الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقمت للزّور مرتاعا وأرّقني
…
فقلت أهي سرت أم عادني حلم
فإذا ابتدئ بهما ردّتا إلى أصلهما كقولك مبتدئا: هو، بضمّ الأول وهي، بكسر الأول، ولام الأمر أصلها الكسر نحو: ليقم زيد بالكسر لا غير، فإذا اتصل بها الواو والفاء جاز إسكانها تخفيفا نحو: وَلْيُوفُوا (1) ونحو: فَلْيَنْظُرْ (2) وكذلك يجوز إسكانها أيضا مع ثمّ كقوله تعالى: ثُمَّ لْيَقْطَعْ (3) وكقوله: ثُمَّ لْيَقْضُوا (4) بإسكان اللّام فيهما لأنه جعل الميم الثانية من ثمّ بمنزلة الفاء في قولك: فليقضوا، وإنما أورد (5) تسكين الهاء في هو وهي ولام الأمر في باب ما وضع أوله على السكون وإن لم يكن منه، خوفا من أن يتوهّم متوهم أنه منه، فبيّن أنّ سكون ذلك عارض لضرب من التخفيف فلا يعتدّ به وأنت بالخيار في تسكين ذلك وتحريكه.
الفصل السادس في زيادة الحروف
(6)
ويشترك فيها الاسم الفعل (7)، والزيادة تكون لأحد سبعة أمور:
1 -
أن تكون للدلالة على معنى كزيادة حروف المضارعة وحروف التثنية والجمع وما أشبهها (8).
2 -
أن تكون للإلحاق حسبما تقدم في أبنية الأسماء والأفعال كزيادة الواو في جوهر إلحاقا بجعفر.
(1) من الآية 29 من سورة الحج. ونصها «ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ» .
(2)
من الآية 15 من سورة الحج.
(3)
من الآية 15 من سورة الحج. ونصها «ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ» .
(4)
من الآية 29 من سورة الحج.
(5)
الزمخشري في المفصل، 356 وانظر إيضاح المفصل، 2/ 370.
(6)
المفصل، 357.
(7)
بعدها في الأصل مشطوب عليه «ومعنى كونها زوائد أن كل حرف وقع زائدا في كلمة فإنه منها لا أنها تقع أبدا زوائد» وهي من نص المفصل، 357 وبإزائها كتب بلغ مقابلة بين يدي مؤلفة أدام الله أيامه.
(8)
المنصف، 1/ 15.
3 -
أن تكون لتليين اللفظ (1) وإزالة قلق اللّسان بسبب توالي الحركات ولا تكون الزيادة لهذا المعنى إلا من حروف
المدّ كألف عماية وياء صحيفة وواو عجوز.
4 -
أن تكون للعوض عمّا حذف كتاء إقامة (2).
5 -
أن تكون للتكثير كميم زرقم وستهم (3).
6 -
أن تكون للإمكان كألف الوصل وهاء السكت في قه في الوقف لأنه لا يمكن أن يبتدأ (4) بحرف، ويوقف عليه.
7 -
أن تكون للبيان كزيادة هاء السكت أيضا في نحو: مالِيَهْ (5) لبيان الحركة وفي نحو: يا زيداه لبيان الألف (6).
وحروف الزيادة عشرة يجمعها قوله: اليوم تنساه، ومعنى كونها حروف زيادة أنه إذا وقع في الكلمة حرف زائد لغير الإلحاق ولغير التضعيف فلا يكون إلّا منها، وليس المراد أنها لا تقع إلا زائدة فإنها قد تقع أصولا نحو: هول، ويعرف الزائد من الأصلي بواحدة من ثلاث وهي: الاشتقاق وعدم النظير وكثرة وقوع الحرف زائدا، والمقدّم في ذلك الاشتقاق وهو اشتراك اللفظين في المعنى/ الأصلي، والحروف الأصول، كضارب ومضروب من الضرب، ولذلك حكم بزيادة النون في عنسل (7) وهو الناقة السريعة لأنّه موافق في الحروف الأصول وفي المعنى الأصلي لعسل إذا أسرع ومنه عسلان الذئب (8)، والحرف الزائد هو الذي يسقط في تصاريف الكلمة
(1) سماها ابن جني، الزيادة للمد، المنصف، 1/ 14.
(2)
هي عوض عن الألف المحذوفة.
(3)
وسماها بعضهم لتفخيم المعنى، شرح الشافية للجاربردي، 1/ 194 ومناهج الكافية، 2/ 137.
(4)
في الأصل يبتدئ.
(5)
الآية 28 من سورة الحاقة.
(6)
أدرجها ابن جني تحت زيادة المعنى، المنصف، 1/ 15.
(7)
قال في الشافية، 524 «فلذلك حكم بثلاثية عنسل» وفي الجاربردي، 1/ 200 «وقيل إنه من العنس وهي الناقة الصلبة، فالنون أصلية واللام زائدة والأول أصح لقوة المعنى ولأن زيادة النون ثانية أكثر من زيادة اللام آخرا كما في عنصل» بتصرف.
(8)
إذا اضطرب في عدوه وهز رأسه، القاموس المحيط، عسل.