الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكيعٌ، عن هِشامِ بنِ عُروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ رضي الله عنها:{وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} [النساء: 127]. قالَت: هذه اليَتيمَةُ تَكونُ عِندَ الرَّجُلِ هو وليُّها، لَعَلَّها تَكونُ شَريكَتَه فى مالِه وهو أولَى بها، فيَرغَبُ عَنها أن يَنكِحَها ويَعضِلَها لمالِها، فلا يُنكِحُها غَيرَه كَراهيَةَ أن يَشرَكَه أحَدٌ فى مالِهِ
(1)
. رَواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن يَحيَى عن وكيعٍ، وأَخرَجَه مسلمٌ مِن أوجُهٍ عن هِشامٍ
(2)
.
بابُ الابنِ يُزَوِّجُها إذا كان عَصَبَةً لَها بغَيِر البُنوَّةِ
13867 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو العباسِ محمدُ بنُ أحمدَ المَحبوبِىُّ بمَروَ، حدثنا سعيدُ بنُ مَسعودٍ، حدثنا يَزيدُ بنُ هارونَ، أخبرَنا حَمّادُ بنُ سلمةَ (ح) وأخبرَنا أبو بكرِ ابنُ الحارِثِ الفَقيهُ، أخبرَنا أبو محمدِ ابنُ حَيّانَ الأصبَهانِىُّ، أخبرَنا أبو يَعلَى المَوصِلِىُّ، حدثنا إبراهيمُ بنُ الحَجّاجِ السَّامِىُّ، حدثنا حَمّادُ بنُ سلمةَ، عن ثابِتٍ البُنانِىُّ، حَدَّثَنِى ابنُ عُمَرَ ابنِ أبى سلمةَ، عن أبيه، عن أُمِّ سلمةَ قالَت: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَن أصابَته مُصيبَةٌ فليقُلْ: إنّا للهِ وإِنّا إلَيه راجِعونَ، اللَّهُمَّ عِندَكَ أحتَسِبُ مُصيبَتِى، فأْجُرنِى فيها وأَبدِلنِى بها خَيرًا مِنها". فلَمّا ماتَ أبو سلمةَ قُلتُها، فجَعَلتُ كُلَّما طَلَبتُ:"أبدِلْنِى بها خَيرًا مِنها". قُلتُ فى نَفسِى: ومَن خَيرٌ مِن أبى سلمةَ؟ ثُمَّ
(1)
أخرجه الطحاوى فى شرح المشكل 14/ 419 من طريق وكيع به. وسيأتى فى (13927).
(2)
البخارى (5128)، ومسلم (3018/ 8، 9).
قُلتُها. فلَمّا انقَضَت عِدَّتُها بَعَثَ إلَيها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عُمَرَ بنَ الخطابِ رضي الله عنه يَخطُبُها عَلَيه، فقالَت لابنِها: يا عُمَرُ، قُمْ فزَوِّجْ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فزَوَّجَه. لَفظُ حَديثِ أبى عبدِ اللهِ. ولَيسَ فى رِوايَةِ الأصبَهانِىِّ ذِكرُ عُمَرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه ولا ذِكرُ العِدَّةِ، ولَكِن قال: قالَت: فخَطَبَنِى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقُلتُ: إنَّه لَيسَ أحَدٌ مِن أوليائى شاهِدٌ. قال: "إنَّه لَيسَ أحَدٌ مِنهُم شاهِدٌ ولا غائبٌ إلَّا سَيَرضَى بى". فقُلتُ: يا عُمَرُ قُمْ فزَوِّجْ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
قال الشيخُ رحمه الله: وعُمَرُ بن أبى سلمةَ كان عَصَبَةً لَها، وذاكَ لأنَّ أُمَّ سلمةَ هِىَ هِندُ بنتُ أبى أُمَيَّةَ بنِ المُغيرَةِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخزومٍ، وعُمَرُ هو ابنُ أبى سلمةَ، وأبو سلمةَ اسمُه عبدُ اللهِ بنُ عبدِ الأسَدِ بنِ هِلالِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخزومٍ.
أخبرَنا بذَلِكَ أبو الحُسَينِ ابنُ الفَضلِ القَطّانُ، أخبرَنا عبدُ اللهِ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا يَعقوبُ بنُ سُفيانَ، حدثنا الحَجّاجُ بنُ أبى مَنيعٍ، حَدَّثَنِى جَدِّى، عن الزُّهرِىِّ. فذَكَرَه
(2)
.
وسَمِعتُ أبا بكرٍ الأرْدَسْتانِىَّ يقولُ: سَمِعتُ أبا نَصرٍ الكَلاباذِىَّ الحافظَ
رحمه الله يقولُ: عُمَرُ بنُ أبى سلمةَ توُفِّىَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم وهو ابنُ تِسعِ سِنينَ،
وماتَ فى خِلافَةِ عبدِ المَلِكِ بنِ مَروانَ
(3)
.
(1)
الحاكم 2/ 178، 179، وأبو يعلى (6907)، وعنه ابن حبان (2949). وأخرجه أحمد (26697)، والنسائى (3254) من طريق يزيد بن هارون به.
(2)
المعرفة والتاريخ 1/ 246.
(3)
رجال صحيح البخارى 2/ 507، 508 (781). =
13868 -
وأخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بشرانَ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ الرزازُ، حدثنا أحمدُ بنُ الخَليلِ، حدثنا الواقِدِىُّ، حدثنا عُمَرُ بنُ عثمانَ المَخزومِىُّ، عن سلمةَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ سلمةَ بنِ أبى سلمةَ، عن أبيه، عن جَدِّه، أنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ أُمَّ سلمةَ. قال:"مُرِى ابنَكِ أن يُزَوِّجَكِ". أو قال: "زَوَّجَها ابنُها". وهو يَومَئذٍ صَغيرٌ لَم يَبلُغْ
(1)
.
قال الشيخُ رحمه الله: وكانَ لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فى بابِ النِّكَاحِ ما لَم يَكُنْ لِغَيرِهِ.
13869 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا علىُّ بنُ حَمشاذَ العَدلُ، حدثنا علىُّ بنُ عبدِ العَزيزِ، حدثنا مُسلِمُ بنُ إبراهيمَ وحَجَّاجُ بنُ مِنهالٍ قالا: حدثنا حَمّادُ بنُ سلمةَ، عن ثابِتٍ وإِسماعيلَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أبى طَلحَةَ، عن أنَسٍ، أنَّ أبا طَلحَةَ خَطَبَ أُمَّ سُلَيمٍ فقالَت: يا أبا طَلحَةَ ألَستَ تَعلَمُ أنَّ إلَهَكَ الذِى تَعبُدُ خَشَبَةٌ تَنبُتُ مِنَ الأرضِ نَجَرَها حَبَشِىُّ بَنى فُلانٍ؟! إن أنتَ أسلَمتَ لَم أُرِدْ مِنكَ مِنَ الصَّداقِ غَيرَه. قال: حَتى أنظُرَ فى أمرِى. قال: فذَهَبَ ثُمَّ جاءَ فقالَ: أشهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللهُ وأَنَّ محمدًا رسولُ اللهِ. قالَت: يا أنَسُ زَوِّجْ أبا طَلحَةَ
(2)
.
= وقال الذهبى 5/ 2705: فعلى هذا لا يستقيم أن يكون ابنها زوَّجها؛ لأنه كان يكون عمره إما سنتين أو ثلاث سنين، ولا أظنه زوَّجها؛ لأنه لو زوَّجها لكان أقل ما يكون له سبع سنين، ولكان يكون يوم وفاة النبى صلى الله عليه وسلم فى خمس عشرة سنة، وهذا بعيد كما ترى، وقد كان بحضرة النبى صلى الله عليه وسلم من بنى عبد الله بن عمر بن مخزوم الأرقم بن أبى الأرقم وغيره من المهاجرين.
(1)
أبو جعفر الرزاز فى جزئه (422). وأخرجه الحارث بن أبى أسامة (949 - بغية) عن الواقدى به. وقال الذهبى 5/ 2705: الواقدى هالك.
(2)
الحاكم 2/ 179 وصححه ووافقه الذهبى. وأخرجه النسائى فى الكبرى (9395) من طريق حماد به.