المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب في التوبة - الجمع بين الصحيحين لعبد الحق - جـ ٤

[عبد الحق الإشبيلي]

فهرس الكتاب

- ‌كِتَابُ القَدَرِ

- ‌كتَابُ العِلْمِ

- ‌كِتَابُ الذِّكْرِ والدُّعَاءِ

- ‌حَدِيثُ الغَارِ

- ‌بَابٌ في التَّوْبَةِ

- ‌بَابٌ في سَعَةِ رَحْمَةِ الله عز وجل

- ‌ باب

- ‌حَدِيثُ الثلَاثةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا

- ‌حَدِيثُ الإِفْكِ وكَانَ فِي غَزْوَةِ الْمَرَيسِيعِ، والْمَرَيسِيعُ مَاءٌ لِبَنِي الْمُصْطَلَقِ

- ‌بَابٌ

- ‌بِابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌ باب

- ‌[بَابُ الْخَلْقِ الأَوَّلِ مِنْ آدم]

- ‌بَابٌ

- ‌بَّابَ

- ‌بَابٌ فِي عَذَابِ القَبْرِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ الفِتَنِ والأَشْرَاطِ

- ‌بَابُ ذِكْرِ ابْنِ صَيَّادٍ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ الزُّهْدِ

- ‌بَابٌ

- ‌ باب

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌بابٌ

- ‌بابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ التفْسِيرِ

- ‌[كِتَابُ الْجَمْع بَينَ الصَّحِيحَينِ أَيضًاعَلَى مَا تَقَدَّمَ فِي صَدْرِ الكتَابِ

- ‌كَيفَ كَان بَدْءُ الوَحْي

- ‌كِتَابُ الإِيمَانِ

- ‌كِتَابُ العِلْمِ

- ‌كتَابُ الوُضُوءِ

- ‌كتَابُ الصَّلاةِ

- ‌كِتَابُ الْجَنَائِزِ

- ‌كتَابُ الزَكَاةِ

- ‌كِتَابُ الحَجِّ

- ‌كِتَابُ الصِّيامِ

- ‌كِتَابُ البُيُوعِ

- ‌كِتَابُ السَّلَمِ

- ‌كِتَابُ الشُّفْعَةِ

- ‌كِتَابُ الإِجَارةِ

- ‌كِتَابُ الحَوَالاتِ

- ‌كِتَابُ الوَكَالةِ

- ‌كِتَابُ الْحَرْثِ

- ‌كِتَابُ الشُّرْبِ

- ‌كِتَابُ الاسْتِقْرَاضِ

- ‌كِتَابُ الْخُصُومَاتِ

- ‌كِتَابُ اللُّقَطَةِ

- ‌كِتَابُ الْمَظَالِمِ

- ‌كِتَابُ الشَّرِكَةِ

- ‌كِتَابُ الرَّهْنِ

- ‌كِتَابُ العِتْقِ

- ‌كِتَابُ الْمُكَاتَبِ

- ‌كِتَابُ الْهِبَةِ

- ‌كِتَابُ الشَّهَادَاتِ

- ‌كِتَابُ الصُّلْحِ

- ‌كِتَابُ الشَّرُوطِ

- ‌كِتَابُ الوَصَايَا

- ‌كِتَابُ الجِهَادِ

- ‌كِتابُ بدْءِ الخَلْقِ

- ‌كِتابُ الْمَغازِي

- ‌كِتابُ التفْسِيرِ

- ‌وَفِي سُورَة البَقَرَةِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَان

- ‌وَمِنْ سُورَةِ النِّسَاءِ

- ‌وَمنْ سُورَةِ الْمَائِدَةِ

- ‌وَمنْ سُورَةِ الأنْعَامِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الأعْرَافِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ الأنْفَال

- ‌ومِنْ سورَةِ بَراءَة

- ‌مِنْ سُورَةِ يُونُسَ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سُورَةِ هُودٍ عليه السلام

- ‌وَمِن سُورَةِ يُوسُفَ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سورَةِ الرَّعْدِ

- ‌مِنْ سُورَةِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الحِجْرِ

- ‌مِنْ سُورَةِ الْنحْلِ

- ‌وَمِن سُورَةِ بَنِي إِسرَائِيل

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْكهْفِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ {كهيعص}

- ‌وَمِنْ سُورَةِ طه

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الأَنْبِيَاءِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ الْحَجِّ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ النُّورِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ الْفُرْقَانِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الشُّعَرَاءِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ النَّمْلِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْقَصَصِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْعَنْكَبُوتِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الرُّومِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ تَنْزِيل السَّجْدَةِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الأحْزَابِ وَسُورَةِ سَبَإِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمَلائكَةِ ويس وَالصَّافاتِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ ص وَسورَةِ الزُّمَرِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمُؤْمِنِ وَحم السَّجْدَةِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ {حم عسق} وَحم الزُّخْرُفِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الدُّخَانِ وَالْجَاثِيَة وَالأحْقَافِ {وَالَّذِينَ كَفَرُوا}

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْفَتْحِ وَالْحُجُرَاتِ وَق

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الذَّارِيَاتِ وَالطُّورِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ وَالنَّجْمِ وَاقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ {الرَّحْمَن} جل جلاله

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْوَاقِعَةِ وَالحَدِيدِ وَالُمجَادَلَةِ والحَشْرِ والمُمْتَحِنَةِ وَالصَّفِّ وَالمُنَافِقِينَ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ التَّغَابُنِ وَالطَّلاقِ والتَّحْرِيمِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمُلْكِ وَ {ن وَالْقَلَمِ}

- ‌ومِنْ سُورَةِ الْحَاقَّةِ وَ {سَأَلَ سَائِلٌ} وَسُورَةِ نُوحٍ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سُورَةِ {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ} وَالْمُزَّمِّلِ وَالْمُدَّثِّرِ وَالقِيَامَةِ وَ {هَلْ أَتَى} وَالمُرْسَلاتِ وَ {عَمَّ يَتَسَاءَلُون} وَالنَّازِعَاتِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ عَبَسَ وَ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الإِنْفِطَارِ والمُطَفِّفِينَ وَالإِنْشِقَاقِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْبُرُوجِ وَالطَّارِقِ والغَاشِيَةِ والفَجْرِ وَالبَلَدِ إِلَى آخِرِ القُرْآنِ

- ‌كِتَابُ فَضَائِلِ القُرْآنِ

- ‌كِتَابُ النِّكَاحِ

- ‌كتَابُ الطَّلاقِ

- ‌كِتَابُ النَّفَقَاتِ

- ‌كِتَابُ الأَطْعِمَةِ

- ‌كتَابُ العَقِيقَةِ وَكِتَابُ الذَّبَائح وَالصَّيدِ

- ‌كِتَابُ الأَضَاحِي

- ‌كِتَابُ الأَشْرِبَةِ

- ‌كِتَابُ المَرْضَى

- ‌كِتابُ الطِّبِ

- ‌كِتابُ الْلِّباسِ

- ‌كِتابُ الأَدَبِ

- ‌كِتَابُ الاسْتِئْذانِ

- ‌كِتابُ الدَّعَواتِ

- ‌كِتاب الرِّقَاقِ

- ‌كتابُ القَدَرِ

- ‌كِتابُ الأَيمانِ والنُّذُورِ

- ‌كِتابُ الكَفاراتِ

- ‌كِتَابُ الفَرَائِضِ

- ‌كِتَابُ الحُدُودِ

- ‌كِتَابُ المُحَارِبِينَ

- ‌كِتَابُ الدَّيِّاتِ

- ‌كِتَابُ اسْتِتَابَةِ الْمُرتَدِّينَ والْمُعَانِدِينَ وَقِتَالُهُم

- ‌كِتَابُ الإِكْرَاه

- ‌كِتَابُ الحِيَلِ

- ‌كتَابُ الرؤْيَا

- ‌كِتَابُ الفِتَنِ

- ‌كِتَابُ الأحكام

- ‌كِتَابُ التَّمَنِّي

- ‌كِتَابُ إِجَازَةِ خَبَرِ الوَاحِدِ

- ‌كتَابُ الاعتِصَامِ

- ‌كِتَابُ التَّوحِيدِ

الفصل: ‌باب في التوبة

‌بَابٌ في التَّوْبَةِ

4759 -

(1) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال:(قَال الله عز وجل: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حَيثُ يَذْكُرُنِي، وَاللهِ لَلهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ بِالْفَلاةِ، مَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيهِ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيهِ بَاعًا، وَإِذَا أَقْبَلَ إِلَيَّ يَمْشِي أَقْبَلْتُ إِلَيهِ أُهَرْولُ)(1). وَفِي طَرِيقٍ أخْرَى: (لَلهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ أَحَدِكُمْ). ولم يخرج البُخَارِيّ حديث التوبة من حديث أبي هريرة، خرَّجه من حديث ابن مسعود.

4760 -

(2) مسلم. عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيدٍ قَال: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ أَعُودُهُ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَحَدَّثَنَا بِحَدِيثَينِ حَدِيثًا عَنْ نَفْسِهِ، وَحَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (لَلهُ (2) أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ مِنْ رَجُلٍ في أرْضٍ دَوَيَّةٍ مَهْلِكَةٍ (3) مَعَهُ رَاحِلَتُهُ عَلَيهَا طَعَامُهُ وَشَرَابهُ، فَنَامَ فَاسْتَيقَظَ [فَوَجَدَهَا قَدْ ذَهَبَتْ](4) فَطَلَبَهَا حَتَّى أَدْرَكَهُ الْعَطَشُ، ثُمَّ قَال: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِيَ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ فَأَنَامُ (5) حَتَّى أَمُوتَ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى سَاعِدِهِ لِيَمُوتَ، فَاسْتَيقَظَ وَعِنْدَهُ رَاحِلَتُهُ عَلَيهَا زَادُهُ طَعَامُهُ وَشَرَابهُ، فَاللهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ مِنْ هَذَا بِرَاحِلَتِهِ) (6). وَزَاده لفظ البُخَارِيّ: عَنِ الْحَارِثِ قَال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ حَدِيثَينِ: أَحَدُهُمَا عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وَالآخَرُ

(1) مسلم (4/ 2102 رقم 2675).

(2)

في (أ): "الله".

(3)

"دوية مهلكة" الدوية: الأرض القفر والفلاة الخالية، والمهلكة: هي موضع خوف الهلاك.

(4)

ما بين المعكوفين ليس في (ك).

(5)

في (أ): "وأنام".

(6)

مسلم (4/ 2103 رقم 2744)، البُخَارِيّ (11/ 102 رقم 6308).

ص: 66

عَنْ نَفْسِهِ، قَال:(إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيهِ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ (1) يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ، فَقَال بِهِ هَكَذَا). قَال أَبُو شِهَابٍ بِيَدِهِ فَوْقَ أَنْفِهِ، ثُمَّ قَال:(لَلهُ (2) أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ مِنْ رَجُلٍ نَزَلَ مَنْزِلًا وَبِهِ مَهْلَكَةٌ وَمَعَهُ رَاحِلَتُهُ عَلَيهَا طَعَامُهُ وَشَرَابهُ فَوَضَعَ رَأْسَهُ، فَنَامَ نَوْمَةً فَاسْتَيقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ رَاحِلَتُهُ حَتَّى إِذَا اشْتَدَّ عَلَيهِ الْحَرُّ وَالْعَطَشُ أَوْ مَا شَاءَ الله، قَال: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي، فَرَجَعَ فَنَامَ نَوْمَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَإِذَا رَاحِلَتُهُ عِنْدَهُ).

4761 -

(3) مسلم. عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَال: خَطَبَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ فَقَال: (لَلهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ رَجُلٍ حَمَلَ زَادَهُ وَمَزَادَهُ (3) عَلَى بَعِيرٍ، ثُمَّ سَارَ حَتَّى كَانَ بِفَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ فَأَدْرَكَتْهُ الْقَائِلَةُ فَنَزَلَ، فَقَال تَحْتَ شَجَرَةٍ فَغَلَبَتْهُ عَينُهُ وَانْسَلَّ بَعِيرُهُ فَاسْتَيقَظَ، فَسَعَى شَرَفًا فَلَمْ يَرَ شَيئًا، ثُمَّ سَعَى شَرَفًا ثَانِيًا فَلَمْ يَرَ شَيئًا، ثُمَّ سَعَى شَرَفًا ثَالِثًا فَلَمْ يَرَ شَيئًا، فَأَقْبَلَ حَتَّى أَتَى مَكَانَهُ الذِي قَال فِيهِ، فَبَينَمَا هُوَ قَاعِدٌ فِيهِ إِذْ جَاءَهُ (4) بَعِيرُهُ يَمْشِي حَتَّى وَضَعَ خِطَامَهُ (5) في يَدِهِ، فَلَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ مِنْ هَذَا حِينَ وَجَدَ بَعِيرَهُ عَلَى حَالِهِ). قَال سِمَاكٌ: فَزَعَمَ الشَّعْبِي أَنَّ النعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رَفَعَ هَذَا الْحَدِيثَ إِلَى النبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَمَّا أَنَا فَلَمْ أَسْمَعْهُ (6). لم يخرج البُخَارِيّ عن النُّعمان في هذا شيئًا.

(1)"الفاجر": هو المنبعث في المعاصي والمحارم.

(2)

في (أ): "الله".

(3)

"مزاده": هي القربة العظيمة.

(4)

في (أ): "جاء".

(5)

الخطام: الزمام، وهو الحبل الذي يقاد به البعير.

(6)

مسلم (4/ 2103 - 2104 رقم 2745).

ص: 67

4762 -

(4) مسلم. عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (كَيفَ تَقُولُونَ بِفَرَح رَجُلٍ انْفَلَتَتْ مِنْهُ رَاحِلَتُهُ تَجُرُّ زِمَامَهَا بِأَرْضٍ قَفْرٍ لَيسَ بِهَا طَعَامٌ وَلا شَرَابٌ وَعَلَيهَا لَهُ طَعَامٌ وَشَرَابٌ فَطَلَبَهَا حَتَّى شَقَّ عَلَيهِ، ثُمَّ مَرَّتْ بِجذْلِ شَجَرَةٍ (1) فَتَعَلَّقَ زِمَامُهَا فَوَجَدَهَا مُتَعَلِّقَةً بِهِ؟ ). قُلْنَا: شَدِيدًا يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (أَمَا وَاللهِ لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنَ الرَّجُلِ بِرَاحِلَتِهِ)(2). ولا أخرج البُخَارِيّ أَيضًا عن البراء في هذا شيئًا.

4763 -

(5) مسلم. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلاةٍ فَانْفَلَتَتْ (3) مِنْهُ وَعَلَيهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَيَئِسَ مِنْهَا، فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ في ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ، فَبَينَا (4) هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قَال مِنْ شِدَّةِ الْفَرَح: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَح) (5). وَفِي رِوَايَةٍ: (اللهُ (6) أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ إِذَا اسْتَيقَظَ عَلَى بَعِيرِهِ قَدْ أَضَلَّهُ بِأَرْضِ فَلاةٍ). وقال البخاري، عَنْ أَنَسٍ:(الله (7) أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ سَقَطَ عَلَى بَعِيرِهِ وَقَدْ أَضَلَّهُ في أَرْضِ فَلاةٍ). وهو الصواب (8). ولم يخرج عن أنس إلَّا هذا اللفظ.

4764 -

(6) مسلم. عَنْ أَبِي أَيُّوبَ أَنَّهُ قَال حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ: كُنْتُ

(1)"بجذل شجرة": هو أصل الشجرة القائم.

(2)

مسلم (4/ 2104 رقم 2746).

(3)

في (أ): "وانفلتت".

(4)

في (أ): "فبينما".

(5)

مسلم (4/ 2104 - 2105 رقم 2747)، البُخَارِيّ (11/ 102 رقم 6309).

(6)

في (ك): "لله".

(7)

قوله: "الله" ليس في (أ).

(8)

يشير إلى قوله في رواية البُخَارِيّ: "سقط على بعيره"، فإن في بعض النسخ:"سقط إلى بعيره"، والأول أولى، ومعناه: عثر على بعيره وظفر به.

ص: 68

كَتَمْتُ عَنْكُمْ (1) حَدِيثًا (2) سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:(لَوْلا أَنَّكُمْ تُذْنِبُونَ لَخَلَقَ الله خَلْقًا يُذْنِبُونَ يَغْفِرُ (3) لَهُمْ) (4). وَفِي لَفظٍ آخَر: (لَوْ أَنَّكُمْ لَمْ تَكُنْ لَكُمْ ذُنُوبٌ يَغْفِرُهَا الله لَكُمْ لَجَاءَ الله بِقَوْمٍ لَهُمْ ذُنُوبٌ يَغْفِرُهَا لَهُمْ). لم (5) يخرج البخاري هذا الحديث

4765 -

(7) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ الله بِكُمْ وَلَجَاءَ الله بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ الله فَيَغْفِرُ لَهُمْ)(6). ولا أخرج البخاري أَيضًا هذا.

4766 -

(8) مسلم. عَنْ حَنْظَلَةَ الأُسَيِّدِيِّ (7)، وَكَانَ مِنْ كُتابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فَقَال: كَيفَ أَنْتَ يَا حَنْظَلَةُ؟ قَال: قُلْتُ لَهُ (8): نَافَقَ حَنْظَلَةُ. فَقَال: سُبْحَانَ اللهِ! مَا تَقُولُ؟ قَال: قُلْتُ: نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَبِالْجَنَّةِ (9) حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَينٍ (10)، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَافَسْنَا (11) الأَزْوَاجَ وَالأَوْلادَ وَالضَّيعَاتِ نَسِينَا كَثِيرًا، قَال أَبُو بَكْرٍ: فَوَاللهِ إِنا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأبو بَكْرٍ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(وَمَا ذَاكَ؟ ). قُلْتُ (12): يَا رَسُولَ اللهِ نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَبِالْجَنَّةِ حَتَّى

(1) في (أ): "كتمتكم"، وكتب المثبت في الحاشية عن نسخة أخرى.

(2)

في حاشية (أ) عن نسخة أخرى: "شيئًا".

(3)

في (أ): "فيغفر".

(4)

مسلم (4/ 2105 رقم 2748).

(5)

في (أ): "ولم".

(6)

مسلم (4/ 2106 رقم 2749).

(7)

في (أ): "الأسدي" وهو خطأ.

(8)

قوله: "له" ليس في (ك).

(9)

في (أ): "بالجنة والنار".

(10)

في (أ): "عينها".

(11)

"عافسنا" أي: عايشنا معايشنا وحظوظنا.

(12)

في (أ): "فقلت".

ص: 69

كَأَنَّا رَأْيُ عَينٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ عَافَسْنَا الأَزْوَاجَ وَالأَوْلادَ وَالضَّيعَاتِ نَسِينَا كَثِيرًا، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(وَالذي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي وَفِي الذِّكْرِ لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً). ثَلاثَ مَرَّاتٍ (1).

4767 -

(9) وَعَنْهُ وفي هذا الحديث قَال: كُنا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَوَعَظَنَا فَذَكرَ النَّارَ قَال: ثُمَّ جِئْتُ إِلَى الْبَيتِ فَضَاحَكْتُ الصِّبْيَانَ وَلاعَبْتُ الْمَرْأَةَ، قَال: فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَال: وَأَنَا (2) قَدْ فَعَلْتُ مِثْلَ مَا تَذْكُرُ، فَلَقِينَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ نَافَقَ حَنْظَلَةُ، فَقَال:(مَهْ؟ ). فَحَدَّثتهُ بِالْحَدِيثِ، فَقَال أَبُو بَكْرٍ: وَأَنَا قَدْ فَعَلْتُ مِثْلَ مَا فَعَلَ، فَقَال:(يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً، لَوْ كَانَتْ تَكُونُ قُلُوبُكُمْ كَمَا تَكُونُ عِنْدَ الذِّكْرِ لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلائِكَهُ حَتَّى تُسَلِّمَ عَلَيكُمْ في الطُّرُقِ)(3). وَفِي طَرِيقٍ أخْرَى: كُنا عِنْدَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَذَكرَنَا الْجَنَّةَ (4) وَالنَّارَ. نَحْوَهُ. لم يخرج البُخَارِيّ هذا الحديث، ولا أخرج عن حنظلة في كتابه شيئًا.

4768 -

(10) وخَرَّج عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إلا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا (5) وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا

(1) مسلم (4/ 2106 - 2107 رقم 2750).

(2)

في (ك): "فأنا".

(3)

انظر الحديث الذي قبله.

(4)

في (أ): "بالجنة".

(5)

"فسددوا": الزموا السددا وهو الصواب، و"قاربوا" أي: إن لم تستطعوا الأخذ بالأكمل فاعملوا بما يقرب منه.

ص: 70