المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وَضَحَ الْكِتَابُ أَو السُّنةُ لَمْ يَتَعَدَّوْهُ إِلَى غَيرِهِ اقْتِدَاءً بِالنبِيِّ - الجمع بين الصحيحين لعبد الحق - جـ ٤

[عبد الحق الإشبيلي]

فهرس الكتاب

- ‌كِتَابُ القَدَرِ

- ‌كتَابُ العِلْمِ

- ‌كِتَابُ الذِّكْرِ والدُّعَاءِ

- ‌حَدِيثُ الغَارِ

- ‌بَابٌ في التَّوْبَةِ

- ‌بَابٌ في سَعَةِ رَحْمَةِ الله عز وجل

- ‌ باب

- ‌حَدِيثُ الثلَاثةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا

- ‌حَدِيثُ الإِفْكِ وكَانَ فِي غَزْوَةِ الْمَرَيسِيعِ، والْمَرَيسِيعُ مَاءٌ لِبَنِي الْمُصْطَلَقِ

- ‌بَابٌ

- ‌بِابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌ باب

- ‌[بَابُ الْخَلْقِ الأَوَّلِ مِنْ آدم]

- ‌بَابٌ

- ‌بَّابَ

- ‌بَابٌ فِي عَذَابِ القَبْرِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ الفِتَنِ والأَشْرَاطِ

- ‌بَابُ ذِكْرِ ابْنِ صَيَّادٍ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ الزُّهْدِ

- ‌بَابٌ

- ‌ باب

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌بابٌ

- ‌بابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ التفْسِيرِ

- ‌[كِتَابُ الْجَمْع بَينَ الصَّحِيحَينِ أَيضًاعَلَى مَا تَقَدَّمَ فِي صَدْرِ الكتَابِ

- ‌كَيفَ كَان بَدْءُ الوَحْي

- ‌كِتَابُ الإِيمَانِ

- ‌كِتَابُ العِلْمِ

- ‌كتَابُ الوُضُوءِ

- ‌كتَابُ الصَّلاةِ

- ‌كِتَابُ الْجَنَائِزِ

- ‌كتَابُ الزَكَاةِ

- ‌كِتَابُ الحَجِّ

- ‌كِتَابُ الصِّيامِ

- ‌كِتَابُ البُيُوعِ

- ‌كِتَابُ السَّلَمِ

- ‌كِتَابُ الشُّفْعَةِ

- ‌كِتَابُ الإِجَارةِ

- ‌كِتَابُ الحَوَالاتِ

- ‌كِتَابُ الوَكَالةِ

- ‌كِتَابُ الْحَرْثِ

- ‌كِتَابُ الشُّرْبِ

- ‌كِتَابُ الاسْتِقْرَاضِ

- ‌كِتَابُ الْخُصُومَاتِ

- ‌كِتَابُ اللُّقَطَةِ

- ‌كِتَابُ الْمَظَالِمِ

- ‌كِتَابُ الشَّرِكَةِ

- ‌كِتَابُ الرَّهْنِ

- ‌كِتَابُ العِتْقِ

- ‌كِتَابُ الْمُكَاتَبِ

- ‌كِتَابُ الْهِبَةِ

- ‌كِتَابُ الشَّهَادَاتِ

- ‌كِتَابُ الصُّلْحِ

- ‌كِتَابُ الشَّرُوطِ

- ‌كِتَابُ الوَصَايَا

- ‌كِتَابُ الجِهَادِ

- ‌كِتابُ بدْءِ الخَلْقِ

- ‌كِتابُ الْمَغازِي

- ‌كِتابُ التفْسِيرِ

- ‌وَفِي سُورَة البَقَرَةِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَان

- ‌وَمِنْ سُورَةِ النِّسَاءِ

- ‌وَمنْ سُورَةِ الْمَائِدَةِ

- ‌وَمنْ سُورَةِ الأنْعَامِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الأعْرَافِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ الأنْفَال

- ‌ومِنْ سورَةِ بَراءَة

- ‌مِنْ سُورَةِ يُونُسَ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سُورَةِ هُودٍ عليه السلام

- ‌وَمِن سُورَةِ يُوسُفَ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سورَةِ الرَّعْدِ

- ‌مِنْ سُورَةِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الحِجْرِ

- ‌مِنْ سُورَةِ الْنحْلِ

- ‌وَمِن سُورَةِ بَنِي إِسرَائِيل

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْكهْفِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ {كهيعص}

- ‌وَمِنْ سُورَةِ طه

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الأَنْبِيَاءِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ الْحَجِّ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ النُّورِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ الْفُرْقَانِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الشُّعَرَاءِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ النَّمْلِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْقَصَصِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْعَنْكَبُوتِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الرُّومِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ تَنْزِيل السَّجْدَةِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الأحْزَابِ وَسُورَةِ سَبَإِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمَلائكَةِ ويس وَالصَّافاتِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ ص وَسورَةِ الزُّمَرِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمُؤْمِنِ وَحم السَّجْدَةِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ {حم عسق} وَحم الزُّخْرُفِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الدُّخَانِ وَالْجَاثِيَة وَالأحْقَافِ {وَالَّذِينَ كَفَرُوا}

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْفَتْحِ وَالْحُجُرَاتِ وَق

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الذَّارِيَاتِ وَالطُّورِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ وَالنَّجْمِ وَاقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ {الرَّحْمَن} جل جلاله

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْوَاقِعَةِ وَالحَدِيدِ وَالُمجَادَلَةِ والحَشْرِ والمُمْتَحِنَةِ وَالصَّفِّ وَالمُنَافِقِينَ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ التَّغَابُنِ وَالطَّلاقِ والتَّحْرِيمِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمُلْكِ وَ {ن وَالْقَلَمِ}

- ‌ومِنْ سُورَةِ الْحَاقَّةِ وَ {سَأَلَ سَائِلٌ} وَسُورَةِ نُوحٍ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سُورَةِ {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ} وَالْمُزَّمِّلِ وَالْمُدَّثِّرِ وَالقِيَامَةِ وَ {هَلْ أَتَى} وَالمُرْسَلاتِ وَ {عَمَّ يَتَسَاءَلُون} وَالنَّازِعَاتِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ عَبَسَ وَ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الإِنْفِطَارِ والمُطَفِّفِينَ وَالإِنْشِقَاقِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْبُرُوجِ وَالطَّارِقِ والغَاشِيَةِ والفَجْرِ وَالبَلَدِ إِلَى آخِرِ القُرْآنِ

- ‌كِتَابُ فَضَائِلِ القُرْآنِ

- ‌كِتَابُ النِّكَاحِ

- ‌كتَابُ الطَّلاقِ

- ‌كِتَابُ النَّفَقَاتِ

- ‌كِتَابُ الأَطْعِمَةِ

- ‌كتَابُ العَقِيقَةِ وَكِتَابُ الذَّبَائح وَالصَّيدِ

- ‌كِتَابُ الأَضَاحِي

- ‌كِتَابُ الأَشْرِبَةِ

- ‌كِتَابُ المَرْضَى

- ‌كِتابُ الطِّبِ

- ‌كِتابُ الْلِّباسِ

- ‌كِتابُ الأَدَبِ

- ‌كِتَابُ الاسْتِئْذانِ

- ‌كِتابُ الدَّعَواتِ

- ‌كِتاب الرِّقَاقِ

- ‌كتابُ القَدَرِ

- ‌كِتابُ الأَيمانِ والنُّذُورِ

- ‌كِتابُ الكَفاراتِ

- ‌كِتَابُ الفَرَائِضِ

- ‌كِتَابُ الحُدُودِ

- ‌كِتَابُ المُحَارِبِينَ

- ‌كِتَابُ الدَّيِّاتِ

- ‌كِتَابُ اسْتِتَابَةِ الْمُرتَدِّينَ والْمُعَانِدِينَ وَقِتَالُهُم

- ‌كِتَابُ الإِكْرَاه

- ‌كِتَابُ الحِيَلِ

- ‌كتَابُ الرؤْيَا

- ‌كِتَابُ الفِتَنِ

- ‌كِتَابُ الأحكام

- ‌كِتَابُ التَّمَنِّي

- ‌كِتَابُ إِجَازَةِ خَبَرِ الوَاحِدِ

- ‌كتَابُ الاعتِصَامِ

- ‌كِتَابُ التَّوحِيدِ

الفصل: وَضَحَ الْكِتَابُ أَو السُّنةُ لَمْ يَتَعَدَّوْهُ إِلَى غَيرِهِ اقْتِدَاءً بِالنبِيِّ

وَضَحَ الْكِتَابُ أَو السُّنةُ لَمْ يَتَعَدَّوْهُ إِلَى غَيرِهِ اقْتِدَاءً بِالنبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1).

وَجَلْدُ الرَّامِينَ ذَكَره أَبُو داود (2)، وَهُم حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ، وَمِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ. قَال: وَيَقُولُونَ: إِنَّ المرأَةَ حَمنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ.

‌كِتَابُ التَّوحِيدِ

قال في بَاب "قَوْلِ الله عز وجل {عَالِمُ الْغَيبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيبِهِ أَحَدًا} (3) "، قَال يَحيَى: الظَّاهِرُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ عِلْمًا، وَالْبَاطِنُ عَلَى كُلّ شَيءٍ عِلْمًا (4).

وَفي بَاب آخَرَ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالتِ: الْحَمدُ للهِ الذي وَسِعَ سَمعُهُ الأصوَاتَ، فَأَنْزَلَ الله تَعَالى (5) عَلَى النبِيِّ صلى الله عليه وسلم:{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} (6)(7).

وَفِي آخَرَ: وَقَال ابْنُ عَبَّاسِ: {ذُو الْجَلالِ} : الْعَظَمَةِ، {الْبَرُّ}: اللطِيفُ (8). {أَحصيناهُ} : حَفِظناهُ (8). {وَلِتُصنَعَ عَلَى عَيني} : تُغَذَّى (9). وقال فِي (10) بَاب {قُلْ أَيُّ شَيءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ} (11): فَسَمَّى الله نَفْسَهُ شَيئا، وَسَمَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْقُرآنَ شَيئًا، وَهُوَ صِفَة مِنْ صِفَاتِ الله (12).

قَال أبو الْعَالِيَةِ: {اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} (13): ارتَفَعَ، فَسَوَّى خَلْقَهُنَّ.

(1) البخاري (13/ 339).

(2)

في "سننه"(4/ 619 رقم 447) في كتاب الحدود، باب في حدّ القذف.

(3)

سورة الجن، آية (26).

(4)

البخاري (13/ 361).

(5)

هكذا علقه البخاري وتمامه عند أحمد وغيره بعد قوله: "الأصوات": لقد جاءت المجادلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلمه في جانب البيت ما أسمع ما تقول فأنزل الله

الآية.

(6)

سورة المجادلة، آية (1).

(7)

البخاري (13/ 372) معلقًا.

(8)

البخاري (13/ 377).

(9)

البخاري (13/ 389).

(10)

قوله: "في" ليس في (ك).

(11)

سورة الأنعام، آية (19).

(12)

البخاري (13/ 402).

(13)

سورة البقرة، آية (29).

ص: 597

وَقَال مُجَاهِدٌ: {اسْتَوَى} : عَلا عَلَى الْعرشِ. وَقَال ابْنُ عَبَّاسٍ: {الْمَجِيدُ} : الْكَرِيمُ، {الْوَدُودُ}: الْحَبِيبُ، يُقَالُ:{حَمِيدٌ مَجِيدٌ} : كَأَنهُ فَعِيل مِنْ مَاجِدٍ مَحمُود مِنْ حَمِيدٍ (1).

وَقَال مُجَاهِد: {الْعَمَلُ الصَّالِحُ} : يرفَعُ الْكَلِمَ الطيبَ، يُقَالُ:{ذِي الْمَعَارِج} : تعرُجُ الْمَلائِكَةُ إِلَيهِ (2). وَقَال مُجَاهِدٌ: {الْقيّومُ} : الْقَائِمُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ، وَقَرَأَ عُمَرُ رضي الله عنه: الْقيَّامُ، وَكِلاهُمَا مَدح (3).

وَقَال: بَاب "مَا جَاءَ فِي تَخْلِيقِ السمَوَاتِ وَالأرضِ وَغَيرِهِمَا مِنَ الْخَلائِقِ وَهُوَ فِعلُ الرَّبّ وَأَمرُهُ": فَالرَّبُّ بِصِفَاتِهِ وَفِعلِهِ وَأَمرِهِ وَكَلامِهِ هُوَ الْخَالِقُ الْمُكَوِّنُ غَيرُ مَخْلُوقٍ، وَمَا كَانَ بِفِعلِهِ وَأَمرِهِ وَتَخْلِيقِهِ وَتَكْوينِهِ فَهُوَ مَفْعُول مَخْلُوق مُكَوَّن (4).

وَذَكَر فِي هذَا البَابِ قِرَاءَةَ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرضِ} إِلَى قَوْلِهِ: {لأُولِي الأَلْبَابِ} (5).

وَقَال فِي بَابٍ آخَرَ: عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، إِذَا تَكَلَّمَ الله بِالْوَحي سَمِعَ أَهْلُ السَّمَوَاتِ، فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهم وَسَكَنَ الصَّوْتُ عَرَفُوا أَنهُ الْحَقُّ وَنَادَوْا {مَاذَا قَال رَبُّكُم قَالُوا الْحَقَّ} (6) (7). وَقَال:{يُغْشِي اللّيلَ النهار} سَخَّرَ: ذَلَّلَ (8).

وَقَال مَعمَرٌ: {إِنكَ لَتُلَقَّى الْقُرآنَ} (9): أَي يُلْقَى عَلَيكَ وَتَلَقَّاهُ أَنْتَ أَي تَأخُذُهُ عَنْهُم وَمِثْلُهُ {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّه كَلِمَاتٍ} (10)(11).

(1) البخاري (13/ 403).

(2)

البخاري (13/ 415).

(3)

البخاري (13/ 423).

(4)

البخاري (13/ 438).

(5)

سورة آل عمران، آية (190).

(6)

سورة سبأ، آية (23).

(7)

البخاري (13/ 452 - 453).

(8)

البخاري (13/ 444).

(9)

سورة النمل، آية (6).

(10)

سورة البقرة، آية (27).

(11)

البخاري (13/ 460 - 461).

ص: 598

وَقَال مُجَاهِدٌ: {يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَينَهُنَّ} : مِنَ السَّمَاءِ السَّابعَةِ وَالأَرضِ السَّابِعَةِ (1). {لَقَوْلٌ فصْلٌ} (2): الْحَقُّ، {وَمَا هُوَ بِالهزْلِ}: بِاللعِبِ (3). غُمَّة: همٌّ وَضِيقٌ، وَقَال مُجَاهِدٌ:{ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ} : مَا فِي أَنْفُسِكُم، يُقَالُ: افْرُقْ: فَاقْضِ، وَقَال مُجَاهِدٌ:{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتى يَسْمَعَ كَلامَ الله} (4): إِنْسَانٌ يَأتِيهِ فَيَسْمَعُ مَا يَقُولُ وَمَا أُنزِلَ عَليهِ فَهُوَ آمِنٌ حَتى يَأتِيَهُ فَيَسْمَعَ كَلامَ الله وَحَتى يَبْلُغَ مَأمَنَهُ حَيثُ جَاءَ النبَأُ العظيم الْقرآنُ، {صَوَابًا}: حَقا فِي الدُّنْيَا وَعَمَلٌ بهِ (5)(6).

وَقَال عِكْرِمَةُ: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللهِ إلا وَهُم مشرِكُونَ} (7): قَالتَ: تَسْأَلُهم مَنْ خَلَقَهُم وَمَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرضَ (8)؟ فَيَقُولونَ: الله. فَذَلِكَ إيمَانُهُم وَهُم يَعبدُونَ غَيرَهُ.

وَقَال مُجَاهِدٌ: مَا تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ إلا بِالْحَقِّ، بِالرسَالةِ والعذابِ، {لِيَسألَ الصَّادِقِينَ} (9): الْمُبَلِّغِينَ الْمُؤَدِّينَ مِنَ الرسُلِ، {وَإِنا لَهُ لَحَافِظُونَ} (10): عِنْدَنَا، {وَالذِي جَاءَ بِالصِّدقِ} (11): القرآنُ، {وَصَدَّقَ بِهِ}: الْمُؤْمِنُ

(1) البخاري (13/ 462).

(2)

سورة الطارق، الآيتان (13 - 14).

(3)

البخاري (13/ 464).

(4)

سورة التوبة، آية (6).

(5)

"عمل به": يريد قوله تعالى: {إلا من أذن له الرحمن وقال صوابًا} ، أي: حقًّا في الدنيا وعمل به، فهو الذي يؤذن له في الكلام بين يدي الله بالشفاعة لمن أذن له.

(6)

البخاري (13/ 489).

(7)

سورة يوسف، آية (106).

(8)

قوله: "الأرض" ليس في (ك).

(9)

سورة الأحزاب، آية (8).

(10)

سورة الحجر، آية (9).

(11)

سورة الزمر، آية (33).

ص: 599

يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: هذَا الذي أَعطيتَنِي عَمِلْتُ بمَا فِيهِ (1).

وَعَنْ أَبي هُرَيرَةَ، عَنِ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم:(قَال اللهُ عز وجل: أَنَا مَعَ عَبْدِي مَا ذَكَرَني وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ)(2). وهذَا الحَدِيث وَقعَ فِي مُسْند أَبي بَكْر بْنِ أَبي شَيبَةَ (3).

وَقَال الزُّهْري: مِنَ الله الرِّسَالةُ، وَعَلَى رَسُولِ الله الْبَلاغُ، وَعَلَينَا التسْلِيمُ. وَقَالتْ عَائِشَةُ: إِذَا أعجَبَكَ حُسْنُ عَمَلِ امرِئ فَقُلْ: {اعْمَلُوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُم وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} (4) وَلا يَسْتَخِفنكَ أَحد. وَقَال مَعمَرٌ: {ذَلِكَ الْكِتَابُ} : هذَا الْقرآنُ، {هُدى لِلْمُتقِينَ}: بَيَانٌ وَدِلالة، كَقَوْلِهِ:{ذَلِكُم حُكْمُ الله} : هذَا حُكْمُ الله، {لا رَيبَ فِيهِ}: لا شَكَّ فِيهِ، {تِلْكَ آياتُ الله}: يَعنِي هذِهِ أَعلامُ الْقُرآنِ وَمِثْلُهُ، {حَتى إِذَا كُنْتُم فِي الْفُلْكِ وَجَرَينَ بِهِم} (5): يَعنِي بكُم (6).

وَقَال أبو رَزِينٍ: {يَتْلُونَهُ} : يُتبِعُونَهُ وَيَعمَلُونَ بِهِ حَقَّ عَمَلِهِ، يُقَالُ:{تُتْلَى} : تُقْرَأُ، حَسَنُ التِّلاوَةِ: حَسَنُ الْقِرَاءَةِ لِلْقُرآن، {لا يَمَسُّهُ}: لا يَجِدُ طَعمَهُ وَنَفْعَهُ إلا مَنْ آمَنَ بالْقُرآنِ، وَلا يَحمِلُهُ بِحَقِّهِ إلا الْمُؤمِنُ لِقَوْلِهِ تَعَالى:{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} (7)، وَسَمَّى النبِيُّ صلى الله عليه وسلم الإِيمَانَ الإسْلامَ وَالصَّلاةَ عَمَلًا (8).

(1) البخاري (13/ 491).

(2)

البخاري (13/ 499).

(3)

ليس في المطبوع من "المسند" لأبي بكر بن أبي شيبة ولا في "المصنف"، وانظر "تغليق التعليق"(5/ 362 - 364)، وعزاه لأحمد والبخاري في "خلق أفعال العباد" وابن ماجه والحاكم وابن حبان.

(4)

سورة التوبة، آية (105).

(5)

سورة يونس، آية (22).

(6)

البخاري (13/ 503).

(7)

سورة الجمعة، آية (5).

(8)

البخاري (13/ 508).

ص: 600

{هَلُوعًا} : ضَجُورًا {إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيرُ مَنُوعًا} (1)(2).

وقال فِي ترجمةِ بَابِ "قَوْلِ النبِيّ صلى الله عليه وسلم: (الْمَاهِرُ بِالْقرآنِ مَعَ السَفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ) وَ (زَيِّنُوا الْقُرآنَ بِأصوَاتِكم) (3) "، وهذا الحَدِيث:"المَاهِرُ بالقُرآنِ" قَدْ تَقَدَّمَ مُسْنَدًا، وحَديث:"زَيِّنُوا القرآن بِأصوَاتِكم" خَرَّجهُ أَبُو داود (4).

مُيَسَّرٌ: مُهيَّأٌ. وَقَال مُجَاهِدٌ: {يَسَّرنَا الْقُرآن} بِلِسَانِكَ هوَّنا قِرَاءَتَهُ عَلَيكَ (5). {مَسْطُورٍ} : قَال قَتَادَةُ: مَكْتُوب، {يَسْطرونَ}: يَخُطونَ، {فِي أُمِّ الْكِتَابِ}: جُملَةِ الْكِتَابِ وَأَصلِهِ، {مَا يَلْفِظُ}: مَا يَتَكَلمُ مِنْ شَيءٍ إلا كُتِبَ عَلَيهِ. وَقَال ابْنُ عَبَّاسٍ: يُكْتَبُ الْخَيرُ وَالشَّرُّ، {يُحَرِّفُونَ}: يُزِيلُونَ وَلَيسَ أَحَدٌ يُزِيلُ لَفْظَ كِتَابٍ مِنْ كُتُبِ الله، وَلَكِئهُم يُحَرِّفُونَهُ يَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غَيرِ تأويلهِ، دِرَاسَتُهُم: تِلاوَتُهُم، {وَاعِيَة}: حَافِظَة، {وَتَعِيها}: تَحفَظُها، {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرآنُ لأُنْذِرَكُم بِهِ} (6): يَعنِي أَهْلَ مَكةَ، {وَمَنْ بَلَغَ}: هذَا الْقُرآنُ فَهُوَ لَهُ نَذِير (7). وَقَال ابْنُ عُيَينَةَ: بَيَّنَ اللهُ الْخَلْقَ مِنْ الأَمرِ، بِقَوْلِهِ (8) تَعَالى:{أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمرُ} (9)(10).

وقال فِي بَاب "قَوْلِ الله عز وجل: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ

(1) سورة المعارج، الآيات (19 - 21).

(2)

البخاري (13/ 511).

(3)

البخاري (13/ 518).

(4)

في "سننه"(2/ 155 رقم 1468) في كتاب الصلاة، باب استحباب الترتيل في القراءة.

(5)

البخاري (13/ 521).

(6)

سورة الأنعام، آية (19).

(7)

البخاري (13/ 522).

(8)

في النسخ: "كقوله"، والمثبت من "الصحيح".

(9)

سورة الأعراف، آية (54).

(10)

البخاري (13/ 527).

ص: 601

الْقِيَامَةِ} (1) وَأَنَّ أعمَال بَنِي آدَمَ وَقَوْلَهم يُوزَنُ": وَقَال مُجَاهِدٌ: الْقُسْطَاسُ: الْعدلُ بِالرُّومِيَّةِ، ويقَالُ: الْقِسْطُ: مَصدَرُ الْمُقْسِطِ، وَهُوَ الْعَادِلُ، وَأَمَّا الْقَاسِطُ: الْجَائِرُ (2)(3).

تَم جَمِيعُ (4) مَا فِي كِتَابِ الْبُخارِيِّ مِنْ كَلامِ صَاحِبٍ أَوْ تَابِعٍ أَوْ غَيرِهِمَا أَوْ حَدِيثِ مُعَلَّقِ بِالتَّرجَمَةِ أَوْ تَفْسِيرِ لُغَةٍ، وبِتَمَامِهِ تَمَّ الْجَمع بَينَ كِتَابَي مُسْلِمٍ وَالبُخَارِيِّ.

وَوَافَقَ (5) الفَرَاغُ مِنْهُ يَوْمَ الخمِيسِ سَادِسِ شَهْرِ رَجَبٍ الفَرد سَنَة اثْنَينِ وَعِشْرِين وسَبْعمَائَةِ، خَتَمها الله بِالخَيرَاتِ، كتبَهُ مُحَمدُ بْنُ عَرَفَةَ بْنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ أَبِي مُحَمدِ بْنِ نصرِ اللهِ الأنْصَارِيُّ، حَامِدًا الله عَلَى نِعَمِهِ وَمُصَلِّيًّا عَلَى نَبِيِّ الرَّحمَةِ مُحمدِ وَآلِهِ وَصحبهِ وَمُسَلِّمًا، والحمدُ للهِ وَحدَهُ

وَصَلوَاتُهُ عَلَى سَيِّدنَا مُحَمدٍ وَآلِهِ وَسَلامِهِ وَهُوَ حَسْبِي وَنِعمَ الوَكِيل (6)(7)

* * *

(1) سورة الأنبياء، آية (47).

(2)

البخاري (13/ 537).

(3)

هنا في حاشية (ك): "بلغ مقابلة".

(4)

في (ك): "جمع".

(5)

في (ك): "وافق".

(6)

في حاشية (أ): "بلغ مقابلة".

(7)

جاء في (ك): "وافق الفراغ منه يوم الجمعة العشرين من شهر رمضان المعظم سنة ست وثلاثين وسبعمائة ختمها الله بالخيرات على يد العبد الفقير إلى الله تعالى يوسف بن عمر بن محمد بن محمد القرشيّ الأصفهاني عرف بابن العماد الكاتب".

ص: 602