المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب في سعة رحمة الله عز وجل - الجمع بين الصحيحين لعبد الحق - جـ ٤

[عبد الحق الإشبيلي]

فهرس الكتاب

- ‌كِتَابُ القَدَرِ

- ‌كتَابُ العِلْمِ

- ‌كِتَابُ الذِّكْرِ والدُّعَاءِ

- ‌حَدِيثُ الغَارِ

- ‌بَابٌ في التَّوْبَةِ

- ‌بَابٌ في سَعَةِ رَحْمَةِ الله عز وجل

- ‌ باب

- ‌حَدِيثُ الثلَاثةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا

- ‌حَدِيثُ الإِفْكِ وكَانَ فِي غَزْوَةِ الْمَرَيسِيعِ، والْمَرَيسِيعُ مَاءٌ لِبَنِي الْمُصْطَلَقِ

- ‌بَابٌ

- ‌بِابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌ باب

- ‌[بَابُ الْخَلْقِ الأَوَّلِ مِنْ آدم]

- ‌بَابٌ

- ‌بَّابَ

- ‌بَابٌ فِي عَذَابِ القَبْرِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ الفِتَنِ والأَشْرَاطِ

- ‌بَابُ ذِكْرِ ابْنِ صَيَّادٍ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ الزُّهْدِ

- ‌بَابٌ

- ‌ باب

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌بابٌ

- ‌بابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ التفْسِيرِ

- ‌[كِتَابُ الْجَمْع بَينَ الصَّحِيحَينِ أَيضًاعَلَى مَا تَقَدَّمَ فِي صَدْرِ الكتَابِ

- ‌كَيفَ كَان بَدْءُ الوَحْي

- ‌كِتَابُ الإِيمَانِ

- ‌كِتَابُ العِلْمِ

- ‌كتَابُ الوُضُوءِ

- ‌كتَابُ الصَّلاةِ

- ‌كِتَابُ الْجَنَائِزِ

- ‌كتَابُ الزَكَاةِ

- ‌كِتَابُ الحَجِّ

- ‌كِتَابُ الصِّيامِ

- ‌كِتَابُ البُيُوعِ

- ‌كِتَابُ السَّلَمِ

- ‌كِتَابُ الشُّفْعَةِ

- ‌كِتَابُ الإِجَارةِ

- ‌كِتَابُ الحَوَالاتِ

- ‌كِتَابُ الوَكَالةِ

- ‌كِتَابُ الْحَرْثِ

- ‌كِتَابُ الشُّرْبِ

- ‌كِتَابُ الاسْتِقْرَاضِ

- ‌كِتَابُ الْخُصُومَاتِ

- ‌كِتَابُ اللُّقَطَةِ

- ‌كِتَابُ الْمَظَالِمِ

- ‌كِتَابُ الشَّرِكَةِ

- ‌كِتَابُ الرَّهْنِ

- ‌كِتَابُ العِتْقِ

- ‌كِتَابُ الْمُكَاتَبِ

- ‌كِتَابُ الْهِبَةِ

- ‌كِتَابُ الشَّهَادَاتِ

- ‌كِتَابُ الصُّلْحِ

- ‌كِتَابُ الشَّرُوطِ

- ‌كِتَابُ الوَصَايَا

- ‌كِتَابُ الجِهَادِ

- ‌كِتابُ بدْءِ الخَلْقِ

- ‌كِتابُ الْمَغازِي

- ‌كِتابُ التفْسِيرِ

- ‌وَفِي سُورَة البَقَرَةِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَان

- ‌وَمِنْ سُورَةِ النِّسَاءِ

- ‌وَمنْ سُورَةِ الْمَائِدَةِ

- ‌وَمنْ سُورَةِ الأنْعَامِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الأعْرَافِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ الأنْفَال

- ‌ومِنْ سورَةِ بَراءَة

- ‌مِنْ سُورَةِ يُونُسَ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سُورَةِ هُودٍ عليه السلام

- ‌وَمِن سُورَةِ يُوسُفَ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سورَةِ الرَّعْدِ

- ‌مِنْ سُورَةِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الحِجْرِ

- ‌مِنْ سُورَةِ الْنحْلِ

- ‌وَمِن سُورَةِ بَنِي إِسرَائِيل

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْكهْفِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ {كهيعص}

- ‌وَمِنْ سُورَةِ طه

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الأَنْبِيَاءِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ الْحَجِّ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ النُّورِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ الْفُرْقَانِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الشُّعَرَاءِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ النَّمْلِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْقَصَصِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْعَنْكَبُوتِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الرُّومِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ تَنْزِيل السَّجْدَةِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الأحْزَابِ وَسُورَةِ سَبَإِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمَلائكَةِ ويس وَالصَّافاتِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ ص وَسورَةِ الزُّمَرِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمُؤْمِنِ وَحم السَّجْدَةِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ {حم عسق} وَحم الزُّخْرُفِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الدُّخَانِ وَالْجَاثِيَة وَالأحْقَافِ {وَالَّذِينَ كَفَرُوا}

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْفَتْحِ وَالْحُجُرَاتِ وَق

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الذَّارِيَاتِ وَالطُّورِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ وَالنَّجْمِ وَاقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ {الرَّحْمَن} جل جلاله

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْوَاقِعَةِ وَالحَدِيدِ وَالُمجَادَلَةِ والحَشْرِ والمُمْتَحِنَةِ وَالصَّفِّ وَالمُنَافِقِينَ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ التَّغَابُنِ وَالطَّلاقِ والتَّحْرِيمِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمُلْكِ وَ {ن وَالْقَلَمِ}

- ‌ومِنْ سُورَةِ الْحَاقَّةِ وَ {سَأَلَ سَائِلٌ} وَسُورَةِ نُوحٍ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سُورَةِ {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ} وَالْمُزَّمِّلِ وَالْمُدَّثِّرِ وَالقِيَامَةِ وَ {هَلْ أَتَى} وَالمُرْسَلاتِ وَ {عَمَّ يَتَسَاءَلُون} وَالنَّازِعَاتِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ عَبَسَ وَ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الإِنْفِطَارِ والمُطَفِّفِينَ وَالإِنْشِقَاقِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْبُرُوجِ وَالطَّارِقِ والغَاشِيَةِ والفَجْرِ وَالبَلَدِ إِلَى آخِرِ القُرْآنِ

- ‌كِتَابُ فَضَائِلِ القُرْآنِ

- ‌كِتَابُ النِّكَاحِ

- ‌كتَابُ الطَّلاقِ

- ‌كِتَابُ النَّفَقَاتِ

- ‌كِتَابُ الأَطْعِمَةِ

- ‌كتَابُ العَقِيقَةِ وَكِتَابُ الذَّبَائح وَالصَّيدِ

- ‌كِتَابُ الأَضَاحِي

- ‌كِتَابُ الأَشْرِبَةِ

- ‌كِتَابُ المَرْضَى

- ‌كِتابُ الطِّبِ

- ‌كِتابُ الْلِّباسِ

- ‌كِتابُ الأَدَبِ

- ‌كِتَابُ الاسْتِئْذانِ

- ‌كِتابُ الدَّعَواتِ

- ‌كِتاب الرِّقَاقِ

- ‌كتابُ القَدَرِ

- ‌كِتابُ الأَيمانِ والنُّذُورِ

- ‌كِتابُ الكَفاراتِ

- ‌كِتَابُ الفَرَائِضِ

- ‌كِتَابُ الحُدُودِ

- ‌كِتَابُ المُحَارِبِينَ

- ‌كِتَابُ الدَّيِّاتِ

- ‌كِتَابُ اسْتِتَابَةِ الْمُرتَدِّينَ والْمُعَانِدِينَ وَقِتَالُهُم

- ‌كِتَابُ الإِكْرَاه

- ‌كِتَابُ الحِيَلِ

- ‌كتَابُ الرؤْيَا

- ‌كِتَابُ الفِتَنِ

- ‌كِتَابُ الأحكام

- ‌كِتَابُ التَّمَنِّي

- ‌كِتَابُ إِجَازَةِ خَبَرِ الوَاحِدِ

- ‌كتَابُ الاعتِصَامِ

- ‌كِتَابُ التَّوحِيدِ

الفصل: ‌باب في سعة رحمة الله عز وجل

بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ (1) وَشَيءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ (2)، [وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا]) (3)(4). خرَّجهُ في كتاب "الإيمان" وترجم عليه باب "الدِّين يسر، وقول النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: (أَحَبُّ الدِّين إِلَى اللهِ الحَنِيفِيةُ السَّمْحَةُ). هكذا علق هذا الحديث بالترجمة "أحب الدين". وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة مسندًا (5) من حديث ابن عباس ووقع في غير رواية الفربري: (وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ (6) إلَّا غَلَبَهُ) (7)(8).

‌بَابٌ في سَعَةِ رَحْمَةِ الله عز وجل

4769 -

(1) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَال: (لَمَّا خَلَقَ الله الْخَلْقَ كَتَبَ في كِتَابِهِ فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ: إِنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي)(9).

وفي بعض طرق البُخَارِيّ: "غَلَبَتْ غَضَبِي".

4770 -

(2) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ أَيضًا؛ أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَال: (قَال الله عز وجل: سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي)(10).

4771 -

(3) وَعَنْهُ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لَمَّا قَضَى الله الْخَلْقَ كَتَبَ

(1)"واستعينوا بالغدوة والروحة" أي: استعينوا على مداومة العبادة بإيقاعها في الأوقات المنشطة، والغدوة: السير أول النهار، والروحة: السير بعد الزوال.

(2)

"الدلجة": السير آخر الليل، وقيل: سير الليل كله.

(3)

ما بين المعكوفين ليس في (ك).

(4)

البُخَارِيّ (1/ 93 رقم 39)، وانظر (5673، 6463، 7235).

(5)

لم أقف عليه في الجزء المطبوع من "المسند" ولا في "المصنف".

(6)

في (ك): "أحد الدين".

(7)

وذلك أن أكثر الروايات عن الفربري: "ولن يشاد الدين إلَّا غلبه" بحذف "أحدًا".

(8)

في حاشية (ك): "بلغ مقابلة".

(9)

مسلم (4/ 2107 رقم 2751)، البخَاري (6/ 287 رقم 3194)، وانظر (7404، 7422، 7553، 7453، 7554).

(10)

انظر الحديث الذي قبله.

ص: 71

في كِتَابِهِ عَلَى نَفْسِهِ فَهُوَ مَوْضُوعٌ عِنْدَهُ: إِنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي) (1). وفي بعض ألفاظ البُخَارِيّ: (لَمَّا خَلَقَ الله الْخَلْقَ كَتَبَ في كِتَابِهِ هُوَ يَكْتُبُ عَلَى نَفْسِهِ، فَهُوَ وَضْعٌ (2) عِنْدَهُ عَلَى الْعَرْشِ: إِنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي). ذكره في كتاب "التوحيد". وَفِي لَفظٍ آخَر: (إِنَّ الله كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ: إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي، فَهُوَ مَكْتُوبٌ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ). خرَّجه في كتاب التوحيد أَيضًا في آخره.

4772 -

(4) مسلم. عنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (جَعَلَ الله الرَّحْمَةَ مِائَةَ جُزْءٍ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ، وَأَنْزَلَ في الأَرْضِ جُزْءًا وَاحِدًا، فَمِنْ ذَلِكَ الْجُزْءِ تَتَرَاحَمُ (3) الْخَلائِقُ حَتَّى تَرْفَعَ الدَّابَّةُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ) (4).

4773 -

(5) وَعَنْهُ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (خَلَقَ الله عز وجل مِائَةَ رَحْمَةٍ فَوَضَعَ وَاحِدَةً بَينَ خَلْقِهِ، وَخَبَأَ عِنْدَهُ مِائةً إلا وَاحِدَةً)(5).

4774 -

(6) وَعَنْهُ، عَنِ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(إِنَّ لله عز وجل مِائَةَ رَحْمَةٍ أَنْزَلَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً بَينَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالْبَهَائمِ وَالْهَوَامِّ، فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ، وَبِهَا تَعْطفُ الْوَحْشُ عَلَى وَلَدِهَا، وَأَخَّرَ الله تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً يَرْحَمُ بِهَا خَلْقَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)(6). خرَّج البُخَارِيّ اللفظ الأول من هذا الحديث أو نحوه، وقال:"تَرفَعُ الفَرَس".

(1) انظر الحديث رقم (1) في هذا الباب.

(2)

"وضع": أي موضوع.

(3)

في (ك): "يتراحم".

(4)

مسلم (4/ 2108 رقم 2752)، البُخَارِيّ (10/ 431 رقم 6000)، وانظر (6469).

(5)

انظر الحديث الذي قبله.

(6)

انظر الحديث رقم (4) في هذا الباب.

ص: 72

4775 -

(7) مسلم. عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيّ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ لله تَعَالى مِائَةَ رَحْمَةٍ فَمِنْهَا رَحْمَةٌ بِهَا يَتَرَاحَمُ الْخَلْقُ بَينَهُمْ، وَتِسْعَة وَتِسْعُونَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ)(1).

4776 -

(8) وَعَنْهُ في هذا الحديث قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الله خَلَقَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِائَةَ رَحْمَةٍ كُلُّ رَحْمَةٍ طِبَاقَ مَا بَينَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ (2)، فَجَعَلَ مِنْهَا في الأَرْضِ رَحْمَةً فَبِهَا تَعْطِفُ الْوَالِدَةُ عَلَى وَلَدِهَا وَالْوُحُوشُ وَالطَّيرُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَكْمَلَهَا بِهَذِهِ الرَّحْمَةِ) (3). لم يخرج البخاري عن سلمان في هذا شيئًا.

4777 -

(9) مسلم. عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَال: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِسَبْيٍ فَإذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْي تَبْتَغِي إذَا وَجَدَتْ صَبيًّا في (4) السَّبْي أَخَذَتْهُ (5) فَأَلْصَقَتْهُ (6) بِبَطنهَا وَأَرْضَعَتْهُ، فَقَال لَنَا (7) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(أَتَرَوْنَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا في النَّارِ). قُلْنَا: لا، وَاللهِ وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لا تَطْرَحَهُ، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ (8) مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا) (9).

4778 -

(10) وَعَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الْعُقوبَةِ مَا طَمِعَ بِجَنَّتِهِ أَحَدٌ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ

(1) مسلم (4/ 2108 رقم 2753).

(2)

"طباق ما بين السماء والأرض" أي: كغشائها، ملئها.

(3)

انظر الحديث الذي قبله.

(4)

في (أ): "من"، وفي الحاشية عن نسخة أخرى:"في".

(5)

قوله: "أخذته" ليس في (أ).

(6)

في (أ): "ألصقته".

(7)

قوله: "لنا" ليس في (أ).

(8)

في (أ): "بعبده"، وفي الحاشية عن نسخة أخرى:"بعبادة".

(9)

مسلم (4/ 2109 رقم 2754)، البُخَارِيّ (10/ 426 - 427 رقم 5999).

ص: 73

الرَّحْمَةِ مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أحد) (1). لفظ البُخَارِيّ: (لَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ بكُلِّ الذِي عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ لَمْ يَيئَسْ مِنَ الْجَنّةِ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ بِكُلّ الّذِي عِنْدَ اللهِ مِنَ الْعَذَابِ لَمْ يَأْمَنْ مِنَ النَّارِ).

4779 -

(11) وخرَّج عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في صَلاةٍ وَقُمْنَا مَعَهُ، فَقَال أَعْرَابِيٌّ وَهُوَ في الصَّلاةِ: اللهُمَّ ارْحَمْنِي وَمحَمَّدًا وَلا تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَدًا، فَلَمَّا سَلَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَال لِلأَعْرَابِيّ:(لَقَدْ حَجَّرْتَ وَاسِعًا). يُرِيدُ رَحْمَةَ اللهِ (2). خرَّجه في كتاب "الأدب" في باب "رحمة النَّاس والبهائم".

4780 -

(12) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (قَال رَجُلٌ لَمْ يَعْمَلْ حَسَنَةً قَطُّ لأَهْلِهِ إِذَا مَاتَ فَحَرِّقُوهُ، ثُمَّ اذْرُوا نِصْفَهُ في الْبَرِّ وَنِصْفَهُ في الْبَحْرِ، فَوَاللهِ لَئِنْ قَدَرَ الله عَلَيهِ لَيُعَذِّبَنهُ عَذَابًا لا يُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالمِينَ، فَلَمَّا مَاتَ الرَّجُلُ فَعَلُوا مَا أَمَرَهُمْ، فَأَمَرَ الله الْبَرَّ فَجَمَعَ مَا فِيهِ وَأَمَرَ الْبَحْرَ فَجَمَعَ مَا فِيهِ، ثم قَال: لِمَ فَعَلْتَ هَذَا؟ قَال: مِنْ خَشْيَتِكَ يَا رَبِّ وَأَنْتَ أَعْلَمُ. فَغَفَرَ الله لَهُ)(3). وَفِي لَفظٍ آخَر: (أَسْرَفَ (4) رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَوْصَى بَنِيهِ فَقَال: إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي ثُمَّ اسْحَقُونِي، ثُمَّ اذْرُونِي في الرِّيح في الْبَحْرِ، فَوَاللهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي ليُعَذِّبَنِّي عَذَابًا مَا عَذبَهُ أَحَدًا، قَال: فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ، فَقَال لِلأَرْضِ: أَدِّي مَا أَخَذْتِ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ، فَقَال لَهُ: مَا حمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَال: خَشْيَتُكَ يَا رَبِّ، أَوْ قَال مَخَافَتُكَ، فَغَفَرَ لَهُ

(1) مسلم (4/ 2109 رقم 2755)، البُخَارِيّ (11/ 301 رقم 6469).

(2)

البُخَارِيّ (10/ 438 رقم 6010).

(3)

مسلم (4/ 2109 - 2110 رقم 2756). البُخَارِيّ (6/ 514 - 515 رقم 3481)، وانظر (7506).

(4)

"أسرف" أي: بالغ وغلا في المعاصي، والسرف: مجاوزة الحد.

ص: 74

بِذَلِكَ). وَفِي طَرِيقٍ أخْرَى: (فَقَال اللهُ عز وجل لِكُلِّ شَيءٍ أَخَذَ مِنْهُ شَيئًا: أَدِّ مَا أَخَذْتَ مِنْهُ). خرَّجه البُخَارِيّ من حديث أبي هريرة وحديث حذيفة.

4781 -

(13) ولفظ حَدِيثِ حُذَيفَةَ، عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَال:(كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يُسِيءُ الظَّن بِعَمَلِهِ، فَقَال لأَهْلِهِ: إِذَا أَنَا مُتُّ فَخُذُونِي فَذَرُّونِي في الْبَحْرِ في يَوْمٍ صَائِفٍ فَفَعَلُوا بهِ، فَجَمَعَهُ الله ثُمَّ قَال: مَا حَمَلَكَ عَلَى الَّذِي صَنَعْتَ؟ قَال: مَا حَمَلَنِي إلَّا مَخَافَتُكَ. فَغَفَرَ لَهُ)(1). وفي طريق آخر: (إِنَّ رَجُلًا حَضَرَهُ الْمَوْتُ فَلَمَّا يَئِسَ مِنَ الْحَيَاةِ أَوْصَى أَهْلَهُ إِذَا أَنَا مُتُّ فَاجْمَعُوا لِي حَطَبًا كَثِيرًا وَأَوْقِدُوا فِيهِ نَارًا حَتَّى إِذَا أَكَلَتْ (2) لَحْمِي وَخَلَصَتْ إِلَى عَظْمِي فَامْتُحِشَتْ فَخُذُوهَا (3) فَاطْحَنُوهَا، ثُمَّ انْظُرُوا يَوْمًا رَاحًا (4) فَاذْرُوهُ في الْيَمِّ [فَفَعَلُوا](5)، فَجَمَعَهُ الله، فَقَال لَهُ: لِمَ فَعَلْتَ ذَلِكَ؟ قَال: مِنْ خَشْيَتِكَ. فَغَفَرَ الله لَهُ). قَال (6) عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو (7): أَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ: (وَكَانَ نَبَّاشًا)(8). يعني سَمِعَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.

4782 -

(14) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ في هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا فَلا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَلا هِيَ أَرْسَلَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ). قَال الزُّهْرِيُّ: ذَلِكَ (9) لِئَلا يَتَّكِلَ رَجُلٌ وَلا يَيأَسَ رَجُلٌ (10).

(1) البُخَارِيّ (11/ 312 رقم 6480)، وانظر (3450، 3479).

(2)

في (ك): "أكلب".

(3)

في (أ) و (ك): "فخذوا"، والمثبت من"البُخَارِيّ".

(4)

"يومًا راحًا" أي: شديد الريح.

(5)

ما بين المعكوفين زيادة من "البُخَارِيّ".

(6)

في (أ): "فقال".

(7)

هو أبو مسعود الأنصاري البدري، وكان حاضرًا حين حدث حذيفة بذلك.

(8)

"نباشًا" أي: ينبش القبور.

(9)

قوله: "ذلك" ليس في (ك).

(10)

مسلم (4/ 2110 رقم 2619)، البُخَارِيّ (6/ 356 رقم 3318).

ص: 75

لم يخرج البخاري نصَّ هذا الحديث من حديث أبي هريرة، أخرجه من حديث ابن (1) عمر (2)، وقال في حديث أبي هريرة بمثله، ولم يذكر النص، [ولا ذكر كلام الزُّهْرِيّ](3).

4783 -

(15) مسلم. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَجُلًا فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَاشَهُ الله مَالًا (4) وَوَلَدًا، فَقَال لِوَلَدِهِ: لَتَفْعَلُنَّ مَا آمُرُكُمْ بِهِ أَوْ لأُوَلِّيَنَّ مِيرَاثِي غَيرَكُمْ، إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونَي -وَأَكْبَرُ عِلْمِي أَنَّهُ قَال: - ثُمَّ اسْحَقُونِي وَاذْرُونِي في الرِّيحِ، فَإِنِّي لَمْ أَبْتَهِرْ (5) عِنْدَ اللهِ خَيرًا، وَإِنَّ الله يَقْدِرُ عَلَيَّ أَنْ يُعَذِّبَنِي، قَال: فَأَخَذَ مِنْهُمْ مِيثَاقًا فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ وَرَبِّي (6)، فَقَال الله: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ؟ فَقَال (7): مَخَافَتُكَ. قَال: فَمَا تَلافَاهُ غَيرُهَا) (8)(9). وَفِي طَرِيق أُخْرَى: "لَمْ يبتَئِرْ "بَدَل" يَبْتَهِرْ" وهو الصواب، ومعناه: لَمْ يَدَّخِرْ. وفي بعض طرق البخاري، وذكره قَال:(فَلَمَّا حُضِرَهُ (10) قَال إِنَّهُ (11): لَمْ يَبْتَئِرْ عِنْدَ اللهِ خَيرًا، وَإِنْ يَقْدَمْ عَلَى اللهِ يُعَذِّبْهُ، فَانْظُرُوا إِذَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي حَتَّى إِذَا صِرْتُ فَحْمًا فَاسْحَقُونِي، أَوْ قَال فَاسْهَكُونِي فَإِذَا كَانَ رِيحٌ عَاصِفٌ فَأَذْرُونِي فِيهَا، فَأَخَذَ مَوَاثِيقَهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَرَبِّي (12)، فَفَعَلُوا، فَقَال الله: كُنْ، فَإِذَا رَجُلٌ

(1) قوله: "ابن" ليس في (ك).

(2)

البُخَارِيّ (5/ 41 رقم 2365)، وانظر (3318، 3482).

(3)

ما بين المعكوفين ليس في (ك).

(4)

"راشه الله مالًا" معناه: أعطاه الله مالًا وولدًا.

(5)

"لم أبتهر": لم أقدم خيرًا ولم أدخره.

(6)

"وربي": هذا قسم من المخبر أنَّهم فعلوا ذلك. وفي (أ): "وذري".

(7)

في (ك): "قال".

(8)

"فما تلافاه غيرها" أي: ما تداركه.

(9)

مسلم (4/ 2111 رقم 2757)، البُخَارِيّ (11/ 312 - 313 رقم 6481)، وانظر (3478، 7508).

(10)

في (ك): "حضر".

(11)

في (أ): "له".

(12)

في (أ): "فذروني".

ص: 76

قَائِمٌ، فَقَال: أَي عَبْدِي مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ؟ قَال: مَخَافَتُكَ أَوْ فَرَقٌ مِنْكَ. فَمَا تَلافَاهُ أَنْ رَحِمَهُ). خرَّجه في كتاب "الرقاق". وله في لفظ آخر: "فَقَال لِبَنِيهِ لَمَّا حُضِرَ: أَيَّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قَالُوا: خَيرَ أَبٍ. قَال: فَإِنِّي لَمْ أَعْمَلْ خَيرًا قَطُّ

" بِهذَا، وَقَال: "فَأَحْرقُونِي ثُمَّ اسْحَقُونِي". ولم يقل في شيء من طرقه: "لَتَفْعَلُنَّ مَا أمُرُكُمْ بِهِ أَوْ لأُوَلِّيَنَّ مِيرَاثِي غَيرَكُمْ".

4784 -

(16) وخرَّجه أَيضًا عن سلمان (1)، وزاد:"ذَرُّونِي في الْبَحْرِ". قال: أَوْ كَمَا حَدَّثَ، ولم يقل: عَنِ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

4785 -

(17) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عز وجل قَال:(أَذْنَبَ عبد (2) ذَنْبًا قَال: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَال تبارك وتعالى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا عَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذنْبَ وَيَأْحُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَافىَ فَأَذْنَبَ، فَقَال: أَي رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَال تبارك وتعالى: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ (3) فَقَال: أَي رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَال تبارك وتعالى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبُّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ) (4). قَال عَبْدُ الأَعْلَى: لا أَدْرِي أَقَالهَا في الثَالِثَةِ أَو الرَّابِعَةِ: "اعْمَل مَا شِئْتَ"، وَعَبْدُ الأَعْلَى أَحَدُ رُوَاةِ هَذَا الحَدِيثِ. وَفِي رِوَايَه:(قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ). وَذَكَرَ أنهُ عز وجل قَالها في الثَّالِثَةِ. لم يخرج (5) البُخَارِيّ: "اعْمَلْ مَا

(1) البُخَارِيّ (11/ 312 - 313 رقم 6481)، وانظر (3478، 7508).

(2)

في (أ): "عبدًا".

(3)

في (أ): "فأذنب ذنبًا".

(4)

مسلم (4/ 2112 رقم 2758)، البُخَارِيّ (13/ 466 رقم 7507).

(5)

في (ك): "لم يقل".

ص: 77

شِئْتَ" ولا: "فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ" (1). وقال بين كل ذنبين: "ثُمَّ (2) مَكَثَ مَا شَاءَ الله" يعني ثم أذنب. خرَّجه في كتاب "التوحيد" في باب "قوله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللهِ} (3) ".

4786 -

(18) مسلم. عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(إِنَّ الله يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا)(4). لم يخرج البُخَارِيّ هذا الحديث.

4787 -

(19) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لَيسَ أحد أَحَبَّ إِلَيهِ الْمَدْحُ مِنَ اللهِ عز وجل مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ، وَلَيسَ أحد أَغْيَرَ مِنَ اللهِ عز وجل مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ، وَلَيسَ أحدٌ أَحَبَّ إِلَيهِ الْعُذْرُ مِنَ اللهِ عز وجل مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنْزَلَ الْكِتَابَ وَأَرْسَلَ الرُّسُلَ)(5). وَفِي لَفظٍ آخَر: (وَلِذَلِكَ (6) حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ). ولم يذكر البُخَارِيّ العذر إلى قوله الرسل، وفي بعض طرقه:"لا شَيءٍ أَحَبَّ إِلَيهِ الْمَدْحُ مِنَ اللهِ".

4788 -

(20) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الله يَغَارُ (7)، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَغَارُ، وَغَيرَةُ اللهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ عَلَيهِ) (8). لم يقل البُخَارِيّ:"وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَغَارُ".

(1) إحدى الروايتين ثابتة في بعض روايات "صحيح البُخَارِيّ" كما أفاده الحافظ.

(2)

في (أ): "ذنبين إلى ثم".

(3)

سورة الفتح، آية (15).

(4)

مسلم (4/ 2113 رقم 2759).

(5)

مسلم (4/ 2113 رقم 2760)، البُخَارِيّ (8/ 295 - 296 رقم 4634)، وانظر (4637، 5220، 7403).

(6)

في (ك): "ولأجل"، وفي حاشية (أ):"والأجل" وعليها "خ".

(7)

الغيرة: الأنفة.

(8)

مسلم (4/ 2114 رقم 2761)، البُخَارِيّ (9/ 319 رقم 5223).

ص: 78

4789 -

(21) مسلم. عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (لَيسَ شَيءٌ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ عز وجل (1). وَفِي لَفظٍ آخَر: (لا شَيءَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ).

4790 -

(22) وَعَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (الْمُؤْمِنُ يَغَارُ (2) وَاللهُ أَشَدُّ غَيرًا (3)(4). لم يخرج البخاري هذا اللفظ، وقد أخرج حديث أسماء والحديث الذي قبله.

4791 -

(23) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَجُلًا أصَابَ مِنِ امْرَأَةٍ قُبْلَةً فَأَتَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، قَال: فَنَزَلَتْ {أقِمِ الصَلاةَ طَرَفَيِ النهَارِ وَزُلَفًا مِنَ الليلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} (5) قَال: فَقَال الرَّجُلُ: أَلِيَ هَذِهِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَال: (لِمَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ أُمَّتي)(6).

4792 -

(24) وَعَنْهُ، أَن رَجلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ أنَّهُ أصَابَ مِنِ امْرَأَةٍ إِمَّا قُبْلَةً أَوْ مَسًّا بِيَدٍ (7) أَوْ شَيئًا، كَأَنهُ يَسْأَلُ عَنْ كَفارَتهَا، قَال: فَأَنْزَلَ الله عز وجل، ثُمَّ ذَكَرَ بِمِثْلِه (8).

4793 -

(25) وَعَنْهُ قَال: أَصَابَ رَجُلٌ مِنِ امْرَأةٍ شَيئًا دُونَ الْفَاحِشةِ، فَأَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَعَظَّمَ عَلَيهِ، ثُمَّ أَتَى أَبا بَكْرٍ فَعَظْمَ عَلَيهِ، ثُمَّ أتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. فَذَكَرَ بِمِثْلِ مَا تَقَدم (8).

(1) مسلم (4/ 2115 رقم 2762)، البُخَارِيّ (9/ 319 رقم 5222).

(2)

قوله: "المؤمن يغار" تكرر في (أ).

(3)

في (أ): "غيرة".

(4)

مسلم (4/ 2115 رقم 2176).

(5)

سورة هود، آية (114).

(6)

مسلم (4/ 2115 - 2116 رقم 2763)، البُخَارِيّ (2/ 8 رقم 526)، وانظر (4687).

(7)

في (ك): "بيده".

(8)

انظر الحديث رقم (22) في هذا الباب.

ص: 79

4794 -

(26) وَعنْهُ قَال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي عَالجْتُ (1) امْرَأَةً في أَقْصَى الْمَدِينَةِ، وَإِنِّي أَصَبْتُ مِنْهَا مَا دُونَ أَنْ أَمَسَّهَا (2)، فَأَنَا هَذَا فَاقْضِ فِيَّ مَا شِئْتَ، فَقَال لَهُ عُمَرُ: لَقَدْ سَتَرَكَ الله تَعَالى لَوْ (3) سَتَرْتَ عَلَى نَفْسِكَ. قَال: وَلَمْ يَرُدَّ عَلَيهِ النبيُّ صلى الله عليه وسلم شَيئًا، فَقَامَ الرَّجُلُ فَانْطَلَقَ فَأَتْبَعَهُ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا دَعَاهُ (4) فَتَلا عَلَيهِ هَذِهِ الآيةَ {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} فَقَال رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا نَبِيَّ اللهِ هَذَا لَهُ خَاصَّةً؟ قَال: (لِلنَّاسِ كَافةً)(5). وَفِي لَفظٍ آخَر: قَال مُعَاذٌ: يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا لِهَذَا خَاصَّةً أَوْ لَنَا عَامَّةً؟ قَال: (بَلْ لَكُمْ عَامَّةً).

4795 -

(27) وَعَنْ أَنَسٍ قَال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ أَصَبْتُ حَدًّا (6) فَأَقِمْهُ عَلَيَّ، قَال: وَحَضَرَتِ الصَّلاةُ فَصَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاةَ قَال: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْ في (7) كِتَابَ اللهِ، قَال:(هَلْ حَضَرْتَ مَعَنَا الصَّلاةَ؟ ). قَال: نَعَمْ. قَال: (قَدْ غُفِرَ لَكَ)(8).

4796 -

(28) وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَال: بَينَمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في الْمَسْجِدِ وَنَحْنُ قُعُودٌ مَعَهُ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ

(1)"عالجت" أي: تناولت واستمتعت بها بما دون الجماع.

(2)

"دون أن أمسها" المراد بالمس: الجماع. في حاشية (أ): "أو مس".

(3)

في (أ): "ولو".

(4)

في (أ): "فدعاه".

(5)

انظر الحديث رقم (22) في هذا الباب.

(6)

"أصبت حدًّا" أي ما يوجب الحدّ، وهذا في ظن السائل. وليس كذلك في الحقيقة.

(7)

في (أ): "على".

(8)

مسلم (4/ 2117 رقم 2764)، البُخَارِيّ (12/ 133 رقم 6823).

ص: 80