الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كِتَابُ العِلْمِ
فِي بَعْضِ تَرَاجُمِهِ: بَابُ "قَوْلِ الْمُحَدِّثِ: حَدَّثَنَا وَأَخْبَرَنَا وَأَنْبَأَنَا": وَقَال لَنَا الْحُمَيدِيُّ: كَانَ عِنْدَ ابْنِ عُيَينَةَ حَدَّثَنَا وَأَخْبَرَنَا وَأَنْبَأَنَا وَسَمِعْتُ وَاحِدًا. قَال ابْنُ مَسْعُودٍ: حَدَّثَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ. وَقَال شَقِيقٌ: عَنْ عبد الله، سَمِعْتُ مِنَ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَلِمَةً. وَقَال حُذَيفَةُ: حَدَّثَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم حَدِيثَينِ. وَقَال أبو الْعَالِيَةِ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَرْوي (1) عَنْ رَبِّهِ. وَقَال أَنَسٌ: عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا (2) يَرْويهِ عَنْ رَبِّهِ. وَقَال أبو هُرَيرَةَ: عَنِ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَرْويهِ (3) عَنْ رَبِّكُمْ تبارك وتعالى (4).
وذَكَر حَديثَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: (إنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَإِنهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ فَحَدِّثُوني مَا هِيَ؟ ).
وفي تَرجَمة أُخْرَى: بَابُ "الْقِرَاءَةُ وَالْعَرْضُ عَلَى الْمُحَدِّثِ": وَرَأَى الْحَسَنُ وَالثوْرِيُّ وَمَالِكٌ الْقِرَاءَةَ جَائِزَة، وَاحْتَجَّ بَعْضُهُمْ فِي الْقِرَاءَةِ عَلَى الْعَالِمِ بِحَدِيثِ ضِمَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ أَنهُ قَال لِلنبِيِّ صلى الله عليه وسلم: اللهُ أَمَرَكَ أَنْ تُصَلِّيَ (5) الصَّلاةَ؟ قَال: (نَعَمْ). قَال: فَهَذِهِ قِرَاءَة عَلَى النبِيّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَ ضِمَامٌ قَوْمَهُ بِذَلِكَ فَأَجَازُوهُ، وَاحْتَجَّ مَالِكٌ بِالصَّكّ يُقْرَأُ عَلَى الْقَوْمِ فَيَقُولُونَ (6): أَشْهَدَنَا فُلانٌ، ويقْرَأُ عَلَى الْمُقْرِئِ فَيَقُولُ الْقَارِئُ: أَقْرَأَنِي فُلان. وَعَنِ الْحَسَنِ قَال: لا بَأسَ بِالْقِرَاءَةِ عَلَى الْعَالِمِ. وَعَنْ سُفْيَانَ قَال: إِذَا قَرَأَ عَلَى الْمُحَدِّثِ فَلا بَأسَ أَنْ
(1) في (أ): "يرويه".
(2)
قوله: "فيما" ليس في (ك).
(3)
في (أ): "فيما يرويه".
(4)
البخاري (1/ 144).
(5)
في (ك): "يصلي".
(6)
في (ك): "فيقول".
يَقُولَ: حَدَّثَنِي. وَعَنْ مَالِكٍ وَسُفْيَانَ: الْقِرَاءَةُ عَلَى الْعَالِمِ وَقِرَاءَتُهُ سَوَاءٌ (1).
[وذكر حديث ضمام](2).
وَفِي تَرجَمةٍ (3) أُخْرَى: بَاب "مَا يُذْكَرُ فِي الْمُنَاوَلَةِ (4) وَكِتَابِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْعِلْمِ إِلَى الْبُلْدَانِ" وَقَال أَنَسن: نَسَخَ عُثْمَانُ بْنُ عَفانَ (5) الْمَصَاحِفَ فَبَعَثَ بِهَا إلى (6) الآفَاقِ، وَرَأَى عبد الله بْنُ عُمَرَ وَيَحيى بْنُ سَعِيدٍ وَمَالِكٌ ذَلِكَ جَائزًا، وَاحْتَجَّ بَعْضُ أَهْلِ الْحِجَازِ فِي الْمُنَاوَلَةِ (4) بِحَدِيثِ النبِيّ صلى الله عليه وسلم حيثُ كَتَبَ لأَمِيرِ السَّرِيَّةِ كِتَابًا وقَال:(لا تَقْرأهُ (7) حَتى تَبْلُغَ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا). فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ الْمَكَانَ قَرَأَهُ عَلَى الناسِ وَأَخْبَرَهُمْ بِأَمْرِ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم (8).
وأَسندَ فِي هَذَا البَابِ كِتابَ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم إلى كِسْرَى، ولَمْ يُسْنِدْ الحَدِيثَ الذِي فِي الكِتَابِ لأَميِرِ السَّرِيَّةِ، وأَسنْدَهُ (9) المعْتَمِرُ بْنُ سُلَيمانَ عَن أَبِيهِ، عَن الْحَضْرَمِي بْنِ لاحِقٍ، عَنْ أَبِي السَّوَّارِ، عَنْ جُنْدِبِ بْنِ عَبْد اللهِ البَجَلي، وأَمِيرُ السَّرِيَّةِ هُوَ عَبْدُ اللهِ (10) بْنُ جَحْشٍ، وهِي السَّرِيَّةُ الّتِي قُتِلَ فِيهَا ابْنُ الْحَضْرَمِيِّ، ويُقالُ: إنَّ الْحَضْرَمِيَّ هَذَا (11) لَيسَ بِابْنِ لاحِقٍ ولَكِنهُ رَجُلٌ آخَرُ كَانَ قَاضِيًا عَلَى البَصْرَةِ (12).
(1) البخاري (1/ 148).
(2)
ما بين المعكوفين ليس في (ك).
(3)
في (أ): "تراجمة".
(4)
في (ك): "المتأولة".
(5)
قوله: "بن عفان" ليس في (ك).
(6)
قوله: "إلى" ليس في (أ).
(7)
في (أ) و (ك): "يقرأه"، والمثبت من "صحيح البخاري".
(8)
البخاري (1/ 153 - 154).
(9)
انظر تخريجه في "تغليق التغليق"(2/ 74 - 75).
(10)
في (أ): "ابن عبد الله"، وهو خطأ، انظر "فتح الباري"(1/ 155).
(11)
قوله: "هذا" ليس في (ك).
(12)
في (أ): "بالبصرة".
وَفِي تَرجَمةٍ أخْرَى: بَابُ "الْعِلْمُ قَبْلَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ لِقَوْلِ الله عز وجل: {فَاعْلَمْ أَنهُ لا إِلَهَ إلا الله} (1) ": فَبَدَأَ بِالْعِلْمِ، وَأَنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ وَرَّثُوا الْعِلْمَ، مَنْ (2) أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ الله لَهُ طَرِيقًا إِلَى الجنة، وَقَال الله (3) عز وجل:{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (4)، وَقَال:{وَمَا يَعْقِلُهَا إلا الْعَالِمُونَ} (5)، {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (6) وَقَال:{هَلْ يَسْتَوي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (7)، وَقَال النبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خَيرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنمَا الْعِلْمُ بِالتعَلُّمِ). وَقَال أَبو ذَر: لَوْ (8) وَضَعْتُمُ الصَّمْصَامَةَ (9) عَلَى هَذِهِ وَأَشَارَ إِلَى قَفَاهُ ثُمَّ ظَنَنْتُ أَنِّي أُنْفِذُ (10) كَلِمَةً سَمِعْتُهَا مِنَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ تُجِيزُوا (11) عَلَيَّ لأَنْفَذتهَا، وَقَال ابْنُ عَبَّاسٍ:{كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} (12): حُلَمَاءَ فُقَهَاءَ، ويقَالُ: الرَّبَّانِيُّ الذي يُرَبِّي الناس بِصِغَارِ الْعِلْمِ قَبْلَ كِبَارِهِ (13). [قَولهُ عليه السلام: (مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خَيرًا .. ) قَدْ تَقَدَّمَ مُسْنَدًا. و](14) قَوْلهُ عليه السلام: (إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ) إلى آخِرِهِ (15) هُوَ حَدِيثٌ مُسْنَدٌ خَرَّجَهُ
(1) سورة محمد، آية (19).
(2)
في (ك): "فمن".
(3)
قوله: "الله" ليس في (أ).
(4)
سورة فاطر، آية (28).
(5)
سورة العنكبوت، آية (43).
(6)
سورة الملك، آية (10).
(7)
سورة الزمر، آية (9).
(8)
في (أ): "ولو".
(9)
في (ك): "هذه الصمصامة". والصمصامة: هو السيف الصارم الذي لا ينثني، وقيل: الذي له حد واحد.
(10)
"أنفذ": أُمضي.
(11)
في (أ): "تجتزوا"، و"أن تجيزوا" أي: تكملوا قتلي.
(12)
سورة آل عمران، آية (79).
(13)
البخاري (1/ 159 - 160).
(14)
ما بين المعكوفين ليس في (ك).
(15)
قوله: "إلى آخره" ليس في (ك).
أبو داود فِي سُنَنِه (1)، وقَوْلهُ عليه السلام: "مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا
…
" إِلَى قَوْلِهِ: "الْجَنةِ" (2)، هُو أَيضًا حَدِيثٌ مُسْنَدٌ، وقَدْ (3) تَقَدَّمَ لِمُسْلِمٍ رحمه الله.
وَقال (4) في بَاب "الاغْتِبَاطِ فِي الْعِلْمِ": وَقَال عُمَرُ: تَفَقهُوا قَبْلَ أَنْ تُسَوَّدُوا (5). وقَال (6) فِي بَاب "الْخُرُوج فِي طَلَبِ الْعِلْمِ": وَرَحَلَ جَابِرُ بْنُ عبد الله مَسِيرَةَ شَهْرٍ إِلَى عبد الله بْنِ أُنَيسٍ فِي حَدِيثٍ وَاحِدٍ (7). وَهَذَا الحَدِيث قَدْ ذَكَرْتُهُ فِي آخِرِ كِتَابِ "الإِيمَانِ".
وَقَال فِي بَاب "رَفْع الْعِلْمِ": وَقَال رَبِيعَةُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَبْد الرحْمَن: لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ عِنْدَهُ شيْء مِنَ الْعِلْمِ أَنْ يُضَيِّعَ نَفْسَهُ (8).
وَفي بَاب "كَيفَ يُقْبَضُ الْعِلْمُ": وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعزَيزِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْم: انْظُرْ مَا كَانَ مِنْ حَدِيث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَاكتبْهُ فَإنِّيَ خِفْتُ دُرُوس (9) الْعِلْمِ وَذَهَابَ الْعُلَمَاءِ، وَلا تَقْبَلْ إلا حَدِيث النبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلْتُفْشُوا الْعِلْمَ وَلْتَجْلِسُوا حَتى يُعَلمَ مَنْ لا يَعْلَمُ، فَإِنَّ الْعِلْمَ لا يَهْلِكُ حَتى يَكُونَ سِرًّا (10).
وَقَال فِي بَاب "مَنْ خَصَّ بِالْعِلْمِ قَوْمًا دونَ قَوْمٍ كَرَاهِيَةَ أَنْ لا يَفْهَمُوا": وَقَال عَلِيّ رضي الله عنه: حَدّثُوا الناسَ بِمَا يَعْرِفونَ، أَتُحِبُّونَ أَن يُكَذبَ الله وَرَسُولُهُ (11).
(1)"سنن أبي داود"(4/ 57 - 58 رقم 3641) في كتاب العلم، باب الحث على طلب العلم، من حديث أبي الدرداء.
(2)
قوله: "إلى قوله: الجنة" ليس في (أ).
(3)
في (أ): "قد".
(4)
قوله: "قال" ليس في (ك).
(5)
البخاري (1/ 165).
(6)
قوله: "قال" ليس في (أ).
(7)
البخاري (1/ 173).
(8)
البخاري (1/ 178).
(9)
"دُرُوس العلم" أن يعفو ويمحو.
(10)
البخاري (1/ 194).
(11)
البخاري (1/ 225).
وَقَال فِي بَاب "الْحَيَاء فِي الْعِلْمِ": وَقَال مُجَاهِدٌ: لا يَتَعَلّمُ الْعِلْمَ مُسْتَحْيٍ ولا مُسْتَكْبِرٌ، [وَقَالتْ عَائِشَةُ: نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الأَنْصَارِ لَمْ يَمْنَعْهُنَّ الْحَيَاءُ يَتَفَقهْنَ فِي الدّينِ] (1)(2).
وَقَال فِي حَدِيثٍ مُفَسَّر وآخَرَ مُبْهَمٍ: الْمُفَسَّرُ يَقْضِي عَلَى (3) الْمُبْهَمِ إذَا (4) رواه أَهْلُ الثبَتِ. ذَكَرَهُ فيِ دَاخِلِ الكِتَابِ (5).
(1) البخاري (1/ 228).
(2)
ما بين المعكوفين ليس في (ك).
(3)
في (ك): "إلى".
(4)
في (أ): "إذ".
(5)
البخاري (3/ 347).