْفَلَ سَافِلِينَ}: إِلا مَنْ آمَنَ، {خُسْرٍ}: ضَلالٍ، ثُمَّ اسْتَثْنَى فَقال: إِلا مَنْ آمَنَ، {لَازِبٍ}: لازِمٌ نُنْشِئُكُمْ في أَيّ خَلْقٍ نَشاءُ، {نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ}: نُعَظِّمُكَ، وَقال أبو الْعالِيَةِ:{فَتَلَقَّى آدَمُ} هُوَ قَوْلُهُ: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا} ، وَقال:{فَأَزَلَّهُمَا} : اسْتَزَلهُما، {يَتَسَنَّهْ}: يَتَغيَّر، والْمَسْنُونُ: الْمُتَغيِّرُ، {يَخْصِفَانِ}: أَخْذُ الْخِصافِ {مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ} : يُؤَلِّفانِ الْوَرَقَ يَخْصِفانِ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ، {سَوْآتِهِمَا}: كِنايَةٌ عَنْ فَرْجَيهِما، {وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}: ها هُنا إِلَى يَوْمِ

(1) في (أ): "كبيته"، وفي (ك):"كتبته"، والتصويب من "صحيح البخاري".

(2)

في (أ): "ستحد".

(3)

سورة البقرة، آية (30).

(4)

سورة الطارق، آية (4).

(5)

في "صحيح البخاري": "وقال غيره".

(6)

مراده أن كل شيء خلقه الله له مقابل يقابله ويذكر معه فهو بالنسبة إليه شفع كالسماء والأرض والإنس والجن إلى آخره.

ص: 454

الْقِيامَةِ الْحِينُ عِنْدَ الْعَرَبِ مِنْ ساعَةٍ إلَى ما لا يُحصَى عَدَدُهُ، {قَبِيلُهُ}: جِيلُهُ الذِي هُوَ مِنْهُمْ، الأَلْنجُوجُ (1): عُودُ الطِّيبِ (2).

وَفِي باب "قَوْلهِ تَعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} " قَال ابْنُ عَبّاسٍ: {بَادِيَ الرَّأْيِ} : ما ظَهَرَ لَنا، {أَقْلِعِي}: أَمْسِكِي، {وَفَارَ التَّنُّورُ}: نَبَعَ الْماءُ. وَقال عِكْرِمَةُ: وَجْهُ الأرْضِ. وَقال مُجاهِدٌ: الْجُودِيُّ: جَبَلٌ بِالْجَزِيرَةِ (3)، دَأبٌ: حالٌ (4).

وَقال في باب " {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} (5) ": {وَتَرَكْنَا عَلَيهِ فِي الْآخِرِينَ} . قَال ابْنُ عَبّاسٍ: يُذْكَرُ بِخَيرٍ {سَلَامٌ (6) عَلَى إِلْ يَاسِينَ (7)} ، وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وابْنِ عباسٍ: أَنَّ إِلْياسَ هُوَ إدْرِيسُ (8).

وَقال في باب "قَوْلِ الله تَعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا}، وَقَوْلُهُ: {إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ} (9) ": {صَرْصَرٍ} : شَدِيدَةٍ، {عَاتِيَةٍ} ، قَال ابْنُ عُيَينَةَ: عَتَتْ عَلَى الْخُزّانِ، {سَخَّرَهَا عَلَيهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا}: مُتَتابِعَةً، {فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاويَةٍ} (10) الآية: أُصُولُها، {فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ}: بَقِيَّةٍ (11)(12).

(1)"الألنجوج": ذكر البخاري هذا تفسيرًا لقوله صلى الله عليه وسلم "مجامرهم الألوه" في حديث أول زمرة يدخلون الجنة. الألنجوج هنا تفسير الألوة، والعود تفسير التفسير.

(2)

البخاري (6/ 361 - 362).

(3)

الجزيرة المعروفة بابن عمر في الشرق فيما بين دجلة والفرات.

(4)

البخاري (6/ 370).

(5)

سورة الصافات، الآيات (123 و 129 و 130).

(6)

في (أ): "ألاسلام".

(7)

قرأ أهل المدينة هكذا: "آل ياسين" بفصل آل من ياسين. "الفتح"(6/ 373).

(8)

البخاري (6/ 373).

(9)

سورة الأحقاف، آية (21).

(10)

سورة الحاقة، الآيات (6 - 8).

(11)

في (ك): "بقية".

(12)

البخاري (6/ 376).

ص: 455

وَفِي قَوْلِ الله عز وجل: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَينِ} (1) إِلَى قَوْلِهِ: {سَبَبًا} : طَرِيقًا، {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ}: واحِدُها زُبْرَةٌ وَهِيَ الْقِطَعُ، {حَتَّى إِذَا سَاوَى بَينَ الصَّدَفَينِ} يُقالُ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: الْجَبَلَينِ، وَ {السَّدَّينِ}: الْجَبَلَينِ، {خَرْجًا}: أَجْرًا، {أُفْرِغْ عَلَيهِ قِطْرًا}: أَصُبُّ عَلَيهِ رَصاصًا، ويُقالُ: الْحَدِيدُ، ويُقالُ: الصُّفْرُ. وَقال ابْنُ عَبّاسٍ: النُّحاسُ، {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ}: يَعْلُوهُ، اسْتَطاعَ: اسْتَفْعَلَ مِنْ طَعْتُ لَهُ فَلِذَلِكَ (2) فُتِحَ [أَسْطاعَ يَسْطِيعُ](3)، وَقال بَعْضُهُمُ: اسْتَطاعَ: يَسْتَطِيعُ، {وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا * قَال هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ}: أَلْصَقَهُ بِالأَرْضِ (4)، وَناقَة دَكاءُ: لا سَنامَ لَها، والدَّكْداكُ مِنَ الأَرْضِ مِثْلُهُ حَتى صَلُبَ وَتَلبَّدَ. قَال قَتادَةُ:{حَدَبٍ} : أَكَمَةٌ، وَقال رَجُلٌ لِلنبِيِّ صلى الله عليه وسلم: رَأَيتُ السَّدَّ مِثْلَ الْبُرْدِ الْمُحَبَّرِ، قَال:(رَأَيتَهُ)(5). وَهَذا الحَدِيثُ خَرَّجَهُ أبو بَكْر البَزّارُ في "مُسْنَدِهِ"(6) مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرَةَ الثقَفِيِّ.

وَقَال في باب قَوْلِ الله تَعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} (7){إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} (8)، قَال أبُو مَيسَرَةَ: الرَّحِيمُ بِلِسانِ الْحَبَشَةِ (9).

وَفِي باب " {فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ} (10) ": {بِرُكْنِهِ} : بِمَنْ مَعَهُ لأَنهُمْ قُوَّتُهُ، {تَرْكَنُوا}: تَمِيلُوا، فَأَنْكَرَهُمْ فَنَكِرَهُمْ واسْتَنْكَرَهُمْ واحدٌ،

(1) سورة الكهف، الآيات (83 - 98).

(2)

في (أ): "فكذلك".

(3)

في النسخ: "استطاع يستطيع"، والمثبت من "صحيح البخاري".

(4)

في (أ): "من بالأرض".

(5)

البخاري (6/ 381).

(6)

كما في "كشف الأستار"(2/ 451 رقم 2089).

(7)

سورة النساء، آية (125).

(8)

سورة التوبة، آية (114).

(9)

البخاري (6/ 386).

(10)

سورة الحجر، آية (61).

ص: 456

{يُهْرَعُونَ} : يُسْرِعُونَ، دَابِرٌ: آخِرٌ. صَيحَةٌ: هَلَكَةٌ، {لِلْمُتَوَسِّمِينَ}: لِلناظِرِينَ، {لَبِسَبِيلٍ}: لَبِطَرِيقٍ (1).

وَفِي باب "قَوْلِ الله عز وجل: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا} (2) " الْحِجْرُ: مَوْضِعُ ثَمُودَ، وَأمّا {حَرْثٌ حِجْرٌ}: حَرامٌ، وَكُلُّ مَمْنُوع فَهُوَ حِجْرٌ مَحجُورٌ، والْحِجْرُ: كُلُّ بِناءٍ بَنَيتَهُ، وَما حَجَرْتَ عَلَيهِ مِنَ الأَرْضِ فَهُوَ حِجْرٌ وَمِنْهُ سُمِّيَ حَطِمُ الْبَيتِ حِجْرًا، كَأَنهُ مُشْتَقٌّ مِنْ مَحْطُومٍ مِثْلُ قَتِيلٍ مِنْ مَقْتُولٍ، ويُقالُ لِلأُنثى مِنَ الْخَيلِ: حِجْر، ويُقالُ لِلْعَقْلِ: حِجْرٌ وَحِجًى، وَأَمّا حَجْرُ الْيَمامَةِ فَهُوَ الْمَنْزِلُ (3) (4)؟ النامُوسُ: صاحِبُ السِّرّ الذِي يُطْلِعُهُ بِما يُسِرُّهُ عَنْ غَيرِهِ. ذَكَرَهُ في بابِ " {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى} (5) "(6).

وَفِي باب "قَوْلِ الله عز وجل: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ رَأَى نَارًا} (7) "{آنَسْتُ} : أَبْصَرتُ. قَال ابْنُ عَبّاسٍ: الْمُقَدَّسُ: الْمُبارَكُ، {طُوًى}: اسْمُ الْوادِي، {سِيرَتَهَا}: حالتَها، وَ {النُّهَى}: التُّقَى، {بِمَلْكِنَا}: بِأَمْرِنا، {هَوَى}: شَقِيَ، {فَارِغًا} إِلى: مِنْ ذِكْرِ مُوسَى، {رِدْءًا}: كَي يُصَدِّقَنِي، ويُقالُ: مُغِيثًا، أَوْ مُعِينًا يَبطُشُ (8) وَيبْطِشُ، {يَأْتَمِرُونَ}: يَتَشاوَرُونَ، والْجَذْوَةُ: قطْعَةٌ غَلِيظَةٌ مِنَ الْخَشَبِ لَيسَ فِيها لَهَ {سَنَشُدُّ} : سَنُعِينُكَ كُلما عَزَّزْتَ شَيئًا فَقَدْ جَعَلْتَ لَهُ عَضُدًا، وَقال غَيرُهُ: كُلُّ ما لَمْ يَنْطِقْ بِحَرفٍ أوْ فِيهِ تَمْتَمَةٌ أَوْ فأفأةٌ فَهِيَ عُقْدَةٌ، {أَزْرِي}: ظَهْرِي، {فَيُسْحِتَكُمْ}:

(1) البخاري (6/ 416).

(2)

سورة الأعراف، آية (73، وهود آية (61).

(3)

اليمامة: هي صقع من أرض نجد وسط الجزيرة وقاعدتها حجر اليمامة.

(4)

البخاري (6/ 378).

(5)

سورة مريم، آية (51).

(6)

البخاري (6/ 422).

(7)

سورة طه، آية (9).

(8)

في (أ): "بنطش".

ص: 457

فيهْلِكَكُمْ، {الْمُثْلَى}: تَأنِيثُ الأَمْثَلِ، يَقُولُ بِدِينكُمْ يُقالُ خُذِ الْمُثْلَى: خُذِ الأَمْثَلَ، {ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا}: يُقالُ: هَلْ أتَيتَ الصَّفَّ الْيَوْمَ يَعْنِي الْمُصَلَّى الذِي يُصَلّى فِيهِ، {فَأَوْجَسَ}: أَضْمَرَ خَوْفًا فَذَهَبَتِ الْواوُ مِنْ {خِيفَةً} لِكَسْرَةِ الْخاءِ، {فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}: عَلَى جُذُوع النخْلِ، {خَطْبُكَ}: بالُكَ، {مِسَاسَ}: مَصْدَرُ ماسَّهُ مِساسًا، {لَنَنْسِفَنَّهُ}: لَنُذْرِيَنهُ، الضَّحَى: الْحَرُّ، {قُصِّيهِ}: اتبِعِي أَثَرَهُ، وَقَدْ يَكُونُ أَنْ تَقُصَّ الْكَلامَ، {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيكَ} (1) {عَنْ جُنُبٍ}: عَنْ بُعْدٍ، وَعَنْ جَنابَةٍ. قَال مُجاهِدٌ:{عَلَى قَدَرٍ} : مَوْعِدٌ، {لَا تَنِيَا}: لا تَضْعُفا، {مَكَانًا سُوًى}: منصفًا (2) بَينَهُم، {يَبَسًا}: يابِسًا، {مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ}: الْحُلِيِّ الذِي اسْتَعارُوه مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ، فَقَذَفتها: أَلْقَيتُها (3)، {أَلْقَى}: صَنَعَ، {فَنَسِيَ}: هُمْ يَقُولُونَهُ أخْطَأَ الرَّبّ، {أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيهِمْ قَوْلًا} في الْعِجْلِ (4).

وَقال في بابٍ بَعْدَ هَذا: دَكَّهُ: زَلْزَلَهُ، {فَدُكَّتَا}: فَدُكِكْنَ جَعَلَ الْجِبال كالْواحِدَةِ، كَما قال عز وجل:{أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا} (5)، وَلَمْ يَقُلْ: كُنَّ رَتْقًا مُلْتَصِقَينِ، {أُشْرِبُوا}: ثَوْبٌ مُشَرَّبٌ: مَصبوغ، قَال ابْنُ عباسٍ: انْبَجَسَتِ: انْفَجَرَتْ، {نَتَقْنَا} (6): رَفَعْنا (7).

وَقال في بابٍ آخرَ: يُقالُ لِلْمَوْتِ الْكَثيرِ: الطُّوفانُ. الْقُمَّلُ: الْحُمْنانُ يُشْبِهُ صِغارَ الْحَلَمِ، {حَقِيقٌ}: حَقّ، {سُقِطَ}: كُلُّ مَنْ نَدِمَ فَقَدْ سُقِطَ في يَدِهِ (8).

(1) سورة يوسف، آية (3).

(2)

في (أ): "متصفًا".

(3)

في (ك): "لقيتها".

(4)

البخاري (6/ 423).

(5)

سورة الأنبياء، آية (30).

(6)

في (أ): "تقنا".

(7)

البخاري (6/ 430).

(8)

البخاري (6/ 431).

ص: 458

وَقَال في باب " {يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ} "(1): {مُتَبَّرٌ} : خُسْرانٌ، {وَلِيُتَبِّرُوا}: يُدَمِّرُوا، {مَا عَلَوْا}: غَلَبُوا (2).

وَفِي بابٍ آخَر: {عَوَانٌ} : النصَفُ بَينَ الْبِكْرِ والْهَرِمَةِ، {فَاقِعٌ (3)}: صافِي، {لَا ذَلُولٌ (4)}: لَمْ يُذِلَّها الْعَمَلُ، {تُثِيرُ الْأَرْضَ}: لَيسَتْ بِذَلُولٍ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلا تَعْمَلُ في الْحَرْثِ، {مُسَلَّمَةٌ} مِنَ الْعُيُوبِ، {شِيَةَ}: بَياضٌ، {صَفْرَاءُ}: إِنْ شئتَ سَوْداءُ، ويقالُ: صَفْراءُ، كَقَوْلهِ: جِمالاتٌ صُفْرٌ. {فَادَّارَأْتُمْ} : اخْتَلَفتمْ (5).

وَقَال في باب " {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى} (6) ": {لَتَنُوءُ} : لَتُثْقِلُ. قَال ابْنُ عبَّاسٍ: {أُولِي الْقُوَّةِ} : لا تَرفَعُها الْعُصبَةُ مِنَ الرِّجالِ، يُقالُ {الْفَرِحِينَ}: الْمَرِحِينَ، {وَيكَأَنَّ اللَّهَ} مِثْلُ: ألَمْ تَرَ أنَّ الله يبسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ ويوَسِّعُ عَلَيهِ ويضَيّقُ (7).

وَفِي بابٍ بَعْدَهُ: مَدْيَنُ: بَلَدٌ، {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} ، واسْأَلِ الْعِيرَ يَعْنِي أَهْلَ الْقَريَةِ وَأَهْلَ الْعِيرِ، {وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا (8)}: لَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَيهِ، يُقالُ إِذا لَمْ يَقْضِ حاجَتَهُ: ظَهَرتَ حاجَتِي وَجَعَلْتَنِي ظِهْرِيًّا (8). والظِّهْرِيُّ: أَنْ تأحُذَ مَعَكَ دابَّةً أَوْ وعاءً تَسْتَظْهِرُ بِهِ، مَكانَتُهُمْ وَمَكانُهُمْ واحِدٌ، {يَغْنَوْا}: يَعِيشُوا (9)، {تَأْسَ}: تَحْزَنْ، {آسَى}: أَحزَنُ، وَقال الْحَسَنُ:{إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ} :

(1) سورة الأعراف، آية (138).

(2)

البخاري (6/ 438).

(3)

في (أ): "فأوقع".

(4)

في (أ): "ألا ذلول".

(5)

البخاري (6/ 439 - 440).

(6)

سورة القصص، آية (76).

(7)

البخاري (6/ 448).

(8)

في (ك): "ظهيرًا".

(9)

في (أ): "يغتنوا"، وفي (ك):"يعثوا: يعشوا"، والمثبت من "صحيح البخاري".

ص: 459

يَسْتَهْزِئُونَ بِهِ. وَقال مُجاهِدٌ: لَيكَةُ: الأَيكَةُ، {يَوْمِ الظُّلَّةِ}: إِظْلالُ الْعَذابِ عَلَيهِمْ (1).

وَقال في بابٍ بَعْدَهُ: قَال مُجاهِدٌ: {الْمَشْحُونِ} : الْمُوقَرُ، {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ} (2) الآيةَ، {فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ}: بِوَجْهِ الأرْضِ، {وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنْبَتْنَا عَلَيهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ}: مِنْ غيرِ ذاتِ أَصْلٍ الدُّبَّاءِ وَنَحْوهِ، {مَكْظُومٌ}:{كَظِيمٌ} : مَغْمُومٌ (3).

وَفِي بابٍ بَعْدَ هَذا: {إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ} (4): يَتَعَدَّوْنَ يَتَجاوَزُونَ، {شُرَّعًا}: شَوَارِعَ، {بَئِيسٍ}: شَدِيدٌ (5).

وَفِي بابٍ بَعْدَ هَذا: {وَآتَينَا دَاوُودَ زَبُورًا} (6)، {الزُّبُرِ}: الْكُتُبُ واحِدُها: زبورٌ، زَبَرْتُ: كَتَبْتُ، {أَوِّبِي} (7): سَبِّحِي مَعَهُ، {أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ}: الدُّرُوعَ، {وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ}: الْمَسامِيرِ والْحَلَقِ لا يُدِقَّ الْمِسْمارَ فَيَتَسَلْسَلَ (8)، وَلا يُعَظِّمْ فَيَنْفَصِمَ (9)، {أَفْرِغْ}: أَنْزِلْ، {بَسْطَةً}: زِيادَةً وَفَضْلًا (10).

وَفِي باب "قوْلهِ: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ (11) ذَا الْأَيدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ} (12) " إِلَى {وَفَصْلَ الْخِطَابِ} قال مُجاهِدٌ: الْفَهْمُ في الْقَضاءِ، {لَا تُشْطِطْ}: لا تُسْرِفْ، يقالُ لِلْمَرأَةِ: نَعْجَةٌ، ويقالُ لَها أَيضًا: شاةٌ، {أَكْفِلْنِيهَا} مِثْلُ:

(1) البخاري (6/ 449).

(2)

سورة الصافات، آية (140 - 146).

(3)

البخاري (6/ 450). وقد سقطت بعض العبارات من المتن وأثبتها الحافظ في الشرح.

(4)

سورة الأعراف، الآيات (163 - 165).

(5)

البخاري (6/ 452).

(6)

سورة النساء، آية (163).

(7)

سورة سبأ، آية (10 و 11).

(8)

في (ك): "فيتشلشل".

(9)

في (أ): "فينقصم".

(10)

البخاري (6/ 453).

(11)

في (أ): "أيوب".

(12)

سورة ص، الآيات (17 - 24).

ص: 460

{وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} : ضَمَّها، {وَعَزَّنِي}: غَلَبَنِي صارَ أَعَزَّ مِنِّي، أَعْزَزْتُهُ جَعَلتهُ عَزِيزًا، {فِي الْخِطَابِ}: يُقالُ: الْمُحاوَرَةُ، {الْخُلَطَاءِ}: الشرُّكاءِ {فَتَنَّاهُ} قَال ابْنُ عَبّاسٍ: اخْتَبَرناهُ، وَقَرَأَ عُمَرُ:"فَتّناهُ" بِتَشْدِيدِ التاءِ (1).

وَقَال في بابٍ بَعْدَهُ: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} (2): الرّاجِعُ الْمُنِيبُ {وَأَسَلْنَا لَهُ} (3): أَذَبْنا لَهُ، {عَينَ الْقِطْرِ}: الْحَدِيدِ، {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ} قَال مُجاهِدٌ: بُنْيانٌ ما دُونَ الْقُصُورِ، {وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ}: كَحِياضِ الإِبِلِ. وَقال ابْنُ عَبّاسٍ: كالْجَوْبَةِ مِنَ الأَرْضِ، {دَابَّةُ الْأَرْضِ}: الأَرَضَةُ، {مِنْسَأَتَهُ}: عَصاهُ، {حُبَّ الْخَيرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي} مِنْ ذِكْرِ رَبي، {فَطَفِقَ مَسْحًا} (4): يَمْسَحُ أَعْرافَ الْخَيلِ وَعَراقِيبَها، الأَصفادُ: الْوَثاقُ. وَقال مُجاهِدٌ: {الصَّافِنَاتُ} : صَفَنَ الْفَرَسُ رَفَعَ إِحدَى رِجْلَيهِ حَتى تَكُونَ عَلَى طَرَفِ الْحافِرِ، {الْجِيَادُ}: السِّراعُ، {جَسَدًا}: شَيطانًا، {رُخَاءً}: طيبةً، {حَيثُ أَصَابَ}: حَيثُ شاءَ، {فَامْنُنْ}: أَعْطِ، {بِغَيرِ حِسَابٍ}: بِغَيرِ حَرَجٍ (5). {عِفْرِيتٌ} : مُتَمَرِّد مِنْ إِنْسٍ أَوْ جانٌّ، وَزِبْنِيَةٍ:[جَماعَتِها](6) الزبانِيَةُ (7).

وَفِي باب "قَوْلِ الله عز وجل: {وَلَقَدْ آتَينَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ} "(8){تُصَعِّرْ} : الإِعْراضُ بِالْوَجْهِ (9).

(1) البخاري (6/ 456).

(2)

سورة ص، آية (30).

(3)

سورة سبأ، الآيات (12 - 14).

(4)

سورة ص، آية (31 - 39).

(5)

البخاري (6/ 457).

(6)

في النسخ: "جماعة"، والمثبت من "صحيح البخاري".

(7)

البخاري (6/ 458).

(8)

سورة لقمان، آية (12).

(9)

البخاري (6/ 465).

ص: 461

وَبَعْدَهُ: {عَزَّزْنَا} : شَدَّدْنا (1). وَقال ابْنُ عَبّاسٍ: {طَائِرُكُمْ} : مَصائِبُكُمْ. وَقال: {سَمِيًّا} : مِثْلًا، يُقالُ:{رَضِيًّا} : مَرضِيًّا، {عُتِيًّا}: عَصِيًّا عَتا يَعْتُو، {سَويًّا}: صَحِيحًا، {فَأَوْحَى إِلَيهِمْ أَنْ سَبِّحُوا}: أَشارَ، {حَفِيًّا} لَطيفًا (2). قَال ابْنُ عَباسٍ: آلُ عِمْرانَ: الْمُؤْمِنُونَ مِنْ آلِ إِبْراهِيمَ، وآلِ عِمْرانَ وآلِ ياسِينَ وآلِ مُحَمَّدٍ يَقُولُ:{إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ} (3) وَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ، ويَقُالُ: أَهْلُ يَعْقُوبَ: آلُ يَعْقُوبَ، فَإِذا صَغرُوا آلَ، رَدُّوا إِلَى الأَصْلِ قالُوا: أُهَيلٌ (4).

وَبَعْدَهُ: {أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ} (5): يَضُمُّ، {كَفَّلَهَا}: ضَمَّها مُخَففَةً لَيسَ مِنْ كَفالةِ الدُّيُونِ وَشِبْهِها (6).

وَفِي بابٍ بَعْدَهُ: {إِذْ قَالتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ (7) مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ} وَ {يُبَشِّرُكِ} وَيَبْشُرُكِ واحدٌ، {وَجِيهًا}: شَرِيفًا، وَقال إِبْراهِيمُ (8):{الْمَسِيحُ} : الصدِّيقُ. وَقال مُجاهِدٌ: الْكَهْلُ الْحَلِيمُ، والأَكْمَهُ: يبصِرُ بِالنهارِ وَلا يُبْصِرُ بِالليلِ، وَقال غَيرُهُ: مَنْ يُولَدُ أَعْمَى (9).

وَفِي قَوْلِهِ عز وجل: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} إِلَى: {وَكِيلًا} (10): {كَلِمَتُهُ} : كُنْ فَكانَ، وَقال غَيرُهُ:{وَرُوحٌ مِنْهُ} : أحْياهُ فَجَعَلَهُ رُوحًا (11).

(1) في "صحيح البخاري": "قال مجاهد: شددنا".

(2)

البخاري (6/ 467).

(3)

سورة آل عمران، آية (68).

(4)

البخاري (6/ 469).

(5)

سورة آل عمران، آية (42 و 44).

(6)

البخاري (6/ 470).

(7)

في (ك): "يكلمه".

(8)

إبراهيم: هو النخعي.

(9)

البخاري (6/ 471).

(10)

سورة النساء، آية (171).

(11)

البخاري (6/ 474).

ص: 462

وَفِي باب قَوْلِ الله عز وجل: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا} (1): {نَبَذْنَاهُ} : أَلْقَيناهُ، اعْتَزَلَتْ {شَرْقِيًّا}: مِمّا يَلِي الشَّرقَ، {فَأَجَاءَهَا}: أَفْعَلْتُ مِنْ جِئْتُ، ويقالُ: أَلْجَأَها: اضْطَرَّها، {تَسَّاقَطْ}: تَسْقُطْ، {قَصِيًّا}: قاصِيًا، {فَرِيًّا}: عَظيمًا. قَال ابْنُ عبَّاسٍ: {نَسْيًا} : لَمْ أَكُنْ شَيئًا، وَقال غَيرُهُ: النسْيُ: الشَّيءُ الْحَقِيرُ. وَقال أبو وائلٍ: عَلِمَتْ (2) مَريَمُ أَنَّ التقِيَّ ذُو نُهْيةٍ حِينَ قالتْ: {إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا} . وَعَنِ البَراءِ: {سَرِيًّا} : نَهَرٌ صَغِيرٌ بِالسُّرْيانِيَّةِ (3).

وَقال في باب "ما ذُكِرَ عَنْ بَنِي إِسْرائِيلَ" عَنْ عائِشَةَ أنها كانَتْ تَكْرَهُ أَنْ يَجْعَلَ يَدَهُ في خاصِرَتِهِ وَتَقُولُ: إِنَّ الْيَهُودَ تَفْعَلُهُ (4).

وَفِي باب " {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ} (5) " الكَهْفُ: الْفَتْحُ في الْجَبَلِ، والرَّقِيمُ: الْكِتابُ، {مَرْقُومٌ}: مَكتْوبٌ مِنَ الرَّقْمِ، {رَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ}: أَلْهَمْناهُمْ صَبْرًا، {شَطَطًا} . إِفْراطًا، الوَصِيدُ: الْفِناءُ وَجَمْعُهُ وَصائِدُ وَوُصُدٌ، ويقالُ: الوَصِيدُ: البابُ، {مُؤْصَدَةٌ}: مُطبقَةٌ آصَدَ الْبابَ وَأَوْصَدَ {بَعَثْنَاهُمْ} : أحييناهُمْ، {أَزْكَى}: أَكثرُ رَيعًا، فَضَرَبَ الله عَلَى آذانِهِمْ [فَنامُوا](6)، {رَجْمًا بِالْغَيبِ} لَم يَستَبِنْ، وَقال مُجاهِدٌ:{تَقْرِضُهُمْ} : تَتْرُكهُمْ (7).

(1) سورة مريم، الآيات (16 - 24).

(2)

في (ك): "أعلمت".

(3)

البخاري (6/ 476).

(4)

البخاري (6/ 495 رقم 3458) مسندًا.

(5)

سورة الكهف، الآيات (9 - 22).

(6)

في النسختين: "فقاموا"، والمثبت من "صحيح البخاري".

(7)

البخاري (6/ 503).

ص: 463

وَفِي باب " {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} "(1): الشُّعُوبُ: النَّسَبُ الْبَعِيدُ، والْقَبائِلُ: دُونَ ذَلِكَ (2). وَعَنِ ابْنِ عَبّاسٍ الشُّعُوبُ: الْقَبائِلُ الْعِظامُ، والْقَبائِلُ: الْبُطُونُ (3). قَال أبُو عَبْد الله: سُميتِ الْيَمَنَ لأَنها عَنْ يَمِينِ الْكَعْبَةِ، والشّامَ عَنْ يَسارِ الْكَعْبَةِ، والْمَشْأَمَةُ: الْمَيسَرَةُ، والْيَدُ الْيُسْرَى: الشُّؤْمَى، والْجانِبُ الأَيسَرُ: الأَشْأمُ (4)(5). وَعَنْ عُروَةَ بْنِ الزبيرِ قَال: ذَهَبَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبيرِ مَعَ أُناسٍ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ إِلَى عائِشَةَ، وَكانَتْ أَرَقَّ شَيءٍ عَلَيهِمْ لِقَرابَتِهِمْ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم (6).

وَقَال في بابِ "نِسْبَةِ اليَمَنِ إِلَى إِسْماعِيلَ": مِنْهُمْ أَسْلَمُ بْنُ أَقْصَى بْنِ حارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عامِرٍ مِنْ خُزاعَةَ (7).

وَبَعْدَهُ: عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قَال: إِذا سَرَّكَ أنْ تَعْلَمَ جَهْلَ الْعَرَبِ فاقْرأ ما فَوْقَ الثلاثِينَ وَمِائَةٍ في سُورَةِ الأَنْعامِ: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيرِ عِلْمٍ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} (8)(9).

وَقَال في "مَناقِبِ عُمَرَ بْنِ الْخَطابِ": قَال ابْنُ جُبَيرٍ: الْعَبْقَرِيُّ عِتاقُ الزَّرابِيِّ. وَقال يَحيَى: الزَّرابِيُّ: الطنافِسُ لَها خَمْلٌ رَقِيقٌ، {مَبْثُوثَةٌ}: كَثِيرَةٌ (10).

وَفِي "مَناقِبِ الزبيرِ بْنِ الْعَوَّامِ": وَقال ابْنُ عَبّاسٍ: هُوَ حَوارِيُّ النبِيّ صلى الله عليه وسلم،

(1) سورة الحجرات، آية (13).

(2)

البخاري (6/ 525).

(3)

البخاري (6/ 525 رقم 3489).

(4)

في النسخ: "الأشم"، والمثبت من "صحيح البخاري".

(5)

البخاري (6/ 526).

(6)

البخاري (6/ 533 رقم 3503)، وانظر (3505، 6073).

(7)

البخاري (6/ 537).

(8)

سورة الأنعام، آية (140).

(9)

البخاري (6/ 551 رقم 3524) مسندًا.

(10)

البخاري (7/ 41).

ص: 464

وَسُمِّيَ الْحَوارِيُّونَ لِبَياضِ ثِيابِهِمْ (1).

[عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبيرِ، أَنَّ أصْحابَ النبِيّ صلى الله عليه وسلم قالُوا لِلزُّبيرِ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ: أَلا تَشُدُّ فَنَشُدَّ مَعَكَ، فَحَمَلَ عَلَيهِمْ فَضَربوهُ ضَربَتَينِ عَلَى عاتِقِهِ بَينَهُما ضَرْبَةٌ ضُرِبَها يَوْمَ بَدْرٍ، قَال عُرْوَةُ: فَكُنْتُ أُدْخِلُ أَصَابِعِي بَينَ تِلْكَ الضَّرَباتِ أَلْعَبُ وَأَنا صَغِيرٌ (2)](3).

وَعَنْ (4) أَبِي وَائلٍ قَال: لَمّا بَعَثَ عَلِيّ عَمّارَ بْنَ ياسِرٍ والْحَسَنَ إِلَى الْكُوفَةِ لِيَسْتَنْفِرَهُمْ (5)، خَطَبَ عَمّارُ بْنُ ياسِرٍ فَقال: إِنِّي لأَعْلَمُ أَنها زَوْجَتُهُ في الدُّنْيا والآخِرَةِ، وَلَكِنَّ الله ابْتَلاكُمْ لِتَتبِعُوهُ أَوْ إِيّاها (6).

وَفِي "مَناقِبِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلامٍ عَنْ أَبِي بُردَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى قَال: أَتَيتُ الْمَدِينَةَ فَلَقِيتُ عَبْد اللهِ بْنَ سَلامٍ، فَقال: أَلا تَجِيءُ فَأُطْعِمَكَ (7) سَويقًا وَتَمْرًا وَتَدْخُلَ في بَيتٍ، ثُمَّ قَال: إِنكَ بِأرْضٍ الرّبا بِها فاشٍ إِذا كانَ لَكَ عَلَى رَجُلٍ حَقٌّ فَأَهْدَى إِلَيكَ حِمْلَ تِبْنٍ أَوْ حِمْلَ شَعِيرٍ أَوْ حِمْلَ قَتٍّ فَلا تأخُذْهُ فَإِنَّهُ رِبًا (8).

وَفِي "أيّامُ الْجاهِلِيَّةِ": عَنْ (9) عائِشَةَ قالتْ: كانَ لأَبِي بَكْرٍ غُلامٌ يُخْرِجُ لَهُ الْخَراجَ، وَكانَ أبُو بَكْرٍ يأُكُلُ مِنْ خَراجِهِ، فَجاءَ يَوْمًا بِشَيءٍ فَأَكَلَ مِنْهُ أَبُو بَكْرٍ فَقال لَهُ الْغُلامُ: تَدْرِي ما هَذا؟ فَقال أَبُو بَكْرٍ: وَما هُوَ؟ قَال: كُنْتُ

(1) البخاري (7/ 79).

(2)

البخاري (7/ 80 رقم 3721) مسندًا، وانظر (3975، 3973).

(3)

ما بين المعكوفين ليس في (ك).

(4)

في (أ): "إلى وعن".

(5)

في (أ): "ليستفزهم".

(6)

البخاري (7/ 106 رقم 3772) مسندًا، وانظر (7100، 7101).

(7)

في (أ): "فأطمعك".

(8)

البخاري (7/ 129 رقم 3814)، وانظر (7342).

(9)

في (ك): "وعن".

ص: 465

تَكَهَّنْتُ (1) لإِنْسانٍ في الْجاهِلِيَّةِ وَما أُحْسِنُ الْكِهانَةَ إِلا أَنِّي خَدَعْتُهُ فَلَقِيَني فَأَعْطانِي بِذَلِكَ، فَهَذا الذِي أَكَلْتَ مِنْهُ، فَأدْخَلَ أبو بَكْرٍ يَدَهُ فَقاءَ كُلَّ شَيءٍ في بَطنهِ (2).

وَعَنْ الْمُسَيَّبِ بْنِ حَزَنٍ، عَنْ أبِيهِ قال: جاءَ سَيلٌ في الْجاهِلِيَّةِ فَكَسا ما بَينَ الْجَبَلَينِ، قَال: وَيَقولُ (3): إِنَّ هَذا الْحَدِيثَ لَهُ شأنٌ (4)(5).

وَعَنْ قَيسِ بْنِ أَبِي حازِمٍ فال: دَخَلَ أبُو بَكْرٍ عَلَى امْرَأَةٍ مِنْ أَحْمَسَ (6) يُقالُ لَها زَينَبُ فَرَآها لا تَكَلمُ فَقال: ما لَها لا تَكَلَّمُ؟ قالُوا: حَجَّتْ مُصْمِتَةً. قال لَها: تَكَلمِي فَإِنَّ هَذا لا يَحِلُّ، هَذا مِنْ عَمَلِ الْجاهِلِيَّةِ، فَتَكَلمَتْ فَقالتْ: مَنْ أَنْتَ؟ قَال: امْرُؤ مِنَ الْمُهاجِرِينَ. قالتْ: أَيُّ الْمُهاجِرِينَ؟ قَال: مِنْ قُرَيشٍ. قالتْ: مِنْ أَيِّ قُرَيشٍ أَنْتَ؟ قَال: إِنكِ لَسَئُولٌ أَنا أبو بَكْرٍ. قالتْ: ما بَقاؤُنا عَلَى هَذا الأَمْرِ الصُّالِح الذِي جاءَ اللهُ بِهِ بَعْدَ الْجاهِلِيَّةِ؟ قَال: بَقاؤُكُمْ عَلَيهِ ما اسْتَقامت لَكُمْ أَئِمّتُكُمْ. قالتْ: وَما الأَئِمَّةُ؟ قَال: أمَّا كانَ لِقَوْمِكِ رُءُوسٌ وَأَشْرافٌ يَأمُرُونَهُمْ فيطيعُونَهُمْ؟ قالتْ: بَلَى. قَال: فَهُمْ أُولَئِكَ عَلَى الناسِ (7).

وَفِي باب "الْقَسامَةُ في الْجاهِلِيَّةِ": عَنْ عائِشَةَ قالتْ: كانَ يَوْمُ بُعاثٍ يَوْمًا قَدَّمَهُ الله عز وجل لِرَسُولهِ صلى الله عليه وسلم، [فَقَدِمَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم](8) وَقَدِ افْتَرَقَ مَلَؤهُمْ

(1) في (أ): "تكهبت".

(2)

البخاري (7/ 149 رقم 3842) مسندًا.

(3)

قال: أي سفيان بن عيينة، ويقول: عمرو بن دينار راوي الحديث عن سعيد بن المسيب.

(4)

"شأن": أي قصة طويلة.

(5)

البخاري (7/ 147 رقم 3833).

(6)

في (أ): "أحمس". و"أحمس": قبيلة من بجيلة.

(7)

البخاري (7/ 147 - 148 رقم 3834).

(8)

ما بين المعكوفين ليس في (أ).

ص: 466

وَقُتلتْ سَرَواتُهُمْ (1) وَخَرَجُوا (2)، قَدَّمَهُ الله لِرَسُولهِ في دُخُولهِمُ الإِسْلامَ (3).

وَفيه عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيمُونٍ قَال: رَأَيتُ في الْجاهِلِيَّةِ قِردَةً اجْتَمَعَ عَلَيها قِرَدَةٌ (4) قَدْ زَنتْ فَرَجَمُوها فَرَجَمْتُها مَعَهُمْ (5).

وَعَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قَال: خِلالٌ مِنْ خِلالِ الْجاهِلِيَّةِ: الطعْنُ في الأَنْسابِ، والنِّياحَةُ، وَنَسِيَ الثالِثَةَ. قَال سُفْيانُ: يَقُولُونَ: إِنها الاسْتِسْقاءُ بِالأَنْواءِ (6).

وَذَكرَ في بابِ "إِسْلامِ عُمَرَ بْنِ الخَطابِ": عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَال: مَا سَمِعْتُ عُمَرَ قَطُّ يَقُولُ: إِنِّي لأَظُنُّهُ كَذا إِلَّا كانَ كَما يَظُنُّ، بَينَما عُمَرُ جالسٌ إِذْ مَرَّ بِهِ رَجلٌ جَمِيلٌ فَقال لَهُ: لَقَد أَخْطَأَ ظَنِّي أَوْ إِنَّ هَذا عَلَى دِيِنهِ في الْجاهِلِيَّةِ أَوْ لَقَد كانَ كاهِنَهُمْ، عَلَيَّ الرَّجُلَ، فَدُعِيَ لَهُ فَقال لَهُ ذَلِكَ، فَقال: مَا رَأيتُ كالْيَوْمِ اسْتُقْبِلَ بِهِ [رَجُلٌ مُسْلِمٌ](7)، قَال: فَإِنِّي أَعْزِمُ عَلَيكَ (8) إِلا ما أَخْبَرتَنِي، قَال: كُنْتُ كاهِنَهُمْ في الْجاهِلِيَّةِ. قَال: فَما أَعْجَبُ ما جاءَتْكَ بِهِ جِنيّتُكَ؟ قَال: بَينَما أَنا يَوْمًا في السُّوقِ جاءَتْنِي أَعْرِفُ فِيها الْفَزَعَ فَقالتْ: أَلَمْ تَرَ الْجِنَّ وَإِبْلاسَها (9) وَيأسَها مِنْ بَعْدِ إِنْكاسِها (10) وَلُحُوقَها بِالْقِلاصِ (11) وَأَحْلاسِها (12)؟

(1) سرواتهم" أي: أشرافهم.

(2)

أكثر روايات "الصحيح": "وجرحوا".

(3)

البخاري (7/ 156 رقم 3846)، وانظر (3777، 3930).

(4)

في النسخ: "قرد"، والمثبت من "صحيح البخاري".

(5)

البخاري (7/ 156 رقم 3849) مسندًا.

(6)

البخاري (7/ 156 رقم 3850) مسندًا.

(7)

في النسخ: "رجلًا مسلمًا"، والمثبت من "صحيح البخاري".

(8)

"أعزم عليك" أي: ألزمك.

(9)

"إبلاسها" المراد به: اليأس ضد الرجاء.

(10)

الإنكاس: الانقلاب.

(11)

"بالقلاص" جمع قلوص، وهي الفتية من النياق.

(12)

الأحلاس: جمع حلس وهو ما يوضع على ظهور الإبل تحت الرحل.

ص: 467

قَال عُمَرُ: صَدَقَتَ (1). بَينَما أَنا نائِمٌ عِنْدَ آلِهَتِهِمْ إِذْ جاءَ رَجلٌ بِعِجْلٍ فَذَبَحَهُ فَصَرَخَ بِهِ صارِخ لَمْ أَسْمَعْ قَطٌّ صارِخًا أَشَدَّ صَوْتًا مِنْهُ يَقُولُ: يا جَلِيحْ (2) أَمْرٌ نَجيحْ (3)، رَجُلٌ يَصِيحْ يَقُولُ: لا إِلَهَ إِلا الله، فَوَثَبَ الْقَوْمُ، قُلْتُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أعْلَمَ ما وَراءَ هَذا، ثُمَّ نادَى: يا جَلِيحْ، أَمْرٌ نَجيحْ، رَجُلٌ يَصِيحْ يَقُولُ: لا إلَهَ إِلا الله، فَقُمْتُ، فَما نَشِبْنا (4) أنْ قِيلَ هَذا نَبِيٌّ (5).

وَقَال في بابِ "هِجْرَةِ الْحَبَشَة": {بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ} : ما ابْتُلِيتُمْ بِهِ مِنْ شِدَّةٍ، وَفِي مَوْضِع:{الْبَلَاءُ} : الابْتِلاءُ والتمْحِيصُ مَنْ بَلَوْتُهُ وَمَحَّصتُهُ (6) أَيِ اسْتَخْرَجْتُ ما عِنْدَهُ، يبلُو: يَخْتَبِرُ، {مُبْتَلِيكُمْ}: مُخْتَبِرُكُمْ، وَأَمّا قَوْلُهُ: بَلاءٌ عظيمٌ: [النِّعَمُ](7) وَهِيَ مِنْ أبْلَيتُهُ (8) وَتِلْكَ مِنِ ابْتَلَيتُهُ (9).

وَقَال في باب "هِجْرَةِ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ": عَنْ عَطاءِ بْنِ أَبِي رَباحِ قَال: زُرْتُ عائِشَةَ مَعَ عُبَيدِ بْنِ عُمَيرٍ اللّيثيِّ فَسَأَلَها عَنِ الْهِجْرَةِ؟ فَقالتْ: لا هِجْرَةَ الْيَوْمَ كانَ الْمُؤْمِنُونَ يَفِرُّ أَحَدُهُمْ بِدِينهِ إلَى الله وإلَى رَسُولِهِ مَخافَةَ أَنْ يُفْتَنَ عَلَيهِ، فأمّا الْيَوْمَ فَقَدْ أظْهَرَ الله الإِسْلامَ والْيَوْمَ يَعبدُ رَبَّهُ حَيثُ يَشاءُ، وَلَكِنْ جِهادٌ وَنِيَّة (10).

وَعَنْ نافِعٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطابِ: أَنهُ كانَ فَرَضَ لِلْمُهاجِرِينَ الأَوَّلِينَ

(1) في (ك): "صدق".

(2)

"جليح" معناه: الوقح المكافح بالعداوة.

(3)

"نجيح" أي: صواب.

(4)

"فما نشبنا" أي: لم نتعلق بشيء من الأشياء.

(5)

البخاري (7/ 177 رقم 3866) مسندًا.

(6)

في (ك): "ومحضته".

(7)

في النسخ: "النقم"، والمثبت من "صحيح البخاري".

(8)

في (أ): "أبتليه"، وفي (ك):"ابتلته"، والمثبت من "صحيح البخاري".

(9)

البخاري (7/ 187).

(10)

البخاري (7/ 226 رقم 3900)، وانظر (3080، 4312).

ص: 468

أَرْبَعَةَ آلافٍ في أَرْبَعَةٍ، وَفَرَضَ لابْنِ عُمَرَ ثَلاثَةَ آلافٍ وَخَمْسَ مِائَةٍ، فَقِيلَ لَهُ: هُوَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ فَلِمَ نَقَصتَهُ مِنْ أَرْبَعَةِ آلافٍ؟ فَقال: إِنما هاجَرَ بِهِ أَبَواهُ، يَقُولُ: لَيسَ هُوَ كَمَنْ هاجَرَ بِنَفْسِهِ (1).

وَخرَّج بَعْد هَذا الْحَدِيثِ عَنْ أَبِي بُردَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى قَال: قال لِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: هَلْ تَدرِي ما قَال أَبِي لأَبِيكَ؟ قَال: قُلْتُ: لا. قال: فَإِنَّ أَبِي قَال لأَبِيكَ: يا أَبا مُوسَى هَلْ يَسُرُّكَ إِسْلامُنا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَهِجْرَتُنا مَعَهُ وَجِهادُنا مَعَهُ وَعَمَلُنا كُلهُ مَعَهُ بَرَدَ لَنا (2) وَأَنَّ كُلَّ عَمَلٍ عَمِلناهُ بَعْدَهُ نَجَوْنا مِنْهُ كَفافًا (3) رأسًا بِرأسٍ، فَقال أَبُوكَ: لا والله قَدْ جاهَدْنا بَعْدَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَصَلينا وَصُمْنا وَعَمِلنا خَيرًا كَثِيرًا، وَأَسْلَمَ عَلَى أَيدِينا بَشَرٌ كَثِيرٌ، وَإِنّا لَنَرْجُو ذَلِكَ، فَقال أبي: لَكِنِّي والذي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ ذَلِكَ بَرَدَ لَنا، وَأَنَّ كُلَّ شَيءٍ عَمِلْناهُ بَعْدُ نَجَوْنا مِنْهُ كَفافًا رَأسًا (4) بِرأسٍ، فَقُلْتُ: إِنَّ أباكَ والله خَيرٌ مِنْ أَبي (5). وَفِي هَذا البابِ عَنْ عائِشَةَ، أَنَّ أَبا بَكْرٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ الْعَرَبِ يُقالُ لَها: أُمُّ بَكْرٍ، فَلَمّا هاجَرَ أبو بَكْر طَلَّقَها، فَتَزَوَّجَها ابْنُ عَمِّها هَذا الشّاعِرُ الذِي قال هَذِهِ الْقَصِيدَةَ يرْثِي (6) كُفارَ قُرَيشٍ:

وَماذا بِالْقَليبِ قَلِيبِ بَدْرٍ

مِنَ الشِّيزَى (7) تزَيَّنُ بِالسَّنامِ

وَماذا بِالْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ

مِنَ الْقَيناتِ (8) والشَّرْبِ (9) الْكِرامِ

(1) البخاري (7/ 253 رقم 3912).

(2)

"برد لنا" أي: ثبت لنا ودام.

(3)

"كفافًا" أي: سواء بسواء، والمراد لا موجبا ثوابًا ولا عقابًا.

(4)

في (أ): "ورأسًا".

(5)

البخاري (7/ 254 رقم 3915).

(6)

في (أ): "يرثي بها".

(7)

"الشيزى": هو شجر يتخذ منه الجفان والقصاع التي يعمل فيها الثريد.

(8)

"القينات" جمع قينة، وهي المغنية.

(9)

"الشرب" جمع شارب، والمراد بهم الندامى.

ص: 469

تُحَيِّينا السَّلامة أم بَكْرٍ

فَهَلْ لِي بَعْدَ قَوْمِي مِنْ سَلامِ

يُحَدِّثُنا الرَّسُولُ بأن سَنَحيَا

وَكَيفَ حَياةُ أَصْداءٍ وَهامِ (1)(2)

وَفِي "بابِ حَدِيثِ زَيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيلٍ"، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَقِيَ زَيدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَحٍ (3) قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَى النبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْوَحْيُ، فَقُدِّمَتْ إلَى النبِي صلى الله عليه وسلم سُفْرَة فَأَبَى أَنْ يأكُلَ مِنْها، ثُمَّ قَال زَيدُ: إنِّي لَسْتُ آكُلُ مِمّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصابِكُمْ وَلا آكُلُ إلا مِمّا ذُكِرَ اسْمُ الله عَلَيهِ. وَأَنَّ زَيدَ بْنَ عَمْرٍو كانَ يَعِيبُ عَلَى قُرَيشٍ ذَبائِحَهُمْ (4) وَيَقُولُ: الشّاةُ خَلَقَها الله وَأَنْزَلَ لَها مِنَ السَّماءِ الْماءَ وَأَنْبَتَ لَها مِنَ الأَرْضِ ثُمَّ تَذْبَحُونَها عَلَى غَيرِ اسْمِ الله. إنْكارًا لِذَلِكَ وَإِعْظامًا لَهُ (5).

وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ زَيدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيلٍ خَرَجَ إِلَى الشّامِ يَسْأَلُ عَنِ الدِّينِ وَيَتْبَعُهُ، فَلَقِيَ عالِمًا مِنَ الْيَهُودِ فَسَأَلَهُ عَنْ دِينهِمْ، فَقال: إِنِّي لَعَلِّي أَنْ أَدِينَ دِينَكُمْ فأخبِرنِي؟ فَقال: لا تَكُونُ (6) عَلَى دِيننا حَتى تأخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ غَضَبِ الله، قَال زَيدٌ: ما أَفِرُّ إِلا مِنْ غَضَبِ الله، وَلا أَحْمِلُ (7) مِنْ غَضَبِ اللهِ شَيئًا أَبَدًا وَأَنا أَسْتَطيعُهُ (8)، فَهَلْ تَدلنِي عَلَى غَيرِهِ؟ قَال: ما أَعْلَمُهُ إِلا أَنْ (9) يَكُونَ حَنِيفًا، قَال زَيدٌ: وَما الْحَنِيفُ؟ قَال: دِينُ إبْراهِيمَ لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا وَلا

(1)"هام" قيل: الطائر الذي يطير بالليل، والهام: جمجمة الرأس وهي التي يخرج منها الصدى بزعمهم، وأراد الشاعر إنكار البعث بهذا الكلام.

(2)

البخاري (7/ 257 رقم 3921).

(3)

في (ك): "كدح". و "بلدح" مكان في طريق التنعيم، ويقال هو واد.

(4)

في (أ): "ذبحهم".

(5)

البخاري (7/ 142 رقم 3826)، وانظر (5499).

(6)

في (أ): "لا يكون".

(7)

في (أ): "أجمل".

(8)

أي: وأنا أستطيع ألا أحمل ذلك.

(9)

قوله: "أن" ليس في (أ).

ص: 470

نَصرانِيًّا وَلا يَعبدُ إِلا الله، فَخَرَجَ زَيدٌ فَلَقِيَ عالِمًا مِنَ النّصارَى فَذَكَرَ مِثْلَهُ، فَقال: لَنْ تَكُونَ عَلَى دِينِنا حَتى تأحُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ لَعْنَةِ الله، قَال: ما أَفِرُّ إِلا مِنْ لَعْنَةِ الله وَلا أَحْمِلُ مِنْ لَعْنَةِ الله وَلا مِنْ غَضَبِهِ شَيئًا وَأَنا أَسْتَطِيعُ، فَهَلْ تَدُّلنِي عَلَى غَيرِهِ؟ قَال: ما أَعْلَمُهُ إِلا أَنْ يَكُونَ حَنِيفًا، قَال: وَما الْحَنِيفُ؟ قَال: دِينُ إبراهِيمَ لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًا وَلا نَصرانِيًّا وَلا يَعبدُ إِلا الله، فَلَمّا رَأَى زَيدٌ قَوْلَهُمْ (1) خرَجَ، فَلَمّا بَرَزَ رَفَعَ يَدَيهِ فَقال: اللهُم إِنِّي أَشْهَدُ أَنِّي عَلَى دِينِ إبْرَاهِيمَ (2).

وَعَنْ أَسْماءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قالتْ: رَأيتُ زَيدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيلٍ قائِمًا مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ يَقُولُ: يا مَعاشِرَ قُرَيشٍ والله ما مِنْكُمْ عَلَى دِينِ إِبْراهِيمَ غَيرِي. وَكانَ يُحيِي الْمَوْءُودَةَ (3) يَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذا أَرادَ أَنْ يَقتلَ ابْنَتَهُ: لا تَقتلْها أَنا أَكْفِيكَ مَئُونَتَها، فَيأخُذُها فَإِذا تَرَعْرَعَتْ قَال لأَبِيها إِنْ شِئْتَ دَفَعْتُها إِلَيكَ وَإِنْ شِئْتَ كَفَيتُكَ مَئُونَتَها (4).

وَفِي باب "مِنْ أَينَ أَرَّخُوا التَّارِيخَ"، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَال: ما عَدُّوا مِنْ مَبْعَثِ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلا مِنْ وَفاتِهِ، ما عَدُّوا إِلا مِنْ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةَ (5).

(1) في "صحيح البخاري": "فلما رأى زيد قولهم في إبراهيم عليه السلام".

(2)

البخاري (7/ 142 رقم 3827).

(3)

في (أ): "للموءودة".

(4)

البخاري (7/ 143) معلقًا.

(5)

البخاري (7/ 267 رقم 3934) مسندًا.

ص: 471