المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌كِتَابُ الْجَنَائِزِ وَقِيلَ لِوَهْبِ بْنِ مُنبهٍ: أَلَيسَ لا إله إلا الله - الجمع بين الصحيحين لعبد الحق - جـ ٤

[عبد الحق الإشبيلي]

فهرس الكتاب

- ‌كِتَابُ القَدَرِ

- ‌كتَابُ العِلْمِ

- ‌كِتَابُ الذِّكْرِ والدُّعَاءِ

- ‌حَدِيثُ الغَارِ

- ‌بَابٌ في التَّوْبَةِ

- ‌بَابٌ في سَعَةِ رَحْمَةِ الله عز وجل

- ‌ باب

- ‌حَدِيثُ الثلَاثةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا

- ‌حَدِيثُ الإِفْكِ وكَانَ فِي غَزْوَةِ الْمَرَيسِيعِ، والْمَرَيسِيعُ مَاءٌ لِبَنِي الْمُصْطَلَقِ

- ‌بَابٌ

- ‌بِابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌ باب

- ‌[بَابُ الْخَلْقِ الأَوَّلِ مِنْ آدم]

- ‌بَابٌ

- ‌بَّابَ

- ‌بَابٌ فِي عَذَابِ القَبْرِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ الفِتَنِ والأَشْرَاطِ

- ‌بَابُ ذِكْرِ ابْنِ صَيَّادٍ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ الزُّهْدِ

- ‌بَابٌ

- ‌ باب

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌بابٌ

- ‌بابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ التفْسِيرِ

- ‌[كِتَابُ الْجَمْع بَينَ الصَّحِيحَينِ أَيضًاعَلَى مَا تَقَدَّمَ فِي صَدْرِ الكتَابِ

- ‌كَيفَ كَان بَدْءُ الوَحْي

- ‌كِتَابُ الإِيمَانِ

- ‌كِتَابُ العِلْمِ

- ‌كتَابُ الوُضُوءِ

- ‌كتَابُ الصَّلاةِ

- ‌كِتَابُ الْجَنَائِزِ

- ‌كتَابُ الزَكَاةِ

- ‌كِتَابُ الحَجِّ

- ‌كِتَابُ الصِّيامِ

- ‌كِتَابُ البُيُوعِ

- ‌كِتَابُ السَّلَمِ

- ‌كِتَابُ الشُّفْعَةِ

- ‌كِتَابُ الإِجَارةِ

- ‌كِتَابُ الحَوَالاتِ

- ‌كِتَابُ الوَكَالةِ

- ‌كِتَابُ الْحَرْثِ

- ‌كِتَابُ الشُّرْبِ

- ‌كِتَابُ الاسْتِقْرَاضِ

- ‌كِتَابُ الْخُصُومَاتِ

- ‌كِتَابُ اللُّقَطَةِ

- ‌كِتَابُ الْمَظَالِمِ

- ‌كِتَابُ الشَّرِكَةِ

- ‌كِتَابُ الرَّهْنِ

- ‌كِتَابُ العِتْقِ

- ‌كِتَابُ الْمُكَاتَبِ

- ‌كِتَابُ الْهِبَةِ

- ‌كِتَابُ الشَّهَادَاتِ

- ‌كِتَابُ الصُّلْحِ

- ‌كِتَابُ الشَّرُوطِ

- ‌كِتَابُ الوَصَايَا

- ‌كِتَابُ الجِهَادِ

- ‌كِتابُ بدْءِ الخَلْقِ

- ‌كِتابُ الْمَغازِي

- ‌كِتابُ التفْسِيرِ

- ‌وَفِي سُورَة البَقَرَةِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَان

- ‌وَمِنْ سُورَةِ النِّسَاءِ

- ‌وَمنْ سُورَةِ الْمَائِدَةِ

- ‌وَمنْ سُورَةِ الأنْعَامِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الأعْرَافِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ الأنْفَال

- ‌ومِنْ سورَةِ بَراءَة

- ‌مِنْ سُورَةِ يُونُسَ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سُورَةِ هُودٍ عليه السلام

- ‌وَمِن سُورَةِ يُوسُفَ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سورَةِ الرَّعْدِ

- ‌مِنْ سُورَةِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الحِجْرِ

- ‌مِنْ سُورَةِ الْنحْلِ

- ‌وَمِن سُورَةِ بَنِي إِسرَائِيل

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْكهْفِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ {كهيعص}

- ‌وَمِنْ سُورَةِ طه

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الأَنْبِيَاءِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ الْحَجِّ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ النُّورِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ الْفُرْقَانِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الشُّعَرَاءِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ النَّمْلِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْقَصَصِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْعَنْكَبُوتِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الرُّومِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ تَنْزِيل السَّجْدَةِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الأحْزَابِ وَسُورَةِ سَبَإِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمَلائكَةِ ويس وَالصَّافاتِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ ص وَسورَةِ الزُّمَرِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمُؤْمِنِ وَحم السَّجْدَةِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ {حم عسق} وَحم الزُّخْرُفِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الدُّخَانِ وَالْجَاثِيَة وَالأحْقَافِ {وَالَّذِينَ كَفَرُوا}

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْفَتْحِ وَالْحُجُرَاتِ وَق

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الذَّارِيَاتِ وَالطُّورِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ وَالنَّجْمِ وَاقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ {الرَّحْمَن} جل جلاله

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْوَاقِعَةِ وَالحَدِيدِ وَالُمجَادَلَةِ والحَشْرِ والمُمْتَحِنَةِ وَالصَّفِّ وَالمُنَافِقِينَ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ التَّغَابُنِ وَالطَّلاقِ والتَّحْرِيمِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمُلْكِ وَ {ن وَالْقَلَمِ}

- ‌ومِنْ سُورَةِ الْحَاقَّةِ وَ {سَأَلَ سَائِلٌ} وَسُورَةِ نُوحٍ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سُورَةِ {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ} وَالْمُزَّمِّلِ وَالْمُدَّثِّرِ وَالقِيَامَةِ وَ {هَلْ أَتَى} وَالمُرْسَلاتِ وَ {عَمَّ يَتَسَاءَلُون} وَالنَّازِعَاتِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ عَبَسَ وَ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الإِنْفِطَارِ والمُطَفِّفِينَ وَالإِنْشِقَاقِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْبُرُوجِ وَالطَّارِقِ والغَاشِيَةِ والفَجْرِ وَالبَلَدِ إِلَى آخِرِ القُرْآنِ

- ‌كِتَابُ فَضَائِلِ القُرْآنِ

- ‌كِتَابُ النِّكَاحِ

- ‌كتَابُ الطَّلاقِ

- ‌كِتَابُ النَّفَقَاتِ

- ‌كِتَابُ الأَطْعِمَةِ

- ‌كتَابُ العَقِيقَةِ وَكِتَابُ الذَّبَائح وَالصَّيدِ

- ‌كِتَابُ الأَضَاحِي

- ‌كِتَابُ الأَشْرِبَةِ

- ‌كِتَابُ المَرْضَى

- ‌كِتابُ الطِّبِ

- ‌كِتابُ الْلِّباسِ

- ‌كِتابُ الأَدَبِ

- ‌كِتَابُ الاسْتِئْذانِ

- ‌كِتابُ الدَّعَواتِ

- ‌كِتاب الرِّقَاقِ

- ‌كتابُ القَدَرِ

- ‌كِتابُ الأَيمانِ والنُّذُورِ

- ‌كِتابُ الكَفاراتِ

- ‌كِتَابُ الفَرَائِضِ

- ‌كِتَابُ الحُدُودِ

- ‌كِتَابُ المُحَارِبِينَ

- ‌كِتَابُ الدَّيِّاتِ

- ‌كِتَابُ اسْتِتَابَةِ الْمُرتَدِّينَ والْمُعَانِدِينَ وَقِتَالُهُم

- ‌كِتَابُ الإِكْرَاه

- ‌كِتَابُ الحِيَلِ

- ‌كتَابُ الرؤْيَا

- ‌كِتَابُ الفِتَنِ

- ‌كِتَابُ الأحكام

- ‌كِتَابُ التَّمَنِّي

- ‌كِتَابُ إِجَازَةِ خَبَرِ الوَاحِدِ

- ‌كتَابُ الاعتِصَامِ

- ‌كِتَابُ التَّوحِيدِ

الفصل: ‌ ‌كِتَابُ الْجَنَائِزِ وَقِيلَ لِوَهْبِ بْنِ مُنبهٍ: أَلَيسَ لا إله إلا الله

‌كِتَابُ الْجَنَائِزِ

وَقِيلَ لِوَهْبِ بْنِ مُنبهٍ: أَلَيسَ لا إله إلا الله مِفْتَاحُ الْجَنةِ؟ قَال: بَلَى، وَلَكِنْ لَيسَ مِفْتَاحٌ إلا لَهُ أَسْنَانٌ، فَإِنْ جِئْتَ بِمِفْتَاح لَهُ أَسْنَانٌ فُتِحَ لَكَ وَإِلا لَمْ يُفْتَح لَكَ (1).

وَقَال فِي بَاب "غُسْلِ الْمَيّتِ وَوُضُوئِهِ بِالْمَاءِ وَالسّدرِ": وَحَنطَ ابْنُ عُمَرَ ابْنًا لِسَعِيدِ (2) بْنِ زَيدٍ وَحَمَلَهُ وَصلى عَلَيهِ وَلَم يَتَوَضّأ. وَقَال ابْنُ عَبَّاسٍ: الْمُسْلِمُ لا يَنْجُسُ حَيا وَلا مَيِّتًا. وَقَال سَعدٌ (3): لَوْ كَانَ نَجِسًا مَا مَسِسْتُهُ. [وَقَال النبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (الْمُؤْمِنُ لا يَنْجُس)(4).

وَقَال فِي بَاب "كَيف الإِشْعَارُ (5) "] (6) وَقَال الْحَسَنُ: الإِشْعَارُ (7): الْخِرقَةُ الْخَامِسَةُ يَشُدُّ بِها الْفَخِذَينِ وَالْوَرِكَينِ (8) تَحتَ الدِّرع وَقَال: أَشْعِرنَها: الْفُفْنَها (9)، وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ يأمُرُ بِالْمَرأَةِ أَنْ تُشعَرَ وَلا تُؤْزَرَ (10).

وَقَال فِي بَاب "الْكَفَنُ مِنْ جَمِيع الْمَالِ": وَبِهِ (11) قَال عَطَاءٌ، وَالزُّهْرِيُّ، وَعَمرُو بْنُ دِينَارٍ، وَقَتادَةُ. وَقَال عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: الْحَنُوطُ مِنْ جَمِيع الْمَالِ. وَقَال إِبْرَاهِيمُ: يُبْدَأُ بِالْكَفَنِ ثُمَّ بِالدَّينِ ثُمَّ بِالْوَصِيَّةِ. وَقَال سُفْيَانُ أَجْرُ الْقَبْرِ وَالْغَسْلِ هُوَ (12) مِنَ الْكَفَنِ (13).

(1) البخاري (3/ 109).

(2)

في (أ): "لسعد".

(3)

في (أ): "سعيد".

(4)

البخاري (3/ 125).

(5)

جاء الكلام في (أ) كما يلي: "ما مسسته وقال الحسن وقال في باب كيف الإشعار فقال المؤمن لا ينجس الإشعار

".

(6)

ما بين المعكوفين ليس في (ك).

(7)

قوله: "الإشعار" ليس في (ك).

(8)

في (أ): "الفخذان والوركان".

(9)

في (أ): "الفقنها".

(10)

البخاري (3/ 133).

(11)

قوله: "وبه" ليس في (ك).

(12)

قوله: "هو" ليس في (أ).

(13)

البخاري (3/ 140).

ص: 386

وفي بَعضِ تَرَاجُمِهِ: بَاب "قَوْلِ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم: (يُعَذبُ الْمَيّتُ بِبَعضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ): إِذَا كَانَ النوْحُ مِنْ سُنتِهِ لِقَوْلِ الله تَعَالى: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكمْ نَارًا} (1)، وَقَال النبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(كُلُّكُم رَاع وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتهِ). فَإذَا لَمْ يَكُنْ مِنْ سُنتِهِ فَهُوَ كَمَا قَالتْ عَائِشَةُ: {وَلا (2) تَزِرُ وَازِرَة وزْرَ أُخْرَى} (3)، وَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالى:{وَإِنْ تدعُ مُثْقَلَة إِلَى حِملِها لا يُحمَلْ مِنْهُ شَيءٌ} (3)، وَمَا يُرَخصُ (4) مِنَ الْبُكَاءِ فِي عَيرِ نَوْح، وَقَال النبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(لا تُقْتَل نَفْسٌ ظُلْمًا إلا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَوَّلِ كِفْل (5) مِنْ دَمِها، وَذَلِكَ لأَنهُ (6) أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ) (7).

وقوله عليه السلام: "لا تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا" قَدْ تَقَدَّمَ لَهُ وَلِمسْلِم رَحِمَهُمَا الله.

وَقَال فِي بَاب "مَا يُكْرَهُ مِنَ النِّيَاحَةِ عَلَى الْمَيِّتِ": وَقَال (8) عُمَرُ: دعهُنَّ يبكِينَ عَلَى أَبِي سُلَيمَانَ (9) مَا لَمْ يَكُنْ نَقْع أَوْ لَقْلَقَة. وَالنقْعُ: التُّرَابُ عَلَى الرَّأسِ، وَاللقْلَقَةُ: الصَّوْتُ (10).

[وَفِي بَاب "مَنْ لَمْ يُظْهر حُزْنَهُ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ"](11): وَقَال مُحَمَّدُ بْنُ كَعبٍ: الْجَزَعُ: الْقَوْلُ السيئُ وَالطنُّ السيئُ. وَقَال يَعقُوبُ: {إِنمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى الله} (12)(13).

وَقَال فِي بَاب "الصَّبْرِ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى": وَقَال عُمَرُ: نِعمَ الْعِدلانِ (14)

(1) سورة التحريم، آية (6).

(2)

في (أ): "لا".

(3)

سورة فاطر، آية (18).

(4)

في (أ): "تَرخص".

(5)

الكفل: الحظ والنصيب.

(6)

في (ك): "بأنه".

(7)

البخاري (3/ 150).

(8)

في (ك): "قال".

(9)

"أبي سليمان": هو خالد بن الوليد رضي الله عنه.

(10)

البخاري (3/ 160).

(11)

ما بين المعكوفين ليس في (ك).

(12)

سورة يوسف، آية (86).

(13)

البخاري (3/ 169).

(14)

العدلانّ: المثلان.

ص: 387

وَنعمَتِ الْعِلاوَةُ: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)} (1)، وَقَوْلُهُ:{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إلا عَلَى الْخَاشِعِينَ} (2)(3).

وَفِي بَاب "الْبُكَاءِ عِنْدَ الْمَرِيضِ [بَعدَ قَوْلِهِ: إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيه] (4) ": وَكَانَ عُمَرُ يَضْرِبُ فِيهِ بِالْعَصَا، وَيَرمِي بِالْحِجَارَةِ، وَيَحثِي بِالترَابِ (5).

وَقَال فِي بَاب "مَنْ قَامَ لِجَنَازَةِ يَهُودِيٍّ": وَكَانَ أبو مَسْعُودٍ (6) وَقَيس يَعنِي ابْنَ سَعدٍ يَقُومَانِ لِلْجَنَازَةِ (7).

وَفِي بَاب "السُّرعَةِ بِالْجِنَازَةِ": وَفَال أَنس: أَنْتم مُشَيِّعُونَ فَامشُوا (8) بَينَ يَدَيها وَخَلْفَها وَعَنْ يَمِينها وَعَنْ شِمَالِها. وَقَال غَيرُهُ: قَرِيبًا مِنْها (9).

وَقَال فِي (10) بَاب "سُنةِ الصَّلاةِ عَلَى الْجَنَازَة": وَقَال النبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَلى عَلَى الْجَنَازَةِ)، وَقَال:(صَلوا عَلَى صَاحِبِكُم). وَقَال: (صَلوا عَلَى النجَاشِيّ). سَمَّاها صَلاةً، لَيسَ فِيها رُكُوع وَلا سُجُود وَلا يُتَكَلمُ فِيها، وَفِيها تَكْبِير وَتَسْلِيم، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ لا يُصَلِّي إلا طَاهِرًا، وَلا يُصَلِّي عِنْدَ طُلُوع الشَّمسِ وَلا غُرُوبِها، وَيَرفَعُ يَدَيهِ. وَقَال الْحَسَنُ: أَدرَكْتُ الناسَ وَأَحَقُّهُم عَلَى جَنَائِزِهم مَنْ رَضُوهُم لِفَرَائِضِهِم، وَإِذَا أحدَثَ يَوْمَ الْعِيدِ أَوْ عِنْدَ الْجَنَازَةِ يَطْلُبُ الْمَاءَ وَلا يَتَيَمَّمُ، وَإِذَا انتهى إِلَى الْجَنَازَةِ وَهُم يُصَلُونَ يَدخُلُ

(1) سورة البقرة، آية (156).

(2)

سورة البقرة، آية (45). وفي النسخ: استعينوا، والمثبت من "الصحيح".

(3)

البخاري (3/ 171).

(4)

ما بين المعكوفين ليس في (ك).

(5)

البخاري (3/ 175).

(6)

في (ك): "ابن مسعود".

(7)

البخاري (3/ 180).

(8)

في (ك): "فامش".

(9)

البخاري (3/ 182).

(10)

في (ك): "وفي ".

ص: 388

مَعَهم بِتَكْبِيرَةٍ (1). وَقَال ابْنُ الْمُسَيَّبِ: يُكَبرُ بِالليلِ وَالنهارِ وَالسَّفَرِ وَالْحَضَرِ أَربعًا. وَقَال أَنَسٌ: التكْبِيرَةُ الْوَاحِدَةُ اسْتِفْتَاحُ الصَّلاةِ، وَقَال تَعَالى:{وَلا تُصَلّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُم مَاتَ أَبَدًا (2)} (3)، وَفِيهِ صُفُوف وَإِمَام (4). وقوله عليه السلام:"مَنْ صَلى عَلَى الْجَنَازَةِ" إِلَى قَوْلهِ: "النجَاشِيّ"، قَدْ تَقَدَّمَ لَهُمَا مُسْنَدًا عَلَى الشَّرطِ الْمُتَقَدِّمِ عَلَى (5) اللَّفْظِ أَو الْمَعنَى.

وَقَال في بَاب "فَضْلِ اتِّبَاع الْجَنَائِز": وَقَال زَيدُ بْنُ ثَابتٍ: إِذَا صليتَ فَقَد قَضَيتَ الذي عَلَيكَ، وَقَال حُمَيدُ (6) بْنُ هِلالٍ: مَا عَلِمنَا عَلَى الْجَنَازَةِ إِذنًا، وَلَكِنْ مَنْ صَلى ثُمَّ رَجَعَ فَلَهُ قِيرَاط (7). وَقَال: فَرَّطْتُّ: ضَيعَتُ مِنْ أَمرِ اللهِ (8).

[وَقَال في بَاب "مَا يُكْرَهُ مِنِ اتِّخَاذِ الْمَسَاجِدِ عَلَى الْقُبُورِ"](9): وَلَمَّا مَاتَ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِي ضَرَبَتِ امرَأَتُهُ الْقبَّةَ عَلَى قَبْرِهِ سَنَةً، ثُمَّ رَجَعَتْ، فَسَمِعُوا صَائِحًا يَقُولُ: أَلا هلْ وَجَدُوا مَا فَقَدُوا، فَأَجَابَهُ آخَرُ: بَلْ يَئسُوا فَانْقبوا (10).

وَقَال فِي بَاب "التكْبِيرِ عَلَى الْجَنَازَةِ أربَعًا": وَقَال حُمَيدٌ: صَلى بنَا أَنَسٌ فَكبَّرَ ثَلاثًا ثُمَّ سَلمَ، فَقِيلَ لَهُ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ ثُمَّ كبَّرَ الرَّابِعَةَ ثُمَّ سَلَّمَ (11).

(1) في (ك): "بتكبير".

(2)

في (أ) زيادة: " {ولا تقم على قبره} .

(3)

سورة التوبة، آية (84).

(4)

البخاري (3/ 189 - 190).

(5)

فِي (ك): "من".

(6)

في (ك): "الحميد".

(7)

البخاري (3/ 192).

(8)

قوله: "وقال: فرطت: ضعيت من أمر الله" جاء بعد قوله: "على القبور" في (أ).

(9)

ما بين المعكوفين ليس في (ك).

(10)

البخاري (3/ 200).

(11)

البخاري (3/ 202).

ص: 389

وَقَال فِي بَاب "قِرَاءَةِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ (1) عَلَى الْجَنَازَةِ": وَقَال الْحَسَنُ: يَقْرَأُ عَلَى الطِّفْلِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَيَقُولُ (2): اللهُمَّ اجْعَلْهُ لَنَا سَلَفًا وَفَرَطًا وَأَجْرًا (3). وَقَال فِي بَاب "الدَّفْنِ بِالليلِ": وَدُفِنَ أبو بَكْرٍ لَيلًا (4).

وَفِي بَابِ "مَنْ يُقَدَّم (5) فِي اللحدِ": سُمِّيَ اللحدُ لأَنهُ فِي نَاحِيةٍ، {مُلتحَدًا} (6): مَعدِلًا، وَلَوْ كَانَ مُسْتَقِيمًا كَانَ ضَرِيحًا (7).

وَفِي بَاب "هلْ يُخْرَجُ الْمَيِّتُ مِنَ الْقَبْرِ وَاللحدِ لِعِلةٍ: "عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَال: لَمَّا حَضَرَ أُحُدٌ دَعَانِي أَبِي مِنَ الليلِ، فَقَال: مَا أُرَاني إلا مَقْتُولًا فِي أَوَّلِ مَنْ يُقْتَلُ مِنْ أَصحَابِ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَإِنِّي لا أَتْرُكُ بَعدِي أَعَزَّ عَلَيَّ (8) مِنْكَ غَيرَ نَفْسِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّ عَلَيَّ دَينًا فَاقْضِ وَاسْتَوْصِ بِأَخَوَاتِكَ خَيرًا، فَأَصبَحنَا فَكَانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ وَدَفَنْتُ مَعَهُ آخَرَ فِي قَبْرِهِ، ثُمَّ لَمْ تَطِبْ نَفْسِي أَنْ أَتْرُكَهُ مَعَ آخَر فَاسْتَخْرَجْتُهُ بَعدَ سِتةِ أَشْهُرٍ فإذَا هُوَ كَيَوْمِ وَضَعتُهُ هيئَةً غَيرَ أُذُنِهِ (9). وَزَادَ فِي طَرِيقٍ آخَرَ: فَجَعَلْتُهُ فِي قَبْرٍ عَلَى حِدَةٍ. وَذَكَرَ فِي هذَا البَابِ إِخْرَاجَ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَبْدَ اللهِ بْنَ أُبَي مِنْ قَبْرِهِ، وَقَد تَقَدَّمَ.

وَفِي بَاب "إِذَا أَسْلَمَ الصَّبِيُّ فَمَاتَ هلْ يُصَلَّى عَلَيهِ وهلْ يعرَضُ الإسْلامُ عَلَى الصَّبِي": وَقَال الْحَسَنُ وَشُرَيحٌ وَإِبْرَاهِيمُ وَقَتَادَةُ: إِذَا أَسْلَمَ أَحَدُهُمَا فَالْوَلَدُ مَعَ الْمُسْلِمِ، وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ مَعَ أُمِّهِ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَلَم يَكُنْ مَعَ أبِيهِ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ، وَقَال: الإِسْلامُ يَعلُو وَلا يُعلَى. وَقَال ابْنُ شِهابٍ:

(1) في (أ): "الفاتحة".

(2)

قوله: "ويقول" ليس في (ك).

(3)

البخاري (3/ 203).

(4)

البخاري (3/ 207).

(5)

فِي (ك): "تقدم".

(6)

سورة الكهف، آية (27).

(7)

البخاري (3/ 212).

(8)

قوله: "على" ليس في (أ).

(9)

البخاري (3/ 214 رقم 1351)، وانظر (1352).

ص: 390

يُصَلَّى عَلَى كُلّ مَوْلُودٍ مُتَوَفى، وَإِنْ كَانَ لِغيَّةٍ (1) مِنْ أَجْلِ أَنهُ وُلِدَ عَلَى فِطْرَةِ الإِسْلامِ يَدَّعِي أَبَوَاهُ الإِسْلامَ أَوْ أبوهُ خَاصَّةً، وَإِنْ كَانَتْ أُمُّهُ عَلَى غَيرِ الإِسْلامِ إِذَا اسْتَهلَّ صَارِخًا صُلِّيَ عَلَيهِ، [وَلا يُصَلى عَلَى](2) مَنْ لَمْ يَسْتَهِلَّ صَارِخًا مِنْ أَجْلِ أَنهُ سِقْط، فَإِنَّ أَبَا هُرَيرَةَ كَانَ (3) يُحَدّثُ، قَال النبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(مَا مِنْ مَوْلُودٍ إلا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ. .. )(4). وَقَد أَسْنَدَ هذَا الْحَديث.

وَقَال فِي بَاب "وَضْع الْجَرِيدَةِ عَلَى الْقَبْرِ": وَأَوْصَى بُرَيدَةُ الأَسْلَمِيُّ أَنْ يُجْعَلَ عَلَى قَبْرِهِ جَرِيدَتَانِ، وَرَأَى ابْنُ عُمَرَ فُسْطَاطًا عَلَى قَبْرِ عَبْدِ الرَّحمَنِ فَقَال: انْزِعهُ يَا غُلامُ فَإِنمَا يُظِلُّهُ عَمَلُهُ. عَبْدُ الرَّحمَنِ هُوَ ابْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِيقِ رضي الله عنهما. وَقَال خَارِجَةُ بْنُ زَيدٍ: رَأَيتُنِي وَنَحنُ شُبَّانٌ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ، وَإِنَّ أَشَدَّنَا وَثْبَة الذِي يثبُ قَبْرَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ حَتى يُجَاوزَهُ (5). وَقَال عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ أَخَذَ بيَدِي خَارِجَةُ فَأَجْلَسَنِي عَلَى قَبْرٍ، وَأَخْبَرَنِي عَنْ عَمّهِ زَيدِ بْنِ ثَابت قَال: إِنَّمَا كُرِه ذَلِكَ لِمَنْ أحدَثَ عَلَيهِ. وَقَال نَافِعٌ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَجْلِسُ عَلَى الْقُبُورِ (6).

وَقَال فِي بَاب "عَذَابِ الْقَبْرِ": الْهُونُ: هُوَ الْهوَانُ (7)، وَالهوْنُ: الرفْقُ. وذَكَرَ عَنْ غُنْدَر وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ جعفَرٍ قَال: عَذَابُ الْقَبْرِ حَق (8).

وَفِي بَاب "مَوْعِظَةِ الْمُحَدّثِ عِنْدَ الْقَبْرِ": {الأَجْدَاثِ} (9): الْقُبُورُ،

(1)"لِغيّةٍ" أي: من زنا. وفي (أ): "لقيه".

(2)

ما بين المعكوفين ليس في (أ).

(3)

قوله: "كان" ليس في (ك).

(4)

البخاري (3/ 218 - 219).

(5)

في (ك): تجاوزه".

(6)

البخاري (3/ 222).

(7)

في (ك): "الهون".

(8)

البخاري (3/ 231 - 232).

(9)

سورة يس، آية (51)، والمعارج (43).

ص: 391

{بعْثِرَتْ} (1): أُثِيرَتْ، بَعثَرتُ حَوْضِي أَي (2) جَعَلْتُ أَسْفَلَهُ أعلاهُ، الإِيفَاضُ: الإِسْرَاعُ، وَقَرَأَ (3) الأَعمَشُ:{إلَى نَصْبٍ يُوفِضُونَ} (4): إِلَى شَيءٍ مَنْصُوبٍ يَسْتَبِقُونَ إلَيهِ وَالنُّصبُ وَاحِدٌ وَالنَّصبُ مَصدَرٌ، {يَوْمُ الْخُرُوج} (5): مِنَ الْقُبُورِ، {يَنْسِلُونَ} (6): يَخْرُجُونَ (7).

وَقَال: عَنْ عَائِشَةَ قَالتْ: دخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَال: فِي كَم كَفنتمُ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالتْ: فِي ثَلاثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ لَيسَ فِيها قَمِيصٌ وَلا عِمَامَة، وَقَال لَها: فَي أَيِّ يَوْمٍ تُوُفِّيَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم؟ قَالتْ: يَوْمَ الاثْنَين؟ قَال: فَأَيُّ يَوْمٍ هذَا؟ قَالتْ: يَوْمُ الاثنينِ. قَال: أَرجُو فِيمَا بَيني وَبَينَ الليلَةِ، فَنَظَرَ إِلَى ثَوْبٍ عَلَيهِ كَانَ يُمَرَّضُ فِيهِ بِهِ ردعٌ (8) مِنْ زَغفَرَان فَقَال: اغْسِلُوا ثَوْبِي هذَا وَزِيدُوا عَلَيهِ ثَوْبَينِ فَكَفنونِي فِيهِمَا، قُلْتُ: إِنَّ هذَا خَلَقٌ، قَال: إِنَّ الْحَيَّ أَحَقُّ بِالْجَدِيدِ مِنَ الْمَيِّتِ إِنمَا هُوَ لِلْمُهْلَةِ، فَلَم يُتَوَفى حَتى أَمسَى مِنْ لَيلَةِ الثُّلاثَاءِ، وَدُفِنَ قَبْلَ أَنْ يُصبِحَ (9).

قَال: أَقْبرتُ الرَّجُلَ: إِذَا (10) جَعَلْتَ لَهُ قَبْرًا، وَقَبَرتُهُ دَفَنْتُهُ، {كِفَاتًا} (11): يَكُونُونَ (12) فِيها أَحيَاءً ويدفَنُونَ فِيها أَموَاتًا (13).

(1) سورة الإنفطار، آية (4)

(2)

قوله: "أي" ليس في (ك).

(3)

في (ك): "وقول"

(4)

سورة المعارج، آية (43).

(5)

سورة ق، آية (42).

(6)

سورة يس، آية (51).

(7)

البخاري (3/ 225).

(8)

في (أ): "درع".

(9)

البخاري (3/ 252 رقم 1387)، وانظر (1264، 1272، 1273).

(10)

قوله: "إذا " ليس في (ك).

(11)

سورة المرسلات، آية (25).

(12)

في (أ): "يكون".

(13)

البخاري (3/ 255).

ص: 392