الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كِتَابُ التَّمَنِّي
كِتَابُ إِجَازَةِ خَبَرِ الوَاحِدِ
قَال: ويسَمَّى الرَّجُلُ طَائِفَةً لِقَوْلِهِ تَعَالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} (1)، فَلَو اقْتَتَلَ رَجُلانِ دَخَلا فِي مَعنَى الآيةِ (2).
كتَابُ الاعتِصَامِ
وَقَال: عَنْ أَبِي بَرْزَةَ: إِنَّ الله يُغْنِيكُم بِالإِسْلامِ. قَال أَبو عَبْد الله (3): وَقَعَ هُنَا يُغْنِيكُم، وَإِنَّمَا هُوَ: نَعَشَكُم. قَال: يُنْظَرُ فِي أَصلِ كِتَابِ "الاعتِصَامِ"(4) قَال: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} (5) قَال: أَئِمَّةً نَقْتَدِي بِمَنْ قَبْلَنَا وَيَقتدِي بنَا مَنْ بَعدَنَا. وَقَال ابْنُ عَون: ثَلاثٌ أُحِبُّهُنَّ لِنَفْسِي وَلإِخْوَانِي: هذِهِ السُّنَّةُ أَنْ يَتَعَلمُوها وَيَسْأَلُوا عَنْها، وَالْقراءُ أَنْ يَتَفَهَّمُوهُ، وَيَدَعُوا الناسَ إلا مِن خَيرٍ (6). وَقال حُذَيفَةُ: يَا مَعشَرَ الْقُرَّاءِ اسْتَقِيمُوا فَقَد سَبَقْتُم سَبْقًا بَعِيدًا، وَإِنْ أَخَذْتم يَمِينًا وَشِمَالًا لَقَد ضَلَلْتم ضَلالًا بَعِيدًا (7).
وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزبيرِ، أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه أرسَلَ إِلَى عَائِشَةَ ائْذَنِي لِي أَنْ أُدفَنَ مَعَ صَاحِبَيَّ فَقَالتْ: إِي وَاللهِ قَال: وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَرسَلَ إِلَيها مِنَ الصَّحَابَةِ قَالتْ: لا وَاللهِ لا أُوثِرُهُم بِأَحَدٍ أَبَدًا (8).
وقال: عَنْ أَبِي بُردَةَ الأَشْعَرِيِّ قَال: قَدِمتُ الْمَدِينَةَ فَلَقِيَني عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلامٍ
(1) سورة الحجرات، آية (9).
(2)
البخاري (13/ 231).
(3)
هو البخاري رحمه الله.
(4)
البخاري (13/ 245).
(5)
سورة الفرقان، آية (74).
(6)
البخاري (13/ 248).
(7)
البخاري (13/ 250 رقم 7282) مسندًا.
(8)
البخاري (13/ 304 رقم 7328)، وانظر (1392، 3052، 3162، 3700، 4888، 7207).
فَقَال لِي: انْطَلِقْ إِلَى الْمَنْزِلِ فَأَسْقِيَكَ فِي قَدَحِ شَرِبَ فِيهِ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَتُصَلِّي فِي مَسْجِدٍ صَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ فَأَسْقَانِي سَويقًا وَأَطْعَمَنِي تَمرًا وَصَليتُ فِي مَسْجِدِهِ (1). وَقَال أبو عَبْد الله (2): يُقَالُ: مَا أَتَاكَ لَيلًا فَهُوَ طَارِقٌ، ويقَالُ:{الطَّارِق} : النَّجْمُ، وَ {الثَّاقِبُ}: الْمُضِيءُ، يُقَالُ: أَثْقِبْ نَارَكَ لِلْمُوقِدِ (3). وَقَال فِي الْجَمَاعَةِ: هُم أَهْلُ الْعِلْمِ (4).
وَعَنْ حُمَيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ، سَمِعَ مُعَاويَةَ رضي الله عنه يُحَدِّثُ رَهْطًا مِنْ قُرَيشٍ بالْمَدِينَةِ وَذَكَرَ كَعبَ الأَخبَارِ فَقَال: إِنْ كَانَ مِنْ أَصدَقِ هؤُلاءِ الْمُحَدِّثِينَ الَّذِينَ يُحَدِّثُونَ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَإِنْ كُنَّا مَعَ ذَلِكَ لَنَبْلُو عَلَيهِ الْكَذِبَ (5).
وَقَال فِي بَاب "قَوْلِ الله عز وجل: {وَشَاورْهُمْ فِي الْأَمْرِ} "(6): وَشَاوَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَصحَابَهُ يَوْمَ أُحُدٍ فِي الْمُقَامِ وَالْخُرُوج، فَرَأَوْا لَهُ الْخُرُوجَ، فَلَمَّا لَبِسَ لأمَتَهُ (7) وَعَزَمَ، قَالُوا: أَقِم، فَلَم يَمِلْ إِلَيهِم بَعدَ الْعَزْمِ وَقَال:(لا يَنْبَغِي لِنَبِي يَلْبَسُ لأمَتَهُ فَيَضَعها حَتى يَحكُمَ الله). وَهذِهِ القصَّةُ وَقَعَتْ فِي السِّيرَةِ.
وَقَال فِي هذَا البَابِ أَيضًا: وَشَاوَرَ يَعنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا (8) وَأُسَامَةَ فِيمَا رَمَى أَهْلُ الإِفْكِ عَائِشَةَ، فَسَمِعَ مِنْهُمَا (9) حَتى نَزَلَ الْقرآنُ فَجَلَدَ الرَّامِينَ وَلَم يَلْتَفِتْ إِلَى تَنَازُعِهِم (10) وَلَكِنْ حَكَمَ بِمَا أَمَرَهُ الله، وَكَانَتِ الأَئِمَّةُ بَعدَ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَشِيرُونَ الأُمَنَاءَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي الأُمُورِ الْمُبَاحَةِ لِيَأخُذُوا بِأَسْهلها، فَإِذَا
(1) البخاري (13/ 305 رقم 7342) مسندًا، وانظر (3814).
(2)
أي البخاري رحمه الله.
(3)
البخاري (13/ 313).
(4)
البخاري (13/ 316).
(5)
البخاري (13/ 333 رقم 7361) معلقًا.
(6)
سورة آل عمران، آية (159).
(7)
"لأمته": هي الدرع، وقيل الأداة وهي الآلة من درع وبيضة وغيرها من السلاح.
(8)
قوله: "عليًّا" ليس في (أ).
(9)
في النسخ: "منها"، والمثبت من "الصحيح".
(10)
أي: علي وأسامة وغيرهما.