المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر حروف الجر - الكناش في فني النحو والصرف - جـ ٢

[أبو الفداء]

فهرس الكتاب

- ‌القسم الثاني في الفعل

- ‌ذكر الفعل الماضي

- ‌ذكر الفعل المضارع

- ‌ذكر إعراب المضارع

- ‌ذكر إعراب الفعل المعتلّ

- ‌ذكر إضمار أن

- ‌ذكر حتّى

- ‌ذكر لام كي، ولام الجحود

- ‌ذكر الفاء الناصبة للفعل

- ‌ذكر الواو الناصبة للفعل

- ‌ذكر أو الناصبة للفعل

- ‌ذكر المواضع التي يجوز فيها إظهار أن والتي يجب والتي يمتنع

- ‌ذكر جوازم الفعل

- ‌ذكر امتناع دخول الفاء في الجزاء والجواز والوجوب

- ‌ذكر الجزم بتقدير إن

- ‌ذكر صيغة الأمر

- ‌ذكر فعل ما لم يسمّ فاعله

- ‌ذكر الفعل المتعدّي

- ‌ذكر أفعال القلوب

- ‌ذكر خصائص هذه الأفعال

- ‌ذكر الأفعال النّاقصة

- ‌ذكر معاني كان

- ‌ذكر معنى صار

- ‌ذكر أصبح وأمسى وأضحى

- ‌ذكر ظلّ وبات

- ‌ذكر ما فتئ وما زال وما برح وما انفكّ

- ‌ذكر ما دام

- ‌ذكر ليس

- ‌ذكر أفعال المقاربة

- ‌ذكر عسى الناقصة

- ‌ذكر عسى التّامّة

- ‌ذكر فعل التعجّب

- ‌ذكر أفعال المدح والذّمّ

- ‌ذكر أبنية الماضي الثلاثي المجرّد عن الزيادة

- ‌[ذكر ابنية المضارع]

- ‌ذكر مضارع فعل بفتح العين

- ‌ذكر مضارع فعل بكسر العين

- ‌ذكر مضارع فعل بضمّ العين

- ‌ذكر أبنية الثلاثي المزيد فيه

- ‌ذكر معاني فعل بفتح العين

- ‌ذكر معاني فعل بكسر العين

- ‌ذكر معاني فعل بضمّ العين

- ‌ذكر معاني تفعلل

- ‌ذكر معاني تفعّل

- ‌ذكر معاني تفاعل

- ‌ذكر معاني أفعل

- ‌ذكر معاني فعّل

- ‌ذكر معاني فاعل

- ‌ذكر معاني انفعل

- ‌ذكر معاني افتعل

- ‌ذكر معاني استفعل

- ‌ذكر معاني افعوعل

- ‌ذكر أبنية الفعل الرباعي

- ‌القسم الثالث في الحرف

- ‌ذكر حروف الجرّ

- ‌ذكر أحكام جواب القسم

- ‌ذكر حذف جواب القسم

- ‌ذكر حذف حرف الجرّ

- ‌ذكر الحروف المشبّهة بالفعل

- ‌ذكر إنّ وأنّ

- ‌ذكر المواضع التي تكسر فيها إنّ

- ‌ذكر مواضع فتحها

- ‌ذكر المواضع التي يجوز فيها كسر إن وفتحها

- ‌ذكر العطف على اسم إنّ المكسورة بالرفع

- ‌ذكر دخول لام الابتداء مع إنّ المكسورة

- ‌ذكر تخفيف إنّ المكسورة

- ‌ذكر تخفيف أنّ المفتوحة

- ‌ذكر كأنّ

- ‌ذكر لكنّ

- ‌ذكر ليت

- ‌ذكر لعلّ

- ‌ذكر حروف العطف

- ‌ذكر حروف التنبيه

- ‌ذكر حروف النّداء

- ‌ذكر حروف الإيجاب والتّصديق

- ‌ذكر حروف الزيادة

- ‌ذكر الحرفين المصدريين

- ‌ذكر حروف التحضيض

- ‌ذكر حرف التوقّع

- ‌ذكر حرفي الاستفهام

- ‌ذكر حروف الشّرط

- ‌فصل والفعل الواقع بعد إن الشرطية معناه الاستقبال وقد يراد به الماضي مع المستقبل جميعا

- ‌ذكر حرف الرّدع

- ‌ذكر تاء التّأنيث الساكنة

- ‌ذكر التنوين

- ‌ذكر نون التأكيد

- ‌ذكر حركات ما قبل نون التأكيد بحسب الضمائر

- ‌ذكر أحكام نون التأكيد مع الضمائر البارزة

- ‌ذكر أحكام نون التأكيد مع الضمائر المستترة

- ‌ذكر نون التأكيد مع المثنّى مطلقا، ومع جمع المؤنّث

- ‌ذكر حرفي الخطاب

- ‌ذكر حرف التعليل

- ‌ذكر هاء السكت

- ‌ذكر حرف الإنكار

- ‌ذكر شين الوقف وسينه

- ‌ذكر حرف التذكّر

- ‌ذكر اللّامات

- ‌ذكر الواو

- ‌ذكر الفاء

- ‌ذكر حروف النفي

- ‌ذكر حروف الاستثناء

- ‌ذكر حروف الاستقبال

- ‌ذكر الهمزة

- ‌القسم الرابع في المشترك

- ‌الفصل الأول في الإمالة

- ‌الفصل الثاني في الوقف

- ‌ذكر الوقف على المعتلّ

- ‌ذكر الوقف على الكلم غير المتمكّنة

- ‌الفصل الثالث في تخفيف الهمزة

- ‌ذكر الهمزة المتحركة التي قبلها ساكن

- ‌ذكر الهمزة المتحرّكة التي قبلها متحرّك

- ‌ذكر تخفيف همزة باب الأحمر

- ‌ذكر التقاء الهمزتين والثانية ساكنة

- ‌الفصل الرابع في التقاء الساكنين

- ‌ذكر القسم الأول وهو التقاء الساكنين من غير تغيير

- ‌ذكر القسم الثاني وهو الذي لا بدّ فيه من إزالة اجتماع الساكنين

- ‌القول على إزالة اجتماع الساكنين بالحذف

- ‌القول على إزالة اجتماع الساكنين بالتحريك

- ‌ذكر تحريك الصّحيح لالتقاء الساكنين

- ‌ذكر تحريك حرف اللّين لالتقاء السّاكنين إذا كان غير مدّة

- ‌ذكر تحريك لام التعريف لالتقاء الساكنين

- ‌ذكر تحريك السّاكن الثاني

- ‌ذكر أنّ أصل هذه الحركة أن تكون بالكسر

- ‌الفصل الخامس في حكم أوائل الكلم

- ‌القول على الأسماء التي هي كذلك

- ‌ذكر الأسماء غير المصادر التي هي السّماعية

- ‌ذكر المصادر التي تلزمها همزة الوصل لسكون أوائلها

- ‌ذكر الأفعال التي تلزمها همزة الوصل لسكون أوائلها

- ‌ذكر الحروف التي تلزمها همزة الوصل لوضعها على السكون

- ‌ذكر حكم الهمزات المتوصّل بها إلى النطق بالسّاكن

- ‌الفصل السادس في زيادة الحروف

- ‌ ذكر زيادة الهمزة

- ‌ذكر زيادة الألف

- ‌ذكر زيادة الياء

- ‌ذكر زيادة الواو

- ‌ذكر زيادة الميم

- ‌ذكر زيادة النون

- ‌ذكر زيادة التاء

- ‌ذكر زيادة الهاء

- ‌ذكر زيادة السين

- ‌ذكر زيادة اللّام

- ‌الفصل السابع في إبدال الحروف

- ‌القول على إبدال الهمزة من غيرها

- ‌ذكر إبدال الهمزة من حروف اللّين

- ‌ذكر إبدال الهمزة من الهاء

- ‌ذكر إبدال الهمزة من العين

- ‌القول على إبدال الألف من غيرها

- ‌ذكر إبدال الألف من الواو والياء

- ‌ذكر إبدال الألف من الهمزة

- ‌ذكر إبدال الألف من النون

- ‌القول على إبدال الياء من غيرها

- ‌القسم الأول: في إبدال الياء من الحروف التسعة التي لا يلزم أن تكون للتضعيف

- ‌ذكر إبدال الياء من الألف

- ‌ذكر إبدال الياء من الواو

- ‌ذكر إبدال الياء من الهمزة

- ‌ذكر إبدال الياء من النون

- ‌ذكر إبدال الياء من العين

- ‌ذكر إبدال الياء من الباء الموحّدة

- ‌ذكر إبدال الياء من التاء المثنّاة الفوقيّة

- ‌ذكر إبدال الياء من السين

- ‌ذكر إبدال الياء من الثّاء المثلّثة

- ‌القسم الثاني: في إبدال الياء من أحد حرفي التضعيف

- ‌ذكر إبدال الياء من اللّام المضاعفة

- ‌ذكر إبدال الياء من الصّاد المضاعفة

- ‌ذكر إبدال الياء من الرّاء المضاعفة

- ‌ذكر إبدال الياء من الضّاد المضاعفة

- ‌ذكر إبدال الياء من الميم المضاعفة

- ‌ذكر إبدال الياء من الذّال المضاعفة

- ‌ذكر إبدال الياء من الهاء المضاعفة

- ‌ذكر إبدال الياء من الكاف المضاعفة

- ‌ذكر إبدال الياء من الجيم المضاعفة

- ‌القول على إبدال الواو من غيرها

- ‌ذكر إبدال الواو من الألف

- ‌ذكر إبدال الواو من الياء

- ‌ذكر إبدال الواو من الهمزة

- ‌القول على إبدال الميم من غيرها

- ‌ذكر إبدال الميم من الواو

- ‌ذكر إبدال الميم من الّلام

- ‌ذكر إبدال الميم من النون

- ‌ذكر إبدال الميم من الباء الموحّدة

- ‌القول على إبدال النون من غيرها

- ‌القول على إبدال التاء من غيرها

- ‌ذكر إبدال التّاء من الواو

- ‌ذكر إبدال التّاء - المثنّاة من فوق - من الياء آخر الحروف

- ‌ذكر إبدال التاء من السين

- ‌ذكر إبدال التاء من الصّاد

- ‌ذكر إبدال التاء من الباء

- ‌القول على إبدال الهاء من غيرها

- ‌ذكر إبدال الهاء من الهمزة

- ‌ذكر إبدال الهاء من الألف

- ‌ذكر إبدال الهاء من الياء

- ‌ذكر إبدال الهاء من التاء

- ‌القول على إبدال الّلام من غيرها

- ‌القول على إبدال الطّاء من غيرها

- ‌القول على إبدال الدّال من غيرها

- ‌القول على إبدال الجيم من غيرها

- ‌القول على إبدال السين

- ‌القول على إبدال الصّاد من السّين

- ‌القول على إبدال الزاي من غيرها

- ‌الفصل الثامن في الإعلال

- ‌القول على الألف

- ‌القول على مواقع الواو والياء الأصليتين

- ‌القول على الواو والياء فاءين

- ‌ذكر الواو فاء

- ‌ذكر الياء فاء

- ‌ذكر التنبيه على موضع ثبوت الواو وموضع حذفها

- ‌ذكر ما جاء في مضارع أفعال تذكر

- ‌ذكر بناء افتعل من أفعال تذكر

- ‌القول على الواو والياء عينين

- ‌القسم الأول في إعلال الواو والياء عينين

- ‌ذكر الأفعال المعتلّة التي لحقتها الزيادة

- ‌ذكر الأفعال التي لا تعلّ لكون ما قبل حرف العلّة ألفا أو واوا أو ياء

- ‌القسم الثاني: في حذف الواو والياء عينين

- ‌ذكر الحذف لالتقاء السّاكنين

- ‌ذكر الحذف للتخفيف

- ‌ذكر الحذف لضرورة الإعلال

- ‌القسم الثالث: في سلامة الواو والياء عينين

- ‌القول على أبنية الأفعال المعتلّة وهي مثل أبنيته الصحيحة

- ‌ذكر تحويل الأبنية المعتلّة

- ‌ذكر ما لم يسمّ فاعله من الأفعال المعتلّة

- ‌ذكر صحّة حرف العلّة عينا

- ‌ذكر إعلال اسم الفاعل

- ‌ذكر إعلال اسم المفعول

- ‌ذكر حكم الياء المضموم ما قبلها

- ‌ذكر ما يعلّ وما لا يعلّ من الأسماء الثلاثية المجردّة

- ‌ذكر فعل بضمّ الفاء والعين

- ‌القول على الأسماء المزيد فيها

- ‌ذكر ما يعلّ

- ‌ذكر ما صحّح من الأسماء المعتلّة المزيد فيها لمماثلتها الفعل

- ‌ذكر ما يعلّ من الأسماء المزيد فيها على وجه آخر

- ‌ذكر الأمور المانعة من الإعلال غير ما تقدّم

- ‌ذكر حكم حرف العلّة بعد ألف الجمع

- ‌ذكر حكم الواو والياء المجتمعتين

- ‌ذكر ما يهمز من الجمع وما لم يهمز

- ‌ذكر حكم فعلى

- ‌القول على الواو والياء لامين

- ‌ذكر إعلالهما

- ‌ذكر حذفهما

- ‌ذكر سلامتهما

- ‌القول على إعراب حروف العلّة

- ‌ذكر إعراب الواو والياء

- ‌ذكر إعراب الألف

- ‌ذكر ما يصنع بالواو إذا وقعت طرفا وانضمّ ما قبلها

- ‌ذكر حكم الواو المتطرفة بعد مدّة

- ‌ذكر حكم الواو والياء طرفا بعد ألف

- ‌ذكر حكم الواو المتطرفة بعد كسرة

- ‌القول على فعلى بفتح الفاء وضمها وكسرها

- ‌ذكر فعلى بفتح الفاء

- ‌ذكر فعلى بضمّ الفاء

- ‌ذكر فعلى بكسر الفاء

- ‌ذكر الجمع الذي لا ينصرف من المعتلّ

- ‌ذكر حكم الواو رابعة

- ‌ذكر حكم العين واللّام إذا كانا حرفي علّة

- ‌ذكر حكم الواو عينا ولاما وهو مضاعف الواو

- ‌القول على كيفية بناء بعض الأبنية المعتلّة

- ‌الفصل التاسع في الإدغام

- ‌ذكر ما يجب فيه الإدغام

- ‌ذكر ما يجوز فيه الإدغام والإظهار

- ‌ذكر ما يمتنع فيه الإدغام

- ‌القول على مخارج الحروف

- ‌ذكر عدد الحروف

- ‌القول على تقسيم الحروف بحسب صفاتها

- ‌ذكر ألقاب الحروف المذكورة على رأي الخليل

- ‌القول على كيفيّة الإدغام

- ‌وأمّا ما يدغم مع التباعد في المخرج:

- ‌القول على إدغام كلّ واحد من الحروف

- ‌ذكر إدغام الهمزة

- ‌ذكر الألف

- ‌ذكر إدغام الهاء

- ‌ذكر إدغام العين

- ‌ذكر إدغام الحاء

- ‌ذكر ادغام الغين والخاء المعجمتين

- ‌ذكر إدغام القاف والكاف

- ‌ذكر إدغام الجيم

- ‌ذكر إدغام الشين

- ‌ذكر إدغام الياء

- ‌ذكر إدغام الضّاد

- ‌ذكر إدغام الّلام

- ‌ذكر إدغام الرّاء

- ‌ذكر إدغام النون

- ‌ذكر إدغام الطّاء، والدّال، والتّاء، والظّاء، والذّال، والثّاء

- ‌ذكر إدغام الفاء

- ‌ذكر إدغام الباء

- ‌ذكر إدغام الميم

- ‌القول على تاء افتعل وتاء استفعل وتاء تفعّل وتفاعل ذكر تاء افتعل

- ‌ذكر حكم تاء افتعل مع الأحرف الأربعة الأول وهي: الطّاء والظّاء والصّاد والضّاد

- ‌ذكر حكم تاء افتعل مع الأحرف الثلاثة من التّسعة التالية للأربعة المتقدّمة وهنّ الدّال والذّال والزّاي

- ‌ذكر حكم تاء افتعل مع الحرفين الباقيين من التّسعة وهما: الثّاء والسين

- ‌ذكر تشبيه تاء الضّمير في فعلت بتاء افتعل

- ‌ذكر حكم تاء استفعل

- ‌ذكر حكم تاء تفعّل وتفاعل

- ‌القول على أسماء شذّ فيها الإدغام

- ‌ذكر ضرب من الحذف يجري مجرى الإدغام في التخفيف

- ‌الفصل العاشر في الخطّ

- ‌القسم الأول في حدّ الخطّ وما جاء منه على الأصل المقرر

- ‌القسم الثاني فيما لا صورة له تخصّه

- ‌القول على الهمزة

- ‌ذكر الهمزة أولا

- ‌ذكر الهمزة وسطا

- ‌وأمّا الهمزة المتحركة المتوسطة

- ‌ذكر الهمزة آخرا

- ‌القول على الوصل

- ‌القول على الزّيادة

- ‌القول على النّقص

- ‌القول على البدل

- ‌فهرس المصادر والمراجع

- ‌ الدوريات

- ‌ الرسائل الجامعية

- ‌ المخطوطات

الفصل: ‌ذكر حروف الجر

‌ذكر حروف الجرّ

(1)

حرف الجرّ ما وضع للإفضاء بفعل أو شبهه أو معناه إلى ما يليه، قوله: ما وضع للإفضاء أي للإيصال، وقوله: إلى ما يليه، أي إلى ما يلي حرف الجرّ من الأسماء وقوله: بفعل احتراز من الاسم، والحرف، فإنّ الأصل/ في الاسم أن لا يعمل، وما عمل منه (2) إنّما كان لشبهه بالفعل، وكذلك الحرف قوله: وشبهه (3) أو معناه أي شبه الفعل من الأسماء أو معنى الفعل من الأسماء كاسم الفاعل والمفعول وغير ذلك، أمّا الفعل فنحو: مررت بزيد، وأمّا شبه الفعل فنحو: أنا مارّ بزيد، ومروري بزيد حسن فالباء هي التي أوصلت الفعل وشبهه إلى ما يليها من الاسم، وأمّا معنى الفعل فنحو: زيد في الدار لإكرامك، فاللّام متعلّقة بما في الدّار من معنى الاستقرار، وكذلك هذا أبوك في الدّار، فإنّ العامل ما في هذا من معنى الإشارة وإذا قلت: خرجت من البصرة فمن أوصلت معنى الخروج إلى البصرة على سبيل الابتداء، وكذلك قدمت إلى بغداد فإلى أوصلت معنى القدوم إلى بغداد، على سبيل الانتهاء.

وسمّيت حروف الجرّ إمّا لأنّها تجرّ معاني الأفعال إلى الأسماء (4) وإما لأنّها أضيفت إلى عملها كقولهم: حروف الجزم وحروف النصب (5).

وحروف الجرّ ثمانية عشر حرفا وهي: من وإلى وحتّى وفي والباء واللام وربّ وواو ربّ وواو القسم وتاؤه وعن وعلى والكاف ومنذ ومذ وحاشا وعدا وخلا.

واعلم أنّ عشرة من هذه الحروف وهي: من وإلى وحتّى وفي والباء واللّام وربّ وواو ربّ وواو القسم وتاؤه لا تكون إلّا حروفا، وخمسة تكون حروفا وأسماء وهي: عن وعلى والكاف ومنذ ومذ، والثلاثة البواقي تكون حروفا وأفعالا وهي:

(1) في الكافية، 423 حروف الجر ما وضع للإفضاء بفعل أو معناه إلى ما يليه ونحوه في شرح الوافية، 380.

(2)

في الأصل منها.

(3)

قوله: وشبهه سقط من الحد المذكور في الكافية، ومن شرح الوافية، 380، وذكر عند الرضي، 2/ 399.

(4)

نسبه السيوطي في الهمع، 2/ 19 إلى ابن الحاجب ونحوه في شرح الوافية، 380.

(5)

نسب إلى الكوفيين في الهمع، 2/ 19 وفي إيضاح المفصل، 2/ 140 بعد ذكره الرأي الأول قال «وكذلك تجره» وانظر شرح المفصل، 8/ 7 وشرح الكافية، 2/ 319 وحاشية الخضري، 1/ 226.

ص: 73

حاشا وعدا وخلا.

أما من (1) فتكون للتبعيض وللبيان وللابتداء فالتي للتبعيض هي التي يحسن مكانها بعض نحو: أخذت من الدّراهم، والتي للتبيين، هي التي يحسن مكانها الذي نحو قوله تعالى: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ (2) أي الرجس الذي هو وثن (3) والتي للابتداء تعرف بأن يحسن في مقابلتها إلى، إمّا لفظا أو تقديرا نحو: سرت من البصرة إلى الكوفة، وزيد أفضل من عمرو، فإنّ معناه أنّ ابتداء فضله كان متراقيا في الزيادة من عمرو (4) وأما أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فابتداء الاستعاذة كان من الشيطان مع قطع النّظر عن الانتهاء، لأنّه لا يتعلّق به غرض، وكذلك أخاف من عقاب الله فإنّ ابتداء الخوف من العقاب لا يقبل الانتهاء، والبصريون يخصّصونها بأنّها للابتداء في غير الزّمان (5)، والكوفيون يعمّمونها في الزمان وغيره، ويستدلّون بقوله تعالى: مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ (6) فقد دخلت على الزمان وتأولها البصريون بمعنى من تأسيس أول يوم (7) وتقع من زائدة وتعرف بأنّك لو حذفتها لكان المعنى الأصلي على حاله ولا يفوت بحذفها سوى التأكيد، كقولك: ما جاءني من أحد (8) وهي مختصّة عند البصريين بغير الموجب، وجوّز الكوفيون والأخفش زيادتها في الموجب أيضا (9) واستشهدوا/ بقولهم «قد كان من مطر» وتأويله قد كان شيء من مطر، فيكون

(1) الكافية، 423.

(2)

من الآية 30 من سورة الحج.

(3)

شرح الوافية، 381 وإيضاح المفصل، 2/ 142 وفي المغني، 1/ 319 أنكر وقوعها قوم، قال: وهذا تكلف.

(4)

هذا رأي سيبويه والمبرد في من الواقعة بعد أفعل التفضيل، الكتاب، 4/ 225 والمقتضب، 1/ 44 - 45 وانظر بقية الآراء في معاني الحروف، للرماني 97 والمغني، 1/ 321 وشرح الأشموني، 3/ 45.

(5)

في الكتاب، 4/ 224 «وأما من فتكون لابتداء الغاية في الأماكن» .

(6)

من الآية 108 من سورة التوبة.

(7)

اقتصر أبو الفداء على إيراد دليل واحد، وثمة أدلة أخرى انظرها في الإنصاف، 1/ 370 وشرح الكافية، 2/ 320 ورصف المباني، 322 والمغني، 1/ 318.

(8)

في الكتاب، 4/ 225 «ولو أخرجت من كان الكلام حسنا ولكنه آكد بمن» .

(9)

بشرط تنكير مجرورها فقط، ونسب إلى الأخفش والكسائي وهشام جواز زيادتها بلا شرط، شرح التصريح، 2/ 8 - 9، وانظر شروط زيادتها في المغني، 1/ 323.

ص: 74

للتبعيض واستدلّوا أيضا بقوله تعالى: يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ (1) وقد قال: يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً (2) والجواب: أنّ من هاهنا أيضا للتبعيض، أي يغفر لكم بعض ذنوبكم وهو خطاب لقوم نوح (3).

وأمّا إلى وحتّى (4) فلانتهاء الغاية، إلّا أنّ حتّى تفيد معنى، «مع» أي يدخل ما بعدها فيما قبلها (5) بخلاف إلى، فإذا قلت: قدم الحاجّ حتّى المشاة فكأنك قلت: مع المشاة، وأكلت السمكة حتى رأسها ونمت البارحة حتّى الصباح أي أكلت الرأس مع السمكة ونمت الصباح مع البارحة، هذا هو المختار، وقيل: الضابط في دخول ما بعد حتّى فيما قبلها، أن يكون ما بعدها داخلا في مسمّى ما قبلها فيدخل الرأس في الأكل لدخوله في مسمّى السمكة ولا يدخل الصباح في النوم، لأنّه غير داخل في مسمّى البارحة وإلى لا يدخل ما بعدها فيما قبلها في الأصحّ (6) وقيل: يدخل، وقيل: إن كان من جنس ما قبله دخل وإلا لم يدخل (7)، وعلى الأصحّ فإنّما دخلت المرافق والكعبان في قوله تعالى: فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ (8) ببيان ذلك من النبيّ صلى الله عليه وسلم بالفعل، ولولا ذلك لم يحكم بدخوله (9).

وتجئ إلى بمعنى مع قليلا (10) كقوله تعالى: وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ (11) وأمّا قوله تعالى: كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى

(1) من الآية 31 من سورة الأحقاف.

(2)

من الآية 53 من سورة الزمر.

(3)

المسألة خلافية انظرها في رصف المباني، 325 وشرح الكافية، 2/ 322 وشرح المفصل، 8/ 13 والمغني، 1/ 325.

(4)

الكافية، 8/ 13 والمغني، 1/ 325.

(5)

في الجنى، 545 وذهب المبرد وابن السراج وأبو علي وأكثر المتأخرين إلى أنه داخل.

(6)

وهو قول أكثر المحققين، الجنى، 385 - 546.

(7)

شرح الوافية، 381 - 382.

(8)

من الآية 6 من سورة المائدة.

(9)

إيضاح المفصل، 2/ 144 وشرح الوافية، 382 والنقل منه.

(10)

وبه قال الكوفيون وجماعة من البصريين المغني، 1/ 75، والجنى، 386.

(11)

من الآية 2 من سورة النساء.

ص: 75

اللَّهَ (1) فهي للغاية أي من ينصرني إلى أن يتمّ أمر الله (2) وحتّى لا تدخل إلّا على اسم ظاهر (3) فلا يقال حتّاه كما يقال: إليه، خلافا للمبرّد (4).

وأمّا في (5) فمعناها الظرفيّة كقولك: جلست في المسجد وتكون كعلى قليلا كقوله تعالى: وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ (6) أي على (7).

وأمّا الباء (8) فتكون للإلصاق كقولك: به داء أي التصق الدّاء به، وكقولك:

أقسمت بالله أي ألصقت قسمي بالله، وللاستعانة كقولك: كتبت بالقلم، وللمصاحبة كقولك: اشتريت الفرس بسرجه ولجامه، وللتعدية كخرجت به (9)، ومنه قوله تعالى: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (10) أي أهبط القرآن جبريل، وللمقابلة نحو: بعت هذا بهذا، وبمعنى في كقولك: ظننت به خيرا، وتكون زائدة في غير الموجب في خبر المبتدأ نفيا واستفهاما قياسا نحو: ما زيد بقائم، وهل زيد بقائم، وفي الموجب سماعا نحو: ألقى بيده، وبحسبك زيد (11).

وأمّا الّلام (12) فتستعمل لمعان:

1 -

للاختصاص نحو: الجلّ (13) للفرس، والمال لزيد.

2 -

للتعليل نحو: ضربته للتأديب.

(1) من الآية 14 من سورة الصف، وفي الأصل وإذ قال.

(2)

الخصائص، 2/ 308 وحروف المعاني، 115 وتفسير النسفي، 4/ 190.

(3)

هذا مذهب سيبويه، انظر الكتاب، 2/ 283.

(4)

شرح المفصل، 8/ 16.

(5)

الكافية، 423.

(6)

من الآية 71 من سورة طه.

(7)

هذا رأي الزمخشري ورده كثير من النحويين انظر المقتضب، 2/ 318 وإيضاح المفصل، 2/ 147 ورصف المباني، 388 والمغني، 1/ 168.

(8)

الكافية، 423.

(9)

بعدها في شرح الوافية، 382 بمعنى أخرجته.

(10)

من الآية 193 من سورة الشعراء.

(11)

شرح الوافية، 382.

(12)

الكافية، 423.

(13)

الجلّ: ما تلبسه الدابّة لتصان به. القاموس المحيط، جلل.

ص: 76

3 -

للزيادة كقوله تعالى: عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ (1) أي ردفكم (2).

4 -

أن تكون بمعنى «عن» إذا استعملت مع القول كقوله تعالى: قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ (3) وليس معنى الآية أنّ الكافرين/ خاطبوا المؤمنين لأنّه لو كان كذلك لوجب أن يقول: سبقتمونا إليه، فعلم أنّ معناه قال الذين كفروا عن الذين آمنوا (4).

5 -

أن تكون بمعنى واو القسم في التعجّب في اسم الله تعالى كقول الشّاعر: (5)

لله يبقى على الأيّام ذو حيد

بمشمخرّ به الظّيّان والآس

وأمّا ربّ فللتقليل (6) كما أنّ كم للتكثير، ولربّ أحكام:

أحدها: أنّ لها صدر الكلام لكونها لإنشاء التقليل.

والثاني: اختصاصها بنكرة موصوفة بمفرد أو جملة نحو: ربّ رجل كريم اجتمعت به، وربّ رجل أبوه عالم، وربّ رجل مررت به، واختصّت بالنكرة لعدم الاحتياج إلى المعرفة، ووجب أن تكون النكرة موصوفة على الأصحّ (7) ليتحقّق

(1) من الآية 72 من سورة النمل.

(2)

في المقتضب، 2/ 36 وقال بعض المفسرين في قوله (الآية) معناه ردفكم، وفي المغني، 1/ 215 بل ضمن ردف معنى اقترب، وانظر البيان، للأنباري 2/ 227.

(3)

من الآية 11 من سورة الأحقاف.

(4)

تفسير النسفي، 4/ 108.

(5)

البيت اختلف حول قائله فقد نسبه سيبويه في الكتاب، 3/ 497 إلى أمية بن أبي عائذ، ونسبه السكري في كتاب شرح أشعار العرب، 1/ 439 وابن منظور في لسان العرب، حيد، إلى مالك بن خالد الخناعي الهذلي، ونسبه ابن السيد البطليوسي في كتابه الحلل، 96 إلى أبي ذؤيب الهذلي، قال: وأبو عمرو يروي هذا الشعر للفضل بن عبّاس، ونسبه ابن يعيش في شرح المفصل، 9/ 99 لأمية بن أبي عائذ وأضاف قيل: بأن البيت لأبي ذؤيب أو للفضل بن العباس الليثي. وورد البيت من غير نسبة في المقتضب، 2/ 323، وشرح الكافية، 2/ 340 ورصف المباني، 118 - 171 - 221 ومغني اللبيب، 1/ 214 وهمع الهوامع، 2/ 32 - 39 وشرح الأشموني، 2/ 216. الحيد جمع حيد بالفتح وهو كلّ نتوء

في قرن أو جبل، والمشمخرّ: الجبل العالي، الظيّان: ياسمين البر، الآس: الريحان، يبقى: أراد لا يبقى، وهو حذف قياسيّ لأنّ المضارع وقع جوابا للقسم.

(6)

الكافية، 423 وانظر إيضاح المفصل، 2/ 149 وشرح الوافية، 383.

(7)

هذا مذهب ابن السراج والفارسي وأكثر المتأخرين وقال الأخفش والفراء والزجاج وابن طاهر وابن -

ص: 77

التقليل الذي هو مدلول ربّ، لأنّه إذا وصف الشيء صار أخصّ مما لم يوصف (1).

والثالث: أن يكون فعلها أي جوابها وعاملها فعلا ماضيا محذوفا غالبا؛ لأنّ وضعها لتقليل تحقّق، ولأنّ الصفة قد أغنت عنه وسدّت مسدّه، وإنّما قيّد الحذف بالغالب (2)، لأنّه قد يظهر نحو: ربّ رجل كريم اجتمعت به، فكريم صفة لمجرور ربّ، واجتمعت به هو فعلها الماضي، وهو جوابها، وعاملها الذي يتعلّق به ربّ، ولا يتعلّق إلّا بما بعدها لما ذكرنا من أنّ لها صدر الكلام فلا يكون العامل إلّا بعدها، وجوّز بعضهم (3) كون فعلها مضارعا نحو: ربّ رجل وجيه يقول ذلك، وقد تدخل ربّ على مضمر يميّز ذلك المضمر بنكرة منصوبة نحو: ربّه رجلا، وهذا الضمير مبهم كالضمير المستتر في: نعم رجلا زيد، وهذا الضمير مفرد مذكّر عند البصريين نحو:

ربّه رجلا، وربّه رجلين، وربّه رجالا، وربّه امرأة وربّه امرأتين، وربّه نساء، لكونه راجعا إلى مقدّر ذهني لا لشيء مقدّم ذكره لتجب مطابقته، خلافا للكوفيين فإنهم قالوا: بمطابقة هذا الضمير للتمييز في الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث، فيقولون: ربّهما وربّهم وربّها وربّهنّ (4).

وتلحق ربّ ما الكافة فتدخل على الجملة سواء كانت فعلية أو اسمية إذا قصدوا تقليل النسبة المفهومة من الجمل نحو: ربّما قام زيد، وربّما زيد قائم، ولا يقال:

ربّما يقوم زيد، لأنّ ربّ للزمان الماضي (5)، وأمّا قوله تعالى: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ (6) فهو بمنزلة المضيّ لصدق الوعد به (7).

وأما واو ربّ فهي الواو التي يبتدأ بها في أول الكلام بمعنى ربّ ولهذا تدخل

- خروف: لا يجب ذلك. انظر الأصول لابن السراج، 1/ 417 - 418 وشرح الكافية، 2/ 331 وهمع الهوامع، 2/ 26.

(1)

شرح المفصل، 8/ 28.

(2)

مراده ابن الحاجب في قوله في الكافية، 423 «وفعلها ماض محذوف غالبا» .

(3)

كابن هشام في المغني، 1/ 137 وانظر رصف المباني، 192.

(4)

شرح الوافية، 383 وانظر الهمع، 2/ 26 - 27.

(5)

شرح الوافية، 383 وإيضاح المفصل، 2/ 152.

(6)

من الآية 2 من سورة الحجر.

(7)

انظر المغني، 1/ 137.

ص: 78

على النكرة الموصوفة وتحتاج إلى جواب مذكور أو محذوف ماض، كما قيل في ربّ وهذا مذهب الكوفيين والمبرّد (1) فإنّ الجرّ عندهم بالواو لا بربّ، والمذهب الآخر مذهب سيبويه (2) وغالب البصريين أنّ واو ربّ إنّما تجرّ بربّ مضمرة بعدها لأنّ ربّ تضمر بعد ثلاثة أحرف/ الواو والفاء وبل، أمّا الواو فكقوله:(3)

وبلدة ليس بها أنيس

إلّا اليعافير وإلّا العيس

فجرّ بلدة بربّ مضمرة قالوا: (4) لأنّ الواو حرف عطف في الأصل، وهو لا يعمل، وأمّا الفاء فكقوله:(5)

فإن أهلك فذي حنق لظاه

عليّ يكاد يلتهب التهابا

أي فربّ ذي حنق، ومثله قوله:(6)

فحور قد لهوت بهنّ عين

أي فربّ حور، وأمّا بل فكقوله:(7)

بل بلد ملء الفجاج قتمه

(1) المقتضب، 2/ 318 - 346 والإنصاف، 1/ 376 وشرح الكافية، 2/ 333.

(2)

الكتاب، 2/ 162 - 164.

(3)

قد تقدم الكلام على هذا الرجز ومواضع وروده في 1/ 196 بما يغنينا عن إعادته.

(4)

والقول للبصريين، انظر الإنصاف، 1/ 381.

(5)

البيت لربيعة بن مقروم الضبي، ورد منسوبا له في أمالي ابن الشجري، 1/ 143 برواية تكاد عليّ مكان عليّ يكاد، وشرح شواهد المغني، 1/ 466 وورد من غير نسبة في شرح الكافية، 2/ 333 والمغني، 1/ 164.

(6)

هذا صدر بيت لمالك بن عويمر الهذلي وعجزه:

نواعم في المروط وفي الرّياط

ورد منسوبا له في شرح الشواهد، 2/ 232 وورد من غير نسبة في الإنصاف، 1/ 380 وشرح المفصل، 2/ 118 وشرح الأشموني، على الألفية، 2/ 232.

(7)

الرجز لرؤبة بن العجاج وقد ورد في ديوانه، 3/ 150 وبعده:

لا يشترى كتّانه وجهرمه

ورد منسوبا له في لسان العرب، جهرم، وشرح الشواهد، 2/ 232 وورد من غير نسبة في الإنصاف، 2/ 529 ومغني اللبيب، 1/ 112 وشرح الأشموني، 2/ 232. القتام بزنة سحاب: الغبار، الفجاج جمع فجّ وهو الطريق الواسع.

ص: 79

وأمّا واو القسم وتاؤه (1) فيتوقّفان على معرفة القسم، وهو مصدر أقسمت، والقسم في العرف اليمين، والأفعال الموضوعة للقسم: أقسمت وحلفت وآليت وقد أجري مجراها: علم الله، ويعلم الله، وهو خبر في اللفظ، إنشاء في المعنى، بمنزلة قولك: بعت واشتريت وطلّقت ونحوها، ولا يتمّ القسم إلّا بجملتين أولى وثانية، الأولى نحو: حلفت بالله، والثانية نحو: لقد قام زيد، أو لتقومنّ، ولكلّ واحدة منهما أحكام تخصّها:

منها أنّ الأولى لا تكون إلّا إنشائيّة بخلاف الثانية فإنّها تكون خبريّة وطلبيّة، والأولى لا تكون إلّا مؤكّدة للثانية، والثانية مؤكّدة بالأولى، والأولى هي القسم بالحقيقة لأنّها تشتمل على الاسم الذي يلصق به القسم ليعظم به ويفخّم وهو المقسم به كاسم الله في حلفت بالله، والثانية هي المقسم عليها، وإذا كانت الثانية خبريّة فهو القسم لغير الاستعطاف نحو: حلفت بالله لقد قام زيد، وإذا كانت طلبيّة فهو القسم للاستعطاف نحو: حلفت بالله لتقومنّ، ولكثرة القسم في كلامهم أكثروا التصرّف فيه على وجوه من التخفيف:

منها أنّهم حذفوا الفعل وحرف القسم كما سنذكر، وحذفوا الخبر من الجملة الأولى وهو قسمي في قولك: لعمري ولعمر أبيك، ولعمر الله ويمين الله وايمن الله وايم الله وأمانة الله وعمر بفتح العين وضمّها بمعنى، ولكنّ المستعمل في القسم المفتوح العين، ومعنى لعمر الله، الحلف ببقاء الله ودوامه، وإذا قلت: لعمرك الله فكأنّك قلت: بتعميرك الله أي بإقرارك له بالبقاء، وأمّا ايمن الله فاسم مفرد عند البصريين موضوع للقسم مأخوذ من اليمين والبركة كأنهم أقسموا بيمين الله، وهمزته همزة وصل مفتوحة (2) وتدخل عليه لام الابتداء كما تدخل في قولك: لعمرك وذهب الكوفيون: إلى (3) أن أيمن جمع يمين وهمزته همزة قطع وإنما سقطت في الوصل

(1) الكافية، 423 - 424 وانظر إيضاح المفصل، 2/ 155 وشرح الوافية، 383 وما ذكره أبو الفداء بعد من أحكام القسم منقول بجملته من شرح المفصل، 9/ 90 - 91.

(2)

هذا مذهب سيبويه، 4/ 503 والمسألة خلافية انظر الإنصاف، 1/ 404 وشرح المفصل، 9/ 92، وقد حكى يونس كسرها أيضا.

(3)

زيادة يقتضيها السياق.

ص: 80

لكثرة الاستعمال، وتحذف نونه فيبقى: ايم الله، ويجوز في: ايم الله بحذف النون، فتح الهمزة وكسرها، وأمانة الله كذلك (1) مرفوعة بالابتداء والخبر محذوف، ومن ذلك: عليّ عهد الله، فعهد الله مرفوع بالابتداء وعليّ الخبر (2) ولمّا كانت أفعال القسم غير متعدية بنفسها، عدّيت بالحروف التي هي واو القسم وتاؤه والباء.

أمّا الواو: (3) فلا تكون إلّا عند حذف الجملة الأولى المقسم بها فلا يقال:

حلفت والله، لأنّ الواو عوض عن الباء والفعل/ لأنّ الواو للجمع والباء للإلصاق وما ألصق بالشيء فقد جامعه، ولا تستعمل أيضا في قسم الاستعطاف، فلا يقال:

والله أخبرني كما يقال: بالله أخبرني، ولا تدخل على المضمر فلا يقال: وك لأفعلنّ كما يقال: بك لأفعلنّ وبه لأقومنّ، وإنّما اختصّت الواو بالظاهر، لأنّها بدل عن الباء، والمضمر بدل عن المظهر، فلم يجوّزوا دخولها على المضمر، لئلا يجمعوا بين البدلين (4).

وقد يحذف حرف القسم وحذفه على ضربين: بعوض وبغير عوض، أمّا حذفه بعوض فنحو: ها الله لأفعلنّ أي والله لأفعلنّ، وها الله لا أفعلنّ أي والله لا أفعلنّ، فهنا قد عوّض من حرف القسم حرف التنبيه، وكذلك يعوّض منه ألف الاستفهام نحو: آلله لأفعلنّ بالمدّ، وجرّ اسم الله كما هو مع حرف التنبيه (5)، وأمّا حذفه بغير عوض فنحو: الله لأفعلنّ بنصب اسم الله تعالى بفعل القسم المقدّر قال امرؤ القيس: (6)

فقالت يمين الله مالك حيلة

(1) في الأصل لذلك.

(2)

الكتاب، 3/ 503 والمقتضب، 2/ 324.

(3)

الكتاب، 4/ 496.

(4)

إيضاح المفصل، 2/ 154 وشرح المفصل، 9/ 99 والهمع، 2/ 39.

(5)

الكتاب، 4/ 500 والمقتضب، 2/ 322 - 323.

(6)

ديوانه، 72 وعجزه:

وما إن أرى عنك العماية تنجلي

وروي بالضم، على الابتداء، والخبر محذوف والتقدير: لازمني يمين الله.

ص: 81