الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قيس بن الخطيم: (1).
إذا جاوز الإثنين سرّ فإنّه
…
بنشر وتكثير الحديث قمين
فأثبتها في الإثنين لضرورة قيام الوزن. وإلّا (2) مع همزة الاستفهام فيما فيه لام التعريف، ومع أيمن نحو: آلرجل عندك؟ آيمن الله يمينك؟ فإنهم التزموا جعل همزة الوصل في الموضعين المذكورين ألفا للبس الاستخبار بالخبر (3) حسبما تقدّم في التقاء الساكنين.
ذكر حكم الهمزات المتوصّل بها إلى النطق بالسّاكن
(4)
وتسمّى هذه الهمزات همزات الوصل، للتوصل بها إلى النطق بالسّاكن بعدها (5) وحكمها أن تكون مكسورة لأنها ساكنة في الأصل (6) وحركت لاجتماعها مع لام التعريف الساكنة، والأصل فيما حرّك لالتقاء الساكنين أن يحرّك بالكسر، وإنّما قلنا: إنّ أصلها السكون لأنّها زيدت في الأول كزيادة هاء السكت في الآخر لبيان الحركة فكما أنّ هاء السكت ساكنة فكذلك هذه الهمزة (7) لكن تكون مضمومة إذا كان ثالث الفعل مضموما ضما لازما (8) نحو: أخرج وكذلك إذا بنيت الأفعال المقدمة الذكر لما لم يسمّ فاعله نحو: استخرج المال وانطلق بزيد واقتدر على عمرو، بضمّ همزة الوصل مع ضمّ ما بعد الساكن فيتبع الضمّ الضمّ لأنّهم استثقلوا
(1) قيس بن الخطيم اسمه ثابت بن عدي ويكنى أبا يزيد انظر أخباره في معجم الشعراء، 321 ورد البيت في ديوانه، 44 وورد منسوبا له في النوادر، 204 وشرح المفصل، 9/ 19 - 137 وشرح شواهد الشافية، 4/ 183 وورد من غير نسبة في شرح الشافية، 2/ 265 وشرح الشافية لنقره كار 2/ 120 وحاشية ابن جماعة، 1/ 167 ومناهج الكافية، 2/ 120 وهمع الهوامع، 2/ 211.
(2)
معطوفة على قوله: إلا في ضرورة الشعر.
(3)
شرح المفصل، 9/ 138 ومناهج الكافية، 2/ 120.
(4)
المفصل، 355.
(5)
هذا رأي البصريين، وقال الكوفيون سميت بذلك لسقوطها عند وصل الكلمة بما قبلها، الأشموني، 4/ 273.
(6)
انظر خلافهم حول أصل وضعها في الهمع، 2/ 211.
(7)
الإنصاف، 2/ 737.
(8)
قوله: لازما، تحرزا من مثل ارموا واقضوا فالهمزة فيهما مكسورة وإن كان الثالث مضموما لأن الضمة عارضة. شرح المفصل، 9/ 137.
الخروج من كسر إلى ضمّ، ولم يعتدّوا بالساكن بينهما حاجزا لأنّ الساكن كالميّت، وتكون مفتوحة مع لام التعريف وميم التعريف وإنّما فتحت معهما ليفرّقوا بين دخولها على الحرف وبين دخولها على الاسم والفعل، وفتحت في كلمتي القسم أيضا وهي:
ايمن الله وايم الله لشبههما بلام التعريف في لزومهما موضعا واحدا وهو القسم ففتحت معهما كما فتحت مع لام التعريف (1).
واعلم أنّ هو وهي إذا اتصلتا بالواو/ أو الفاء أو لام الابتداء أو همزة الاستفهام جاز إسكانهما (2) لأنّ قولك: وهو كعضد وقولك: وهي ككبد فسكنت الهاء فيهما تشبيها بضاد عضد وباء كبد، فمثال التسكين مع الواو قوله تعالى: وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) ومع الفاء فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (4) وقوله: وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ (5) وقوله: فَهِيَ كَالْحِجارَةِ (6) جميع ذلك قريء بالإسكان والتحريك (7) ومثاله مع لام الابتداء قوله تعالى: لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ (8) ومثاله مع الهمزة قول الشّاعر: (9)
(1) بعدها في الأصل مشطوب عليه «وأما الهمزة في نحو أكرم وأعط، فليست بهمزة وصل بل هي همزة من نفس الكلمة، وتسمى همزة قطع» .
(2)
الكتاب، 4/ 151.
(3)
من الآية 29 من سورة البقرة.
(4)
من الآية 39 من سورة سبأ.
(5)
من الآية 42 من سورة هود.
(6)
من الآية 74 من سورة البقرة.
(7)
قال مكي في الكشف، 1/ 234 قوله وهي وهو وفهي ولهي وثم هو قرأ ذلك أبو عمرو والكسائي وقالون بإسكان الهاء حيث وقع إذا كان قبل الهاء واو أو فاء أو لام أو ثم، وقرأ الباقون بضم الهاء من هو وكسرها من هي
…
غير أن أبا عمرو ضم الهاء في ثم هو كالباقين، وقال ابن جماعة، 1/ 168 وقد قرأ على الأصل أي الضم أكثر القراء وهو لغة الحجازيين وقرأ بالسكون أبو عمرو والكسائي وقالون وهو لغة أهل نجد.
(8)
من الآية 62 من سورة آل عمران.
(9)
البيت اختلف حول قائله فقد نسبه العيني في شرح الشواهد، 3/ 101 والأزهري في شرح التصريح، 2/ 143 - والسيوطي في شرح شواهد المغني، 1/ 134 - 2/ 798 إلى زياد بن جمل ونسبه البغدادي في شرح شواهد الشافية، 4/ 190 للمرّار العدوي، وورد البيت من غير نسبة في الخصائص، 1/ 305 - 2/ 330 وشرح المفصل، 9/ 139 ومغني اللبيب، 1/ 41 - 2/ 378 وشرح الجاربردي، 1/ 167 وحاشية ابن جماعة، 1/ 167،
وهمع الهوامع، 1/ 61 وشرح الأشموني، 3/ 101.