الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر جوازم الفعل
(1)
وهي قسمان:
القسم الأول: جوازم فعل واحد، وهي أربعة: لام الأمر: وهي اللام المكسورة التي يطلب بها الفعل، كقوله تعالى: لِيُنْفِقْ/ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ (2)، ولم: وهي لقلب المضارع ماضيا ولنفيه. كقولك: لم يخرج، ولمّا: مثلها إلّا أنها آكد في قلب المضارع إلى الماضي، وتفيد دوام الانتفاء إلى حين الإخبار، نحو ندم ولمّا ينفعه النّدم، فيلزم استمرار عدم النفي من الماضي إلى وقت الإخبار لازدياد معناها بزيادة ما (3) ولا: للنهي وهي التي يطلب بها ترك الفعل (4)، كقوله تعالى: وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ (5).
والقسم الثاني: جوازم فعلين، وهي كلم المجازاة (6) تدخل على الفعلين لتدلّ على أنّ الأول سبب للثاني، فالأول: سبب والثاني: مسبّب وسمّي الأول شرطا، والثاني جزاء، وكلم المجازاة حروف وأسماء، فالحروف: إن وإذ ما على رأي (7) والأسماء ما عداهما كما سنذكرها، وإنما جزمت الأسماء لتضمّنها معنى إن، لما في ذلك من الايجاز
والاختصار، وهي ضربان: ظروف وغير ظروف.
الضرب الأول: الأسماء التي هي ظروف: وهي إذ ما على رأي نحو قوله (8):
(1) الكافية، 417.
(2)
من الآية 7 من سورة الطلاق.
(3)
انظر رصف المباني، 281.
(4)
شرح الوافية، 352.
(5)
من الآية 2 من سورة النساء.
(6)
الكافية، 417.
(7)
هو رأي سيبويه والجمهور، ونقل عن المبرد وابن السراج والفارسي أن إذ ما اسم ظرف زمان. انظر لذلك الكتاب، 3/ 56 - 63 وشرح شذور الذهب، 334 وشرح التصريح، 2/ 248. وانظر شرح الوافية، 352.
(8)
للعباس بن مرداس وعجزه:
حقا عليك إذا اطمأنّ المجلس
ورد منسوبا له في الكتاب، 3/ 57 والكامل للمبرد 1/ 290 والحلل 289 وشرح المفصل، 4/ 17، 7/ 46 -
إذ ما أتيت على الرسول فقل له
…
...
فدخول الفاء في جوابها يدلّ على الجزم بها، ولا تستعمل في المجازاة إلّا مع ما، وحيثما كذلك نحو (1):
…
... وحيثما يكن أمر صالح أكن
وأين في المكان، ويجازى بها مجردة ومع ما كقوله تعالى: أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ (2) وكقول الشّاعر (3):
أين تضرب بنا العداة تجدنا
…
نصرف العيس نحوها للتّلاقي (4)
ومتى في الزمان، كقول الشّاعر (5):
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره
…
تجد خير نار عندها خير موقد
بجزم تأته وجزم تجد، وأمّا تعشو فمرفوع وهو مثل قولك: إن تأتني تسلني أعطك، ومعناه إن تأتني سائلا أعطك، فإنّ الفعل إذا كان في موضع الحال فهو مرفوع وتعشو كذلك، أي متى تأته عاشيا تجد، وأمّا قول الشّاعر (6):
- ومن غير نسبة في المقتضب، 2/ 46 والخصائص، 1/ 131 وشرح الكافية، 2/ 253 ورصف المباني.
60.
(1)
لزهير بن أبى سلمى، وصدره:
هنّاك ربّك ما أعطاك من حسن
ديوانه 123، ورد منسوبا له في دلائل الإعجاز للجرجاني، 310. وقال السيوطي في الهمع، 2/ 58 «ولا يجزم بحيث وإذ مجردين من ما، وأجازه الفراء قياسا على أين وأخواتها، ورد بأنه لم يسمع فيهما إلا مقرونين بخلافها».
(2)
من الآية 78 من سورة النساء.
(3)
البيت لعبد الله بن همّام السلولي ورد منسوبا له في الكتاب، 3/ 58 وورد من غير نسبة في المقتضب، 2/ 47 وشرح المفصل، 4/ 105 - 7/ 45 وشرح الأشموني، 4/ 10 العيس: الإبل البيض مفردها أعيس وعيساء.
(4)
في الأصل لتلاق.
(5)
البيت للحطيئة ورد في ديوانه، 25 وورد منسوبا له في الكتاب، 3/ 86 والحلل، 287 وأمالي ابن الشجري، 2/ 278 وشرح الشواهد، 4/ 10 وشرح شواهد المغني، 1/ 304 وورد من غير نسبة في المقتضب، 2/ 63 وشرح المفصل، 4/ 148 - 7/ 45 - 53 وشرح ابن عقيل، 4/ 27 وشرح الأشموني، 4/ 10.
(6)
البيت لعبيد بن الحر، ورد منسوبا له في شرح المفصل، 7/ 53 - 10/ 20 وورد من غير نسبة في الكتاب، -
متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا
…
تجد حطبا جزلا ونارا تأجّجا
فإنّما جزم تلمم على البدل من تأتنا، ونظيره في الأسماء قولك: مررت برجل عبد الله ففسّر الإتيان بالإلمام (1) وتأجّجا ألفه للتثنية والفعل ماض وهو للحطب والنّار (2) ..
وأنّى: ظرف مكان نحو قول لبيد (3):
وأصبحت أنّى تأتها تلتبس بها
…
...
ولا تستعمل أنّى مقترنة بما.
الضرب الثاني: الأسماء التي هي غير ظروف، وهي: ما ومن وأي ومهما نحو قوله تعالى: وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ (4) ومن يكرمني أكرمه، وقوله تعالى:
أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى (5) وقوله تعالى: وَقالُوا مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنا بِها فَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (6)،
والجزم بكيفما شاذّ خلافا للكوفيين، فإنّهم يجزمون بكيف مع ما وبدونها (7) وكذلك (8) الجزم بإذا شاذّ (9)، وقد ورد في الشعر وكقوله (10) -
- 3/ 86 والمقتضب، 2/ 61 والإنصاف، 2/ 583 وهمع الهوامع، 2/ 128 وشرح الأشموني، 3/ 131.
(1)
الكتاب، 3/ 86.
(2)
هذا رأي من آراء فيها، وقيل: إن تأججا مفرد من صفة الحطب، لأنه أهم إذ النار به تكون، ويجوز أن يكون من صفة النار وذكر على معنى شهاب أو على إرادة النون الخفيفة وأبدل منها ألفا في الوقف. انظر الإنصاف، 2/ 583 وشرح المفصل، 7/ 54.
(3)
صدر بيت للبيد بن ربيعة العامري ورد في ديوانه، 65 برواية: تبتئس مكان تلتبس، وعجزه:
كلا مركبيها تحت رجليك شاجر
ورد منسوبا له في الكتاب، 3/ 58 والحلل، 290 ومن غير نسبة في المقتضب، 2/ 47 وشرح المفصل، 4/ 110 - 7/ 45. والشاجر: المائل.
(4)
من الآية 197 من سورة البقرة.
(5)
من الآية 110 من سورة الإسراء.
(6)
الآية 132 من سورة الأعراف.
(7)
الكتاب، 3/ 60 والإنصاف، 2/ 643 والهمع، 2/ 58 وشرح الأشموني، 4/ 14.
(8)
في الأصل ولذلك.
(9)
قال ابن مالك في شواهد التوضيح، 18 «وهو في النثر نادر وفي الشعر كثير» .
(10)
لم أهتد إلى قائله. وورد في شرح الفاكهي على قطر الندى، 1/ 177 برواية غمامة.