الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عودت وعودت مثل ضربت وضربت فنقلت كسرة العين وهي الواو إلى الفاء بعد إزالة ضمّتها، وحذفت العين لسكونها وسكون لام الفعل لاتصال ضمير الفاعل بها بقي عدت بكسر العين ولك في ذلك الإشمام أيضا، ولك
أن تبقي ضمّة الفاء فتقول:
عدت وعدت وباب اخترت كذلك فتقول اخترت يا رجل واخترت أنا بكسر الفاء وضمّها الخالصين وبالإشمام، وجمع المؤنّث المخاطب كذلك نحو: عدتنّ وعدتنّ، وأمّا باب أقيم واستقيم لا يجئ فيه غير كسر الفاء، لأنّ الأصل أقوم واستقوم مثل أخرج واستخرج فنقلت الكسرة عن العين وهي الواو في أقوم واستقوم إلى الفاء فسكنت الواو وانكسر ما قبلها فقلبت ياء بقي: أقيم واستقيم (1) وقد تقدّم أيضا الكلام على ذلك في قسم الفعل.
ذكر صحّة حرف العلّة عينا
(2)
فمن ذلك: عور وحول وصيد وازدوجوا واجتوروا وإنّما صحّ حرف العلّة في هذه الكلمات مع تحركه وانفتاح ما قبله لأنّ عور بمعنى أعور وحول بمعنى أحول وصيد بمعنى أصيد، وهو داء يصيب البعير فيرفع له رأسه، وازدوجوا بمعنى تزاوجوا واجتوروا بمعنى تجاوروا، وحرف العلّة في هذه يجب أن يصحّ لسكون ما قبله (3) ولذلك صحّ فيما هو بمعناه، وشذّ عارت عينه تعار قال الشّاعر:(4)
…
... أعارت عينه أم لم تعارا
ومنه: ما لحقته الزيادة (5) من ذلك نحو: أعور الله عينه، وأصيد بعيره وكذلك
(1) شرح المفصل، 10/ 74.
(2)
المفصل، 377.
(3)
المنصف، 1/ 260.
(4)
هذا عجز بيت صدره:
تسائل بابن أحمر من رآه
نسبه البغدادي في شرح شواهد الشافية، 4/ 353 - 355 إلى عمرو بن أحمر بن باهلة وهو أحد عوران قيس، وورد البيت من غير نسبة في المنصف، 1/ 260 - 3/ 42 وشرح المفصل، 10/ 75 وحاشية ياسين على شرح التصريح، 2/ 387.
(5)
المفصل، 377.
إذا بني منها استفعل نحو: استعورت عينه فيصحّ حرف العلّة في المزيد فيه كما صحّ في عور وصيد لأنّ حكم المزيد فيه كحكم أصله.
ومنه: ليس وأصلها ليس بكسر الياء مثل علم، وإنما لم تقلب فيها الياء ألفا لتحركها في الأصل وانفتاح ما قبلها لأنّهم ألزموها السكون ليكون ذلك إشعارا بأنها لا تنصرف فلم يقولوا في ليس لاس، كما قالوا في هيب هاب لأنّها لمّا كانت لا تتصرّف صارت مثل الحرف الساكن/ أبدا نحو: ليت ولقوّة مشابهة ليس بليت لم يقولوا:
لست (1) كما قالوا هبت، وقد جاء في صيد البعير: صيد وفي علم: علم بالإسكان فيهما مثل ليس وهو جائز فيها غير لازم، لأنّهما لم يشبها ليت كمشابهة ليس لها وصيد وعلم بالتسكين فرعان لصيد وعلم المتحركين، لأن فعل بسكون العين لا يكون في الأفعال (2).
ومنه: صحّة العين في الاسم نحو: هو أقول الناس، من أقاله البيع (3) وهو أبيعهم، لأن الاسم إذا جاء على مثال الفعل وليس فيه ما يفرق بينهما صحّح ليكون تصحيحه وإعلال الفعل فارقا بينهما، وأمّا صحّة العين في فعل التعجب نحو: ما أقوله من أقاله البيع وما أبيعه، فلكونه فعلا غير متصرّف فأشبه الأسماء فصحّح فيه حرف العلّة كما صحّح في الأسماء (4)، وشذّ: أجودت والقياس أجادت لأنّ أصله الثلاثي جاد وهو قد أعلّ (5) وكذلك شذّ: استروح إليه واستحوذ، ومعناه غلب، واستجود (6) واستصوب والقياس استراح واستحاذ واستجاد واستصاب، وكذلك شذّ: أطيبت إذا جاءت بالطيب، وأغيلت إذا أرضعت ولدها وهي حامل، وأخيلت إذا تهيّأت للمطر، وأغيمت واستغيل والقياس: أطابت وأغالت وأخالت وأغامت واستغال وكذلك شذّ استنوق (7)
(1) حكى الفراء أن بعضهم قال لست بكسر اللام، الهمع، 1/ 115 وانظر الكتاب، 4/ 343.
(2)
المنصف، 1/ 258.
(3)
يقال: أقاله يقيله إقالة، وتقايلا إذا فسخا البيع، وعاد المبيع إلى مالكه، والثمن إلى المشتري إذا كان قد ندم أحدهما أو كلاهما. اللسان، قيل.
(4)
الكتاب، 4/ 350 وشرح المفصل، 10/ 76.
(5)
الكتاب، 4/ 346 وشرح الشافية، 3/ 97.
(6)
يقال: استجدت الشيء وأعددته جيدا واستجاد الشيء وجده جيدا أو طلبه جيدا. اللسان، جود.
(7)
من قولهم في المثل قد استنوق الجمل، وهو مثل يضرب للرجل يكون في حديث ثم يخلط ذلك بغيره -