المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

حِراءً (1) بَينَهُمَا. 4851 - (5) [مسلم. فِي حَدِيثِ أَنَسٍ وَقَال: - الجمع بين الصحيحين لعبد الحق - جـ ٤

[عبد الحق الإشبيلي]

فهرس الكتاب

- ‌كِتَابُ القَدَرِ

- ‌كتَابُ العِلْمِ

- ‌كِتَابُ الذِّكْرِ والدُّعَاءِ

- ‌حَدِيثُ الغَارِ

- ‌بَابٌ في التَّوْبَةِ

- ‌بَابٌ في سَعَةِ رَحْمَةِ الله عز وجل

- ‌ باب

- ‌حَدِيثُ الثلَاثةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا

- ‌حَدِيثُ الإِفْكِ وكَانَ فِي غَزْوَةِ الْمَرَيسِيعِ، والْمَرَيسِيعُ مَاءٌ لِبَنِي الْمُصْطَلَقِ

- ‌بَابٌ

- ‌بِابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌ باب

- ‌[بَابُ الْخَلْقِ الأَوَّلِ مِنْ آدم]

- ‌بَابٌ

- ‌بَّابَ

- ‌بَابٌ فِي عَذَابِ القَبْرِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ الفِتَنِ والأَشْرَاطِ

- ‌بَابُ ذِكْرِ ابْنِ صَيَّادٍ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ الزُّهْدِ

- ‌بَابٌ

- ‌ باب

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌بابٌ

- ‌بابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ التفْسِيرِ

- ‌[كِتَابُ الْجَمْع بَينَ الصَّحِيحَينِ أَيضًاعَلَى مَا تَقَدَّمَ فِي صَدْرِ الكتَابِ

- ‌كَيفَ كَان بَدْءُ الوَحْي

- ‌كِتَابُ الإِيمَانِ

- ‌كِتَابُ العِلْمِ

- ‌كتَابُ الوُضُوءِ

- ‌كتَابُ الصَّلاةِ

- ‌كِتَابُ الْجَنَائِزِ

- ‌كتَابُ الزَكَاةِ

- ‌كِتَابُ الحَجِّ

- ‌كِتَابُ الصِّيامِ

- ‌كِتَابُ البُيُوعِ

- ‌كِتَابُ السَّلَمِ

- ‌كِتَابُ الشُّفْعَةِ

- ‌كِتَابُ الإِجَارةِ

- ‌كِتَابُ الحَوَالاتِ

- ‌كِتَابُ الوَكَالةِ

- ‌كِتَابُ الْحَرْثِ

- ‌كِتَابُ الشُّرْبِ

- ‌كِتَابُ الاسْتِقْرَاضِ

- ‌كِتَابُ الْخُصُومَاتِ

- ‌كِتَابُ اللُّقَطَةِ

- ‌كِتَابُ الْمَظَالِمِ

- ‌كِتَابُ الشَّرِكَةِ

- ‌كِتَابُ الرَّهْنِ

- ‌كِتَابُ العِتْقِ

- ‌كِتَابُ الْمُكَاتَبِ

- ‌كِتَابُ الْهِبَةِ

- ‌كِتَابُ الشَّهَادَاتِ

- ‌كِتَابُ الصُّلْحِ

- ‌كِتَابُ الشَّرُوطِ

- ‌كِتَابُ الوَصَايَا

- ‌كِتَابُ الجِهَادِ

- ‌كِتابُ بدْءِ الخَلْقِ

- ‌كِتابُ الْمَغازِي

- ‌كِتابُ التفْسِيرِ

- ‌وَفِي سُورَة البَقَرَةِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَان

- ‌وَمِنْ سُورَةِ النِّسَاءِ

- ‌وَمنْ سُورَةِ الْمَائِدَةِ

- ‌وَمنْ سُورَةِ الأنْعَامِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الأعْرَافِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ الأنْفَال

- ‌ومِنْ سورَةِ بَراءَة

- ‌مِنْ سُورَةِ يُونُسَ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سُورَةِ هُودٍ عليه السلام

- ‌وَمِن سُورَةِ يُوسُفَ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سورَةِ الرَّعْدِ

- ‌مِنْ سُورَةِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الحِجْرِ

- ‌مِنْ سُورَةِ الْنحْلِ

- ‌وَمِن سُورَةِ بَنِي إِسرَائِيل

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْكهْفِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ {كهيعص}

- ‌وَمِنْ سُورَةِ طه

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الأَنْبِيَاءِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ الْحَجِّ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ النُّورِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ الْفُرْقَانِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الشُّعَرَاءِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ النَّمْلِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْقَصَصِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْعَنْكَبُوتِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الرُّومِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ تَنْزِيل السَّجْدَةِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الأحْزَابِ وَسُورَةِ سَبَإِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمَلائكَةِ ويس وَالصَّافاتِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ ص وَسورَةِ الزُّمَرِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمُؤْمِنِ وَحم السَّجْدَةِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ {حم عسق} وَحم الزُّخْرُفِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الدُّخَانِ وَالْجَاثِيَة وَالأحْقَافِ {وَالَّذِينَ كَفَرُوا}

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْفَتْحِ وَالْحُجُرَاتِ وَق

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الذَّارِيَاتِ وَالطُّورِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ وَالنَّجْمِ وَاقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ {الرَّحْمَن} جل جلاله

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْوَاقِعَةِ وَالحَدِيدِ وَالُمجَادَلَةِ والحَشْرِ والمُمْتَحِنَةِ وَالصَّفِّ وَالمُنَافِقِينَ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ التَّغَابُنِ وَالطَّلاقِ والتَّحْرِيمِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمُلْكِ وَ {ن وَالْقَلَمِ}

- ‌ومِنْ سُورَةِ الْحَاقَّةِ وَ {سَأَلَ سَائِلٌ} وَسُورَةِ نُوحٍ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سُورَةِ {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ} وَالْمُزَّمِّلِ وَالْمُدَّثِّرِ وَالقِيَامَةِ وَ {هَلْ أَتَى} وَالمُرْسَلاتِ وَ {عَمَّ يَتَسَاءَلُون} وَالنَّازِعَاتِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ عَبَسَ وَ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الإِنْفِطَارِ والمُطَفِّفِينَ وَالإِنْشِقَاقِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْبُرُوجِ وَالطَّارِقِ والغَاشِيَةِ والفَجْرِ وَالبَلَدِ إِلَى آخِرِ القُرْآنِ

- ‌كِتَابُ فَضَائِلِ القُرْآنِ

- ‌كِتَابُ النِّكَاحِ

- ‌كتَابُ الطَّلاقِ

- ‌كِتَابُ النَّفَقَاتِ

- ‌كِتَابُ الأَطْعِمَةِ

- ‌كتَابُ العَقِيقَةِ وَكِتَابُ الذَّبَائح وَالصَّيدِ

- ‌كِتَابُ الأَضَاحِي

- ‌كِتَابُ الأَشْرِبَةِ

- ‌كِتَابُ المَرْضَى

- ‌كِتابُ الطِّبِ

- ‌كِتابُ الْلِّباسِ

- ‌كِتابُ الأَدَبِ

- ‌كِتَابُ الاسْتِئْذانِ

- ‌كِتابُ الدَّعَواتِ

- ‌كِتاب الرِّقَاقِ

- ‌كتابُ القَدَرِ

- ‌كِتابُ الأَيمانِ والنُّذُورِ

- ‌كِتابُ الكَفاراتِ

- ‌كِتَابُ الفَرَائِضِ

- ‌كِتَابُ الحُدُودِ

- ‌كِتَابُ المُحَارِبِينَ

- ‌كِتَابُ الدَّيِّاتِ

- ‌كِتَابُ اسْتِتَابَةِ الْمُرتَدِّينَ والْمُعَانِدِينَ وَقِتَالُهُم

- ‌كِتَابُ الإِكْرَاه

- ‌كِتَابُ الحِيَلِ

- ‌كتَابُ الرؤْيَا

- ‌كِتَابُ الفِتَنِ

- ‌كِتَابُ الأحكام

- ‌كِتَابُ التَّمَنِّي

- ‌كِتَابُ إِجَازَةِ خَبَرِ الوَاحِدِ

- ‌كتَابُ الاعتِصَامِ

- ‌كِتَابُ التَّوحِيدِ

الفصل: حِراءً (1) بَينَهُمَا. 4851 - (5) [مسلم. فِي حَدِيثِ أَنَسٍ وَقَال:

حِراءً (1) بَينَهُمَا.

4851 -

(5)[مسلم. فِي حَدِيثِ أَنَسٍ وَقَال: فَأَرَاهُمُ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ](2)(3).

4852 -

(6) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: إِنَّ الْقَمَرَ انْشَقَّ عَلَى زَمَانِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (4).

‌بَابٌ

4853 -

(1) مسلم. عَنْ أَبِي مُوسَى قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا أَحَدٌ أَصْبَرَ عَلَى أَذًى يَسْمَعُهُ مِنَ اللهِ عز وجل، إِنَّهُمْ يَجْعَلُونَ لَهُ نِدًّا وَيَجْعَلُونَ لَهُ وَلَدًا، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يَرْزُقُهُمْ وَيُعَافِيهِمْ وَيُعْطهِمْ)(5). وَفِي لَفظٍ آخَر: (إِنَّهُ يُشْرَكُ بِهِ وَيُجْعَلُ لَهُ الْوَلَدُ).

4854 -

(2) البخاري. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(قَال اللهُ عز وجل: كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: لَنْ يُعِيدَنِي كَمَا بَدَأَنِي، وَلَيسَ أَوَّلُ الْخَلْقِ بِأَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ إِعَادَتِهِ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: اتَّخَذَ اللهُ وَلَدًا، وَأَنَا الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي (6) لَمْ يَلِدْ، وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) (7). وَفِي لَفظٍ آخَر:(وَأَنَا الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ أَلِدْ، وَلَمْ أُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفْئًا أَحَدٌ). خرَّج

(1) فِي (أ): "حرًّا"، وفي (ك):"جزاء"، والمثبت من "صحيح البخاري".

(2)

ما بين المعكوفين ليس فِي (أ).

(3)

انظر الحديث الَّذي قبله.

(4)

مسلم (4/ 2159 رقم 2803)، البخاري (6/ 631 رقم 3638)، وانظر (3870، 4866).

(5)

مسلم (4/ 2160 رقم 2804)، البخاري (10/ 511 رقم 6099)، وانظر (7378).

(6)

قوله: "الذي" ليس فِي (ك).

(7)

البخاري (6/ 287 رقم 3193)، وانظر (4974، 4975).

ص: 129

الْحَدِيثَينِ فِي "تَفْسِيرِ سُورَةِ (1) {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} "، وَخَرَّجَهُ فِي "تَفْسِيرِ سُورَةِ البَقَرَةِ" مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال فِيهِ:(وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ لِي وَلَدٌ فَسُبْحَانِي أنْ أَتَّخِذَ صَاحِبَةً أَوْ وَلَدًا)(2).

4855 -

(3) مسلم. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(يَقُولُ اللهُ عز وجل لأهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا لَوْ كَانَتْ لَكَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا أَكُنْتَ مُفْتَدِيًا بِهَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيَقُولُ: قَدْ أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ أَنْ لا تُشْرِكَ بِي (3) -أَحْسِبُهُ قَال-: وَلا أُدْخِلَكَ النَّارَ فَأَبَيتَ إلا الشِّرْكَ) (4).

وَفِي لَفظٍ آخَر: (يُقَالُ لِلْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَرَأَيتَ لَوْ كَانَ لَكَ مِثْلُ الأرْضِ ذَهَبًا أَكُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيُقَالُ لَهُ: قَدْ (5) سُئِلْتَ أَيسَرَ مِنْ ذَلِكَ). وفي لفظ آخر: (كَذَبْتَ قَدْ سُئِلْتَ مَا هُوَ أَيسَرُ مِنْ ذَلِكَ)، لم يقل البخاري فِي بعض طرقه:"أَحْسِبُهُ قَال: وَلا أُدْخِلَكَ النَّارَ". وفي بعض ألفاظه (6): "يُجَاءُ بِالْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ لَهُ .. ". الحديث (7).

4856 -

(4) مسلم. عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلًا قَال: يَا رَسُولَ اللهِ كَيفَ يُحْشَرُ الْكَافِرُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَال: (أَلَيسَ الَّذِي أَمْشَاهُ عَلَى رِجْلَيهِ فِي الدُّنْيَا قَادِرًا عَلَى أنْ يُمْشِيَهُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ). قَال قَتَادَةُ: بَلَى وَعِزَّةِ رَبِّنَا (8).

(1) قوله: "سورة" ليس فِي (أ).

(2)

البخاري (8/ 168 رقم 4482).

(3)

قوله: "بي" ليس فِي (ك).

(4)

مسلم (4/ 2160 - 2161 رقم 2805)، البخاري (6/ 363 رقم 3334)، وانظر (6538، 6557).

(5)

فِي (أ): "فيقال لقد".

(6)

فِي (ك): "طرقه".

(7)

قوله: "الحديث" ليس فِي (ك).

(8)

مسلم (4/ 2161 رقم 2806)، البخاري (8/ 492 رقم 4760)، وانظر (6523).

ص: 130

4857 -

(5) وَعَنْ أَنَسٍ قَال (1) قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ (2) يَوْمَ الْقِيَامَةِ فيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً (3)، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ (4): يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيتَ خَيرًا قَطُّ هَلْ مَرَّ بِكَ نعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لا وَاللهِ يَا رَبِّ، وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا (5) فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيتَ بُؤْسًا قَطُّ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّة قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لا وَاللهِ يَا رَبِّ مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ، وَلا رَأَيتُ شِدَّةً قَطُّ) (6). لم يخرج البخاري (7) هذا الحديث:"يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا" إلى آخره. [ولا قال فِي الحديث الَّذي قبله: "كَيفَ"](8).

4858 -

(6) مسلم. عَنْ أَنَسٍ أَيضًا قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَةً يُعْطَى بِهَا فِي الدُّنْيَا وَيُجْزَى بِهَا فِي الآخِرَةِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُطْعَمُ بِحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ بِهَا للهِ فِي الدُّنْيَا حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلَى الآخِرَةِ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُجْزَى بِهَا)(9). وَفِي لَفظٍ آخَر: (إِنَّ الْكَافِرَ إِذَا عَمِلَ حَسَنَةً أُطْعِمَ بِهَا طُعْمَةً مِنَ الدُّنْيَا، وَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَإِنَّ اللهَ يَدَّخِرُ لَهُ حَسَنَاتِهِ فِي (10) الآخِرَةِ ويعْقِبُهُ رِزْقًا فِي الدُّنْيَا عَلَى طَاعَتِهِ). لم يخرج البخاري هذا الحديث.

4859 -

(7) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِ

(1) قوله: "قال" ليس فِي (أ).

(2)

قوله: "من أهل النار" ليس فِي (أ).

(3)

"صبغة" أي: غمسة.

(4)

قوله: "له" ليس فِي (ك).

(5)

البؤس: الشدة.

(6)

مسلم (4/ 2162 رقم 2807).

(7)

قوله: "البخاري" ليس فِي (أ).

(8)

ما بين المعكوفين ليس فِي (ك).

(9)

مسلم (4/ 2162 رقم 2808).

(10)

فِي (ك): "إلى".

ص: 131

كَمَثَلِ الزَّرْع لا تَزَالُ (1) الرِّيحُ تُمِيلُهُ، وَلا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ يُصِيبُهُ الْبَلاءُ، وَمَثَلُ الْكَافِرِ (2) كَمَثَلِ شَجَرَةِ الأَرْزِ لا تَهْتَزُّ حَتَّى تَسْتَحْصِدَ) (3) (4). لفظ البخاري: عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال:(مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَخَامَةِ (5) الزَّرْع يَفِيءُ (6) وَرَقُهُ مِنْ حَيثُ أَتَتْهَا (7) الرِّيحُ تُكَفُئُهَا، فَإِذَا سَكَنَتِ اعْتَدَلَتْ، وَكَذَلِكَ الْمُؤْمِنُ يُكَفَّأُ بِالْبَلاءِ، وَمَثَلُ الْكَافِرِ كَمَثَلِ الأَرْزَةِ صَمَّاءَ مُعْتَدِلَةً حَتَّى يَقْصِمَهَا اللهُ إِذَا شَاءَ). خرجه فِي باب "المشيئة" من كتاب "التوحيد". وله فِي (8) لفظ آخر:(مِنْ حَيثُ أَتَتْهَا (7) الرِّيحُ كَفَأَتْهَا (9) فَإِذَا اعْتَدَلَتْ تَكَفَّأُ بِالْبَلاءِ وَالْفَاجِرُ (10) كَالأَرْزَةِ

) الحديث سواء.

4860 -

(8) مسلم. عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الْخَامَةِ مِنَ الزَّرْع تُفِيئُهَا (11) الرِّيحُ تَصْرَعُهَا مَرَّةً وَتَعْدِلُهَا أُخْرَى حَتَّى تَهِيجَ (12)، وَمَثَلُ الْكَافِرِ كَمَثَلِ الأَرْزَةِ الْمُجْذِيَةِ (13) عَلَى أَصْلِهَا لا يُفِيئُهَا شَيءٌ حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً وَاحِدَةً) (14). وَفِي رِوَايَةٍ: (وَتَعْدِلُهَا أُخْرَى

(1) في (ك): "يزال".

(2)

في حاشية (أ): "المنافق" عن نسخة أخرى.

(3)

"تستحصد" أي: لا تتغير حتَّى تنقلع مرة واحدة كالزرع الَّذي انتهى يبسه.

(4)

مسلم (4/ 2163 رقم 2809)، البخاري (13/ 446 رقم 7466)، وانظر (5644).

(5)

الخامة: القصبة اللينة من الزرع.

(6)

في (أ) و (ك): "نقي"، والمثبت من "البخاري".

(7)

في (أ): "انتهى"، وفي الحاشية عن نسخة أخرى:"أتتها".

(8)

قوله: "في" ليس في (أ).

(9)

فِي (أ) و (ك): "كفتها"، والمثبت من "البخاري".

(10)

في (أ): "الكافر"، وفي الحاشية عن نسخة أخرى:"الفاجر".

(11)

في (ك): "يفيئها".

(12)

"تهيج": تيبس.

(13)

"المجذية": هي الثابتة المنتصبة.

(14)

مسلم (4/ 2163 رقم 2810)، البخاري (10/ 103 رقم 5643).

ص: 132

حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ مَثَلُ الأَرْزَةِ الْمُجْذِيَةِ الَّتِي لا يُصِيبُهَا شَيءٌ حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا (1) مَرَّةً وَاحِدَةً).

4861 -

(9) مسلم. عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لا يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَإِنَّهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ، فَحَدِّثُونِي مَا هِيَ؟ ). فَوَقَعَ الناسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي، قَال عَبْدُ اللهِ: وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ فَاسْتَحْيَيتُ، ثُمَّ قَالُوا: حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَال: فَقَال: (هِيَ النَّخْلَةُ). قَال: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعُمَرَ، فَقَال: لأَنْ تَكُونَ قُلْتَ: هِيَ النَّخْلَةُ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا (2).

4862 -

(10) وَعَنْهُ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا لأَصْحَابِهِ: (أَخْبِرُونِي عَنْ شَجَرَةٍ مَثَلُهَا مَثَلُ الْمُؤْمِنِ؟ ). فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَذْكُرُونَ شَجَرًا مِنْ شَجَرِ الْبَوَادِي، قَال ابْنُ عُمَرَ: وَأُلْقِيَ فِي نَفْسِي أَوْ فِي رُوعِيَ (3) أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فَجَعَلْتُ أُرِيدُ أَنْ أَقُولَهَا، فَإِذَا أَسْنَانُ (4) الْقَوْمِ (5) فَأَهَابُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، فَلَمَّا سَكَتُوا قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(هِيَ النَّخْلَةُ)(6).

4863 -

(11) وَعَنْهُ قَال: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأُتِيَ بِجُمَّارٍ (7) .. فَذَكَرَ نَحْو ما تَقدم (8). وفي (9) بعض طرق البخاري: عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَيضًا قَال: بَينَمَا نَحْنُ

(1) الانجعاف: الإنقلاع.

(2)

مسلم (4/ 2164 - 2165 رقم 2811)، البخاري (9/ 569 رقم 5444)، وانظر (61، 62، 72، 131، 2209، 4698، 5448، 6122، 6144).

(3)

الروع: هو النفس والقلب والخلد.

(4)

فِي (أ): "استأذن".

(5)

"أسنان القوم" يعني: كبارهم وشيوخهم.

(6)

انظر الحديث الَّذي قبله.

(7)

الجمار: هو الَّذي يؤكل من قلب النخل يكون لينًا.

(8)

انظر الحديث رقم (9) فِي هذا الباب.

(9)

فِي (أ): "فِي".

ص: 133

عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جُلُوسٌ إِذْ أُتِيَ بِجُمَّارِ نَخْلَةٍ، فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ لَمَا بَرَكَتُهُ كَبَرَكَةِ الْمُسْلِمِ). فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَعْنِي النَّخْلَةَ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: هِيَ النَّخْلَةُ يَا رَسُولَ اللهِ، ثُمَّ التفَتُّ فَإِذَا أَنَا عَاشِرُ عَشَرَةٍ أَنَا أَحْدَثُهُمْ فَسَكَتُّ، فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(هِيَ النَّخْلَةُ). خرَّجه فِي "الأطعمة" فِي باب "أكل الجمار".

وخرَّجه فِي "البيوع" قَال: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَأْكُلُ جُمَّارًا. وخرَّجه فِي "الأدب" فِي باب "ما لا يستحيى منه من الحق للتفقه فِي الدين"، قال فيه: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ (1) خَضْرَاءَ لا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَلا يَتَحَاتُّ) (2). فَقَال الْقَوْمُ: هِيَ شَجَرَةُ كَذَا، هِيَ (3) شَجَرَةُ كَذَا، فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: هِيَ النَّخْلَةُ، وَأَنَا غُلامٌ شَاب فَاسْتَحْيَيتُ، فَقَال:(هِيَ النَّخْلَةُ).

4864 -

(12) مسلم. عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَال: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَال: (أَخْبِرُونِي بِشَجَرَةٍ شَبِيهِ (4)، أَوْ كَالرَّجُلِ الْمُسْلِمِ لا يَتَحَاتُّ وَرَقُهَا؟ ). قَال إِبْرَاهِيمُ هُوَ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنُ سُفْيَان (5): لَعَلَّ مُسْلِمًا يَعْنِي ابْن الحَجاج قَال: (وَتُؤْتِي [أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ])(6). وَكَذَا وَجَدْتُ عِنْدَ غَيرِي أَيضًا: وَلا تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ، قَال ابْنُ عُمَرَ: وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النخْلَةُ، وَرَأَيتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ لا يَتَكَلَّمَانِ فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، أوْ أَقُولَ شَيئًا، فَقَال عُمَرُ: لأَنْ (7) تَكُونَ قُلْتَهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا (8). ولفظ (9) البخاري فِي هذا: عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَيضًا قَال: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَال: (أَخْبِرُونِي بِشَجَرَةٍ شِبْهِ (10)، أَوْ كَالرَّجُلِ الْمُسْلِمِ

(1) فِي (أ): "كشجرة".

(2)

"ولا يتحات": أي يتناثر ويتساقط.

(3)

فِي (أ): "هذه".

(4)

فِي "مسلم": "شبه".

(5)

هو راوي الحديث عن الإمام مسلم رحمه الله.

(6)

ما بين المعكوفين ليس فِي (ك).

(7)

فِي (ك): "لئن".

(8)

انظر الحديث رقم (9) فِي هذا الباب.

(9)

فِي (أ): "لفظ".

(10)

فِي (ك): "شيبه".

ص: 134

لا يَتَحَاتُّ وَرَقُهَا، وَلا (1) وَلا وَلا تُؤْتِي أُكْلَهَا كُلَّ حِينٍ؟ ). قَال ابْنُ عُمَرَ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، وَرَأَيتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ لا يَتَكَلَّمَانِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، فَلَمَّا لَمْ يَقُولُوا شَيئًا قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(هِيَ النَّخْلَةُ). فَلَمَّا قُمْنَا قُلْتُ لِعُمَرَ: يَا أَبَتَاهُ! وَاللهِ لَقَدْ كَانَ وَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فَقَال: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَكَلَّمَ؟ قَال: لَمْ أَرَكُمْ تَكَلَّمُونَ فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ أَوْ أَقُولَ شَيئًا. قَال عُمَرُ: لأَنْ (2) تَكُونَ قُلْتَهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا. خرَّجه فِي "تفسير سورة إبراهيم".

وخرَّجه فِي "الأدب" فِي باب "إكرام الكبير" وقال (3) فيه: (أَخْبِرونِي بِشَجَرَةٍ مَثَلُهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَلا تَحُتُّ وَرَقَهَا؟ ). فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ .. الحديث. ومن بعض تراجمه على هذا الحديث باب "فِي (4) قول المحدث حدثنا وأخبرنا (5) وأنبأنا"، وباب "طرح الإمام المسألة على أصحابه ليختبر ما عندهم من العلم". ذكرهما فِي كتاب "العلم".

4865 -

(13) مسلم. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (إِنَّ الشَّيطَانَ قَدْ آيِسَ أَنْ يَعبدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَينَهُمْ)(6)(7). لم يخرج البخاري هذا الحديث.

4866 -

(14) مسلم. عَنْ جَابِرٍ أَيضًا قَال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (إنَّ

(1) قوله: "ولا" فِي (ك) مرة واحدة، وفي (أ) كررها الناسخ فِي الحاشية ثلاث مرات، ومعناها: لا ينقطع ثمرها ولا يعدم فيؤها ولا يبطل نفعها.

(2)

فِي (ك): "لئن".

(3)

فِي (أ): "قال".

(4)

قوله: "فِي" ليس فِي (ك).

(5)

فِي (ك): "نا وأنا".

(6)

"التحريش بينهم" أي: حملهم على الفتن والحروب.

(7)

مسلم (4/ 2166 رقم 2812).

ص: 135

عَرْشَ (1) إِبْلِيسَ عَلَى الْبَحْرِ فَيَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَيَفْتِنُونَ النَّاسَ، فَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ أَعْظَمهُمْ فِتْنَةً) (2). وَفِي لَفظٍ آخَرَ:(إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: مَا صَنَعْتَ شَيئًا، قَال: ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَينَهُ وَبَينَ امْرَأَتِهِ، قَال: فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ (3): نِعْمَ أَنْتَ). قَال الأَعْمَشُ: أُرَاهُ قَال: "فَيَلْتَزِمُهُ (4) (5) ". لم يخرج البخاري هذا الحديث.

4867 -

(15) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إلا وَقَدْ وُكِّلَ (6) بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ). قَالُوا: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَال: (وَإِيَّايَ إِلا أَنَّ اللهَ عز وجل أَعَانَنِي عَلَيهِ فَأَسْلَمَ، فَلَا يَأْمُرُنِي إلا بِخَيرٍ)(7). وَفِي رِوَايَةٍ: (قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ، وَقَرِينُهُ مِنَ الْمَلائِكَةِ). لم يخرج البخاري هذا الحديث.

4868 -

(16) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا لَيلًا قَالتْ: فَغِرْتُ عَلَيهِ، فَجَاءَ فَرَأَى مَا أَصْنَعُ، فَقَال:(مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ! أَغِرْتِ؟ ). فَقُلْتُ: وَمَا لِي لا يَغَارُ مِثْلِي عَلَى مِثْلِكَ. فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (أَقَدْ جَاءَكِ شَيطَانُكِ). قَالتْ (8): يَا رَسُولَ اللهِ! أَوَ مَعِيَ شَيطَانٌ؟ قَال: (نَعَمْ). قُلْتُ (9): وَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ؟ قَال: (نَعَمْ). قُلْتُ: وَمَعَكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟

(1) العرش: هو سرير الملك، ومعناه: أن مركزه البحر، ومنه يبعث سراياه.

(2)

مسلم (4/ 2167 رقم 2813).

(3)

في (ك): "فيدنيه فيقول".

(4)

في (أ): "فيلزمه".

(5)

"فيلتزمه" أي: يضمه إلى نفسه ويعانقه.

(6)

في (أ): "وكل الله".

(7)

مسلم (4/ 2167 - 2168 رقم 2814).

(8)

فِي (أ): "فقالت".

(9)

في (أ): "فقلت".

ص: 136