الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَغَزْوُ الْبَحْرِ أفضلُ مِنْ غَزْوِ الْبَرِّ.
ــ
أفْضَلُ مِنْ جِهَادٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ، أو حَجَّةٍ مَبْرُورَةٍ، لا رَفَثَ فِيها ولا فُسُوقَ ولا جِدَالَ». ولأنَّ الجهادَ بَذْلُ المُهْجَةِ والمالِ، ونَفْعَه يَعُمُّ المسلمين كُلَّهم، صغيرَهم وكبيرَهم، وقَوِيَّهم وضَعِيفَهم، ذَكَرَهم وأُنْثَاهُم، وغيرَه لا يُساوِيه في نفْعِه وخطَرِه، فلا يُساوِيه في فَضْلِه.
1386 - مسألة: (وغَزْوُ البَحْرِ أفْضَلُ مِن غَزْوِ البَرِّ)
غَزْوُ البَحْرِ مشْروعٌ، وفضْلُه كبيرٌ. قال أنَسُ بنُ مالكٍ: نام رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثم اسْتَيْقَظَ وهو يضْحَكُ، قالت أمُّ حَرامٍ: فقُلْتُ: ما يُضْحِكُكَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: «نَاسٌ مِنْ أُمَّتِى عُرِضُوا عَلَىَّ غُزَاةً فِى سَبِيلِ اللَّهِ، يَرْكَبُونَ ثَبَجَ (1) هذَا البَحْرِ، مُلُوكًا علَى الأسِرَّةِ، أو مِثْلَ المُلُوكِ عَلَى الأسِرَّةِ» . مُتَّفَق عليه (2). قال ابنُ عبدِ البَر: أمُّ حرامٍ بنتُ مِلْحانَ أُخْتُ
(1) ثبج البحر: وسطه ومعظمه.
(2)
أخرجه البخارى، في: باب الدعاء بالجهاد والشهادة. . .، من كتاب الجهاد، وفى: باب من زار قوما فقال عندهم، من كتاب الاستئذان، وفى: باب الرؤيا بالنهار، من كتاب التعبير. صحيح البخارى 4/ 19، 8/ 78، 9/ 43، 44. ومسلم، في: باب فضل الغزو في البحر، من كتاب الإمارة. صحيح مسلم 3/ 1518، 1519.
كما أخرجه أبو داود، في: كتاب فضل الغزو في البحر، من كتاب الجهاد. سنن أبى داود 2/ 6. والترمذى، في: باب ما جاء في غزو البحر، من أبواب فضائل الجهاد. عارضة الأحوذى 7/ 146، 147. والنسائى، في: باب فضل الجهاد في البحر، من كتاب الجهاد. المجتبى 6/ 34، 35. وابن ماجه، في: باب فضل غزو البحر، من كتاب الجهاد. سنن ابن ما جه 2/ 927. والدارمى، في: باب فضل غزاة البحر، من كتاب الجهاد. سنن الدارمى 2/ 464.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
أُمِّ سُلَيْمٍ خَالةِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِن الرَّضاعَةِ، أرْضَعَتْه أخْتٌ لهما ثالثةٌ. ولم نَرَ (1) هذا عن أحدٍ سِوَاه، وأظُنُّه إنَّما قال هذا؛ لأنَّ النبىَّ صلى الله عليه وسلم كان ينامُ في بيْتها، وينْظُرُ إلى شعَرِها (2)، ولَعَلَّ هذا كان قبلَ نُزُول الحِجابِ. وروَى أبو داودَ (3) بإسْنادِه عن أُمِّ حَرامٍ، عن النبىِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّه قال:«الْمَائِدُ (4) فِى الْبَحْرِ، الَّذِى يُصِيبُه القَئُ، لَهُ أجْرُ شَهِيدٍ، والغَرِقُ لَهُ أجْرُ شَهِيدَيْنَ» . وروَى ابنُ ماجَه (5) بإسْنادِه عن النبىِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّه قال:«شَهِيدُ الْبَحرِ مِثْلُ شَهِيدَىِ البَرِّ، والْمَائِدُ فِى الْبَحْرِ كالمُتَشَحِّطِ (6) فِى دَمِه فِى الْبَرِّ، ومَا بَيْنَ الْمَوْجَتَيْنِ كَقَاطِعِ الدُّنْيَا فِى طَاعَةِ اللَّهِ، وإنَّ اللَّهَ وَكَّلَ مَلَكَ الْمَوْتِ بِقَبْضِ الأرْوَاحِ، إلَّا شَهِيدَ الْبَحْرِ، فإنَّه يَتَوَلَّى قَبْضَ أرْوَاحِهِمْ، ويَغْفِرُ لِشَهِيدِ الْبَرِّ الذُّنُوبَ كُلَّهَا إلَّا الدَّيْنَ، ويَغْفِرُ لِشَهِيدِ الْبَحْرِ الذُّنُوبَ والدَّيْنَ» . ولأنَّ البحرَ أعْظَمُ خَطَرًا ومَشَقَّة، فإنَّه بينَ خَطَرِ العَدُوِّ وخَطَرِ الغَرَقِ، ولا يتَمَكَّنُ مِن الفِرَارِ إلَّا مع أصحابِه، فكان أفْضَلَ مِن غيرِه.
فصل: وقِتالُ أهْلِ الكتابِ أفْضَلُ مِن قتالِ غيرِهم. وكان ابنُ المُبارَكِ،
(1) في م: «يرو» .
(2)
رجح ابن حجر أن هذا من خصوصياته صلى الله عليه وسلم. انظر فتح البارى 11/ 78، 79.
(3)
في: باب فضل الغزو في البحر، من كتاب الجهاد. سنن أبى داود 2/ 7.
(4)
المائد: الذى يأخذه دوار البحر.
(5)
في: باب فضل غزو البحر، من كتاب الجهاد. سنن ابن ماجه 2/ 928.
(6)
تشحط بالدم: تضرَّج به واضطرب فيه.