الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابُ ذِكْرِ ابْنِ صَيَّادٍ
5030 -
(1) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَال: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَرَرْنَا بِصِبْيَانٍ فِيهِمُ ابْنُ صَيَّادٍ، فَفَرَّ الصِّبْيَانُ وَجَلَسَ ابْنُ صَيَّادٍ (1)، فَكَأَنَّ (2) رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَرِهَ ذَلِكَ فَقَال لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(تَرِبَتْ يَدَاكَ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ ). فَقَال: لا بَلْ تَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ. فَقَال عُمَرُ: ذَرْنِي يَا رَسُولَ اللهِ حَتَّى أَقْتُلَهُ، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(إِنْ يَكُنِ الَّذِي تَرَى فَلَنْ تَسْتَطِيعَ قَتْلَهُ)(3).
5031 -
(2) وَعَنْهُ فِي هَذَا الحَدِيثِ قَال: كُنَّا نَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَرَرْنَا بِابْنِ صَيَّادٍ، فَقَال لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبْأ)(4). فَقَال: دُخِّ (5). فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ)(6). فَقَال عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ دَعْنِي فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(دَعْهُ فَإِنْ يَكُنِ الَّذِي تَخَافُ فَلَنْ تَسْتَطِيعَ قَتْلَهُ)(7). لم يخرج البخاري عن عبد الله بن مسعود في هذا شيئًا.
5032 -
(3) وأخرج عَنِ ابْنَ عَبَّاسٍ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لابْنِ صَيَّادٍ: (قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا (8) فَمَا هُوَ). قَال: الدُّخُّ؟ . قَال: (اخْسَأْ)(9).
ولم يخرج مسلم عن ابن عباس في هذا شيئًا.
(1) في حاشية (أ) عن نسخة أخرى: "الصياد".
(2)
في (أ): "وكأن".
(3)
مسلم (4/ 2240 رقم 2924).
(4)
أي أخفيت لك شيئًا، وفي حديث ابن عمر عند الترمذي (2245): "وخبأ له: {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} .
(5)
"دخ" أي: الدخان، وهي لغة فيه.
(6)
"فلن تعدو قدرك" أي: لا تجاوز القدر الذي يدركه الكهان من الاهتداء إلى بعض الشيء، وما لا يتبين منه حقيقتة.
(7)
انظر الحديث الذي قبله.
(8)
في (أ): "خبأ".
(9)
البخاري (10/ 560 رقم 6172).
5033 -
(4) مسلم. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ (1) قَال: لَقِيَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ، فَقَال لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ ). فَقَال هُوَ: أَتَشْهَدُ (2) أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (آمَنْتُ باللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ، مَا تَرَى؟ ). قَال: أَرَى عَرْشًا عَلَى الْمَاءِ. فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (تَرَى عَرْشَ إِبْلِيسَ عَلَى الْبَحْرِ، وَمَا تَرَى؟ ). قَال: أَرَى صَادِقَينِ وَكَاذِبًا، أَوْ كَاذِبَينِ وَصَادِقًا، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(لُبِسَ عَلَيهِ دَعُوهُ)(3).
5034 -
(5) وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: لَقِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ابْنَ صَيَّادٍ وَمَعَهُ أبو بَكْرٍ وَعُمَرُ .. بِنَحْوَ هَذَا (4). ولم يخرج البخاري عن أبي سعيد، ولا عن جابر في هذا شيئًا، إلا حلف عمر على ابن صياد أنه الدجال فإنه خرجه عن جابر (5).
5035 -
(6) مسلم. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَال: صَحِبْتُ ابْنَ صَيَّادٍ (6) إِلَى مَكَّةَ فَقَال لِي: أَمَا قَدْ لَقِيتُ مِنَ النَّاسِ يَزْعُمُونَ أَنِّي الدَّجَّالُ، أَلَسْتَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:(إِنَّهُ لا يُولَدُ لَهُ؟ ). قُلْتُ: بَلَى. قَال (7): فَقَدْ وُلِدَ لِي، أَوَلَيسَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:(لا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ وَلا مَكَّةَ؟ ). قُلْتُ: بَلَى. قَال: فَقَدْ وُلِدْتُ بِالْمَدِينَةِ، وَهَا (8) أَنَا أُرِيدُ مَكَّةَ. ثُمَّ قَال لِي فِي آخِرِ قَوْلِهِ: أَمَا وَاللهِ إِنِّي لأَعْلَمُ مَوْلِدَهُ وَمَكَانَهُ وَأَينَ هُوَ، قَال: فَلَبَسَنِي (9)(10).
(1) قوله: "الخدري" ليس في (ك).
(2)
في (أ): "تشهد".
(3)
مسلم (4/ 2241 رقم 2925).
(4)
مسلم (4/ 2241 رقم 2926).
(5)
سيأتي برقم (10) في هذا الباب.
(6)
في حاشية (أ): "صائد".
(7)
في (أ): "فقال".
(8)
في (أ): "وأنا".
(9)
"فلبسني" أي: جعلني ألتبس في أمره وأشك.
(10)
مسلم (4/ 2241 - 2242 رقم 2927).
5036 -
(7) وَعَنْهُ في هَذَا الحَدِيثِ قَال: قَال لِي ابْنُ صَائِدٍ (1)، وَأَخَذَتْنِي (2) مِنْهُ ذَمَامَةٌ (3): هَذَا عَذَرْتُ النَّاسَ مَا لِي وَلَكُمْ يَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ، أَلَمْ يَقُلْ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(إِنَّهُ يَهُودِيٌّ). وَقَدْ أَسْلَمْتُ، قَال (4):(وَلا (5) يُولَدُ لَهُ). وَقَدْ وُلِدَ لِي، وَقَال:(إِنَّ اللهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَيهِ مَكَّةَ). وَقَدْ حَجَجْتُ، قَال: فَمَا زَال حَتَّى كَادَ أَنْ يَأْخُذَ فِيَّ قَوْلُهُ (6)، قَال: فَقَال لِي: أَمَا (7) وَاللهِ إِنِّي لأَعْلَمُ الآنَ حَيثُ هُوَ وَأَعْرِفُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ، قَال: وَقِيلَ لَهُ: أَيَسُرُّكَ أَنَّكَ ذَاكَ الرَّجُلُ؟ فَقَال: لَوْ عُرِضَ عَلَيَّ مَا كَرِهْتُ (8).
5037 -
(8) وَعَنْهُ قًال: خَرَجْنَا حُجَّاجًا أَوْ عُمَّارًا وَمَعَنَا ابْنُ صَائِدٍ (9)، قَال: فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا وَتَفَرَّقَ النَّاسُ وَبَقِيتُ أَنَا وَهُوَ، فَاسْتَوْحَشْتُ مِنْهُ وَحْشَةً شَدِيدَةً مِمَّا يُقَالُ عَلَيهِ (10)، قَال: وَجَاءَ بِمَتَاعِهِ فَوَضَعَهُ مَعَ مَتَاعِي، فَقُلْتُ: إِنَّ الْحَرَّ لَشَدِيدٌ فَلَوْ وَضَعْتَهُ تَحْتَ تِلْكَ الشَّجَرَةِ، قَال: فَفَعَلَ، فَرُفِعَتْ لَنَا غَنَمْ فَانْطَلَقَ فَجَاءَ بِعُسٍّ (11)، فَقَال: اشْرَبْ أَبَا سَعِيدٍ، فَقُلْتُ: إِنَّ الْحَرَّ شَدِيدٌ وَاللَّبَنُ حَارٌّ، مَا بِي إلَّا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَشْرَبَ عَنْ يَدِهِ، أَوْ قَال: أخُذَ عَنْ لَدِهِ، فَقَال: أَبَا سَعِيدٍ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أخُذَ حَبْلًا فَأُعَلِّقَة في شَجَرَةٍ ثُمَّ أَخْتَنِقَ مِمَّا يَقُولُ لِيَ النَّاسُ يَا أَبَا سَعِيدٍ، مَنْ خَفِيَ عَلَيهِ حَدِيثُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَإِنَّهُ لَمْ يَخْفَ (12)
(1) في (ك): "صياد".
(2)
في (أ): "فأخذتني".
(3)
"ذمامة" أي: حياء وإشفاق الذم واللوم.
(4)
في (أ): "وقال".
(5)
في (أ): "لا".
(6)
"أن يأخذ في قوله" أي: يؤمر فيَّ وأصدقه في دعواه.
(7)
في (أ): "قوله، فقال: أما".
(8)
انظر الحديث الَّذي قبله.
(9)
في (أ): "صياد"، وفي الحاشية عن نسخة أخرى:"صائد".
(10)
في (أ): "عنه"، وفي الحاشية:"وعليه" وعليه "خ".
(11)
العس: هو القدح الكبير.
(12)
في حاشية (أ): "ما خفي ".
عَلَيكُمْ مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَلَسْتَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَوَلَيسَ قَدْ قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(هُوَ كَافِرٌ). وَأَنَا مُسْلِمٌ، أَوَلَيسَ قَدْ قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(هُوَ عَقِيمٌ لا يُولَدُ لَهُ). وَقَدْ تَرَكْتُ وَلَدِي بِالْمَدِينَةِ، أَوَلَيسَ قَدْ قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(لا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ وَلا مَكَّةَ). وَقَدْ أَقْبَلْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَنَا أُرِيدُ مَكَّةَ. قَال أَبُو سَعِيدٍ: حَتَّى كِدْتُ أَنْ أعْذِرَهُ، ثُمَّ قَال: أَمَا وَاللهِ إِنِّي لأَعْرِفُهُ وَأَعْرِفُ مَوْلدَهُ وَأَينَ هُوَ الآنَ، قَال: قُلْتُ لَهُ (1): تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ (2)(3).
قد تقدم أن البخاري لم يخرج عن أبي سعيد في حديث ابن صياد (4) شيئًا.
5038 -
(9) مسلم. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لابْنِ صَائِدٍ: (مَا تُرْبَةُ الْجَنَّةِ؟ ). قَال: دَرْمَكَةٌ بَيضَاءُ مِسْكٌ يَا أَبَا الْقَاسِمِ. قَال: (صَدَقْتَ)(5). وَفِي طَرِيقِ أُخْرَى: دَرْمَكَةٌ بَيضَاءُ (6) مِسْكٌ خَالِصٌ. لَمْ يُخْرِج الْبُخَارِيُّ هَذَا الْحَدِيث.
5039 -
(10) مسلم. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَال: رَأَيتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَحْلِفُ بِاللهِ أَنَّ ابْنَ صَائِدٍ (7) الدَّجَّالُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَتَحْلِفُ بِاللهِ؟ قَال: إِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ يَحْلِفُ عَلَى ذَلِكَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يُنْكِرْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (8).
ترجم البخاري على هذا الحديث باب "من رأى أن ترك النكير من النبي صلى الله عليه وسلم حجةٌ لا من غيره (9) ".
(1) قوله: "له" ليس في (أ).
(2)
"تبًّا لك سائر اليوم" أي: خسرانًا وهلاكًا لك باقي اليوم.
(3)
انظر الحديث رقم (6) في هذا الباب.
(4)
في (ك): "صائد".
(5)
مسلم (4/ 2243 رقم 2928).
(6)
"درمكة بيضاء" الدرمك: الدقيق الحواري الخالص البياض.
(7)
في (ك): "صياد".
(8)
مسلم (4/ 2243 رقم 2929)، البخاري (13/ 323 رقم 7355).
(9)
أي غير النبي صلى الله عليه وسلم، إذ سكوت غيره لا يدل على الجواز.
5040 -
(11) مسلم. عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ انْطَلقَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في رَهْطٍ قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ حَتَّى وَجَدَهُ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ عِنْدَ أُطُمِ (1) بَنِي مَغَالةَ (2)، وَقَدْ قَارَبَ ابْنُ صَيَّادٍ يَوْمَئِذٍ الْحُلُمَ، فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ظَهْرَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لابْنِ صَيَّادٍ:(أَتَشهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ ). فَنَظَرَ إِلَيهِ ابْنُ صَيَّادٍ فَقَال: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الأُمِّيِّينَ. فَقَال ابْنُ صَيَّادٍ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ، فَرَفَضَهُ (3) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (4) وَقَال:(آمَنْتُ بِاللهِ وَرُسُلِهِ). ثُمَّ قَال لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَاذَا تَرَى؟ ). قَال ابْنُ صَيَّادٍ (5): يَأْتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ، فَقَال لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: [خُلِّطَ عَلَيكَ الأَمْرُ). ثُمَّ قَال لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبْأ؟ ). فَقَال ابْنُ صَيَّادٍ: هُوَ الدُّخُّ، فَقَال لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ (6) قَدْرَكَ). فَقَال عُمَرُ بْنُ الْخَطابِ: ذَرْني يَا رَسُولَ اللهِ أضْرِبْ عُنُقَهُ، فَقال لَهُ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم (إِنْ يَكُنْهُ فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْهُ فَلا خَيرَ لَكَ (7) في قَتلِه). وَقَال سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ. انْطَلَقَ بَعْدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ الأَنْصَارِيُّ إلَى النَّخْلِ الَّتِي فِيهَا ابْنُ صَيَّادٍ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّخْلَ (8) طَفِقَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ وَهُوَ يَخْتِلُ (9) أَنْ
(1) في (أ): "أظم".
(2)
قال القاضي: بنو مغالة: كل ما كان على يمينك إذا وقفت آخر البلاط مستقبل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. والأطم: هو الحصن، جمع آطام.
(3)
"فرفضه" أي: ترك سؤاله الإسلام.
(4)
زاد في (أ): "بيده".
(5)
قوله: "ابن صياد" ليس في (ك).
(6)
في (ك): "تعد".
(7)
قوله: "لك" ليس في (أ).
(8)
قوله: "النخل" ليس في (ك).
(9)
"يختل" أي: يخدع ابن صياد ويستغفله ليسمع شيئًا من كلامه.
يَسْمَعَ مِنِ ابْنِ صَيَّادٍ شَيئًا قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ ابْنُ صَيَّادٍ، فَرَآهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشٍ في قَطفَةٍ لَهُ فِيهَا زَمْزَمَةٌ (1)، فَرَأَتْ اُمُّ ابْنِ صَيَّادٍ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَتَّقِي بِجُذُوع النَّخْلِ، فَقَالتْ لابْنِ صَيَّادٍ: يَا صَافِ وَهُوَ اسْمُ ابْنِ صَيَّادٍ هَذَا مُحَمَّدٌ، فَثَارَ (2) ابْنُ صَيَّادٍ، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(لَوْ تَرَكَتْهُ بَيَّنَ). قَال عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في النَّاسِ فَأَثْنَى عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ (3)، ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّال فَقَال: إِنِّي لأُنْذِرُكُمُوهُ، مَا مِنْ نَبِيٍّ إلا قَدْ أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ، لَقَدْ أَنْذَرَهُ نُوحٌ قَوْمَهُ، وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ: تَعَلَّمُوا أَنَّهُ أَعْوَرُ، وَأَنَّ اللهَ لَيسَ بِأَعْوَرَ). قَال ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال يَوْمَ حَذرَ النَّاسَ الدَّجَّال: (إِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَينَ عَينَيهِ كَافِرٌ يَقْرَؤُهُ مَنْ كَرِهَ عَمَلَهُ، أَوْ يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ). وَقَال: تَعَلَّمُوا (4) أَنَّهُ لَنْ يَرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رَبَّهُ حَتَّى يَمُوتَ) (5). حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ لَم يُخرجه البخاري كله. أخرج منه: "مَكْتُوبٌ بَينَ عَينَيهِ كَافِرٌ". أخرجه من حديث أنس وغيره. وَفِي رِوَايَةٍ عند مسلم (6): عِنْدَ أُطُمِ بَنِي مُعَاويَةَ. بَدَل: مَغَالةَ. وقال البخاري: رَمْرَمَةٌ (7)، وزَمْزَمَةٌ أَيضًا. وَقَال: خَسَأْتُ الْكَلْبَ: بَعَّدْتُهُ {خَاسِئِينَ} مُبْعَدِينَ.
(1)"زمزمة": هو صوت خفي لا يكاد يفهم أو لا يفهم.
(2)
"فثار" أي: نهض من مضجعه وقام.
(3)
في (ك) وفي حاشية (أ) عن نسخة أخرى: "بما هو أهل".
(4)
في (ك): "تعلمون".
(5)
مسلم (4/ 2244 - 2245 رقم 2930)، البخاري (3/ 218 رقم 1354)، وانظر (2638، 3033، 3055، 3337، 3439، 4402، 6173، 6618، 7123، 7127، 7407).
(6)
في (ك): "لمسلم".
(7)
"رمرمة": هي هنا بمعنى الصوت الخفي.
5041 -
(12) مسلم. عَنْ نَافِع قَال: لَقِيَ ابْنُ عُمَرَ ابْنَ صَائِدٍ (1) في بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ فَقَال لَهُ قَوْلًا أَغْضَبَهُ، فَانْتَفَخَ حَتَّى مَلأَ السِّكةَ (2)، فَدَخَلَ ابْنُ عُمَرَ عَلَى حَفْصَةَ وَقَدْ بَلَغَهَا، فَقَالتْ لَهُ (3): رَحِمَكَ اللهُ مَا أَرَدْتَ مِنِ ابْنِ صَائِدٍ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال:(إِنَّمَا يَخْرُجُ مِنْ غَضْبَةٍ يَغْضَبُهَا)(4).
5042 -
(13) وَعَنْهُ في هذا الحديث؛ قَال: قَال ابْنُ عُمَرَ: لَقِيتُهُ مَرَّتَينِ، قَال: فَلَقِيتُهُ فَقُلْتُ لِبَعْضِهِمْ: هَلْ تَحَدَّثُونَ أَنَّهُ هُوَ؟ قَال: لا، وَاللهِ، قَال: قُلْتُ: كَذَبْتَنِي، وَاللهِ لَقَدْ أَخْبَرَنِي بَعْضُكُمْ أَنَّهُ لَنْ يَمُوتَ حَتَّى يَكُونَ أَكْثَرَكُمْ مَالًا وَوَلَدًا، فَكَذَلِكَ هُوَ زَعَمُوا الْيَوْمَ، قَال: فَتَحَدَّثْنَا ثُمَّ فَارَقْتُهُ، قَال: فَلَقِيتُهُ لَقْيَةً أُخْرَى وَقَدْ نَفَرَتْ (5) عَينُهُ، قَال: فَقُلْتُ مَتَى فَعَلَتْ عَينُكَ مَا أَرَى؟ قَال: لا أَدْرِي. قَال (6): قُلْتُ: لا تَدْرِي (7) وَهِيَ في رَأسِكَ؟ ! قَال: إِنْ شَاءَ اللهُ خَلَقَهَا في عَصَاكَ هَذِهِ، قَال: فَنَخَرَ (8) كَأَشَدِّ نَخِيرِ حِمَارٍ سَمِعْتُ، قَال: فَزَعَمَ بَعْضُ أَصْحَابِي أَنِّي ضَرَبْتُهُ بِعَصًا كَانَتْ مَعِيَ حَتَّى تَكَسَّرَتْ، وَأَنَا وَاللهِ مَا شَعَرْتُ. قَال: وَجَاءَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَحَدَّثَهَا فَقَالتْ: مَا تُرِيدُ إِلَيهِ، أَلَمْ تَعْلَمْ أَنهُ قَدْ قَال:(إِنَّ أَوَّلَ مَا يَبْعَثُهُ عَلَى النَّاسِ غَضَبٌ (9) يَغْضَبُهُ) (10). لم يخرج البخاري هذا الحديث، حديث نافع عن ابن عمر.
(1) في (أ): "صياد" وفوقها: "صائد".
(2)
"السكة": الطريق، وجمعه سكك.
(3)
قوله: "له" ليس في (أ).
(4)
مسلم (4/ 2246 رقم 2932).
(5)
"نفرت عينه" أي: ورمت ونتأت.
(6)
قوله: "قال" ليس في (أ).
(7)
في (أ): "يدري".
(8)
النخير: هو صوت الأنف.
(9)
في (ك): "غضبة".
(10)
انظر الحديث الَّذي قبله.
بَابُ (1) ذِكْر الدَّجَّال وخُرُوجه
5043 -
(1) مسلم. عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ الدَّجَّال بَينَ ظَهْرَانَي النَّاسِ فَقَال: (إِنَّ اللهَ تبارك وتعالى لَيسَ بِأَعْوَرَ، أَلا إِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّال أَعْوَرُ الْعَينِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَينَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ)(2)(3).
5044 -
(2) البخاري. عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَيضًا قَال: ذُكِرَ الدَّجَّالُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَال: (إِنَّ اللهَ لا يَخْفَى عَلَيكُمْ، إِنَّ اللهَ لَيسَ بِأَعْوَرَ -وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى عَينَيهِ- وَإِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّال أَعْوَرُ الْعَينِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَينَة (4) عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ) (5). خرَّجه في كتاب "التوحيد" في باب "قول الله عز وجل: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَينِي} (6) ".
5045 -
(3) وذكر في "حجة الوداع" من كتاب "المغازي"، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَيضًا قَال: كُنَّا نَتَحَدَّثُ بِحَجَّةِ الْوَدَاع وَالنبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَينَ أَظْهُرِنَا، وَلا (7) نَدْرِي مَا حَجَّةُ الْوَدَاعِ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيهِ، ثُمَّ ذَكَرَ الْمَسِيحَ الدَّجَّال فَأَطْنَبَ في ذِكْرِهِ، وَقَال:(مَا بَعَثَ (8) اللهُ مِنْ نَبِيٍّ إلا أَنْذَرَ (9) أُمَّتَهُ، أَنْذَرَهُ نُوحٌ وَالنَّبِيُّونَ مِنْ بَعْدِهِ، وَإِنَّهُ يَخْرُجُ فِيكُمْ فَمَا خَفِيَ عَلَيكُمْ مِنْ شَأْنِهِ، فَلَيسَ يَخْفى عَلَيكُمْ أَنَّ رَبَّكُمْ لَيسَ عَلَى مَا يَخْفَى عَلَيكُمْ -ثَلاثًا- إِنَّ رَبَّكُمْ لَيسَ بِأَعْوَرَ، وَإِنَّهُ أَعْوَرُ العَينِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَينَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ، أَلا إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَيكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالكُمْ
(1) قوله: "باب" ليس في (ك).
(2)
"طافئة" أي ناتئة نتوء حبة العنب.
(3)
مسلم (4/ 2247 رقم 169)، البخاري (13/ 389 رقم 7407)، وانظر (3057، 3337، 3439، 4402، 6175، 7123، 7127، 7407).
(4)
في (أ): "عينيه".
(5)
انظر الحديث الَّذي قبله.
(6)
سورة طه، آية (39).
(7)
في (ك): "فلا".
(8)
في (أ): "يبعث".
(9)
في (أ): "أنذره".
كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا في بَلَدِكُمْ هَذَا في شَهْرِكُمْ هَذَا، أَلا هَلْ بَلَّغْتُ؟ ). قَالُوا: نَعَمْ. قَال: (اللَّهُمَّ اشْهَدْ -ثَلاثًا- وَيلَكُمْ أَوْ وَيحَكُمُ، انْظُرُوا لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ)(1). تحريم الدماء والأموال (2) خرجه مسلم من حديث أبي بكرة (3).
5046 -
(4) مسلم. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ نَبِي إلا قَدْ أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الأَعْوَرَ الْكَذَّابَ، أَلا إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ عز وجل لَيسَ بِأَعْوَرَ، وَمَكْتُوبٌ بَينَ عَينَيهِ ك ف ر)(4). فسره في طريق أخرى: (أَي كَافِرٌ).
5047 -
(5) وَعَنْهُ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (الدَّجَّالُ مَمْسُوحُ الْعَينِ مَكْتُوبٌ بَينَ عَينَيهِ كَافِرٌ، ثُمَّ (5) تَهَجَّاهَا ك ف ر يَقْرَؤُهُ كُل مُسْلِمٍ) (6).
لم يقل البخاري: "يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُسْلِمٍ". وقال فيه: أبو هريرة (7)، وابن عباس (8)، ولم يخرج لابن عباس في هذا (9) شيئًا، إلا هذا التنبيه أنَّه رواه (10).
5048 -
(6) مسلم. عَنْ حُذَيفَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (الدَّجَّالُ أَعْوَرُ
(1) البخاري (8/ 106 رقم 4402 و 4403).
(2)
في (ك): "تحريم الدماء والأعراض"، وفي حاشية (أ):"الأعراض" وعليها "خ".
(3)
مسلم (3/ 1305 - 1306 رقم 1679).
(4)
مسلم (4/ 2248 رقم 2933)، البخاري (13/ 91 رقم 7131)، وانظر (7408).
(5)
قوله: "ثم" ليس في (أ).
(6)
انظر الحديث الَّذي قبله.
(7)
البخاري (6/ 370 - 371 رقم 3338)، سيأتي برقم (11).
(8)
البخاري (6/ 314 رقم 3239)، وانظر (3396).
(9)
في (ك): "فيه" بدل: "في هذا".
(10)
زاد في (أ) في هذا الموضع: "وقد خبأت لك خبأ، وقد تقدم".
الْعَينِ الْيُسْرَى، جُفَالُ الشَّعَرِ (1)، مَعَهُ جَنَّة وَنَارٌ، فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ) (2).
5549 -
(7) وَعَنْهُ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لأَنَا أَعْلَمُ بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ مِنْهُ، مَعَهُ نَهْرَانِ يَجْرِيَانِ أَحَدُهُمَا رَأيَ الْعَينِ مَاءٌ أَبْيَضُ، وَالآخَرُ رَأْيَ الْعَينِ نَارٌ تَأَجَّجُ، فَإِمَّا أَدْرَكَنَّ أَحَدٌ فَلْيَأْتِ النَّهْرَ الَّذِي يَرَاهُ نَارًا، وَلْيُغَمِّضْ ثُمَّ لْيُطَأْطِئْ (3) رَأْسَهُ فَيَشْرَبَ (4) فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ، وَإِنَّ الدَّجَّال مَمْسُوحُ الْعَينِ (5) عَلَيهَا ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ (6) مَكْتُوبٌ بَينَ عَينَيهِ كَافِرٌ يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٍ وَغَيرِ كَاتِبٍ) (7).
5050 -
(8) وَعَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَال في الدَّجَّالِ:(إِنَّ مَعَهُ مَاءً وَنَارًا (8) فَنَارُهُ مَاءٌ بَارِدٌ وَمَاؤُهُ نَارٌ فَلا تَهْلِكُوا). قَال أَبُو مَسْعُودٍ: وَأَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (9).
5051 -
(9) وَعَنْ حُذَيفَةَ أَيضًا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(إِنَّ الدَّجَّال يَخْرُجُ وَإِنَّ مَعَهُ مَاءً وَنَارًا (8)، فَأَمَّا الَّذِي يَرَاهُ النَّاسُ مَاءً فَنَارٌ تُحْرِفُ، وَأَمَّا الَّذِي يَرَاهُ النَّاسُ نَارًا (10) فَمَاء بَارِدٌ عَذْبٌ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَقَعْ في الَّذِي يَرَاهُ نَارًا (11)، فَإِنَّهُ مَاءٌ عَذْبٌ طَيِّبٌ). قَال أبُو مَسْعُودٍ: وَأَنَا سَمِعْتُهُ تَصْدِيقًا لِحُذَيفَةَ (12).
5052 -
(10) وَعَنْ حُذَيفَةَ أَيضًا قَال: (لأَنَا بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ أَعْلَمُ مِنْهُ، إِنَّ
(1)"جفال الشعر" أي: كثيره.
(2)
مسلم (4/ 2248 - 2249 رقم 2934)، البخاري (6/ 494 رقم 3450)، وانظر (7130).
(3)
في (أ): "وليغمض وليطأطئ".
(4)
في (أ): "ويشرب".
(5)
"ممسوح العين": مطموسها لا ينظر بها.
(6)
"ظفرة غليظة": هي جلدة تغشى البصر. وحاصل الروايات في صفة عينيه أن التي ذهب ضوؤها هي الممسوحة، والمبصرة هي البارزة.
(7)
انظر الحديث الَّذي قبله.
(8)
في (ك): "نار".
(9)
انظر الحديث رقم (6) في هذا الباب.
(10)
في (أ) و (ك): "نار"، والمثبت عن "مسلم".
(11)
في (أ): "يراه الناس نارًا".
(12)
انظر الحديث رقم (6) في هذا الباب.
تَرَوْنَ أنَّهُ مَاءٌ] (1) نَارٌ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَأَرَادَ الْمَاءَ فَلْيَشْرَبْ مِنِ الَّذِي يَرَى أَنَّهُ نَارٌ، فَإِنَّهُ سَيَجِدُهُ مَاءً). قَال أَبُو مَسْعُودٍ: هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ (2). أخرج (3) البخاري من حديث حذيفة اللفظ الَّذي قبل هذا: "إِنَّ الدَّجَّال يَخْرُجُ وَإِنَّ مَعَهُ مَاءً وَنَارًا (4) .. " الحديث. وذكر معه متصلًا به في سند واحد حديث الرجل الَّذي كان يداين الناس، وحديث الرجل الَّذي أمر أهله أن يحرقوه، كلها عن حذيفة. وَفِي آخَرها بعد ذكر الَّذي حُرِّف. وقال (5) عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو: وَأَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلكَ: "وَكَانَ نبَّاشًا (6) ". خرَّجه في كتاب "بدء الخلق" في باب "ما ذكر عن بني إسرائيل".
5053 -
(11) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (أَلا أُخْبِرُكُمْ عَنِ الدَّجَّال حَدِيثًا مَا حَدَّثَهُ نَبِيٌّ قَوْمَهُ؟ إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإنَّهُ يَجِيءُ مَعَهُ مِثْلُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ فَالَّتَي يَقُولُ إِنَّهَا الْجَنَّةُ هِيَ النَّارُ، وَإِنِّي أَنْذَرْتُكُمْ (7) بِهِ كَمَا أَنْذَرَ بِهِ نُوحٌ قَوْمَهُ) (8).
5054 -
(12) وَعَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ قَال: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الدَّجَّال ذَاتَ غَدَاةٍ فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ (9) حَتَّى ظَنَناهُ في طَائِفَةِ النَّخْلِ (10)، فَلَمَّا رُحْنَا إِلَيهِ عَرَفَ ذَلِكَ فِينَا، فَقَال:(مَا شَأْنُكُمْ؟ ). قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ ذَكَرْتَ الدَّجَّال
(1) ما بين المعكوفين مكرر في (ك).
(2)
انظر الحديث رقم (6) في هذا الباب.
(3)
في (ك): "خرج".
(4)
في (أ) و (ك): "نار".
(5)
في (ك): "قال".
(6)
في (أ): "نابشًا".
(7)
في (أ): "أنذركم".
(8)
مسلم (4/ 2250 رقم 2936)، البخاري (6/ 370 - 371 رقم 3338).
(9)
"فخفض فيه ورفع " قيل: خفض بمعنى حقر، ورفع أي: عظمه وفخمه، وقيل: أنَّه خفض من صوته في حالٍ، ثم رفع ليبلغ صوته كل أحد.
(10)
الطائفة: القطعة من الشيء.
غَدَاةً فَخَفَّضْتَ فِيهِ وَرَفعْتَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ في طَائِفَةِ النَّخْلِ. فَقَال: (غَيرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيكُمْ إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ، وَاللهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلّ مُسْلِمٍ، إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ (1) عَينُهُ طَافِئَةٌ كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطنٍ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عَلَيهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ، إِنَّهُ خَارِجٌ خَلَّةً بَينَ الشَّامِ وَالْعِرَاق (2) فَعَاثَ (3) يَمِينًا وَعَاثَ شِمَالًا، يَا عِبَادَ اللهِ فَاثْبُتُوا). قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا (4) لَبْثُهُ في الأَرْضِ؟ قَال: (أَرْبَعُونَ يَوْمًا، يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيامِهِ كَأَيَّامِكُمْ). قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلاةُ يَوْمٍ؟ قَال: (لا، اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ). قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا إِسْرَاعُهُ في الأَرْضِ؟ قَال: (كَالْغَيثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ، فَيَأْتِي عَلَى الْقَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ فيؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ فَيأْمُرُ (5) السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ وَالأَرْضَ فَتُنْبِتُ، فَتَرُوحُ (6) عَلَيهِمْ سَارِحَتُهُمْ (7) أَطْوَلَ مَا كَانَتْ ذُرًا (8) وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ (9)، ثُمَّ يَأتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عَلَيهِ قَوْلَهُ، فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ فيصْبِحُونَ
(1)"شاب قطط" شديد جعودة الشعر.
(2)
"خلة بين العراق والشام" أي: في طريق بينهما.
(3)
"فعاث" العيث: الفساد أو أشد الفساد والإسراع فيه.
(4)
في (ك): "فما".
(5)
في (أ): "ويأمر".
(6)
"فتروح" معناه: ترجع آخر النهار.
(7)
السارحة: هي لا ماشية التي تسرح.
(8)
"ذرًا" الذرى: جمع ذروة وهي الأعالي والأسنمة.
(9)
"أسبغة .. وأمده خواصر" أسبغه: أي أطوله لكثرة اللبن، وكذا أمده خواصر لكثرة امتلائها من الشبع.
ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عَلَيهِ قَوْلَهُ، فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ فيصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ (1) لَيسَ بِأَيدِيهِمْ شَيءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَيَمُرُّ بالْخَرِبَةِ رَجُلًا مُمْتَلِئًا فَيَقُولُ لَهَا: أَخْرِجِي كُنُوزَكِ، فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ (2)، ثُمَّ يَدْعُو شَبَابًا (3) فَيَضْرُبهُ بِالسَّيفِ فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَينِ (4) رَمْيَةَ الْغَرَضِ (5)، ثُمَّ يَدْعُوهُ فيقْبِلُ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ وَيَضْحَكُ، فَبَينَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ الله الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ صلى الله عليه وسلم فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ بَينَ مَهْرودَتَينِ (6) وَاضِعًا كَفَّيهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَينِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأسَهُ قَطرَ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَذَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ (7) كَاللُّؤْلُؤِ، فَلا يَحِلُّ (8) لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إلا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ (9) فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَأْتِي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمَهُمُ اللهُ مِنْهُ فَيَمْسَحُ عَنْ (10) وُجُوهِهِمْ ويحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ في الْجَنَّةِ، فَبَينَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللهُ إِلَى عِيسَى (11) عليه السلام إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي لا (12) يَدَانِ (13) لأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ فَحَرِّزْ (14) عِبَادِي إِلَى الطُّورِ، وَيَبْعَثُ اللهُ
(1)"ممحلين" أي: أصابهم المحل من قلة المطر ويبس الأرض من الكلأ.
(2)
"يعاسيب النحل" المراد: جماعة النحل.
(3)
في (أ): "شابًّا".
(4)
"جزلتين" أي: قطعتين.
(5)
"رمية الغرض" أي: أنَّه يجعل بين الجزلتين مقدار رمية.
(6)
في (أ): "مهرودين". و"مهرودتين" معناه: لابس مهرودتين أي ثوبين مصبوغين.
(7)
الجمان: هي حبات من الفضة تصنع على هيئة اللؤلؤ الكبار.
(8)
"فلا يحل" معناه: لا يمكن ولا يقع.
(9)
"باب لدّ": هي بلدة قريبة: من بيت المقدس.
(10)
في (أ): "على".
(11)
في (ك): "عيسى ابن مريم".
(12)
قوله: "لا" ليس في (ك).
(13)
"لا يدان" معناه: لا قدرة ولا طاقة.
(14)
"فحرز" أي: ضمهم واجعله لهم حرزًا.
يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (1)، فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا، وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ: لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ، وَيُحْصَرُ (2) نَبِيُّ اللهِ عِيسَى (3) وَأَصْحَابُهُ حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ النَّوْرِ لَأَحَدِهِمْ خَيرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لأَحَدِكُمُ الْيَوْمَ، فَيَرْغَبُ (4) نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ فَيُرْسِلُ اللهُ عَلَيهِمُ النَّغَفَ (5) في رِقَابِهِمْ فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى (6) كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى عليه السلام وَأَصْحَابُهُ إلَى الأَرْضِ فَلا يَجِدُونَ في الأرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إلا مَلأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ (7)، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى عليه السلام وَأَصْحَابُهُ إِلَى (8) اللهِ عز وجل، فَيُرْسِلُ اللهُ طَيرًا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ (9) فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيثُ شَاءَ اللهُ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ مَطَرًا لا يَكُنُّ مِنْهُ بَيتُ مَدَرٍ (10) وَلا وَبَرٍ فَيَغْسِلُ الأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ (11)(12)، ثُمَّ يُقَالُ لِلأَرْضِ: أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ وَرُدِّي بَرَكَتَكِ فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعِصَابَةُ (13) مِنَ الرُّمَّانَةِ وَيَسْتَظِلُّونَ بِقِحْفِهَا (14)، وَيُبَارَكُ
(1)"حدب ينسلون" الحدب: النشز، وقيل: أكمة وموضع، وينسلون: يمشون مسرعين.
(2)
في (أ) و (ك): "ويحضر"، والمثبت عن "صحيح مسلم".
(3)
في (ك): "عيسى بن مريم".
(4)
"فيرغب نبي الله" أي إلى الله، أو يدعو.
(5)
"النغف": هو دود يكون في أنوف الإبل والغنم. الواحدة: نغفة.
(6)
"فرسى" أي: قتلى.
(7)
"زهمهم ونتنهم": أي دسمهم ورائحتهم الكريهة.
(8)
قوله: "إلى" ليس في (أ).
(9)
"البخت": هي الإبل الخراسانية.
(10)
"لا يكن منه بيت مدرا" أي: لا يمنع من نزول الماء، والمدر: هو الطين الصلب.
(11)
"كالزلفة" كوجه المرأة.
(12)
في (أ): "كالزلقة"، وفي حاشيتها:"كالزلفة" وعليها "خ".
(13)
"العصابة": الجماعة.
(14)
"بقحفها" القحف: هو مقعر قرشها شبهها بقحف الرأس وهو الَّذي فوق الدماغ، وقيل: ما انفلق من جمجمته وانفصل.
في الرِّسْلِ حَتَّى أَنَّ اللِّقْحَةَ مِنَ الإِبِلِ (1) لَتَكْفِي الْفِئَامَ (2) مِنَ النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْبَقَرِ لَتَكْفِي الْقَبِيلَةَ مِنَ النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْغَنَمِ لَتَكْفِي الْفَخِذَ (3) مِنَ النَّاسِ (4)، فَبَينَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللهُ رِيحًا طَيَّبَةً فَتَاخُذُهُمْ تَحْتَ آباطِهِمْ فَتَقبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ، وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ يتَهَارَجُونَ (5) فِيهَا تَهَارُجَ الْحُمُرِ فَعَلَيهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ) (6). وفي طريق آخر (7) بَعْدَ قَوْلِهِ لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ:(ثُمَّ يَسِيرُونَ حَتَّى يَنْتَهُوا (8) إِلَى جَبَلِ الْخَمَرِ (9)(10)، وَهُوَ جَبَلُ بَيتِ الْمَقْدِسِ فَيَقُولُونَ: لَقَدْ قَتَلْنَا مَنْ في الأَرْضِ، هَلُمَّ فَلنقْتُلْ مَنْ في السَّمَاءِ فَيَرْمُونَ بِنُشَّابِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ، فَيَرُدُّ اللهُ عَلَيهِمْ نُشَّابَهُمْ مَخْضُوبَةً دَمًا). وَفِي أخرى:(فَإِنِّي قَدْ أَنْزَلْتُ عِبَادًا لِي لا يَدَي لأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ). لم يخرج البخاري هذا الحديث. وزاد الترمذي: (وَيَسْتَوْقِدُ الْمُسْلِمُونَ مِنْ قسيهِمُ ونِشَابِهِمْ وَجِعَابِهِمْ (11) سَبْعَ سِنِينِ) (12).
5055 -
(13) مسلم. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَال: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(1)"الرِّسل .. اللقحة" الرسل: اللبن، واللقحة: هي القريبة العهد بالولادة.
(2)
"الفئام": هي الجماعة الكثيرة.
(3)
"الفخذ" الجماعة من الأقارب وهم دون البطن.
(4)
قوله: "من الناس" ليس في (أ).
(5)
"يتهارجون فيها تهارج الحمر" أي: يجامع الرجال النساء بحضرة الناس كما يفعل الحمر ولا يكترثون لذلك.
(6)
مسلم (4/ 2250 - 2255 رقم 2937).
(7)
في (ك): "أخرى".
(8)
في (أ): "ينتهون".
(9)
في (أ) و (ك): "الحمر".
(10)
"الخمر": الشجر الملتف الَّذي يستر من فيه.
(11)
الجعبة: كنانة النُّشَّاب.
(12)
الترمذي (4/ 442 - 445 رقم 2240).
يَوْمًا حَدِيثًا طَويلًا عَنِ الدَّجَّالِ، فَكَانَ فِيمَا حَدَّثَنَا قَال:(يَأتِي وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيهِ أَنْ يَدْخُلَ نِقَابَ الْمَدِينَةِ (1) فَيَنْتَهِي إِلَى بَعْضِ السِّبَاخِ (2) الَّتِي تَلِي الْمَدِينَةَ، فَيَخْرُجُ إِلَيهِ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ هُوَ خَيرُ النَّاسِ، أَوْ مِنْ خَيرِ النَّاسِ فَيَقُولُ لَهُ (3): أَشْهَدُ أَنَّكَ الدَّجَّالُ الَّذِي حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثَهُ، فَيَقُولُ الدَّجَّالُ: أَرَأَيتُمْ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيتُهُ أَتَشُكُّونَ فِي الأَمْرِ، فَيَقُولُونَ: لا. قَال: فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ فَيَقُولُ حِينَ يُحْيِيهِ: وَاللهِ مَا كُنْتُ فِيكَ قَطُّ أَشَدَّ بَصِيرَةً مِنِّي الآنَ، قَال: فَيُرِيدُ الدَّجَّالُ أَنْ يَقْتُلَهُ فَلا يُسَلَّطُ عَلَيهِ (4)(5).
5056 -
(14) وَعَنْهُ في هَذَ الحَدِيثِ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (يَخْرُجُ
(1)"نقاب المدينة" أي: طرقها وفجاجها، وهو جمع نقب، وهو الطريق بين جبلين.
(2)
"السباخ": جمع سبخة، وهي الأرض التي تعلوها الملوحة ولا يكاد ينبت فيها إلا بعض الشجر.
(3)
قوله: "له " ليس في (أ).
(4)
مسلم (4/ 2256 رقم 2938)، البخاري (4/ 95 - 96 رقم 1882)، وانظر (7132).
(5)
ألحق في حاشية (ك) ما يلي: "زاد مسلم: قال أبو إسحاق: يقال إن هذا الرجل هو الخضر انتهى وكان على المصنف أن يذكر هذا ولا يخل به". انتهى. أما أبو إسحاق فهو إبراهيم بن سفيان راوي "صحيح مسلم" وقد أحسن المؤلف رحمه الله في عدم ذكر هذا الكلام إذ هو ليس من صحيح الإمام مسلم، ولكنه من كلام راويه عنه. والحق المحقق في هذه المسألة القول بوفاة نبي الله الخضر عليه السلام جزم بذلك الأئمة المحققون: البخاري وإبراهيم الحربي والقاضي أبو يعلى وابن العربي وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهم، والأدلة على ذلك كثيرة منها الحديث المشهور عن ابن عمر وجابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في آخر حياته:(لا يبقى على وجه الأرض بعد مائة سنة ممن هو عليها اليوم أحدٌ)، وقوله صلى الله عليه وسلم يوم بدر:(اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض)، وأما الأخبار في رؤيته ولقائه فهي أخبار واهية وحكايات موضوعة، وانظر "الزهر النضر في نبأ الخضر" للحافظ ابن حجر.
الدَّجَّالُ فَيَتَوَجَّهُ (1) قِبَلَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، فَتَلْقَاهُ الْمَسَالِحُ (2) مَسَالِحُ الدَّجَّالِ فَيَقُولُونَ لَهُ: أَينَ تَعْمِدُ؟ فَيَقُولُ: أَعْمِدُ إِلَى هَذَا الَّذِي خَرَجَ (3). قَال: فَيَقُولُونَ لَهُ: أَوَ مَا تُؤْمِنُ بِرَبِّنَا؟ فَيَقُولُ: مَا بِرَبِّنَا خَفَاءٌ. فَيَقُولُونَ: اقْتُلُوهُ، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَلَيسَ قَدْ نَهَاكُمْ رَبُّكُمْ أَنْ تَقْتُلُوا أَحَدًا دُونَهُ، قَال: فَيَنْطَلِقُونَ بِهِ إِلَى الدَّجَّالِ، فَإِذَا رَآهُ الْمُؤْمِنُ قَال: يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَذَا الدَّخالُ الَّذِي ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَال: فَيَأْمُرُ بِهِ الدَّجَّالُ فَيُشَبَّحُ (4) فَيَقُولُ: خُذُوهُ اشْبَحُوهُ (5)(6)، فَيُوسَعُ ظَهْرُهُ وَبَطهُ ضَرْبًا، قَال: فَيَقُولُ: أَمَا تُؤْمِنُ بِي؟ فَيَقُولُ أَنْتَ الْمَسِيحُ الْكَذَّابُ. قَال: فيؤْمَرُ بِهِ فيؤْشَرُ بِالْمِنْشَارِ مِنْ مَفْرِقِهِ (7) حَتَّى يُفَرَّقَ بَينَ رِجْلَيهِ، قَال: ثُمَّ يَمْشِي الدَّجَّالُ بَينَ الْقِطْعَتَينِ، ثُمَّ يَقُولُ لَهُ: قُمْ فَيَسْتَوي قَائِمًا، قَال: ثُمَّ يَقُولُ لَهُ: أَتُؤْمِنُ بِي؟ ؛ فَيَقُولُ مَا ازْدَدْتُ فِيكَ إلا بَصِيرَةً. قَال: ثُمَّ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لا يَفْعَلُ بَعْدِي بِأَحَدٍ (8) مِنَ النَّاسِ، قَال: فَيَأْخُذُهُ (9) الدَّجَّالُ لِيَذْبَحَهُ فيجْعَلَ مَا بَينَ رَقَبَتِهِ إِلَى تَرْقُوَتِهِ (10) نُحَاسًا، فَلا يَسْتَطِيعُ إِلَيهِ سَبِيلًا، قَال: فَيَأْخُذُ بِيَدَيهِ وَرِجْلَيهِ فَيَقْذِفُ بِهِ، فَيَحْسِبُ النَّاسُ أَنَّمَا قَذَفَهُ في النَّارِ وَإِنَّمَا أُلْقِيَ في الْجَنَّةِ، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: هَذَا
(1) في (أ): "فيخرج".
(2)
"المسالح" جمع: مسلحة: هم القوم الذين يحفظون الثغور من العدو.
(3)
في (أ): "الرجل الَّذي يخرج".
(4)
"فيشبح" أي: مدوه على بطنه. وفي حاشية (أ): "فيشج".
(5)
"وشجوه" من الشج: وهو الجرح في الرأس.
(6)
في "مسلم": "وشجوه".
(7)
"مفرقه": هو مفرق الرأس، وسطه.
(8)
في (ك): "بأخذ".
(9)
في (أ): "فيأخذ".
(10)
الترقوة: هي العظم التي بين ثغرة النحر والعاتق.
أَعْظَمُ النَّاسِ (1) شَهَادَةً عِنْدَ رَبّ الْعَالمِينَ) (2). لم يخرج البخاري هذا الحديث، أخرج الَّذي قبله. [وفي طرقه فيه:"فَيَقُولُ الدَّجَّالُ: أَقْتُلْهُ، فَلا يُسَلَّط"] (3).
5057 -
(15) مسلم. عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَال: مَا سَأَلَ أَحَدٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدَّجَّالِ أَكْثَرَ مِمَّا سَأَلْتُ، قَال:(وَمَا يُنْصِبُكَ (4) مِنْهُ، إِنهُ لا يَضُرُّكَ) (5). قَال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّ مَعَهُ الطَّعَامَ وَالأَنْهَارَ، قَال:(هُوَ أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ ذَلِكَ)(6). لم يقل البخاري: "وَمَا يُنْصِبُكَ مِنْهُ" [قال: "مَا يَضُرُّكَ مِنْهُ"، (3). وَفِي لَفط آخَر لمسلم قَال:(وَمَا سُؤَالُكَ؟ ). قُلْتُ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: مَعَهُ (7) جِبَالٌ مِنْ خُبْزٍ وَلَحْمٍ، وَنَهَرٌ مِنْ مَاءٍ، قَال:(هُوَ أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ ذَلِكَ).
5058 -
(16) مسلم. عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنَ عَاصِمِ الثقَفِيَّ قَال: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ العَاصِ وَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَال: مَا هَذَا الَّذِي تُحَدِّثُ بِهِ تَقُولُ: إِنَّ السَّاعَةَ تَقُومُ إلَى كَذَا وَكَذَا، فَقَال: سُبْحَانَ اللهِ أَوْ لا إِلَهَ إلا اللهُ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهُمَا، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لا أُحَدِّثَ أَحَدًا شَيئًا أَبَدًا، إِنَّمَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدَ قَلِيلٍ أَمْرًا عَظِيمًا يُحَرَّقُ الْبَيتُ، وَيَكُونُ وَيَكُونُ، ثُمَّ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (يَخْرُجُ الدَّجَّالُ في أُمَّتِي فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ لا
(1) قوله: "الناس" ليس في (أ).
(2)
انظر الحديث الَّذي قبله.
(3)
ما بين المعكوفين ليس في (ك).
(4)
"ما ينصبك" أي: وما يتعبك من أمره.
(5)
في (أ) و (ك): "يضيريك"، في حاشية (أ):"يضرك".
(6)
مسلم (4/ 2257 - 2258 رقم 2939)، البخاري (13/ 89 رقم 7122).
(7)
في (أ): "إن معه".
أَدْرِي يَوْمًا (1)، أَوْ أَرْبَعِينَ شَهْرًا، أَوْ أَرْبَعِينَ عَامًا، فَيَبْعَثُ اللهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ فَيَطْلُبُهُ فَيُهْلِكُهُ، ثُمَّ يَمْكُثُ النَّاسُ سَبْعَ سِنِينَ لَيسَ بَينَ اثْنَينِ عَدَاوَةٌ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ عز وجل رِيحًا بَارِدَةً مِنْ قِبَلِ الشَّامِ فَلا يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَحَدٌ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيرٍ أَوْ إِيمَانٍ إلا قَبَضَتْهُ حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ دَخَلَ في كَبَدِ جَبَلٍ (2) لَدَخَلَتْهُ عَلَيهِ حَتَّى تَقْبِضَهُ (3) -قَال: سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: فَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ في خِفَّةِ الطَّيرِ وَأَحْلامِ (4) السِّبَاع (5)، لا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا وَلا يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا، فَيَتَمَثَّلُ لَهُمُ الشَّيطَانُ فَيَقُولُ لَهُمْ: أَلا تَسْتَحْيُونَ (6)؟ فَيَقُولُونَ: فَمَا تَأْمُرُنَا فَيَأْمُرُهُمْ بِعِبَادَةِ الأَوْثَانِ وَهُمْ في ذَلِكَ دَارٌّ رِزْقُهُمْ حَسَنٌ عَيشُهُمْ، ثُمَّ يُنْفَخُ في الصُّورِ فَلا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلا أَصْغَى لِيتًا (7) وَرَفَعَ (8) لِيتًا (7)، قَال: وَأَوَّلُ مَنْ يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَ إِبلِهِ (9)، قَال: فَيَصْعَقُ وَيَصْعَقُ النَّاسُ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ أَوْ قَال يُنْزِلُ اللهُ مَطَرًا كَأَنَهُ الطَّلُّ (10) أَو الظِّلُّ -نُعْمَانُ بْنِ سَلامِ (11) بْنِ سَالِمٍ الشَّاكُّ- فَتَنْبُتُ (12) مِنْهُ أَجْسَادُ النَّاسِ، ثُمَّ: يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامْ يَنْظُرُونَ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا
(1) في (أ): "يومًا".
(2)
"في كبد جبل "أي: وسطه وداخله، وكبد كل شيء وسطه.
(3)
في (ك): "يقبضه".
(4)
في (أ): "أحلام".
(5)
"خفة الطير وأحلام السباع" معناه: يكونون في سرعتهم إلى الشرور وقضاء الشهوات والفساد كطيران الطير، وفي العدوان وظلم بعضهم بعضًا في أخلاق السباع العادية.
(6)
في (أ): "تستجون".
(7)
في (ك): "ليثًا".
(8)
"أصغى ليتًا ورفع ليتًا" الليت: هي صفحة العنق، وهي جانبه، وأصغى: أمال.
(9)
في (ك): "تلوظ حول إيلة".
(10)
في (أ) و (ك): "الظل"، والمثبت من "مسلم"، ومعناه: المطر الصغار القطر الدائم.
(11)
قوله: "سلام" ليس في (ك).
(12)
في (ك): "فتنيت".
أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمَّوا إِلَى رَبِّكُمْ {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} (1)، ثُمَّ يُقَالُ: أَخْرِجُوا بَعْثَ النَّارِ فَيُقَالُ: مِنْ كَمْ؟ فَيُقَالُ: مِنْ (2) كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، قَال: فَذَاكَ يَوْمَ {يَجْعَلُ الْولْدَانَ شِيبًا} (3)، وَذَلِكَ (4) {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ}) (5) (6). وَفِي رِوَايَةٍ:"مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ". ولم (7) يخرج البخاري هذا الحديث. ونُعْمَانُ بْنُ سَالِمٍ أَحَدُ رُوَاتِهِ (8).
5059 -
(17) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ قَال: حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا لَمْ أَنْسَهُ (9) بَعْدُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ (10):(إِنَّ أَوَّلَ الآياتِ خُرُوجًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحىً، وَأَيتُهُمَا مَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا فَالأُخْرَى عَلَى إِثْرِهَا قَرِيبًا)(11)(12). ولا أخرج البخاري أَيضًا هذا الحديث.
5060 -
(18) مسلم. عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيسٍ قَالتْ: نَكَحْتُ ابْنَ الْمُغِيرَةِ وَهُوَ مِنْ خِيَارِ شَبَابِ قُرَيشٍ يَوْمَئِذٍ، فَأُصِيبَ (13) في أَوَّلِ الْجِهَادِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا تَأَيَّمْتُ (14) خَطَبَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ في نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَخَطَبنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى مَوْلاهُ أُسَامَةَ بْنِ
(1) سورة الصافات، آية (24).
(2)
قوله: "من" ليس في (أ).
(3)
سورة المزمل، آية (17).
(4)
في (أ): "وذاك".
(5)
سورة القلم، آية (42)
(6)
مسلم (4/ 2258 - 2259 رقم 2940).
(7)
في (ك): "لم".
(8)
في (ك): "رواية".
(9)
في (ك): "أنسيه".
(10)
قوله: "يقول" ليس في (أ).
(11)
في (ك): "قريب".
(12)
مسلم (4/ 2260 رقم 2941).
(13)
في (ك): "فأصبت".
(14)
"تأيمت": صرت أيمًا، وهي التي لا زوج لها.
زَيدٍ، وَكُنْتُ قَدْ (1) حُدِّثْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال:(مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ أُسَامَةَ). فَلَمَّا كَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ: أَمْرِي بِيَدِكَ فَأَنْكِحْنِي مَنْ (2) شِئْتَ، فَقَال:(انْتَقِلِي (3) إلَى أُمِّ شَرِيكٍ). وَأُمُّ شَرِيكٍ امْرَأَةٌ غَنِيَّةٌ مِنَ الأَنْصَارِ عَظِيمَةُ النَّفَقَةِ في سَبِيلِ اللهِ يَنْزِلُ عَلَيهَا الضِّيفَانُ، فَقُلْتُ: سَأَفْعَلُ. فَقَال: (لا تَفْعَلِي إِنَّ (4) أُمَّ شَرِيكٍ امْرَأةٌ كَثِيرَةُ الضِّيفَانِ، فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَسْقُطَ عَنْكِ خِمَارُكِ، أَوْ يَنْكَشِفَ الثوْبُ عَنْ سَاقَيكِ، فَيَرَى الْقَوْمُ مِنْكِ بَعْضَ مَا تَكْرَهِينَ، وَلَكِنِ انْتَقِلِي إِلَى ابْنِ عَمِّكِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ). وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي فِهْرٍ فِهْرِ قُرَيشٍ (5)، وَهُوَ مِنَ الْبَطْنِ الَّذِي هِيَ مِنْهُ، فَانْتَقَلْتُ إِلَيهِ، فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتِي سَمِعْتُ نِدَاءَ الْمُنَادِي مُنَادِي رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم يُنَادِي الصَّلاةَ جَامِعَةً، فَخَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّيتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَكُنْتُ في صَفِّ النِّسَاءِ الَّذِي يَلِي ظُهُورَ الْقَوْمِ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاتهُ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَضْحَكُ فَقَال:(لِيَلْزَمْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُصَلاهُ). ثُمَّ قَال: (أَتَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُكُمْ؟ ). قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَال: (إِنِّي وَاللهِ مَا جَمَعْتُكُمْ لِرَغْبَةٍ وَلا لِرَهْبَةٍ (6)، وَلَكِنْ جَمَعْتُكُمْ لَأنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ كَانَ رَجُلًا نَصْرَانِيًّا، فَجَاءَ فَبَايَعَ (7) وَأَسْلَمَ، وَحَدَّثَنِي حَدِيثًا وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْ مَسِيحِ الدَّجَّالِ، حَدَّثَنِي أَنَّهُ رَكِبَ في سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ مَعَ ثَلاثِينَ رَجُلًا مِنْ لَخْمٍ وَجُذَامَ، فَلَعِبَ (8) بِهِمُ الْمَوْجُ شَهْرًا في الْبَحْرِ (9)، ثُمَّ أَرْفَئُوا (10) إِلَى جَزِيرَةٍ في الْبَحْرِ حَيثُ
(1) قوله: "قد" ليس في (أ).
(2)
في (أ): "ممن".
(3)
في (ك): "ايتلقي".
(4)
في (أ): "فإن".
(5)
في (ك): "بني فهر فهر من قريش".
(6)
في (أ): "رهبة".
(7)
في (ك): "وبايع".
(8)
في (ك): "فلقب".
(9)
في (أ): "في البحر شهرًا".
(10)
"أرفئوا" أي: التجأوا إليها.
مَغْرِبِ الشَّمْسِ فَجَلَسُوا في أَقْرُبِ (1) السَّفِينَةِ، فَدَخَلُوا الْجَزِيرَةَ فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّةٌ أَهْلَبُ (2) كَثِيرُ (3) الشَّعَرِ لا يَدْرُونَ (4) مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ، فَقَالُوا: وَيلَكِ مَا أَنْتِ؟ قَالتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ (5). قَالُوا: وَمَا الْجَسَّاسَةُ؟ قَالتْ: ؛ أَيُّهَا الْقَوْمُ انْطَلِقُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ في الدَّيرِ فَإنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالأَسْوَاقِ. قَال: لَمَّا سَمَّتْ لَنَا رَجُلًا فَرِقْنَا (6) مِنْهَا أَنْ تَكُونَ (7) شَيطَانَةً، قَال: فَانْطَلَقْنَا سِرَاعًا حَتَّى دَخَلْنَا الدَّيرَ فَإِذَا فِيهِ أَعْظَمُ إِنْسَان رَأَينَاهُ قَط خَلْقًا، وَأَشَدُّهُ وثَاقًا، مَجْمُوعَةٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ مَا بَينَ رُكْبَتَيهِ إِلَى كَعْبَيهِ بِالْحَدِيدِ، قُلْنَا: وَيلَكَ مَا أَنْتَ؟ قَال: قَدْ قَدَرْتُمْ عَلَى خَبَرِي، فَأَخْبِرُونِي مَا أَنْتُمْ؟ قَالُوا: نَحْنُ أُنَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ رَكِبْنَا في سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ (8) فَصَادَفْنَا الْبَحْرَ حِينَ اغْتَلَمَ (9) فَلَعِبَ بِنَا الْمَوْجُ شَهْرًا، ثُمَّ أَرْفَانَا (10) إِلَى جَزِيرَتِكَ هَذِهِ، فَجَلَسْنَا فِي أَقْرُبِهَا فَدَخَلْنَا الْجَزِيرَةَ فَلَقِيَتْنَا (11) دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ (3) الشَّعَرِ لا نَدْرِي مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ، فَقُلْنَا: وَيلَكِ مَا أَنْتِ؟ فَقَالتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ. قُلْنَا (12): وَمَا الْجَسَّاسَةُ؟ قَالتِ (13): اعْمِدُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ بِالدَّيرِ فَإِنَّهُ إلَى خَبَرِكُمْ بِالأَشْوَاقِ، فَأَقْبَلْنَا إِلَيكَ سِرَاعًا
(1)"أقرُب": هي قارب صغير يكون مع السفينة الكبيرة كالجنيبة يتصرف فيه ركاب السفينة لقضاء حوائجهم، وقيل: المراد آخر السفينة وما قرب منها للنزول.
(2)
الأهلب: غليظ الشعر كثيره.
(3)
في (أ): "كثيرة".
(4)
في (ك): "تدرون"، وفي (أ):"بدرون".
(5)
"الجساسة" سميت بذلك لتجسسها الأخبار للدجال.
(6)
"فرقنا" أي: خفنا.
(7)
في (ك): "يكون".
(8)
في (ك): "بجرية".
(9)
"اغتلم": هاج وجاوز حده المعتاد.
(10)
في (ك): "أزمانًا" وكتب فوقها "كذا".
(11)
في (أ): "فلقينا".
(12)
في (أ): "فقلنا".
(13)
في (أ): "فقالت".
وَفَزِعْنَا مِنْهَا، وَلَمْ نَأمَنْ أَنْ تَكُونَ (1) شَيطَانًا (2). فَقَال: أَخْبِرُونِي عَنْ نَخْلِ بَيسَانَ (3)؛ قُلْنَا: عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قَال: أَسْأَلُكُمْ عَنْ نَخْلِهَا هَلْ يُثْمِرُ (4)؟ قُلنا: نَعَمْ. قَال: أَمَا إِنَّهَا يُوشِكُ أَنْ لا تُثْمِرَ (5). قَال: فَأَخْبِرُونِي عَنْ بُحَيرَةِ طَبَرِيَّةِ (6)، قُلْنَا: عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ (7)؟ قَال: هَلْ فِيهَا مَاءٌ؟ قَالُوا: هِيَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ. قَال: إِنَّ مَاءَهَا يُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ. قَال: أَخْبِرُونَي عَنْ عَينِ زُغَرَ (8)؟ قَالُوا: عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ (7)؟ قَال: هَلْ في الْعَينِ مَاءٌ، وَهَلْ يَزْرَعُ أَهْلُهَا بِمَاءِ الْعَينِ؟ قُلنا لَهُ: نَعَمْ، هِيَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ وَأَهْلُهَا يَزْرَعُونَ مِنْ مَائِهَا. قَال: أَخْبِرُونِي عَنْ نَبِيِّ الأُمِّيِّينَ مَا فَعَلَ؟ قَالُوا: قَدْ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ وَنَزَلَ يَثْرِبَ (9)، قَال: أَقَاتَلَهُ (10) الْعَرَبُ؟ قُلْنَا: نَعَمْ. قَال: كَيفَ (11) صَنَعَ بِهِمْ؟ فَأَخْبَرْنَاهُ أَنهُ قَدْ ظَهَرَ عَلَى مَنْ يَلِيهِ (12) مِنَ الْعَرَبِ وَأَطَاعُوهُ (13). قَال لَهُمْ: قَدْ كَانَ ذَلِكَ؟ قُلنا: نَعَمْ. قَال: أَمَا (14) إِنَّ ذَلكَ خَيرٌ لَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ، وَإِنِّي مُخْبِرُكُمْ عَنِّي، إِنِّي أَنَا الْمَسِيحُ (15)، وَإِنِّي أُوشِكُ (16) أَنْ يُؤْذَنَ لِي في الْخُرُوج فَأَخْرُجَ، فَأَسِيرَ في الأَرْضِ فَلا أَدَعَ قَرْيَةً إلا هَبَطْتُهَا فِي الأَرْبَعِينَ لَيلَةً غَيرَ مَكَّةَ وَطَيبَةَ، فَهُمَا مُحَرَّمَتَانِ عَلَيَّ كِلْتَاهُمَا، كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً
(1) في (ك): "يكون".
(2)
في حاشية (أ) عن نسخة أخرى: "شيطانة".
(3)
"بيسان" قرية بالأردن. وفي (ك): "بتسان".
(4)
في (أ): "أيثمر"، وكتب المثبت في الحاشية وعليه "خ".
(5)
في (أ): "يثمر".
(6)
في (ك): "الطبرية".
(7)
في (ك): "بستخبر".
(8)
"عين زغر": بلدة معروفة في الجانب القبلي من الشام.
(9)
في (ك): "في يثرب".
(10)
في (ك): "أقاتلته".
(11)
في (ك): "وكيف".
(12)
في (ك): "ثلثة".
(13)
في (ك): "فأطاعوه".
(14)
قوله: "أما" ليس في (ك).
(15)
في (أ): "المسيخ".
(16)
في (أ): "يوشك".
مِنْهُمَا اسْتَقْبَلَنِي مَلَكٌ (1) بِيَدِهِ السَّيفُ صَلْتًا (2) يَصُدُّنِي عَنْهَا، وَإِنَّ عَلَى كُلّ نَقْبٍ مِنْهُمَا مَلائِكَةً يَحْرُسُونَهَا). قَالتْ (3): قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَطَعَنَ بِمِخْصَرَتِهِ في الْمِنْبَرِ: (هَذِهِ طَيبَةُ هَذِهِ طَيبَةُ هَذِهِ طَيبَةُ -يَعْنِي الْمَدِينَةَ- أَلا هَلْ كُنْتُ حَدَّثتكُمْ ذَلِكَ؟ ). فَقَال النَّاسُ: نَعَمْ. (فَإِنَّهُ أَعْجَبَنِي حَدِيثُ تَمِيمٍ (4) أَنَّهُ وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ أُحَدّثُكُمْ عَنْهُ وَعَنِ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ، أَلا إِنَّهُ فِي بَحْرِ الشَّامِ أَوْ بَحْرِ الْيَمَنِ، لا بَلْ مِنْ (5) قِبَلِ الْمَشْرِقِ، [مَا هُوَ (6) مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ](7)، مَا هُوَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، مَا هُوَ) (8). وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَشْرِقِ قَالتْ فَحَفِظْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (9).
5061 -
(19) وَعَنْهُ في هذا الحديث قَال: دَخَلْنَا عَلَى فَاطِمَةَ بنْتِ قَيسٍ فَأَتْحَفَتْنَا برُطَبٍ (10) يُقَالُ لَهُ: رُطَبُ ابْنِ طَابٍ وَسَقَتْنَا سَويقَ سُلْتٍ (11)، فَسَأَلتهَا عَنِ الْمُطَلَّقَةِ ثَلاثًا أَينَ تَعْتَدُّ؟ قَالتْ: طَلَّقَنِي بَعْلِي ثَلاثًا، فَأَذِنَ لِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إنْ أَعْتَدَّ في أَهْلِي، فَنُودِيَ (12) في النَّاسِ: إِنَّ الصَّلاةَ جَامِعَةً، قَالتْ: فَانْطَلَقْتُ فِيمَنِ انْطَلَقَ مِنَ النَّاسِ، قَالتْ: فَكُنْتُ في الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ مِنَ النِّسَاءِ، وَهُوَ يَلِي الْمُؤَخَّرَ مِنَ الرِّجَالِ، قَالتْ: فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ
(1) في (ك): "مالك".
(2)
"السيف صلتًا" أي: مسلولًا.
(3)
في (أ) و (ك): "قال".
(4)
زاد في (أ): "الداري".
(5)
في (أ): "لا بل هو من".
(6)
"ما هو" قال القاضي عياض: لفظة "ماهو" زائدة صلة للكلام ليس بنافيه، والمراد إثبات أنَّه في جهة المشرق.
(7)
ما بين المعكوفين سقط في (أ) و (ك) والمثبت من "مسلم".
(8)
قوله: "ما هو" ليس في (أ).
(9)
مسلم (4/ 2261 - 2264 رقم 2942).
(10)
"فأتحفتنا برطب" أي ضيفتنا بنوع من الرطب.
(11)
"سويق سلت": هو حب يشبه الحنطة الشعير.
(12)
في (ك): "قبوري".
يَخْطُبُ فَقَال: (إِنَّ بَنِي عَمٍّ لِتَمِيمٍ الدَّارِيِّ رَكِبُوا في الْبَحْرِ .. )(1). وَسَاقَ (2) الْحَدِيثَ وَزَادَ فِيهِ: قَالتْ: فَكَأَنَّمَا أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَهْوَى بِمِخْصَرَتِهِ إلَى الأَرْضِ وَقَال: (هَذِهِ طَيبَةُ). يَعْنِي الْمَدِينَةَ. وَفِي لَفظٍ آخَر: عَنْ فَاطِمَةَ قَالتْ: قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَمِيمٌ الدَّارِيُّ فَأَخْبَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ رَكِبَ الْبَحْرَ فَتَاهَتْ بِهِ (3) سَفِينَتُهُ فَسَقَطَ إِلَى جَزِيرَةٍ فَخَرَجَ إِلَيهَا يَلْتَمِسُ الْمَاءَ، فَلَقِيَ إنْسَانًا يَجُرُّ شَعَرَهُ
…
وَاقْتَصَّ الْحَدِيثَ وَقَال فِيهِ: ثُمَّ قَال أَمَا إِنَّهُ لَوْ قَدْ أُذَنَ لِي فَي الْخُرُوج قَدْ وَطِئْتُ الْبِلادَ كُلَّهَا غَيرَ طَيبَةَ. فَأَخْرَجَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلَى النَّاسِ فَحَدَّثَهُمْ، فَقَال:(هَذِهِ طَيبَةُ، وَذَاكَ الدَّجَّالُ). وَفِي طَرِيقٍ أُخْرَى: قَالتْ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَال: (أَيُّهَا النَّاسُ حَدَّثَنِي تَمِيمٌ الدَّارِيُّ أَنَّ نَاسًا مِنْ قَوْمِهِ كَانُوا في الْبَحْرِ في سَفِينَةٍ لَهُمْ، فَانْكَسَرَتْ بِهِمْ فَرَكِبَ بَعْضُهُمْ عَلَى لَوْحٍ مِنْ أَلْوَاحِ السَّفِينَةِ، فَخَرَجُوا إلَى جَزِيرَةٍ في الْبَحْرِ .. ). وَسَاقَ الْحَدِيثَ. لَمْ يُخْرِجِ الْبُخَارِيُّ هَذَا الْحَدِيث.
5062 -
(20) مسلم. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لَيسَ مِنْ بَلَدٍ إِلا سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ إلا مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ، وَلَيسَ نَقْبٌ مِنْ أَنْقَابِهَا (4) إلا عَلَيهِ الْمَلائِكَةُ (5) صَافِّينَ تَحْرُسُهَا، فَيَنْزِلُ بِالسَّبْخَةِ فَتَرْجُفُ الْمَدِينَةُ ثَلاثَ رَجَفَاتٍ يَخْرُجُ إِلَيهِ مِنْهَا كُلُّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ) (6). وَفِي طَرِيقٍ أُخْرَى: (فَيَأْتِي
(1) انظر الحديث الذي قبله.
(2)
في (ك): "وشاق".
(3)
"فتاهت به" أي: سلكت غير الطريق.
(4)
في (ك): "أنقابها".
(5)
في (ك): "ملائكة".
(6)
مسلم (4/ 2265 رقم 2943)، البخاري (4/ 95 رقم 1881)، وانظر (7124، 7134، 7473).
سَبْخَةَ الْجُرُفِ فَيَضْرِبُ رِوَاقَهُ فِيهَا) (1). وَقَال: (فَيَخْرُجُ إِلَيهِ كُلُّ مُنَافِقٍ وَمُنَافِقَةٍ). [لم يذكر البخاري في حديث أنس: سَبْخَةَ الْجُرُفِ، إنما قال: "ينزل في نَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ"](2). وفي بعض طرق البخاري: عَنْ أَنَسٍ أَيضًا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(الْمَدِينَةُ يَأْتِيهَا الدَّجَّالُ فَيَجِدُ الْمَلائِكَةَ يَحْرُسُونَهَا فَلا يَقْربُهَا الدَّجَّالُ، وَلا الطاعُونُ إنْ شَاءَ اللهُ). هذا الحديث خرجه مسلم من حديث أبي هريرة (3) ولم يقل: "إنْ شَاءَ اللهُ". وكذلك البخاري، وقد تقدم في "الحج".
5063 -
(21) البخاري. عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(لا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ رُعْبُ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَلَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ عَلَى كُل بَابٍ مَلَكَانِ)(4). لم يخرج مسلم عن أبي بكرة في ذكر المدينة ولا الدجال شيئًا.
5064 -
(22) مسلم. عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(يَتْبَعُ الدَّجَّال مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيهِمُ الطَّيَالِسَةُ)(5). لَمْ يُخْرِج الْبُخَارِيُّ هَذَا الْحَدِيث.
5065 -
(23) مسلم. عَنْ أُمِّ شَرِيكٍ، أَنَّهَا سَمِعَتِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:(لَيَفِرَّنَّ النَّاسُ مِنَ الدَّجَّالِ في الْجِبَالِ). قَالتْ أُمُّ شَرِيكٍ: يَا رَسُولَ اللهِ فَأَينَ الْعَرَبُ يَوْمَئِذٍ؟ قَال: (هُمْ قَلِيلٌ)(6). لَمْ يُخْرِج الْبُخَارِيُّ هَذَا الْحَدِيث.
5066 -
(24) مسلم. عَنْ أَبِي الدَّهْمَاءِ، وَأَبِي قَتَادَةَ وَغَيرهِ قَالُوا: كُنَّا نَمُرُّ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ نَأْتِي عِمْرَانَ بْنَ حُصَينٍ، فَقَال ذَاتَ يَوْمٍ: إِنَّكُمْ
(1) قوله: "فيها" ليس في (ك).
(2)
ما بين المعكوفين ليس في (ك).
(3)
مسلم (2/ 1005 رقم 1379)، البخاري (4/ 95 رقم 1880)، وانظر (5731، 7133).
(4)
البخاري (4/ 95 رقم 1879)، وانظر (7125، 7126).
(5)
مسلم (4/ 2266 رقم 2944).
(6)
مسلم (4/ 2266 ر قم 2945).
لَتُجَاوزُونَنِي (1) إِلَى رِجَالٍ مَا كَانُوا بِأَحْضَرَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنِّي، وَلا أَعْلَمَ بِحَدِيثِهِ مِنِّي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:(مَا بَينَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ)(2)(3). وَفِي رِوَايَةٍ: (أَمْرٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ). ولا أخرج البخاري أَيضًا هذا الحديث، ولا أخرج عن هشام بن عامر في كتابه شيئًا.
5067 -
(25) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال:(بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سِتَةً طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، أَو الدُّخَانَ، أَو الدَّجَّال، أَو الدَّابَّةَ، أَوْ خَاصَّةَ أَحَدِكُمْ (4)، أَوْ أَمْرَ الْعَامَّةِ) (5) (6). وفي لفظ آخر:(بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سِتًّا: الدَّجَّال، وَالدُّخَانَ، وَدَابَّةَ الأَرْضِ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَأَمْرَ الْعَامَّةِ، وَخُوَيصَّةَ أَحَدِكُمْ). لَمْ يُخْرِج الْبُخَارِيُّ هَذَا الْحَدِيث.
5068 -
(26) وذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنِ [أَبِي](7) نَصْرٍ الحُمَيدِي في كِتَابِهِ "الجمعُ بَينَ الصَّحِيحَينِ"، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَن أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَو ابْنِ عَمْرٍو قَال: شَبَّكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَصَابِعَهُ وَقَال: (كَيفَ أَنْتَ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرٍو وإذَا بَقِيتَ في حُثَالةٍ (8) مِن النَّاسِ قَدْ مَرَجَتْ عُهُودُهُمْ وأَمَانَاتُهُم (9) واخْتَلَفُوا فَصَارُوا هَكَذَا). قَال: فَكَيفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَال: (تَأخُذُ (10) مَا تَعْرِفُ وتَدَعُ (11) ماتُنْكِرُ وتُقْبِلُ عَلَى خَاصَّتِكَ وَتَدَعُهُم وعَوَامَّهُم) (12). قَال: "هَكَذَا في حديث بشر بن
(1) في (ك): "لتجاوزنني".
(2)
"أكبر من الدجال" المراد: أكبر فتنة وأعظم شوكة.
(3)
مسلم (4/ 2266 - 2267 رقم 2946).
(4)
"خاصة أحدكم": هي الموانع التي تخصه مما يمنعه العمل.
(5)
"أمر العامة" يعني الإشتغال بهم فيما لا يتوجه على الإنسان فرضه.
(6)
مسلم (4/ 2267 رقم 2947).
(7)
ما بين المعكوفين ليس في النسخ، وأثبتناه من ترجمة الحميدي.
(8)
في (ك): "حبالة".
(9)
في (ك): "أمانتهم".
(10)
في (ك): "خذا".
(11)
في (ك): "دع".
(12)
انظر "الجمع" للحميدي (2/ 278 رقم 1435)، و"فتح الباري"(1/ 566).