الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ورَواه أيضًا أبو النُّعمانِ عن حَمّادٍ مُرسَلًا. ورَواه محمدُ بن كَثيرٍ الصَّنعانِيُّ عن حَمّادٍ مَوصولًا، ورَواه عُمارَةُ بن زاذانَ عن ثابِتٍ عن أنَّسٍ مَوصولًا
(1)
.
بابُ سَبَبِ نُزولِ آيَةِ الحِجابِ
13631 -
أخبرَنا عليُّ بن أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بن عُبَيدٍ الصَّفَّارُ، حدثنا ابنُ مِلحانَ، حدثنا يَحيَى، حَدَّثَني اللَّيثُ، عن عُقَيلٍ، عن ابنِ شِهابٍ أنَّه قال: أخبرَنِي أنَّسُ بن مالكٍ الأنصارِيُّ رضي الله عنه أنَّه كان ابنَ عَشرِ سِنينَ مَقْدَمَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم المَدينَةَ. قال: وكانَ أُمَّهاتِي يواظِبْنَنى على خِدمَةِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فخَدَمتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَشرَ سِنينَ بالمَدينَة، وتوُفِّيَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأَنا ابنُ عِشرينَ سنةً، فكُنتُ أعلَمَ النّاسِ بشأنِ الحِجابِ حينَ أُنزِلَ، وكانَ أوَّلَ ما أُنزِلَ فيه أُنزِلَ في مُبتَنَى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بزَينَبَ بنتِ جَحشٍ رضي الله عنهما، فأَصبَحَ رسولُ صلى الله عليه وسلم عَروسًا بها، فدَعا القَومَ فأَصابوا مِنَ الطعام، ثُمَّ خَرَجوا، ثُمَّ بَقِيَ مِنهُم عِندَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأَطالوا المُكثَ، فقامَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فخَرَجَ وخَرَجتُ مَعَه لِكَي يَخرُجوا، فمَشَى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ومَشَيتُ مَعَه حَتَّى جاءَ عَتَبَةَ حُجرَةِ عائشةَ رضي الله عنهما، ثُمَّ ظَنَّ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنَّهُم قَد خَرَجوا، فرَجَعَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ورَجَعتُ مَعَه حَتَّى دَخَلَ على زَينَبَ، فإِذا هُم جُلوسٌ لَم يَقوموا، فرَجَعَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ورَجَعتُ مَعَه حَتَّى إذا بَلَغَ حُجرَةَ عائشةَ فَظَنَّ
(1)
أخرجه أحمد (13424).
أن قَد خَرَجوا فرَجَعَ ورَجَعتُ مَعَه، فإِذا هُم خَرَجوا، فضَرَبَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَينِي وبَينَه الحِجابَ وأُنزِلَ الحِجابُ.
(1)
رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن يَحيَى بنِ بُكَيرٍ
(2)
، وأَخرَجاه مِن حَديثِ صالِحِ بنِ كَيسانَ عن الزهرِيِّ
(3)
.
13632 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ بنُ بِشرانَ ببَغدادَ، أخبرَنا إسماعيلُ بن محمدٍ الصَّفّارُ، حدثنا محمدُ بن غالِبٍ، حدثنا داودُ بن شَبيبٍ، حدثنا مُعتَمِرٌ (ح) وأخبرَنا أبو عبد اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو الفَضلِ بنُ إبراهيمَ، حدثنا أحمدُ بن سلمةَ، حدثنا يَحيىَ بن خَلَفٍ أبو سلمةَ الباهِلِيُّ ومُحَمَّدُ بن عبد الأعلَى الصَّنعانِيُّ قالا: حدثنا المُعتَمِرُ بن سُلَيمانَ، عن أبيه، حدثنا أبو مِجلَزٍ، عن أنَسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه قال: لَمّا تَزَوَّجَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَينَبَ بنتَ جَحشٍ دَعا القَومَ فطَعِموا، ثُمَّ جَلَسوا يَتَحَدَّثونَ. قال: فأَخَذَ يَتَهَيّأُ لِلقيامِ. قال: فلَم يَقوموا. قال: فلَمّا رأى ذَلِكَ قامَ، وقامَ مِنَ القَومِ وقَعَدَ ثَلاثَةٌ، وأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جاءَ ليَدخُلَ فإِذا القَومُ جُلوسٌ، ثُمَّ إنَّهُم قاموا فانطَلَقوا فجِئتُ لأدخلَ
(4)
فأَلقَى الحِجابَ بَيني وبَينَه. قال: فأَنزَلَ اللَّهُ عز وجل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ
(1)
أخرجه أحمد (12716) من طريق ليث به. والنسائي في الكبرى (6616). وابن حبان (5145) من طريق ابن شهاب بنحوه.
(2)
البخاري (5166).
(3)
البخاري (5466)، ومسلم (1428/ 93).
(4)
في ص 7: "أدخل".
إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا} إلَى قولِه {إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا}
(1)
[الأحزاب: 53]. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن أبي النُّعمانِ وغَيرِه، ورَواه مسلمٌ عن محمدِ بنِ عبد الأعلَى وغَيرِه عن مُعتَمِرِ بنِ سُلَيمانَ
(2)
، وبِمَعناه رَواه جَماعَة عن أنَسِ بنِ مالكٍ
(3)
.
13633 -
حدثنا أبو محمدٍ عبدُ اللَّهِ بن يوسُفَ الأصبَهانِيُّ، أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ الرَّحمَنِ بن يَحيَى الزُّهرِيُّ بمَكَّةَ، حدثنا محمدُ بن إسماعيلَ الصائغُ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بن بكرٍ السَّهمِيُّ، حدثنا حُمَيدٌ الطَّويلُ (ح) وأخبرَنا أبو طاهِرٍ الفَقيهُ، أخبرَنا أبو الفَضلِ عَبدوسُ بن الحُسَينِ بنِ مَنصورٍ النَّيسابورِيُّ، حدثنا أبو حاتِمٍ الرّازِيُّ، حدثنا الأنصارِيُّ، حَدَّثَني حُمَيدٌ الطَّويلُ، عن أنَسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه قال: قال عُمَرُ بن الخطابِ رضي الله عنه: وافَقَنِي رَبِّي في ثَلاثٍ؛ قُلتُ: لَوِ اتَّخَذْنا مِن مَقامِ إبراهيمَ مُصَلًّى. فأَنزَلَ اللَّهُ عز وجل: {وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125]، وقُلتُ: يا رسولَ اللَّه، يَدخُلُ عَلَيكَ البَرَّ والفاجِرُ، فلَو حَجَبتَ أُمَّهاتِ المُؤمِنينَ. فأَنزَلَ اللَّهُ عز وجل آيَةَ الحِجاب، قال: وبَلَغَنى شَئٌ كان بَينَ أُمَّهاتِ المُؤمِنينَ وبَينَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فاستَقرَيتُهُنَّ
(4)
أقولُ: لَتَكُفُنَّ عن رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أو
(1)
أخرجه النسائي في الكبرى (11420) عن محمد بن عبد الأعلى به. وابن حبان (5578) من طريق معتمر به.
(2)
البخاري (4791، 6239، 6271)، ومسلم (1428/ 92).
(3)
ينظر ما تقدم في (13488، 13490، 13492)، وما سيأتي في (14869).
(4)
أي: تتبعتهن. ينظر النهاية 4/ 56.
لَيُبدِلَنَّه اللَّهُ أزواجًا خَيرًا مِنكُنَّ. حَتَّى أتَيتُ على آخِرِ أُمَّهاتِ المُؤمِنينَ، فقالَت أُمُّ سلمةَ: يا عُمَرُ، أمَا في رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ما يَعِظُ نِساءَه حَتَّى تَعِظَهُنَّ؟ فأَمسَكتُ
(1)
، فأَنزَلَ اللَّهُ عز وجل:{عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ}
(2)
الآيَةَ [التحريم: 5]. أخرَجَه البخاريُّ في "الصحيح" مِن وجهٍ آخَرَ عن حُمَيدٍ
(3)
، وأَخرَجَه مسلمٌ مِن حَديثِ ابنِ عُمَرَ [عن عُمَرَ]
(4)
مُختَصَرًا، إلَّا أنَّه قال بَدَلَ الثّالِثَةِ: أُسارَى بَدرٍ
(5)
.
13634 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بن أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بن عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا ابنُ مِلحانَ، حدثنا يَحيىَ، حدثنا اللَّيثُ، عن عُقَيلٍ، عن ابنِ شِهابٍ، عن عُروةَ، عن عائشةَ زَوجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّ أزواجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كُنَّ يَخرُجنَ باللَّيلِ - إذا تبَرَّزنَ - إلَى المَناصِعِ؛ وهو صَعيدٌ أفيَحُ
(6)
، وكانَ عُمَرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه يقولُ لِرسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: احجُبْ نِساءَكَ. فلَم يَكُنْ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَفعَلُ، فخَرَجَت سَودَةُ بنتُ زَمعَةَ - زَوجُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم لَيلَةً مِنَ
(1)
ليس في: ص 7.
(2)
أخرجه ابن حبان (6896) من طريق عبد الله بن بكر السهمى به. وأحمد (160)، والترمذي (2960)، والنسائي في الكبرى (11611)، وابن ماجه (1009) من طريق حميد مطولًا ومختصرًا.
(3)
البخاري (402، 4483).
(4)
ليس في: س.
(5)
مسلم (2399/ 24).
(6)
المناصع: هي المواضع التي يُتَخلَّى فيها لقضاء الحاجة، واحدها: مَنْصع؛ لأنه يُبرز إليها ويُظهر. والأفيح: كل موضع واسع. ينظر مشارق الأنوار 1/ 394، 2/ 15، والنهاية 3/ 484، 5/ 65.
اللَّيالِي عِشاءً، فناداها عُمَرُ بن الخطابِ رضي الله عنه: قَد عَرَفناكِ يا سَودَةُ. حِرصًا على أن يَنزِلَ الحِجابُ، قالَت عائشَةُ رضي الله عنها: فأُنزِلَ الحِجابُ
(1)
.
13635 -
أخبرَنا أبو عبد اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِي بشرُ بن أحمدَ الإسفَرايِينيُّ مِن أصلِ كِتابِه، حدثنا داودُ بن الحُسَينِ هو الخُسْرَوَجِرَدِيُّ، أخبرَنا عبدُ المَلِكِ بن شُعَيبِ بنِ اللَّيث، حَدَّثَنى أبي، عن جَدِّي [قال: حَدَّثَنى]
(2)
عُقَيلُ بن خالِدٍ. فذَكَرَه بمِثلِه وزادَ: وكانَت امرأَة طَويلَة، فناداها عُمَرُ: ألَا قَد عَرَفناكِ
(3)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن يَحيَى بنِ بُكَيرٍ، ورَواه مسلم عن عبد المَلِكِ بنِ شُعَيبِ بنِ اللَّيثِ عن أبيه عن جَدِّه، كَذا رَواه الزُّهرِيُّ عن عُروَةَ
(4)
.
13636 -
وأخبرَنا أبو عمرٍو الأديبُ، أخبرَنا أبو بكرٍ الإسماعيليُّ، أخبرَنا عِمرانُ بن موسَى، حدثنا عثمانَ هو ابنُ أبي شَيبَةَ، حدثنا أبو أُسامَةَ، [عن هِشامٍ](2)، عن أبيه، عن عائشةَ رضي الله عنه قالَت: خَرَجَت سَودَةُ رضي الله عنها بَعدَ ما ضُرِبَ عَلَينا الحِجابُ - لِبَعضِ حاجاتِها، وكانَتِ امرأَةً جَسيمَةً يَفرَعُ النِّساءَ جِسمُها
(5)
، لا تَخفَى عل مَن يَعرِفُها، فرآها عُمَرُ بن الخطابِ رضي الله عنه فقالَ: أمَا واللَّهِ ما تَخفَينَ عَلَينا، فانظُرِي كَيفَ تَخرُجينَ. قال: فانكَفأَت راجِعَةً،
(1)
ينظر ما بعده.
(2)
سقط من: الأصل.
(3)
أخرجه أحمد (25866)، والطحاوى في شرح المعاني 4/ 333 من طريق الليث به.
(4)
البخاري (146)، ومسلم (2170/ 18).
(5)
يفرع النساء جسمها: أي يطولهم ويعلوهم. ينظر مشارق الأنوار 2/ 153، والنهاية 3/ 436.
ورسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في بَيتى، وإِنَّه لَيَتَعَشَّى وفِي يَدِه عَرقٌ
(1)
، فدَخَلَتْ فقالَت: يا رسولَ اللَّه، إنِّي خَرَجتُ فقالَ عُمَرُ كَذا وكَذا. فأَوحَى اللَّهُ إلَيه، ثُمَّ رُفِعَ عنه وإِنَّ العَرْقَ في يَدِه ما وضَعَه فقالَ:"إنَّه قَد أُذِنَ لَكُنَّ أن تَخرُجنَ لِحَوائجِكُنّ"
(2)
. قال هِشامٌ: يَعني البَرازَ. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن زَكَريّا بنِ يَحيَى، ورَواه مسلمٌ عن أبي كُرَيبٍ وغَيرِهِم، كُلُّهُم عن أبي أُسامَةَ
(3)
.
13637 -
أخبرَنا أبو عبد اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِي أبو صالِحٍ، أخبرَنا إبراهيمُ بن مَعقِلٍ، حدثنا محمدُ بن إسماعيلَ قال: قال أحمدُ بن شَبيبٍ: حدثنا أبي، عن يونُسَ قال: قال ابنُ شِهابٍ: عن عُروةَ، عن عائشةَ رضي الله عنهما قالَت: يَرحَمُ اللَّهُ نِساءَ المُهاجِراتِ
(4)
الأُوَلَ؛ لَمّا أنزَلَ اللَّهُ عز وجل: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31] شَقَقنَ مُروطَهُنَّ فاختَمَرنَ به. رَواه البخاريُّ هَكَذا
(5)
.
13638 -
أخبرَنا أبو عمرٍو البِسطامِيُّ، أخبرَنا أبو بكرٍ الإسماعيليُّ، أخبرَنِي الحَسَنُ بن سُفيانَ، حدثنا حِبّانُ، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ هو ابنُ المُبارَك، أخبرَنا إبراهيمُ بن نافِعٍ، عن الحَسَنِ بنِ مُسلِمٍ، عن صَفيَّةَ بنتِ شَيبَةَ، عن عائشةَ رضي الله عنها قالَت: لَمّا نَزَلَت هذه الآيَةُ: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}
(1)
العرق: هو العظم الذي عليه بقية لحم. صحيح مسلم بشرح النووي 14/ 151.
(2)
أخرجه ابن خزيمة عقب (54) من طريق أبي أسامة به. وأحمد (24290)، وابن خزيمة (54)، وعنه ابن حبان (1409) من طريق هشام بن عروة به.
(3)
البخاري (147)، ومسلم (2170/ 17).
(4)
في س: "المهاجرين".
(5)
البخاري (4758). وينظر ما تقدم في (3301).