‌باب من زعم أن زوج بريرة كان حرا يوم أعتقت - السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي - جـ ١٤

مَوهَبٍ قال: سَمِعتُ القاسِمَ بنَ محمدٍ، عن عائشةَ -رضى اللَّه عنها-، أنَّه كان لَها غُلامٌ وجاريَةٌ زَوجٌ، فقالَت عائشَةُ: يا رسولَ اللَّهِ، إنِّى أُريدُ أن أُعتِقَهُما. قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إن أعتَقتِهِما فابدَئى بالرَّجُلِ قَبلَ المَرأَةِ"

(1)

. ابنُ مَوهَبٍ هو عُبَيدُ اللَّهِ بنُ عبدِ الرَّحمَنِ بنِ مَوهَبٍ، تَفَرَّدَ بهِ. ويُشبِهُ أن يَكونَ إنَّما أمَرَ بالبِدايَةِ بالرَّجُلِ لئلا يَكونَ لَها الخيارُ إذا أُعتِقَت، واللَّهُ أعلَمُ.

14391 -

أخبرَنا أبو الحَسَنِ الرَّفّاءُ، أخبرَنا عثمانُ بنُ محمدِ بنِ بشرٍ، حدثنا إسماعيلُ القاضِى، حدثنا ابنُ أبى أوَيسٍ، حدثنا ابنُ أبى الزِّنادِ، عن أبيه، عن الفُقَهاءِ الَّذينَ يُنتَهَى إلَى قَولِهِم مِن أهلِ المَدينَةِ كانوا يَقولونَ: إذا كانَتِ الأمَةُ تَحتَ العَبدِ فعَتَقا جَميعًا فلا خيارَ لَها، وإِن عَتَقَت قَبلَه وسَكَتَت حَتَّى عَتَقَ زَوجُها فلا خيارَ لَها أيضًا.

‌

‌بابُ مَن زَعَمَ أَنَّ زَوجَ بَريرَةَ كان حُرًّا يَومَ أُعتِقَت

14392 -

أخبرَنا علىُّ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ بشرانَ ببَغدادَ، أخبرَنا أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ محمدٍ المِصرِىُّ، حدثنا ابنُ أبى مَريَمَ قال

(2)

: حدَّثنا الفِرْيابِىُّ، حدثنا سفيانُ، عن مَنصورٍ، عن إبراهيمَ، عن الأسوَدِ، عن عائشةَ -رضى اللَّه عنها- أنَّ زَوجَ بَريرَةَ كان حُرًّا، وأَنَّها خُيِّرَت حينَ أُعتِقَت فقالَت: ما

أُحِبُّ أن أكونَ مَعَه ولِى كَذا وكَذا

(1)

. هَكَذا أدرَجَه الثَّورِىُّ فى الحديثِ عن عائشةَ -رضى اللَّه عنها-.

وقَولُه: كان زَوجُها حُرًّا. مِن قَولِ الأسوَدِ لا مِن قَولِ عائشةَ -رضى اللَّه عنها-؛ بدَليلِ ما:

14393 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ يَعقوبَ الحافظُ إملاءً، حدثنا يَحيَى بنُ محمدِ بنِ يَحيَى، حدثنا أبو عُمَرَ والحَجَبِىُّ قالا: حدثنا أبو عَوانَةَ، عن مَنصورٍ، عن إبراهيمَ، عن الأسوَدِ، عن عائشةَ -رضى اللَّه عنها- أنَّها اشتَرَت بَريرَةَ واشتَرَطَ أهلُها ولاءَها، فقالَت: يا رسولَ اللَّهِ، إنِّى اشتَرَيتُ بَريرَةَ لأُعتِقَها، وإِنَّ أهلَها يَشتَرِطونَ ولاءَها. فقالَ:"أعتِقيها؛ فإِنَّما الوَلاءُ لمن أعتَقَ، أو لمن أعطَى الثَّمَنَ". قال: فاشتَرَتها فأَعتَقَتْها. قال: وخُيِّرَت فاختارَت نَفسَها. فقالَت: لَو أُعطيتُ كَذا وكَذا ما كُنتُ مَعَه. قال الأسوَدُ: وكانَ زَوجُها حُرًّا.

14394 -

وأخبرَنا أبو عمرٍو الأديبُ، أخبرَنا أبو بكرٍ الإسماعيلِىُّ، أخبرَنِى الحَسَنُ بنُ سُفيانَ، حدَّثنا إبراهيمُ بنُ الحَجّاجِ النّيلىُّ إملاءً مِن كِتابِه، حدثنا أبو عَوانَةَ. فذَكَرَه بنَحوِه وفِى آخِرِه: قالَ الأسوَدُ: وكانَ زَوجُها حُرًّا

(2)

. رَواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن موسَى بنِ إسماعيلَ عن أبى عَوانَةَ هَكَذا،

ثُمَّ قال: قَولُ الأسوَدِ مُنقَطِعٌ، وقَولُ ابنِ عباسٍ: رأيتُه عبدًا. أصَحُّ

(1)

.

قال الشيخُ: وقَد تابَعَ جَريرُ بنُ عبدِ الحَميدِ مِن رِوايَةِ إسحاقَ الحَنظَلِىِّ عنه عن مَنصورٍ أبا عَوانَةَ على فصلِ هذه اللَّفظَةِ مِنَ الحديث وتَمييزِها عنه.

14395 -

أخبَرَناه أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِى أبو أحمدَ محمدُ بنُ محمدٍ الحافظُ، أخبرَنا محمدُ بنُ شادِلِ بنِ علىٍّ الهاشِمِىُّ، أخبرَنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ الحَنظَلِىُّ، أخبرَنا جَريرٌ، عن مَنصورٍ، عن إبراهيمَ، عن الأسوَدِ، عن عائشةَ -رضى اللَّه عنها- أنَّها أرادَت أن تَشتَرِىَ بَريرَةَ. فذَكَرَ الحديثَ قال فيه: وخَيَّرَها رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِن زَوجِها فاختارَت نَفسَها. قال الأسوَدُ: وكانَ زَوجُها حُرًّا

(2)

.

14396 -

أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ فُورَكَ، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا يونُسُ بنُ حَبيبٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا شُعبَةُ، عن الحَكَمِ، عن إبراهيمَ، عن الأسوَدِ، عن عائشةَ -رضى اللَّه عنها- أنَّها أرادَت أن تَشتَرِىَ بَريرَةَ لِلعِتقِ، فأَرادَ مَواليها أن يَشتَرِطوا ولاءَها، فذَكَرَت ذَلِكَ لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ:"اشتَريها؛ فإِنَّما الوَلاءُ لمن أعتَقَ". وخَيَّرَها مِن زَوجِها

(3)

وكانَ زَوجُها حُرًّا، وأُتِىَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بلَحمٍ، فقيلَ: هَذا ممّا تُصُدِّقَ به على بَريرَةَ. قال: "هو لَها صَدَقَةٌ ولَنا هَديَّةٌ"

(4)

. هَكَذا أدرَجَه أبو داودَ الطَّيالِسِىُّ وبَعضُ الرّواةِ عن شُعبَةَ فى الحديثِ. وقَد جَعَلَه بَعضُهُم

مِن قَولِ إبراهيمَ، وبَعضُهُم مِن قَولِ الحَكَمِ.

14397 -

أخبَرَناه أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا عبدُ الرَّحمَنِ بنُ الحَسَنِ القاضِى، حدثنا إبراهيمُ بنُ الحُسَينِ، حدثنا آدَمُ، حدثنا شُعبَةُ، حدثنا الحَكَمُ، عن إبراهيمَ، عن الأسوَدِ، عن عائشةَ -رضى اللَّه عنها- أنَّها أرادَت أن تَشتَرِىَ بَريرَةَ لِلعِتقِ، وأَرادَ مَواليها أن يَشتَرِطوا ولاءَها، فذَكَرَت عائشَةُ ذَلِكَ لِرسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"اشتَريها؛ فإِنَّما الوَلاءُ لمن أعتَقَ". قالَت عائشَةُ -رضى اللَّه عنها-: وأُتِىَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بلَحمٍ فقُلتُ: هَذا مِمّا تُصدِّقَ به على بَريرَةَ. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هو لَها صَدَقَةٌ ولَنا هَديَّةٌ". قال الحَكَمُ: قال إبراهيمُ: وكانَ زَوجُها حُرًّا فخُيِّرَت مِن زَوجِها

(1)

. رَواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن آدَمَ، دونَ هذه اللَّفظَةِ

(2)

. ورَواه عن حَفصِ بنِ عُمَرَ عن شُعبَةَ وفِى آخِرِه: قال الحَكَمُ: وكانَ زَوجُها حُرًّا. قال البخارىُّ: وقَولُ الحَكَمِ مُرسَلٌ، وقالَ ابنُ عباسٍ -رضى اللَّه عنهما-: رأيتُه عبدًا

(3)

.

قال الشيخُ رحمه الله: وقَد رُوِّينا عن القاسِمِ بنِ محمدٍ وعُروَةَ بنِ الزُّبَيرِ ومُجاهِدٍ وعَمرَةَ بنتِ عبدِ الرَّحمَنِ، كُلُّهم عن عائشةَ -رضى اللَّه عنها- أن زَوجَ بَريرَةَ كان عبدًا

(4)

.

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ قال: سَمِعتُ أبا الحَسَنِ محمدَ بنَ موسَى المُقرِئَ

(1)

يقولُ: سَمِعتُ إبراهيمَ بنَ أبى طالِبٍ يقولُ: خالَفَ الأسوَدُ بنُ يَزيدَ النّاسَ فى زَوجِ بَريرَةَ فقالَ: إنَّه حُرٌّ. وقالَ النّاسُ: إنَّه كان عبدًا.

قال الشيخُ: وقَد رُوِىَ عن أبى حُذَيفَةَ عن الثَّورِىِّ عن مَنصورٍ عن إبراهيمَ، وعن أبى جَعفَرٍ الرّازِىِّ، عن الأعمَشِ، عن إبراهيمَ، عن الأسوَدِ، عن عائشةَ -رضى اللَّه عنها-؛ قال أحَدُهُما: إنَّ زَوجَ بَريرَةَ كان عبدًا حينَ أُعتِقَت. وقالَ الآخَرُ: قالَت: كان زَوجُ بَريرَةَ مَملوكًا لآلِ أبى أحمدَ.

14398 -

أخبرَنا بالأوَّلِ أبو عمرٍو الأديبُ، أخبرَنا أبو بكرٍ الإسماعيلِىُّ، حَدَّثَنِى أبو عِمرانَ ابنُ هانِئٍ، حدثنا محمدُ بنُ

صالِحٍ

(2)

، حدثنا أبو حُذَيفَةَ. (ح) وأخبرَنا بالثّانِى أبو بكرٍ الأصبَهانِىُّ، أخبرَنا علىُّ بنُ عُمَرَ، حدثنا أبو بكرِ ابنُ مُجاهِدٍ وأَحمَدُ بنُ عبدِ اللَّهِ صاحِبُ أبى صَخرَةَ وغَيرُهُما قالوا: حدثنا عبدُ

(3)

اللَّهِ بنُ أيّوبَ المُخَرِّمِىُّ، حدَّثنا يَحيَى ابنُ أبى بُكَيرٍ، حدَّثنا أبو جَعفَرٍ الرّازِىُّ. فذكره

(4)

. ولَيسَ ذَلِكَ بشَئٍ مِن هَذَينَ الوَجهَينِ؛ فرِوايَةُ الجَماعَةِ عن الثَّورِىِّ والأعمَشِ بخِلافِ ذَلِكَ،