الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الْمُسْتَعَان ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلا بِاللهِ وَصَلَواتُهُ عَلَى نَبِّيهِ وعَبْدِهِ الكَرِيمِ (1)
كَيفَ كَان بَدْءُ الوَحْي
كِتَابُ الإِيمَانِ
بابُ" قَولِ النبِيّ صلى الله عليه وسلم: بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ"(2). قَال (3): وَهُوَ قَوْلٌ وَفِعْلٌ وَيَزِيدُ وَيَنْقُصُ، قَال الله عز وجل:{لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} (4)، {وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} (5)، {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ (6) اهْتَدَوْا هُدًى} (7)، {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} (8)، {وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا} (9)، وَقَوْلُهُ عز وجل:{أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (10)} (11)، وَقَوْلُهُ عز وجل:{فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا} (12)، وَقَوْلُهُ تَعَالى:{وَمَا زَادَهُمْ إلا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} (13)، وَالْحُبُّ فِي الله وَالْبُغْضُ فِي اللهِ مِنَ الإِيمَانِ، وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ: إِنَّ لِلإِيمَانِ (14) فَرَائِضَ وَشَرَائِعَ وَحُدُودًا وَسُنَنًا، فَمَنِ اسْتَكْمَلَهَا اسْتَكْمَلَ الإِيمَانَ،
(1) في (ك) بعد البسملة: "وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا".
(2)
البخاري (1/ 45 - 46).
(3)
قوله: "قال" ليس في (أ).
(4)
سورة الفتح، آية (5).
(5)
سورة الكهف، آية (13).
(6)
في (ك) تصحفت إلى: "الذي".
(7)
سورة مريم، آية (76).
(8)
سورة محمد، آية (17).
(9)
سورة المدثر، آية (31).
(10)
قوله: " {وهم يستبشرون} " ليس في (أ).
(11)
سورة التوبة، آية (124).
(12)
سورة آل عمران، آية (173).
(13)
سورة الأحزاب، آية (22).
(14)
في (أ): "الإيمان".
وَمَنْ لَمْ يَسْتَكْمِلْهَا لَمْ (1) يَسْتَكْمِلِ الإِيمَانَ، فَإِنْ أَعِشْ فَسَأُبَيِّنُهَا لَكُمْ حَتى تَعْمَلُوا بِهَا، وَإِنْ أَمُتْ فَمَا أَنَا عَلَى صُحْبَتِكُمْ بِحَرِيصٍ.
وَقَال إِبْرَاهِيمُ عليه السلام: {وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} (2)، وَقَال مُعَاذٌ: اجْلِسْ بِنَا نُؤْمِنْ سَاعَةً، وَقَال ابْنُ (3) مَسْعُودٍ: الْيَقِينُ الإِيمَانُ كُلُّهُ، وَقَال ابْنُ عُمَرَ لا يَبْلُغُ الْعَبْدُ حَقِيقَةَ التقْوَى حَتى يَدَعَ مَا حَاكَ فِي الصَّدْرِ، وَقَال مُجَاهِدٌ:{شَرَعَ لَكُمْ} (4): أَوْصَينَاكَ يَا مُحَمَّدُ وَإِيَّاهُ دِينًا وَاحِدًا، وَقَال ابْنُ عَبَّاسٍ:{شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} (5): سَبِيلًا وَسُنَّةً (6). قوله: الْيَقِينُ الإِيمَانُ كُلهُ أَسْنَدَهُ مُحَمَّدٌ بنُ خَالِدٍ المَخْزُومِي، عَنْ سُفْيَان الثورِي، عَنْ زُبَيد، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم. ذكَرَهُ ابْنُ صَخْرٍ (7) فِي "الفَوَائِدِ"(8).
وَفِي بَعضِ تَرَاجمِ كِتَاب "الإِيمَان" بَابُ (9) قَوْلِ النبي صلى الله عليه وسلم: (أَنَا أَعْلَمُكُمْ بالله) وَأَنَّ الْمَعْرِفَةَ فِعْلُ الْقَلْبِ لِقَوْلِ (10) الله تَعَالى: {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ} (11)(12).
وفِي أُخْرَى: بَابُ "مَنْ قَال: إِنَّ (13) الإِيمَانَ هُوَ الْعَمَلُ لِقَوْلِ الله عز وجل:
(1) في (ك): "فلن".
(2)
سورة البقرة، آية (260).
(3)
قوله: "ابن" ليس في (أ).
(4)
سورة الشورى، آية (13).
(5)
سورة المائدة، آية (48).
(6)
البخاري (1/ 45 - 46).
(7)
"ابن صخر": هو القاضي المحدث أبو الحسن محمد بن صخر الأزدي البصري المتوفى سنة 443 هـ.
(8)
وقال ابن صخر في "فوائده": "تفرد به يعقوب عن محمد بن خالد". ثم حكى عن الحافظ على النيسابوري أنه قال: "هذا حديث منكر" ا. هـ. "تغليق التعليق"(2/ 23). وقال الحافظ في الفتح": "أخرجه البيهقي في "الزهد" مرفوعًا، ولا يثبت رفعه".
(9)
في (أ): "في"بدل "باب".
(10)
في (أ): "بقول".
(11)
سورة البقرة، آية (225).
(12)
البخاري (1/ 70).
(13)
قوله: "إن" ليس في (ك).
{وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (1). وَقَال عِدَّة مِنْ أهْلِ الْعِلْمِ فِي قَوْلِهِ تَعَالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (2): عَنْ قَوْلِ لا إلَهَ إلا الله، وَقَال:{لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ} (3)(4). وذكر حَدِيثَ: "أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَال: إيمانٌ بالله وَرَسُولهِ .. " الحديث، وَأَسْنَده، وقَدْ تَقَدَّمَ (5).
وفِي (6) أُخْرَى: بَاب "إِذَا لَمْ يَكُنِ الإِسْلامُ عَلَى الْحَقِيقَةِ وَكَانَ عَلَى الاسْتِسْلامِ أَو الْخَوْفِ مِنَ الْقَتْلِ، لِقَوْلِهِ تَعَالى:{قَالتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} (7)، فَإذَا كَانَ عَلَى الْحَقِيقَةِ فَهُوَ عَلَى قَوْلهِ تَعَالى:{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} (8){وَمَنْ يَبْتَغِ غَيرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} (9)(10).
وَقال في بَاب "السَّلامُ مِنَ الإِسْلامِ": وَقَال عَمَّارٌ: ثَلاث مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ الإِيمَانَ: الإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ، وَبَذْلُ السَّلامِ لِلْعَالمِ، وَالإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ (11). أخرجه معلقًا بالترجمة من قول عمار (12).
وأسنده أبو بكر البزار (13) مِنْ حَدِيثِ عَمَّارٍ، عَنِ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال: (ثَلاث مَنِ الإِيمَانِ
…
) وذكر الحديث.
(1) سورة الحجر، آية (92 - 93).
(2)
سورة الزخرف، آية (72).
(3)
سورة الصافات، آية (61).
(4)
البخاري (1/ 77).
(5)
أخرجه من حديث أبي هريرة مسندًا برقم (26)، وانظر (1519).
(6)
في (أ): "في".
(7)
سورة الحجرات، آية (14).
(8)
سورة آل عمران، آية (19).
(9)
سورة آل عمران، آية (85).
(10)
البخاري (1/ 79).
(11)
"الإقتار": القلة، وقيل: الإفتقار.
(12)
البخاري (1/ 82).
(13)
كما في "كشف الأستار"(1/ 25 رقم 30).
وَقَال فِي بَاب "الْمَعَاصِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ": وَلا يُكَفرُ صَاحِبُهَا بِارْتكَابِهَا إلا بِالشِّرْكِ لِقَوْلِ النبِيّ صلى الله عليه وسلم: (إِنكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ). وَقَال الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (1){وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَينَهُمَا} (2) فَسَمَّاهُمْ مُؤْمِنِينَ (3).
ومن بعض تراجمه أيضًا بَاب "الدِّينُ يُسْر وَقَوْلُ النبي صلى الله عليه وسلم: (أَحَبُّ الدِّينِ إِلَى الله الْحَنِيفِيَّةُ (4) السَّمْحَةُ) (5) "، ولمْ يُسند هَذَا الحدِيث، وَأَسنَدَ حَدِيث" إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ"(6)، وحدِيث "أَحَبُّ الدِّينِ إِلَى الله الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ" أَسنَدَهُ أَبو بكرِ بْنُ أَبِي شَيبةَ مِنْ حَدِيثِ ابنِ عَباسٍ عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم (7).
وَفِي أخْرَى: بَاب "الصَّلاةُ مِنَ الإِيمَانِ وَقَوْلُ الله عز وجل: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} (8): يَعْنِي صَلاتكُمْ عِنْدَ الْبَيتِ (9) "(10) وذَكَرَ فِي هَذَا البَابِ حَدِيثَ تَحْويلِ القِبْلَةِ وَأَسْنَدَهُ.
وَفِي أُخْرَى: بَاب "زِيَادَةِ الإيمَانِ وَنُقْصَانِهِ" وَقَوْلِ الله تَعَالى: {وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} (11)، {وَيَزْدَادَ الذين آمَنُوا إيمانًا} (12)، وَقَال تَعَالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ
(1) سورة النساء، آية (49)، وسورة النساء، آية (116).
(2)
سورة الحجرات، آية (9).
(3)
البخاري (1/ 84).
(4)
"الحنيفية": هي ملة إبراهيم، وسمى حنيفًا لميله عن الباطل إلى الحق، لأن أصل الحنف: الميل.
(5)
البخاري (1/ 93).
(6)
البخاري (1/ 93 رقم 39) من حديث أبي هريرة، انظر (6463، 5673، 7235).
(7)
لم أجده عند ابن أبي شيبة، وانظر (تغليق التعليق)(2/ 41 - 43).
(8)
سورة البقرة، آية (143).
(9)
في (ك): "إلى بيت القدس".
(10)
البخاري (1/ 95).
(11)
سورة الكهف، آية (13).
(12)
سورة المدثر، آية (31).
لَكُمْ دِينَكُمْ} (1)، فَإِذَا تَرَكَ شَيئًا مِنَ الْكَمَالِ فَهُوَ نَاقِصٌ" (2)، وذَكَرَ فِيه حَدِيث الشَّفاعَةِ مُختصِرًا وأَسْنَدهُ.
وَقَال فِي تَرْجَمَةٍ أُخْرَى: بَابُ "خَوْفِ الْمُؤْمِنِ أَنْ يَحْبَطَ عَمَلُهُ وَهُوَ لا يَشْعُرُ": وَقَال إِبْرَاهِيمُ التيمِيُّ: مَا عَرَضْتُ قَوْلِي عَلَى عَمَلِي إلا خَشِيتُ أنْ أَكُونَ مُكَذبًا. وَقَال ابْنُ أَبِي مُلَيكَةَ: أدْرَكْتُ ثَلاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ، مَا مِنْهُمْ أحَدٌ يَقُولُ إنهُ عَلَى إيمَانِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ، ويذْكَرُ عَنِ الْحَسَنِ: مَا خَافَهُ (3) إلا مُؤْمِنٌ، وَلا أَمِنَهُ إلا مُنَافِقٌ وَمَا يُحْذَرُ مِنَ الإِصْرَارِ (4) عَلَى (5) التقَاتلِ (6) وَالعِصْيَانِ مِنْ غَيرِ تَوْبَةٍ لِقَوْلِ الله عز وجل:{وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (7)(8).
وأسْنَدَ في هَذَا البَابِ حَديِثَ: (سِبَابُ المسلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ)، وأسنَدَه غَيرَهُ، [وحَدِيثَ عُبَادَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يُخْبِرُ بِلَيلَةِ الْقَدْرِ فَتَلاحَى رَجُلانِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ .. الحديث](9).
وَفِي أخْرَى: بَاب "سُؤَالِ جِبْرِيلَ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الإِيمَانِ وَالإِسْلامِ وَالإِحْسَانِ وَعِلْمِ السَّاعَةِ وَبَيَانِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَهُ": ثُمَّ قَال: جَاءَ جِبْرِيلُ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ (10)، فَجَعَلَ ذَلِكَ كُلهُ دِينًا (11)، وَمَا بَيَّنَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِوَفْدِ عَبْدِ الْقَيسِ مِنَ الإِيمَانِ، وَقَوْلهِ تَعَالى:{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} (12)(13).
(1)"ما خافه": أي النفاق.
(2)
سورة المائدة، آية (3).
(3)
البخاري (1/ 103).
(4)
في (أ): "الإضرار".
(5)
في (ك): "عن".
(6)
في (أ): "التقايل".
(7)
سورة آل عمران، آية (135).
(8)
البخاري (1/ 109 - 110).
(9)
ما بين المعكوفين ليس في (ك).
(10)
في (أ): "أمر دينكم".
(11)
في (ك): "دينًا واحدًا".
(12)
سورة آل عمران، آية (85).
(13)
البخاري (1/ 114).
وفِي تَرْجَمَةٍ أُخْرى: بَابُ "مَا جَاءَ: إِنَّ الأَعْمَال بِالنِّيَّةِ، وَالْحِسْبَةِ (1)، وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى" فَدَخَلَ فِيهِ الإِيمَانُ وَالْوُضُوءُ وَالصَّلاةُ وَالزَّكَاةُ (2) وَالْحَجُّ وَالصَّوْمُ وَالأَحْكَامُ، قَال الله عز وجل:{قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} (3): عَلَى نِيَّتهِ، وَقَال النبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ)(4). وأَسْندَ حَدِيثَ "الأَعْمالُ بالنِيَّاتِ"، وَحَدِيثَ النفَقَةِ عَلَى الأَهْلِ.
* * *
(1)"الحسبة": أي طلب الثواب.
(2)
قوله: "والزكاة" ليس في (أ).
(3)
سورة الإسراء، آية (84).
(4)
البخاري (1/ 135).