الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ الزَّوجَيِن يَختَلِفانِ فى الإصابَةِ فيَكونُ القَولُ قَولَه إن كانَت ثَيِّبًا
قال الشّافِعِىُّ رحمه الله: لأنَّها تُريدُ فسخَ نِكاحِه، وعَلَيه اليَمينُ
(1)
14416 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ محمدٍ المُقرِئُ، أخبرَنا الحَسَنُ بنُ محمدِ بنِ إسحاقَ، حدثنا يوسُفُ بنُ يَعقوبَ القاضِى، حدثنا سُلَيمانُ بنُ حَربٍ، حدثنا حَمّادُ بنُ زَيدٍ، عن أيّوبَ، عن عِكرِمَةَ، أنَّ امرأةً دَخَلَت على عائشةَ -رضى اللَّه عنها- وعَلَيها خِمارٌ أخضرُ، فشَكَت إلَيها زَوجَها، وأَرَتها ضَربًا بجِلدِها، فدَخَلَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فذَكَرَت له ذَلِكَ عائشَةُ -رضى اللَّه عنها- وقالَت: ما تَلقَى نِساءُ المُسلِمينَ مِن أزواجِهِنَّ! وقالَت: لَلَّذِى بجِلدِها أشَدُّ خُضرَةً مِن خِمارِها. قال عِكرِمَةُ: والنِّساءُ يَنْصُرُ بَعضُهُنَ بَعضًا. وجاءَ الرَّجُلُ فقالَت: ما الذِى عِندَه بأَغنَى عَنِّى مِن هَذا. وقالَت بطَرَفِ ثَوبِها. فقالَ الرَّجُلُ: يا رسولَ اللَّهِ، واللَّهِ إنِّى لأنفُضُها نَفضَ الأديمِ، ولَكِنَّها ناشِزٌ تُريدُ رِفاعَةَ. وكانَ رِفاعَةُ زَوجُها قَد طَلَّقَها قَبلَ ذَلِكَ. فقالَ: "إنَّه إن كان كما تَقولينَ لَم تَحِلِّى له حَتَّى يَذوقَ مِن
(2)
عُسَيلَتِكِ وتَذوقِى مِن عُسَيلَتِه"
(3)
.
14417 -
أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفَقيهُ وأبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدَّثنا محمدُ بنُ إسحاقَ الصَّغانِىُّ، أخبرَنا
(1)
الأم 5/ 40.
(2)
ليس فى: س، ص 7.
(3)
أخرجه البخارى (5825) من طريق أيوب به.
أشهَلُ بنُ حاتِمٍ، حدثنا عُيَينَةُ بنُ عبدِ الرَّحمَنِ، عن أبيه قال: جاءَتِ امرأةٌ إلَى سَمُرَةَ بنِ جُندُبٍ فذكَرَت أنَّ زَوجَها لا يَصلُ إلَيها. فسألَ الرَّجُلَ. قال: فأَنكَرَ ذَلِكَ، وكَتَبَ فيه إلَى مُعاويَةَ -رضى اللَّه عنه-. قال فكَتَبَ: أنْ زَوِّجْه امرأةً مِن بَيتِ المالِ لَها حَظٌّ مِن جَمالٍ ودينٍ؛ فإِن زَعَمَت أنَّه يَصلُ إلَيها فاجمَعْ بَينَهُما، وإِن زَعَمَت أنَّه لا يَصلُ إلَيها ففَرِّقْ بَينَهُما. قال: ففَعَلَ وأَتَى بهِما عِندَه فى الدّارِ. قال: فلَمّا أصبَحَ دَخَلَ النّاسُ ودَخَلتُ. قال: فجاءَ الرَّجُلُ عَلَيه أثَرُ صُفرَةٍ فقالَ له: ما فعَلتَ؟ قال: فعَلتُ واللَّهِ حَتَّى خَضخَصْتُه
(1)
فى الثَّوبِ مِن ورائِها. قال: وجاءَتِ المَرأَةُ مُتَقَنِّعَةً فقامَت عِندَ رِجلِه. قال: فسألَها وعَظَّمَ عَلَيها، فقالَت: لا شَئَ. فقالَ: أما يَنتَشِرُ؟ أما يَدنو؟ قالَت: بَلَى، ولَكِنَّه إذا دَنا جاءَ شَرُّه. فقالَ سَمُرَةُ: خَلِّ سَبيلَها يا مُخَضخِضُ
(2)
.
هَذا رأىٌ مِن مُعاويَةَ -رضى اللَّه عنه-، وقَد يَكونُ الرَّجُلُ عِنّينًا مِنِ امرأةٍ ولا يَكونُ عِنّينًا مِن أُخرَى، ومُتابَعَةُ السُّنَّةِ أولَى؛ وقَد قَضى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم باليَمينِ على مَن أنكَرَ
(3)
، والزَّوجُ يُنكِرُ ما تَدَّعِى
(4)
عَلَيه مِنَ العُنَّةِ.
(1)
كذا فى النسخ. وفي حاشية الأصل: "حصحصته كذا بخطه"، وهى كذلك فى غريب الحديث. والخضخضة: التحريك. تاج العروس 18/ 317. والحصحصة: تحريك الشئ حتى يستقر ويتمكن. النهاية 1/ 394. وينظر ما تقدم فى (14247).
(2)
كذا فى النسخ. وفي حاشية الأصل: "محصحص". وكتب: "كذا بخطه مضبوطة فى الموضعين". والأثر أخرجه أبو عبيد فى غريب الحديث 4/ 301 من طريق عيينة بن عبد الرحمن به.
(3)
سيأتى تخريجه فى (21239 - 21245).
(4)
فى س، ص 7، م:"يدعى".