الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر حروف النّداء
(1)
وهي: يا وأيا وهيا وأي والهمزة، والمراد بها تنبيه المدعوّ ودعاؤه أي طلب إقباله، فيا أعمّ هذه الحروف استعمالا، لأنّها تستعمل في القريب والبعيد والمتوسط (2) وأيا وهيا تختصّان بالمنادى البعيد، وأي والهمزة بالمنادى القريب لكنّ الهمزة للمنادى الأقرب، وأمّا وا فتختصّ بالمندوب (3) حسبما تقدّم ذكره في أوائل الكتاب (4).
ذكر حروف الإيجاب والتّصديق
(5)
وهي ستة: نعم وبلى وإي وأجل وجير وإنّ، وإنّما سميّت حروف التصديق والإيجاب لأنّها مصدّقة لما سبقها، فنعم لتصديق ما سبقها من الكلام وتقريره مثبتا كان أو منفيّا، استفهاما كان أو خبرا، تقول لمن قال: قام زيد، أو ما قام زيد أو لم يقم زيد أو ألم يقم زيد: نعم، تصديقا لما قاله هذا بحسب اللغة دون العرف، ألا ترى أنه لو قيل لك: أليس لي عندك كذا مالا، فقلت: نعم لألزمك القاضي به تغليبا للعرف، وأمّا بحسب اللغة فلا يلزم شيء لأنّه تصديق لقول ليس لي عليك شيء.
وبلى مختصّة بإيجاب بعد النفي استفهاما كان ذلك أو خبرا تقول في جواب من يقول: لم يقم زيد أو ألم يقم زيد: بلى، أي بلى قد قام زيد، ومنه قوله تعالى: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا: بَلى (6) أي بلى أنت ربّنا، ولو قيل في الجواب: نعم كان كفرا (7) لأنّ
(1) الكافية، 426.
(2)
شرح المفصل، 8/ 118 والهمع، 1/ 172.
(3)
وقد تنوب مقام يا في النداء والمشهور استعمالها في الندبة، شرح الكافية، 2/ 381.
(4)
في 1/ 170.
(5)
الكافية، 426.
(6)
من الآية 172 من سورة الأعراف.
(7)
رواية عن ابن عباس رضي الله عنه كما في المغني، 2/ 346، وفي شرح المفصل، 8/ 123 هذا قول النحويين المتقدمين من البصريين، وقد ذهب بعض المتأخرين إلى أنه يجوز أن تقع نعم موقع بلى، وهو -