الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فكذلك النون إذا وقعت هذا الموقع لأنّها من حروف الزيادة، وقد وقعت في موقع كثر فيه زيادة الحروف المذكورة فوزن ما ذكر من جحنفل إلى غضنفر فعنلل (1) وأمّا الموضع الذي تقلّ زيادة النون فيه، فهو أن تقع غير ثالثة سواء كانت أولى كنهشل وهو الذئب وهو فعلل مثل جعفر فلذلك لم يمكن الحكم بزيادة نونه، أو كانت ثانية كحنزقر وهو القصير، وإنّما كانت نونه أصليّة لأنها في مقابلة الأصول إذ هي بإزاء الرّاء من قرطعب (2) قال سيبويه (3): إذا كانت النون ساكنة ثانية لا تجعل زائدة إلّا بدليل، وأمّا إذا قام دليل على الزيادة فهو مقدّم فيحكم بزيادتها حينئذ كما في نرجس وعنبس وهو الأسد، وعنسل (4) وعفرنى وهو من أسماء الأسد، وبلهنية، وخنفقيق (5) أمّا نرجس فلعدم النظير لو قلنا بأصالة نونه، لأنّه ليس في الكلام مثل جعفر بكسر ما قبل آخره فوزنه نفعل، وأمّا عنبس وعنسل فمن العبس والعسل وهو الإسراع، وعسلان الذئب شدّة عدوه (6)، وأمّا عفرنى فالنون والألف فيه للإلحاق وهو من قولهم: جاء في عفرّة الحرّ بضم العين والفاء أي في شدّة الحرّ (7) وأمّا بلهنيّة وخنفقيق فالنون زائدة فيهما لقولهم: عيش أبله (8) وخفق الريح يخفق أي أسرع (9).
ذكر زيادة التاء
(10)
وهي تزاد في الأوائل وفي الأواخر، فهي تزاد حيث لا تزاد الواو، وقد اطّردت
(1) الكتاب، 4/ 322.
(2)
يقال: ما عليه قرطعبة، أي قطعة خرقة، وما له قرطعبة (بضم القاف) أي ما له شيء، اللسان، قرطعب.
(3)
الكتاب، 4/ 323 - 324.
(4)
بعدها مشطوب عليه «وهي الناقة السريعة» وقد شرحها بعد.
(5)
الخنفقيق: السريعة جدا من النوق والظلمان، القاموس، خفق.
(6)
الكتاب، 4/ 320.
(7)
في اللسان، عفر يقال جاءنا فلان في عفرّة الحرّ بضم العين والفاء، لغة في أفرة الحر، وعفرة الحر أي شدته» وانظر الكتاب، 4/ 320.
(8)
أي واسع قليل الغموم، اللسان، بله، وانظر الكتاب، 4/ 320.
(9)
في الكتاب، 4/ 320: ومما جعلته زائدا بثبت
…
ونون خنفقيق لأن الخنفقيق الخفيفة من النساء الجريئة، وإنما جعلتها من خفق يخفق كما تخفق الريح، يقال: داهية خنفقيق، فإما أن تكون من خفق إليهم أي أسرع إليهم وإما أن تكون من الخفق أي يعلوهم ويهلكهم.
(10)
المفصل، 359.
زيادة التاء في التفعيل (1) كالتقطيع، لأنّه من قطّع فكانت التاء في التقطيع عوضا من تشديد الطاء، وفي التّفعال كالتسال والتكرار، وفي التّفعّل كالتكلم وفي التفاعل كالتخاصم وفي فعليهما نحو: تكلّم وتخاصم، وزيدت ثانية في نحو: الاقتطاع وفي فعله نحو: اقتطع وافتقر، وزيدت في أوائل الفعل المضارع نحو: تقوم وزيدت/ في الآخر للتأنيث (2) نحو: قامت ومسلمة صالحة، وزيدت في جمع المؤنث السّالم (3) نحو: مسلمات، وفي رغبوت (4) وهو عظيم الرغبة، وفي جبروت وعنكبوت لورود العنكب بمعناه (5) ثمّ التاء فيما سوى هذه المواضع أصل إلا في نحو: ترتب (6) وهو الأمر الراتب الثابت، والتاء الأولى فيه زائدة، لأنّه ليس في الكلام فعلل بضمّ اللّام الأولى، فهو تفعل (7)، وإلّا في نحو: تولج وهو كناس الوحش، والتاء فيه بدل من الواو لأنّه من الولوج فوزن تولج تفعل، وقيل: إنّ تفعل قليل، وفوعل كثير فهو فوعل، فتكون التاء أصلا على هذا القول الآخر (8) وإلّا في سنبتة وهي قطعة من الدّهر، وتاؤها زائدة لقولهم: مضى سنب من الدّهر، وسنبتة فسقوط التاء دليل على زيادتها (9).
(1) الكتاب، 4/ 317 - 318 وشرح الشافية، 2/ 378.
(2)
الكتاب، 4/ 236 والمقتضب، 1/ 60.
(3)
الكتاب، 4/ 236 والمقتضب، 1/ 60.
(4)
الكتاب، 4/ 237 - 272 والمقتضب، 1/ 60.
(5)
الكتاب، 4/ 316 والممتع، 1/ 277 واللسان، عنكب.
(6)
كذا في الأصل بفتح التاء الأولى وضم الثانية، وهي في الكتاب، 4/ 315 ترتب بضم الأولى وفتح الثانية وحكى في اللسان، الترتب بضم التاءين، والترتب بضم الأولى وفتح الثانية، وفي حاشية ابن جماعة، 1/ 219 ما نصه:«في كل منهم» أي في تتفل وترتب ثلاث لغات حكاها الموصلي وغيره، فتح الأولى وضم الثالث والعكس وضمهما» ولعل مما يؤكد أن أبا الفداء يريدها على نحو ما ضبطت أن فعلل في قوله بعد ذلك: وليس في الكلام فعلل قد ضبط بفتح الفاء وضم اللام الأولى ومثله تفعل، أما الضبط الوارد في الكتاب، 4/ 315 فهو محمول على ترتب
بفتح التاء الأولى قال الجاربردي، 1/ 218 وترتب بضم الأول فإنه يحكم بزيادتها وإن كان فعلل موجودا في كلامهم كبرثن، لما ثبت زيادتها في تنفل وترتب بفتح الأول فيهما، لأن اللفظ والمعنى متفقان فكيف يكون في أحدهما أصلا وفي الآخر زائدا».
(7)
قال عنها الخليل: إنها فوعل لأنك لا تجد في الكلام تفعلا اسما، وفوعل كثير، الكتاب، 4/ 333.
وما ذهب إليه الزمخشري من كونها على وزن تفعل، هو رأي البغداديين، شرح المفصل، 9/ 158.
(8)
الكتاب، 4/ 333 والمنصف، 1/ 226.
(9)
الكتاب، 4/ 316 والممتع، 1/ 276.