المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌كِتَابُ الزُّهْدِ 5087 - (1) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال - الجمع بين الصحيحين لعبد الحق - جـ ٤

[عبد الحق الإشبيلي]

فهرس الكتاب

- ‌كِتَابُ القَدَرِ

- ‌كتَابُ العِلْمِ

- ‌كِتَابُ الذِّكْرِ والدُّعَاءِ

- ‌حَدِيثُ الغَارِ

- ‌بَابٌ في التَّوْبَةِ

- ‌بَابٌ في سَعَةِ رَحْمَةِ الله عز وجل

- ‌ باب

- ‌حَدِيثُ الثلَاثةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا

- ‌حَدِيثُ الإِفْكِ وكَانَ فِي غَزْوَةِ الْمَرَيسِيعِ، والْمَرَيسِيعُ مَاءٌ لِبَنِي الْمُصْطَلَقِ

- ‌بَابٌ

- ‌بِابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌ باب

- ‌[بَابُ الْخَلْقِ الأَوَّلِ مِنْ آدم]

- ‌بَابٌ

- ‌بَّابَ

- ‌بَابٌ فِي عَذَابِ القَبْرِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ الفِتَنِ والأَشْرَاطِ

- ‌بَابُ ذِكْرِ ابْنِ صَيَّادٍ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ الزُّهْدِ

- ‌بَابٌ

- ‌ باب

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌بابٌ

- ‌بابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ التفْسِيرِ

- ‌[كِتَابُ الْجَمْع بَينَ الصَّحِيحَينِ أَيضًاعَلَى مَا تَقَدَّمَ فِي صَدْرِ الكتَابِ

- ‌كَيفَ كَان بَدْءُ الوَحْي

- ‌كِتَابُ الإِيمَانِ

- ‌كِتَابُ العِلْمِ

- ‌كتَابُ الوُضُوءِ

- ‌كتَابُ الصَّلاةِ

- ‌كِتَابُ الْجَنَائِزِ

- ‌كتَابُ الزَكَاةِ

- ‌كِتَابُ الحَجِّ

- ‌كِتَابُ الصِّيامِ

- ‌كِتَابُ البُيُوعِ

- ‌كِتَابُ السَّلَمِ

- ‌كِتَابُ الشُّفْعَةِ

- ‌كِتَابُ الإِجَارةِ

- ‌كِتَابُ الحَوَالاتِ

- ‌كِتَابُ الوَكَالةِ

- ‌كِتَابُ الْحَرْثِ

- ‌كِتَابُ الشُّرْبِ

- ‌كِتَابُ الاسْتِقْرَاضِ

- ‌كِتَابُ الْخُصُومَاتِ

- ‌كِتَابُ اللُّقَطَةِ

- ‌كِتَابُ الْمَظَالِمِ

- ‌كِتَابُ الشَّرِكَةِ

- ‌كِتَابُ الرَّهْنِ

- ‌كِتَابُ العِتْقِ

- ‌كِتَابُ الْمُكَاتَبِ

- ‌كِتَابُ الْهِبَةِ

- ‌كِتَابُ الشَّهَادَاتِ

- ‌كِتَابُ الصُّلْحِ

- ‌كِتَابُ الشَّرُوطِ

- ‌كِتَابُ الوَصَايَا

- ‌كِتَابُ الجِهَادِ

- ‌كِتابُ بدْءِ الخَلْقِ

- ‌كِتابُ الْمَغازِي

- ‌كِتابُ التفْسِيرِ

- ‌وَفِي سُورَة البَقَرَةِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَان

- ‌وَمِنْ سُورَةِ النِّسَاءِ

- ‌وَمنْ سُورَةِ الْمَائِدَةِ

- ‌وَمنْ سُورَةِ الأنْعَامِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الأعْرَافِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ الأنْفَال

- ‌ومِنْ سورَةِ بَراءَة

- ‌مِنْ سُورَةِ يُونُسَ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سُورَةِ هُودٍ عليه السلام

- ‌وَمِن سُورَةِ يُوسُفَ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سورَةِ الرَّعْدِ

- ‌مِنْ سُورَةِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الحِجْرِ

- ‌مِنْ سُورَةِ الْنحْلِ

- ‌وَمِن سُورَةِ بَنِي إِسرَائِيل

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْكهْفِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ {كهيعص}

- ‌وَمِنْ سُورَةِ طه

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الأَنْبِيَاءِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ الْحَجِّ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ النُّورِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ الْفُرْقَانِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الشُّعَرَاءِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ النَّمْلِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْقَصَصِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْعَنْكَبُوتِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الرُّومِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ تَنْزِيل السَّجْدَةِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الأحْزَابِ وَسُورَةِ سَبَإِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمَلائكَةِ ويس وَالصَّافاتِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ ص وَسورَةِ الزُّمَرِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمُؤْمِنِ وَحم السَّجْدَةِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ {حم عسق} وَحم الزُّخْرُفِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الدُّخَانِ وَالْجَاثِيَة وَالأحْقَافِ {وَالَّذِينَ كَفَرُوا}

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْفَتْحِ وَالْحُجُرَاتِ وَق

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الذَّارِيَاتِ وَالطُّورِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ وَالنَّجْمِ وَاقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ {الرَّحْمَن} جل جلاله

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْوَاقِعَةِ وَالحَدِيدِ وَالُمجَادَلَةِ والحَشْرِ والمُمْتَحِنَةِ وَالصَّفِّ وَالمُنَافِقِينَ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ التَّغَابُنِ وَالطَّلاقِ والتَّحْرِيمِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمُلْكِ وَ {ن وَالْقَلَمِ}

- ‌ومِنْ سُورَةِ الْحَاقَّةِ وَ {سَأَلَ سَائِلٌ} وَسُورَةِ نُوحٍ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سُورَةِ {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ} وَالْمُزَّمِّلِ وَالْمُدَّثِّرِ وَالقِيَامَةِ وَ {هَلْ أَتَى} وَالمُرْسَلاتِ وَ {عَمَّ يَتَسَاءَلُون} وَالنَّازِعَاتِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ عَبَسَ وَ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الإِنْفِطَارِ والمُطَفِّفِينَ وَالإِنْشِقَاقِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْبُرُوجِ وَالطَّارِقِ والغَاشِيَةِ والفَجْرِ وَالبَلَدِ إِلَى آخِرِ القُرْآنِ

- ‌كِتَابُ فَضَائِلِ القُرْآنِ

- ‌كِتَابُ النِّكَاحِ

- ‌كتَابُ الطَّلاقِ

- ‌كِتَابُ النَّفَقَاتِ

- ‌كِتَابُ الأَطْعِمَةِ

- ‌كتَابُ العَقِيقَةِ وَكِتَابُ الذَّبَائح وَالصَّيدِ

- ‌كِتَابُ الأَضَاحِي

- ‌كِتَابُ الأَشْرِبَةِ

- ‌كِتَابُ المَرْضَى

- ‌كِتابُ الطِّبِ

- ‌كِتابُ الْلِّباسِ

- ‌كِتابُ الأَدَبِ

- ‌كِتَابُ الاسْتِئْذانِ

- ‌كِتابُ الدَّعَواتِ

- ‌كِتاب الرِّقَاقِ

- ‌كتابُ القَدَرِ

- ‌كِتابُ الأَيمانِ والنُّذُورِ

- ‌كِتابُ الكَفاراتِ

- ‌كِتَابُ الفَرَائِضِ

- ‌كِتَابُ الحُدُودِ

- ‌كِتَابُ المُحَارِبِينَ

- ‌كِتَابُ الدَّيِّاتِ

- ‌كِتَابُ اسْتِتَابَةِ الْمُرتَدِّينَ والْمُعَانِدِينَ وَقِتَالُهُم

- ‌كِتَابُ الإِكْرَاه

- ‌كِتَابُ الحِيَلِ

- ‌كتَابُ الرؤْيَا

- ‌كِتَابُ الفِتَنِ

- ‌كِتَابُ الأحكام

- ‌كِتَابُ التَّمَنِّي

- ‌كِتَابُ إِجَازَةِ خَبَرِ الوَاحِدِ

- ‌كتَابُ الاعتِصَامِ

- ‌كِتَابُ التَّوحِيدِ

الفصل: ‌ ‌كِتَابُ الزُّهْدِ 5087 - (1) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال

‌كِتَابُ الزُّهْدِ

5087 -

(1) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ)(1). لَمْ يُخْرِج الْبُخَارِيُّ هَذَا الْحَدِيث.

5088 -

(2) مسلم. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِالسُّوقِ دَاخِلًا مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَةِ (2) وَالنَّاسُ كَنَفَتَيهِ (3)، فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ (4) مَيِّتٍ فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بأُذُنِهِ (5)، ثُمَّ قَال:(أَيُّكُمْ (6) يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ؟ ). فَقَالُوا: مَا نُحِبُّ (7) أَنَّهُ لَنَا بِشَيءٍ، وَمَا نَصْنعُ بِهِ. قَال:(أَتُحِبُّونَ (8) أَنَّهُ لَكُمْ؟ ). قَالُوا: وَاللهِ (9) لَوْ كَانَ حَيًّا كَانَ عَيبًا فِيهِ لَأَنَّهُ أَسَكُّ (10)، فَكَيفَ وَهُوَ مَيِّتٌ؟ قَال:(فَوَاللهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذَا عَلَيكُمْ)(11). لَمْ يُخْرِج الْبُخَارِيُّ هَذَا الْحَدِيث.

5089 -

(3) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَال: أَتَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقْرَأُ: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} (12)، قَال:(يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي مَالِي، قَال: وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيتَ؟ )(13). لَمْ يُخْرِج الْبُخَارِيُّ هَذَا الْحَدِيث، ولا أخرج عن عبد الله بن الشخير في كتابه شيئًا.

(1) مسلم (4/ 2272 رقم 2956).

(2)

في (أ): "الغالية".

(3)

"كنفتيه" أي: جانبيه.

(4)

"جدي أسك" أي: صغير الأذنين، وفي (ك):"أشك".

(5)

في (ك): "بادية".

(6)

في (ك): "إنكم".

(7)

في (ك): "يحب".

(8)

في (ك): "أيحبون".

(9)

في (أ): "لا والله".

(10)

تحرفت الكلمة في (أ) و (ك) إلى: "أشك".

(11)

مسلم (4/ 2272 رقم 2957).

(12)

أي: سورة التَّكاثر.

(13)

مسلم (4/ 2273 رقم 2958).

ص: 237

5090 -

(4) وخرَّجه مسلم أَيضًا عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (يَقُولُ (1) الْعَبْدُ: مَالِي مَالِي، إنَّمَا لَهُ مِنْ مَالِهِ ثَلاثٌ مَا أَكَلَ فَأَفْنَى، أَوْ لَبِسَ فَأَبْلَى، أَوْ أَعْطَى فَاقْتَنَى (2)، وَمَا (3) سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ ذَاهِبٌ وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ) (4).

ولا أخرج البخاري أَيضًا هذا الحديث (5).

5091 -

(5) وخرَّج عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ (6) أَحَبُّ إِلَيهِ مِنْ مَالِهِ). قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلا مَالُهُ أَحَبُّ إلَيهِ. قَال: (فَإِنَّ مَالهُ مَا قَدَّمَ وَمَالُ وَارِثهِ مَا أَخَّرَ)(7).

5092 -

(6) مسلم. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلَاثَةٌ فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبقَى وَاحِدٌ، يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ، وَيَبْقَى عَمَلُهُ)(8).

5093 -

(7) وَعَنْ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أَبَا عُبَيدَةَ بْنَ الْجَرَّاح إِلَى الْبَحْرَينِ يَأْتِي بِجِزْيَتِهَا (9)، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ صَالحَ أَهْلَ الْبَحْرَينِ، وَأَمَّرَ عَلَيهِمُ الْعَلاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ، فَقَدِمَ أَبُو عُبَيدَةَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَينِ فَسَمِعَتِ الأَنْصَارُ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيدَةَ فَوَافَقُوا صَلاةَ الْفَجْرِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم انْصَرَفَ فَتَعَرَّضُوا لَهُ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَآهُمْ ثُمَّ قَال: (أَظُنُّكُمْ سَمِعْتُمْ أنَّ أَبَا عُبَيدَةَ قَدِمَ بِشَيءٍ

(1) قوله: "يقول" ليس في (أ).

(2)

"أعطى فاقتنى": أخره لآخرته، أي: ادخر ثوابه.

(3)

في (ك): "ما".

(4)

مسلم (4/ 2273 رقم 2959).

(5)

قوله: "الحديث" ليس في (ك).

(6)

في (ك): "إنكم مال واريه".

(7)

البخاري (11/ 260 رقم 6442).

(8)

مسلم (4/ 2273 رقم 2960)، البخاري (11/ 362 رقم 6514).

(9)

في (أ): "يحزيها".

ص: 238

مِنَ الْبَحْرَينِ؟ ). فَقَالُوا: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَال: (فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ، فَوَاللهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيكُمْ، وَلَكِنِّي (1) أَخْشَى عَلَيكُمْ (2) أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيكُمْ كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ) (3). وَفِي رِوَايَةٍ:(وَتُلْهِيَكُمْ كَمَا ألْهَتْهُمْ).

5094 -

(8) البخاري. عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَال: أَتَى النبِي صلى الله عليه وسلم بَيتَ فَاطِمَةَ فَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيهَا، وَجَاءَ عَلِيٌّ فَذَكَرَتْ لَهُ ذَلِكَ، فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال (4):(إِنِّي رَأَيتُ عَلَى بَابِهَا سِتْرًا مَوْشِيًّا)(5). فَقَال: مَا لِي وَلِلدُّنْيَا، فَأَتَاهَا عَلِيٌّ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهَا، فَقَالتْ: لِيَأمُرْنِي (6) فِيهِ بِمَا شَاءَ. قَال: (تُرْسِلُ (7) بِهِ إِلَى فُلانٍ أَهْلِ بَيتٍ بِهِمْ حَاجَةٌ) (8). خرجه في كتاب "الهبة" في باب "هدية ما يكره لبسه".

5095 -

(9) وخرَّجِ (9) عَنْ خَوْلَةَ الأَنْصَارِيَّةِ قَالتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ (10) في مَالِ اللهِ بِغَيرِ حَقٍّ فَلَهُمْ النْارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (11). لم يخرج مسلم عن خولة هذه في كتابه شيئًا.

5596 -

(10) وخرَّج (9) البخاري أيضًا في كتاب "الصلاة" في باب "القسمة وتعليق القنو (12) في المسجد"، عَنْ أنَسٍ قَال: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَالٍ مِنَ

(1) في (ك) وحاشية (أ) عن نسخة أخرى: "ولكن".

(2)

قوله: "عليكم" ليس في (ك).

(3)

مسلم (4/ 2273 - 2274 رقم 2961)، البخاري (6/ 257 - 258 رقم 3158)، وانظر (6425، 4015).

(4)

في (أ): "فقال".

(5)

"موشيًا": هو المخطط بألوان شتى.

(6)

في (أ): "لتأمرني".

(7)

في (أ): "ترسلي".

(8)

البخاري (5/ 228 رقم 2613).

(9)

في (أ): "وخرجه".

(10)

"يتخوضون" أي: يتصرفون في مال المسلمين بالباطل.

(11)

البخاري (6/ 217 رقم 3118).

(12)

"القنو": العذق.

ص: 239

الْبَحْرَينِ، فَقَال:(انْثُرُوهُ في الْمَسْجِدِ). فَكَانَ (1) أَكْثَرَ مَالٍ أُتِيَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلَى الصَّلاةِ وَلَمْ يَلتفِتْ إلَيهِ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاةَ جَاءَ فَجَلَسَ إلَيهِ، فَمَا كَانَ يَرَى أَحَدًا إِلا أَعْطَاهُ، إِذْ جَاءَهُ الْعَبَّاسُ فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ أَعْطِنِي، فَإِنِّي فَادَيتُ نَفْسِي وَفَادَيتُ عَقِيلًا، فَقَال لَهُ (2) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(خُذْ)، فَحَثَا في ثَوْبِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ يُقِلُّهُ (3) فَلَمْ يَسْتَطِعْ (4) فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ اؤْمُرْ (5) بَعْضَهُمْ يَرْفَعْهُ إِلَيَّ (6) قَال: (لا)، قَال: فَارْفَعْهُ أَنْتَ عَلَيَّ، قَال:(لا)، فَنَثَرَ مِنْهُ، [ثُمَّ ذَهَبَ يُقِلُّهُ فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ اؤْمُرْ بَعْضَهُمْ يَرْفَعْهُ عَلَيَّ، قَال:(لا)، قَال: فَارْفَعْهُ أَنْتَ عَلَيَّ، قَال:(لا)، فَنَثَرَ مِنْهُ] (7)، ثُمَّ احْتَمَلَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى كَاهِلِهِ (8)، ثُمَّ انْطَلَقَ فَمَا زَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُتْبِعُهُ بَصَرَهُ حَتَّى خَفِيَ عَلَينَا عَجَبًا مِنْ حِرْصِهِ، فَمَا قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَثَمَّ (9) مِنْهَا دِرْهَمٌ (10). لم يصل البخاري (11) سنده بهذا الحديث. وخرَّجه أَيضًا في باب "ما أقطع (12) النبي صلى الله عليه وسلم من البحرين وما وعد من مال البحرين والجزية ولمن تقسم الفئ والجزية".

5097 -

(11) وخرَّج في باب "تفكر الرجل الشيء في الصلاة"، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَال: صَلَّيتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْعَصْرَ فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ سَرِيعًا دَخَلَ عَلَى

(1) في (أ): "وكان".

(2)

قوله: "له" ليس في (أ).

(3)

"يقله": من الإقلال وهو الرفع والحمل.

(4)

في (أ): "يستطع".

(5)

في (أ): "أمر".

(6)

في (أ): "علي".

(7)

ما بين المعكوفين تكرر في (أ).

(8)

"كاهله": أي بين كتفيه.

(9)

"وثم منها" أي: هناك.

(10)

البخاري (1/ 516 رقم 421)، وانظر (3049، 3165) معلقًا.

(11)

قوله: "البخاري" ليس في (أ).

(12)

في (ك): "قطع".

ص: 240

بَعْضِ نِسَائِهِ، ثُمَّ خَرَجَ وَرَأَى مَا في وُجُوهِ الْقَوْمِ مِنْ تَعَجُّبِهِمْ لِسُرْعَتِهِ، فَقَال (1):(ذَكَرْتُ وَأَنَا في الصَّلاةِ تِبْرًا (2) عِنْدَنَا فَكَرِهْتُ أَنْ يُمْسِيَ أَوْ يَبِيتَ عِنْدَنَا فَأَمَرْتُ بِقِسْمَتِهِ) (3)(4). وذكره أَيضًا في باب "من صلى بالناس فذكر حاجة"، وقال:"فَكَرِهْتُ أَنْ يَحْبسنِي فَأَمَرْتُ بِقِسْمَتِهِ". وخرَّجه في كتاب "االزكاة" في باب "من أحب أن يتعجل (5) الصدقة من يومها " قال: (كُنْتُ خَلَّقْتُ في الْبَيتِ تِبْرًا مِنَ الصَّدَقَةِ فَكَرِهْتُ أَنْ أُبَيِّتَهُ فَقَسَمْتُهُ).

5098 -

(12) وخرَّج عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (نِعْمَتَانِ مَغْبُون (6) فِيهِمَا كَثِير مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ، وَالْفَرَاغُ (7).

5099 -

(13) وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَال: أخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَنْكِبِي فَقَال: (كُنْ في الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ). وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: إذَا أَمْسَيتَ فَلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ (8). وقال الترمذي في هذا الحديث:(كُنْ في الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ وَعُدَّ نَفْسَكَ في أَهْلِ القُبُورِ)(9).

5100 -

(14) البخاري. عَنْ عَبْدِ اللهِ مَسْعُودٍ قَال: خَطَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَطًّا مُرَبَّعًا، وَخَطَّ خَطًّا في الْوَسَطِ (10) خَارِجًا مِنْهُ، وَخَطَّ خُطَطًا صِغَارًا إِلَى هَذَا

(1) في (أ): "قال".

(2)

التبر: هو الذهب والفضة قبل أن يضربا دنانير ودراهم، وأكثر اختصاصه بالذهب.

(3)

في (أ): "بقسمه".

(4)

البخاري (3/ 89 رقم 1221)، وانظر (851، 6275، 1430).

(5)

في (ك): "تعجيل" بدل "أن يتعجل".

(6)

"مغبون" الغبن: النقص في البيع.

(7)

البخاري (11/ 229 رقم 6412).

(8)

البخاري (11/ 233 رقم 6416).

(9)

سنن الترمذي (4/ 490 - 491 رقم 2333) كتاب الزهد، باب ما جاء في قصر الأمل.

(10)

قوله: "في الوسط" ليس في (ك).

ص: 241

الَّذِي في الْوَسَطِ مِنْ جَانِبِهِ الَّذِي في الْوَسَطِ، فَقَال:(هَذَا الإِنْسَانُ، وَهَذَا أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ أَوْ قَدْ أَحَاطَ (1) بِهِ، وَهَذَا الَّذِي هُوَ خَارِجٌ أَمَلُهُ (2)، وَهَذِهِ الْخُطَطُ الصِّغَارُ الأَعْرَاضُ (3)، فَإِنْ أَخْطَأَ هَذَا (4) نَهَشَهُ (5) هَذَا، [وَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا]) (6)(7).

5101 -

(15) وَعَنْ أَنَسٍ قَال: خَطَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خُطُوطًا فَقَال: (هَذَا الأَمَلُ وَهَذَا أَجَلُهُ، فَبَينَا هُوَ كَذَلِكَ إذْ جَاءَهُ الْخَطُّ الأَقْرَبُ)(8). ترجم عليه باب "في الأمل وطوله، وقوله عز وجل: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَن النَّار وأُدْخِلَ الجَنَّةَ فَقدْ فَازَ} (9)، {ذَرْهُم يَأْكُلُوا ويَتَمَتَّعُوا} (10) الآية".

5102 -

(16) وقال عَلِيُّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه: "ارْتَحَلَتِ الدُّنْيَا مُدْبِرَةٌ وارْتَحَلَتِ الآخِرَةُ مُقْبِلَةٌ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الآخِرَةِ، وَلا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ اليَوْمَ عَمَلٌ وَلا حِسَابٌ، وَغَدًا حِسَابٌ وَلا عَمَلٌ". بِمُزَحْزِحهِ: بِمُبَاعِدهِ (11).

5103 -

(17) وذكر أَيضًا عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(أَعْذَرَ اللهُ إِلَى امْرِئٍ أَخَّرَ أجَلَهُ حَتَّى بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَةً)(12).

(1) في (أ): "أو قال حاط".

(2)

الأمل: رجاء ما تحبه النفس من طول عمر وزيادة غنى.

(3)

"الأعراض": هي الآفات العارضة له كمرض أو فقد مال أو غيرهما.

(4)

في حاشية (أ): "أخطأ هذه".

(5)

"نهشه" أي: أصابه.

(6)

ما بين المعكوفين ليس في (ك).

(7)

البخاري (11/ 235 - 236 رقم 6417).

(8)

البخاري (11/ 236 رقم 6418).

(9)

سورة آل عمران، آية (185).

(10)

سورة الحجر، آية (3).

(11)

البخاري (11/ 235) معلقًا.

(12)

البخاري (11/ 238 رقم 6419).

ص: 242

5104 -

(18) وَعَنْهُ قَال: قَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْقَطِيفَةِ وَالْخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ)(1).

5105 -

(19) وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَال: قَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (الْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ (2) وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ) (3).

5106 -

(20) وَعَنْ أَنَسٍ قَال: إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالًا هِيَ (4) أَدَقُّ في أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعَرِ إِنْ كُنَّا نَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمُوبِقَاتِ. قَال أَبُو عَبْد اللهِ (5): يَعْنِي الْمُهْلِكَاتِ (6).

5107 -

(21) وَعَنْهُ قَال: كَانَتْ نَاقَةٌ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تُسَمَّى الْعَضْبَاءَ (7)(8)، وَكَانَتْ لا تُسْبَقُ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى قَعُودٍ (9) لَهُ فَسَبَقَهَا، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَقَالُوا: سُبِقَتِ الْعَضْبَاءُ (7)، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(إِنَّ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ لا يَرْفَعَ شَيئًا مِنَ الدُّنْيَا إلا وَضَعَهُ)(10).

5108 -

(22) وَعَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال وَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللهَ تبارك وتعالى قَال: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ أذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيء أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيهِ، وَمَا زَال عَبْدِي (11) يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنوَافِلِ حَتَّى أحْبَبْتُهُ، فَكُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ

(1) البخاري (6/ 81 رقم 2886)، وانظر (2887، 6435).

(2)

"شراك نعله": هو السير الَّذي يدخل فيه إصبع الرجل.

(3)

البخاري (11/ 321 رقم 6488).

(4)

قوله: "هي" ليس في (أ).

(5)

"أبو عبد الله": هو الإمام البخاري.

(6)

البخاري (11/ 329 رقم 6492).

(7)

في (أ): "الغضباء".

(8)

"عضباء": وصف للمشقوقة الأذن، لكن ناقته صلى الله عليه وسلم لم تكن مشقوقة الأذن، لكنه صار لقبالها.

(9)

القعود من الدواب: ما يقعده الرجل للركوب والحمل.

(10)

البخاري (11/ 340 رقم 6501).

(11)

في حاشية (أ) عن نسخة أخرى: "يزال عبد".

ص: 243

الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَلَئِنْ (1) سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ (2)، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَ بِي لأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ، وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ) (3).

5109 -

(23) عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَال: كُنَّا نَتَّقِي الْكَلامَ وَالانْبِسَاطَ إِلَى نِسَائِنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَيبَةً أَنْ يَنْزِلَ فِينَا شَيءٌ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم تَكَلَّمْنَا وَانْبَسَطْنَا (4).

5110 -

(24) وَعَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال أَبُو القَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيّدِهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيتُمْ كَثِيرًا)(5). أخرجه (6) مسلم من حديث عائشة (7)، وقد تقدم في "صلاة الكسوف"، ولم يخرج مسلم من حديث البخاري في الستر الموشى إلى هذا الحديث إلا ما بينت أنَّه أخرجه من حديث عائشة.

5111 -

(25) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:(إِذَا فُتِحَتْ عَلَيكُمْ فَارِسُ وَالرُّومُ أَيُّ قَوْمٍ أَنْتُمْ؟ ). قَال عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: نَقُولُ كَمَا أَمَرَنَا اللهُ، قَال [رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم]، (8): (أَوَ

(1) في حاشية (أ) عن نسخة أخرى: "وإن".

(2)

في (أ): "لأعطيته".

(3)

البخاري (11/ 340 - 341 رقم 6502).

(4)

البخاري (9/ 253 رقم 5187).

(5)

البخاري (11/ 319 رقم 6485)، وانظر (6637).

(6)

في (ك): "خرجه".

(7)

مسلم (2/ 618 رقم 901)، البخاري (2/ 529 رقم 1044)، وانظر (1046، 1047، 1050، 1056، 1064، 1065، 1066، 1212، 3203، 4624، 6631).

(8)

ما بين المعكوفين ليس في (أ).

ص: 244

غَيرَ ذَلِكَ؟ تَتَنَافَسُونَ (1)، ثُمَّ تَتَحَاسَدُونَ، ثُمَّ تَتَدَابَرُونَ (2)، ثُمَّ تَتَبَاغَضُونَ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ، ثُمَّ تَنْطَلِقُونَ فِي مَسَاكِنِ الْمُهَاجِرِينَ فَتَجْعَلُونَ (3) بَعْضَهُمْ عَلَى رِقَابِ بَعْضٍ) (4). لَمْ يُخْرِجِ الْبُخَارِيُّ هَذَا الْحَدِيث.

5112 -

(26) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيهِ فِي الْمَالِ وَالْخَلْقِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ مِمَّنْ فُضِّلَ عَلَيهِ)(5).

5113 -

(27) وَعَنْهُ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ فَهُوَ أَجْدَرُ (6) أَنْ لا تَزْدَرُوا (7) نِعْمَةَ اللهِ عَلَيكُمْ) (8). لم يخرج البخاري هذا اللفظ الأخير، أخرج الذي قبله.

5114 -

(28) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:(إِنَّ ثَلاثَةً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى، فَأَرَادَ (9) اللهُ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ فَبَعَثَ (10) إِلَيهِمْ مَلَكًا فَأَتَى الأَبْرَصَ فَقَال: أَيُّ شَيءٍ أَحَبُّ إِلَيكَ؟ قَال: لَوْنٌ حَسَنٌ وَجِلْدٌ حَسَنٌ وَيَذْهَبُ عَنِّي الَّذِي قَدْ (11) قَذِرَني النَّاسُ. قَال (12): فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ قَذَرُهُ، وَأُعْطيَ لَوْنًا حَسَنًا وَجِلْدًا حَسَنًا. قَال: فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيكَ؟ قَال

(1) التنافس إلى الشيء: المسابقة إليه وكراهة أخذ غيرك إياه.

(2)

التدابر: التقاطع.

(3)

في حاشية (أ): "يتحملون" و"فتجعلوا" وعليها "خ".

(4)

مسلم (4/ 2274 - 2275 رقم 2962). ومعنى "بعضهم على رقاب بعض" أي: تجعلون بعضهم أمراء على بعض.

(5)

مسلم (4/ 2275 رقم 2963)، البخاري (11/ 322 رقم 6490).

(6)

أجدر: أحق.

(7)

"تزدروا"، تحقروا.

(8)

انظر الحديث الذي قبله.

(9)

في (ك): "أراد".

(10)

في (أ): "فبعث الله".

(11)

قوله: "قد" ليس في (ك).

(12)

قوله: "قال" ليس في (أ).

ص: 245

الإِبِلُ أَوْ قَال الْبَقَرُ شَلتَّ إِسْحَقُ إلا أَنَّ الأَبْرَصَ أَو الأَقْرَعَ قَال أَحَدُهُمَا: الإِبِلُ. وَقَال الآخَرُ: الْبَقَرُ. فَأُعْطِيَ نَاقَةً عُشَرَاءَ، فَقَال: بَارَكَ اللهُ لَكَ فِيهَا، قَال: فَأَتَى الأَقْرَعَ فَقَال: أَيُّ شَيءٍ أَحَبُّ إِلَيكَ؟ قَال: شَعَرٌ حَسَنٌ وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذَا الَّذِي قَدْ (1) قَذِرَنِي النَّاسُ، فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ وَأُعْطِيَ شَعَرًا حَسَنًا، قَال فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيكَ؟ قَال: الْبَقَرُ. فَأُعْطيَ بَقَرَةً حَامِلًا، قَال: بَارَكَ اللهُ لَكَ فِيهَا. قَال: فَأَتَى الأَعْمَى فَقَال (2): أَيُّ (3) شَيءٍ أَحَبُّ إِلَيكَ؟ قَال: أَنْ يَرُدَّ اللهُ إِلَيَّ بَصَرِي فَأُبْصِرَ (4) بِهِ النَّاسَ. قَال: فَمَسَحَهُ فَرَدَّ اللهُ إِلَيهِ بَصَرَهُ، قَال: فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيكَ؟ قَال: الْغَنَمُ. فَأُعْطيَ شَاةً وَالِدًا فَأُنْتِجَ (5) هَذَانِ (6)، وَوَلَّدَ هَذَا، قَال (7): فَكَانَ لِهَذَا وَادٍ مِنَ الإِبِلِ، وَلِهَذَا وَادٍ مِنَ الْبَقَرِ، وَلِهَذَا وَادٍ مِنَ الْغَنَمِ. قَال: ثُمَّ إِنَّهُ أَتَى الأَبْرَصَ فِي صُورَتهِ وَهَيئَتِهِ، فَقَال: رَجُلٌ مِسْكِينٌ قَدِ انْقَطَعَتْ بِيَ الْحِبَالُ (8) فِي سَفَرِي فَلا بَلاغَ لِيَ الْيَوْمَ إلا بِاللهِ ثُمَّ بِكَ، أَسْأَلُكَ بِالَّذي أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الْحَسَنَ وَالْجِلْدَ الْحَسَنَ وَالْمَال بَعِيرًا (9) أَتَبَلَّغُ عَلَيهِ فِي سَفَرِي، فَقَال: الْحُقُوقُ كَثِيرَةٌ، فَقَال لَهُ: كَأَنِّي أَعْرِفُكَ أَلَمْ تَكُنْ أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ النَّاسُ فَقِيرًا فَأَعْطَاكَ اللهُ؟ فَقَال: إِنَّمَا وَرِثْتُ هَذَا الْمَال كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ، فَقَال: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللهُ إِلَى مَا كُنْتَ. قَال: وَأَتَى الأَقْرَعَ فِي صُورَتِهِ فَقَال لَهُ مِثْلَ مَا قَال لِهَذَا، وَرَدَّ عَلَيهِ مِثْلَ مَا رَدَّ عَلَى هَذَا، فَقَال: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللهُ إِلَى مَا كُنْتَ. قَال: وَأَتَى الأَعْمَى

(1) قوله: "قد" ليس في (ك).

(2)

في (ك): "قال"، وقوله:"فقال" تكرر في (أ).

(3)

في (ك): "فأي".

(4)

في (أ): "وأبصر".

(5)

في (أ): "وأنتج".

(6)

في (ك): "هذا".

(7)

قوله: "قال" ليس في (ك).

(8)

في (ك): "الجبال".

(9)

في (أ): "بعير".

ص: 246

فِي صُورَتِهِ وَهَيئَتِهِ، فَقَال له: رَجُلٌ مِسْكِينٌ وَابْنُ سَبِيلٍ انْقَطَعَتْ بِيَ الْحِبَالُ (1)(2) فِي سَفَرِي فَلا بَلاغَ لِيَ الْيَوْمَ إلا بِاللهِ عز وجل ثُمَّ بِكَ، أَسْأَلُكَ بِالَّذِي رَدَّ عَلَيكَ بَصَرَكَ شَاةً أَتَبَلَّغُ بِهَا فِي سَفَرِي، فَقَال: قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَرَدَّ اللهُ عَلَيَّ بَصَرِي، فَخُذْ مَا شِئْتَ وَدَعْ مَا شِئْتَ، فَوَاللهِ لا أَجْهَدُكَ الْيَوْمَ شَيئًا أَخَذْتَهُ للهِ، فَقَال أَمْسِكْ مَالكَ، فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ فَقَدْ رُضِيَ (3) عَنْكَ، وَسُخِطَ عَلَى صَاحِبَيكَ) (4). في بعض طرق البخاري:"لا أَحْمَدُكَ الْيَوْمَ بِشَيءٍ أَخَذْتَهُ للهِ". وفيها: "بَدَا للهِ (5) أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ".

5115 -

(29) مسلم. عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقاصٍ قَال: كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقاصٍ فِي إِبِلِهِ فَجَاءَهُ (6) ابْنُهُ عُمَرُ، فَلَمَّا رَآهُ سَعْدٌ قَال: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ هَذَا الرَّاكِبِ، فَنَزَلَ فَقَال لَهُ: أَنَزَلْتَ فِي إِبِلِكَ وَغَنَمِكَ وَتَرَكْتُ النَّاسَ يَتَنَازَعُونَ الْمُلْكَ بَينَهُمْ، فَضَرَبَ سَعْدٌ في صَدْرِهِ فَقَال: اسْكُتْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:(إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ)(7). لَمْ يُخْرِج الْبُخَارِيُّ هَذَا الْحَدِيث.

5116 -

(30) مسلم. عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقاصٍ قَال: وَاللهِ إِنِّي لأَوَّلُ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَلَقَدْ كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ صلى الله عليه وسلم مَا لَنَا طَعَامٌ نَأْكُلُهُ إلا وَرَقُ الْحُبْلَةِ وَهَذَا السَّمُرُ (8)، حَتى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ

(1) والمعنى: الطرق والأسباب.

(2)

وفي (ك): "الجبال".

(3)

في (أ): "رضي الله".

(4)

مسلم (4/ 2275 - 2277 رقم 2964)، البخاري (6/ 500 - 501 رقم 3464)، وانظر (6653).

(5)

في (أ): "بل الله".

(6)

في (أ): "فجاء".

(7)

مسلم (4/ 2277 رقم 296).

(8)

"ورق الحبلة وهذا السمر": هما نوعان من شجر البادية.

ص: 247

الشَّاةُ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي (1) عَلَى الدِّينِ، لَقَدْ خِبْتُ إِذًا وَضَلَّ عَمَلِي (2). وَفِي رِوَايَةٍ: كَمَا تَضَعُ الْعَنْزُ مَا يَخْلِطُهُ شَيءٌ. زاد البخاري: وَكَانُوا وَشَوْا بِهِ إِلَى عُمَرَ قَالُوا: لا يُحْسِنُ يُصَلِّي. ذكره في "مناقب سعد". وفي بعض طرقه: لَقَدْ رَأَيتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَنَا طَعَامٌ .. وذكر الحديث.

5117 -

(31) مسلم. عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيرٍ الْعَدَويِّ قَال: خَطَبَنَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيهِ، ثُمَّ قَال: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ (3) بِصُرْمٍ (4) وَوَلَّتْ حَذَّاءَ (5)(6) وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إلا صُبَابَةٌ (7) كَصُبَابَةِ الإِنَاءِ يَتَصَابُّهَا (8) صَاحِبُهَا، وَإِنَّكُمْ مُنْتَقِلُونَ مِنْهَا إِلَى دَارٍ لا زَوَال لَهَا، فَانْتَقِلُوا بِخَيرِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ، فَإِنَّهُ قَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ الْحَجَرَ يُلْقَى مِنْ (9) شَفِيرِ جَهَنَّمَ فَيَهْوي (10) فِيهَا سَبْعِينَ عَامًا لا يُدْرِكُ لَهَا قَعْرًا، وَوَاللهِ (11) لَتُمْلأَنَّ أَفَعَجِبْتُمْ، وَلَقَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ مَا بَينَ مِصْرَاعَينِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيهَا يَوْمٌ وَهُوَ كَظِيظٌ مِنَ الزِّحَامِ، وَلَقَدْ رَأَيتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَنَا طَعَامٌ إلا وَرَقُ الشَّجَرِ حَتَّى قَرِحَتْ (12) أَشْدَاقُنَا، فَالْتَقَطْتُ بُرْدَةً فَشَقَقْتُهَا بَينِي

(1)"تُعزّرني": توقفني، والتعزير: التوقيف على الأحكام والفرائض.

(2)

مسلم (4/ 2277 - 2278 رقم 2966)، البخاري (7/ 83 رقم 3728)، وانظر (5412، 6453).

(3)

"أذنت" أي: أعلمت.

(4)

الصُّرم: الإنقطاع والذهاب.

(5)

في (ك): "جدًّا".

(6)

"حذاء" أي: مسرعة الإنقطاع.

(7)

"صبابة": البقية اليسيرة من الشراب تبقى في أسفل الإناء.

(8)

"يتصابها" أي: يشربها.

(9)

في (أ): "في".

(10)

في (أ): "فهوى".

(11)

في (ك): "والله".

(12)

"قرحت" أي: صار فيها قروح وجراح من خشونة الورق الذي نأكله وحرارته.

ص: 248

وَبَينَ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ فَاتَّزَرْتُ بِنِصْفِهَا وَاتَّزَرَ سَعْدٌ بِنِصْفِهَا، فَمَا أَصْبَحَ الْيَوْمَ مِنَّا أَحَدٌ (1) إِلَّا أَصْبَحَ أَمِيرًا عَلَى مِصْرٍ مِنَ الأَمْصَارِ، وَإِنِّي أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ فِي نَفْسِي عَظِيمًا وَعِنْدَ اللهِ صَغِيرًا، وَإِنَّهَا لَمْ تَكُنْ نُبُوَّة قَطُّ إِلَّا تَنَاسَخَتْ حَتَّى يَكُونَ آخِرُ عَاقِبَتِهَا مُلْكًا فَسَتَخْبُرُونَ وَتُجَرِّبونَ الأُمَرَاءَ بَعْدَنَا (2). لَمْ يُخْرِج الْبُخَارِيُّ هَذَا الْحَدِيث، ولا أخرج عن عتبة بن غزوان في كتابه شيئًا.

5118 -

(32) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَال: (هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ في الظَّهِيرَةِ لَيسَتْ فِي سَحَابَةٍ؟ ). قَالُوا: لا. قال: فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيلَةَ الْبَدْرِ لَيسَ فِي سَحَابَةٍ؟ ). قَالُوا: لا. قَال: (فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ رَبّكُمْ إلا كَمَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ أَحَدِهِمَا، قَال: فَيَلْقَى الْعَبْدَ فيَقُولُ: أَي (3) فُلْ (4) أَلَمْ أُكْرِمْكَ وَأُسَوِّدْكَ (5) وَأُزَوِّجْكَ وَأُسَخِّرْ لَكَ الْخَيلَ وَالإِبِلَ وَأَذَرْكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ (6)؟ فَيَمُولُ: بَلَى. فَيَقُولُ: أَفَظَنَنْتَ أَنَّكَ مُلاقِيَّ؟ فَيَقُولُ: لا. فَيَقُولُ: فَإِنِّي أَنْسَاكَ (7) كَمَا نَسِيتَنِي، ثُمَّ يَلْقَى الثَّانِي فَيَقُولُ: أَيْ فُلْ أَلَمْ أُكْرِمْكَ وَأُسَوِّدْكَ وَأُزَوِّجْكَ وَأُسَخِّرْ لَكَ الْخَيلَ وَالإِبِلَ وَأَذَرْكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ؟ فَيَقُولُ: بَلَى أَي رَبِّ. فَيَقُولُ: أَفَظَنَنْتَ أَنَّكَ مُلاقِيَّ؟ فَيَقُولُ (8): لا، فَيَقُولُ: فَإِنِّي أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي، ثُمَّ يَلْقَى الثَّالِثَ فَيَقُولُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ

(1) في (ك): "أحدًا".

(2)

مسلم (4/ 2278 - 2279 رقم 2967).

(3)

في (أ): "إني".

(4)

"أي فل" معناه: يا فلان.

(5)

في (ك): "سوّدك" و"أسودك" أي: أجعلك سيدًا على غيرك.

(6)

"وتربع": تأخذ المرباع الذي كانت ملوك الجاهلية تأخذه من الغنيمة وهو ربعها.

(7)

في (أ): "فإني قد أنساك".

(8)

في (ك): "قال: فيقول".

ص: 249

آمَنْتُ بِكَ وَبِكِتَابِكَ وَبِرُسُلِكَ وَصَلَّيتُ وَصُمْتُ وَتَصَدَّقْتُ وَيُثْنِي بِخَيرٍ مَا اسْتَطَاعَ، فَيَقُولُ: هَاهُنَا إِذًا قَال: ثُمَّ يُقَالُ: الآنَ نَبْعَثُ شَاهِدًا (1) عَلَيكَ، وَيَتَفَكَّرُ فِي نَفْسِهِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْهَدُ عَلَيَّ فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ، وَيُقَالُ لِفَخِذِهِ [وَلَحْمِهِ وَعِظَامِهِ] (2): انْطِقِي، فَتَنْطِقُ فَخِذُهُ وَلَحْمُهُ وَعِظَامُهُ بعَمَلِهِ، وَذَلِكَ (3) لِيُعْذِرَ مِنْ نَفْسِهِ، وَذَلِكَ الْمُنَافِقُ، وَذَلِكَ الذِي سَخِطَ اللهُ عَلَيهِ) (4). ولا أخرج البخاري أَيضًا هذا الحديث.

5119 -

(33) مسلم. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَال: كُنا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَضَحِكَ فَقَال: (هَلْ تَدْرُونَ مِمَّ أَضْحَكُ؟ ). قَال: قُلْنَا اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَال: (مِنْ مُخَاطَبَةِ الْعَبْدِ رَبَّهُ، يَقُولُ: يَا رَبِّ أَلَمْ تُجِرْنِي مِنَ الظُّلْمِ؟ قَال: يَقُولُ (5): بَلَى. قَال: فَيَقُولُ: فَإِنِّي لا أُجِيزُ عَلَى نَفْسِي إلا شَاهِدًا مِنِّي، قَال (6): فَيَقُولُ: كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ (7) عَلَيكَ شَهِيدًا (8) وَبِالْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ عَلَيكَ شُهُودًا. قَال: فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ، فَيُقَالُ لأَرْكَانِهِ (9): انْطِقِي، قَال: فَتَنْطِقُ بِأَعْمَالِهِ، ثُمَّ يُخَلَّى بَينَهُ وَبَينَ الْكَلامِ، قَال: فَيَقُولُ: بُعْدًا لَكُنَّ وَسُحْقًا فَعَنْكُنَّ كُنْتُ أُنَاضِلُ) (10)(11). ولا أخرج البخاري أَيضًا هذا الحديث.

(1) في (ك): "شاهذا".

(2)

ما بين المعكوفين ليس في (أ) و (ك)، وهو من "مسلم".

(3)

قوله: "وذلك" ليس في (ك).

(4)

مسلم (4/ 2279 - 2280 رقم 2968).

(5)

في (أ): "فيقول".

(6)

قوله: "قال" ليس في (أ).

(7)

قوله: "اليوم" ليس في (ك).

(8)

في (أ): "حسيبًا".

(9)

"لأركانه": أعضائه وجوارحه.

(10)

"أناضل" أي: أدافع وأجادل.

(11)

مسلم (4/ 2280 - 2281 رقم 2969).

ص: 250