الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله: (1)
ما أنس لا أنساه آخر عيشتي
…
ما لاح بالمعزاء ريع سراب
وقوله: (2)
إذا العجوز كبرت فطلّق
…
ولا ترضّاها ولا تملّق
بإثبات الألف في ترى وحقّها الحذف للجزم بلم، وبإثباتها في لا أنساه وحقّها الحذف للجزم على جواب الشرط، فقياسه لا أنسه، وفي ولا ترضّاها وحقّها الحذف للنهي وقياسه/ ولا ترضها، وثبتت الألف في ذلك كما ثبتت الواو في لم تهجو والياء في ألم يأتيك.
ذكر ما يصنع بالواو إذا وقعت طرفا وانضمّ ما قبلها
(3)
قد تقدّم أنّه ليس في الأسماء المتمكنة ما آخره واو قبلها ضمّة، فإذا أدّى إليها قياس فحكمه أن تقلب الضمّة كسرة لتنقلب الواو ياء لانكسار ما قبلها (4) واعلم أنّ ذلك لا يختصّ بالواو المنضمّ ما قبلها بل كلّ لام هي واو متى
تحرّك ما قبلها بأي حركة عرضت (5) ولم يكن بعد تلك الواو علامة تثنية فإنّها تقلب لأنّها إن انفتح ما قبلها قلبت ألفا نحو: عصا، وإن انكسر قلبت ياء أيضا نحو: غاز لأنّ الأصل غازو، ولكن كلامنا في هذا الباب إنما هو في الواو إذا كانت لاما، وانضمّ ما قبلها فمن ذلك قولهم في جمع دلو وحقو على أفعل: أدل وأحق والأصل: أدلو وأحقو مثل كلب وأكلب فلمّا وقعت الواو في أدلو وأحقو طرفا وانضمّ ما قبلها وجب أن يفعل بها ما ذكر من قلب الضمّة التي قبلها كسرة لتنقلب الواو ياء، فيبقى أدلي وأحقي، فتصير من
(1) نسب البغدادي في شرح شواهد الشافية، 4/ 413 هذا البيت للحصين بن قعقاع وورد من غير نسبة في شرح المفصل، 10/ 104 - 107 ومناهج الكافية، 2/ 219.
(2)
الرجز لرؤبة بن العجاج ورد في ديوانه، 3/ 179 وورد من غير نسبة في الخصائص، 1/ 307 والمنصف، 2/ 115 والإنصاف، 1/ 26 وشرح المفصل، 10/ 106 وشرح الشافية، 3/ 185 وشرح التصريح، 1/ 87.
(3)
المفصل، 388 - 389.
(4)
الكتاب، 4/ 383.
(5)
إيضاح المفصل، 2/ 461 والنقل منه.
قبيل المنقوص نحو: قاض، وكذلك إذا جمعت عرقوة وهي خشبة الدّلو، وقلنسوة على حدّ جمع تمرة على تمر فتحذف التاء للجمع تبقى عرقو وقلنسو، فتقع الواو طرفا وقبلها ضمّة فيفعل بها ما ذكر، فتبقى عرق وقلنس، قال الشاعر:(1)
لا صبر حتّى تلحقي بعنس
…
أهل الرّياط البيض والقلنسي
كان قلنسو بضمّ السين وبعدها واو فأبدل من الضمّمة كسرة فانقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها.
واعلم أنّ الجمع على حدّ تمر وتمرة، إنما يكون في المخلوقات كالتمر، وأمّا في المصنوعات فقد جاء قليلا كعرقو وقلنسو (2) ومنه: سفينة وسفين (3) وأمّا إذا وقعت الواو حشوا فإنّها تسلم ولا تعلّ (4) كما في نحو: قلنسوة وقمحدوة وأفعوان وعنفوان حيث لم تتطرف، ولها في إعلالها طرفا وسلامتها حشوا فيما ذكرنا نظير مما تقدّم، أمّا نظير إعلالها طرفا في نحو: أدل وقلنس فنحو: كساء ورداء، وأمّا نظير سلامتها حشوا في قلنسوة وقمحدوة فنحو: النّهاية والعظاية والصّلاية وهي الفهر (5) والشقاوة والأبوة والأخوة فكما أنّ الهاء في قمحدوة منعت من قلب الواو ياء، كذلك الهاء في النهاية وما بعدها فإنّه لو لاها لوجب قلب الواو ياء والياء همزة ولذلك أعلوا قلنس
جمع قلنسوة، ولم يعلّوا قلنسوة لمنع الهاء من إعلالها فإن قيل: فقد قالوا في صلاية صلاءة وفي عباية عباءة وفي عظاية عظاءة، فهمزوا حرف العلّة حشوا، وكان القياس يقتضي أن لا يقلب همزة لوجود الهاء بعدها وجريان الإعراب عليها فالجواب: أنّ تاء التأنيث في حكم كلمة أخرى منضمّة إلى التي قبلها فيصير حرف العلّة في صلاءة وبابها/ كأنه قد وقع طرفا فلذلك أعلّ وإن كانت الهاء حرف
(1) الرجز لم يعرف قائله أنشده الأصمعي عن عيسى بن عمر، ورد في الكتاب، 3/ 317 والمقتضب، 1/ 188 و - الخصائص، 1/ 235 والمنصف، 2/ 120 - 3/ 70 وشرح المفصل، 10/ 107 ولسان العرب، قلس وعنس.
(2)
فجرى عليهما بعد حذف التاء ما جرى على واو دلو، إذ أبدلوا من الضمة كسرة ومن الواو ياء، فصار:
عرق وقلنس. انظر إيضاح المفصل، 2/ 461 وشرح المفصل، 10/ 108.
(3)
شرح المفصل، 10/ 109 والمصنف ينقل منه.
(4)
المفصل، 389.
(5)
قيل: هو الحجر مطلقا، وقيل: هو الحجر قدر ما يدق به الجوز ونحوه، اللسان، فهر.