الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثمّت وربّت ولات، ليست تاء التأنيث المذكورة بل دخلت هذه التاء لتأنيث اللفظة للمبالغة في معناها كما دخلت في: علّامة ونسّابة للمبالغة لا لتدلّ على أنّ الفاعل مؤنّث.
ذكر التنوين
(1)
التنوين نون ساكنة تتبع حركة الآخر لا لتأكيد الفعل واحترز بقوله: لا لتأكيد الفعل، عن نون التوكيد نحو: اضربنّ والتنوين ستة أنواع:
أحدها: تنوين التنكير (2)، وهو يدلّ على أنّ الاسم نكرة نحو: صه وصه وسيبويه وسيبويه آخر.
والثاني: تنوين التمكين (3)، وهو يلحق الاسم ليدلّ على أنّ له مكانة في الاسميّة نحو: زيد ورجل، ولا بدّ من زيادة شرح لتنوين التمكين وتنوين التنكير فنقول: إنّ الأسماء المعربة تنقسم إلى خفيف في غاية الخفّة، وهو ما لم يخرج عن أصله إلى مشابهة الفعل بوجه نحو: رجل وفرس، وإلى ثقيل وهو ما لا ينصرف، وإلى متوسط وهو ما فيه علة واحدة فرعيّة نحو: زيد وعمرو فتنوين التمكين هو الداخل على الاسم النكرة الخفيف في الغاية نحو: رجل، وعلى المعرفة المنصرفة نحو: زيد، وعلى الاسم الذي ينكّر فيفصل مما لا ينصرف، ويلحق بزيد، نحو:
مررت بعثمان وعثمان آخر وبأحمد وأحمد آخر، وأمّا تنوين التنكير: فهو الذي يلحق الاسم المبنيّ للفرق بين معرفته ونكرته/. نحو ما تقدّم من صه وصه وسيبويه وسيبويه آخر، فإنّه معرفة إذا لم ينوّن، ونكرة إذا نوّن،
وإذا قلت: صه بغير تنوين أمرته بالسكوت المعهود، وإذا نونت أمرته بسكوت ما.
والثالث: (4) تنوين العوض وهو الذي يلحق الاسم عوضا إمّا عن الياء أو عن إعلاله نحو: جوار حسبما تقدم في أوائل الكتاب (5)، وإمّا عن المضاف إليه نحو:
(1) الكافية، 428: التنوين نون ساكنة تتبع حركة الآخر لا لتأكيد الفعل.
(2)
الكتاب، 2/ 199 وشرح الكافية، 2/ 402.
(3)
الكتاب، 1/ 22.
(4)
الكتاب، 3/ 310.
(5)
انظر 1/ 128.
يومئذ أي يوم إذ كان كذا، فلمّا حذف المضاف إليه وهو: كان كذا، عوض عنه التنوين، وكذلك: مررت بكل قائما، أي بكلّهم، وهو جواب قول القائل: هل لك عهد بالقوم؟ فيقال: مررت بكلّ قائما.
والرابع: تنوين المقابلة، ولا يكون إلّا في جمع المؤنّث، فإنّه لمقابلة نون جمع المذكّر السالم ولو حمل على غير ذلك لم يتّجه، فإنك لو جعلت تنوين مسلمات للصرف تعذّر، لوجوده في عرفات مع المانع من الصّرف وكذلك لو جعلته للتمكين (1) أو للتنكير لم يتّجه، فتعيّن أن يكون للمقابلة.
والخامس والسادس: تنوين الترنّم والتنوين الغالي، ويلحقان أواخر الأبيات والأنصاف المصرّعة لتحسين الإنشاد، وهو إن لحق القافية المطلقة سمّي تنوين الترنم (2) وتنوين الإطلاق كقوله:(3)
يا أبتا علّك أو عساكن
ومنه: (4)
أقلّي اللّوم عاذل والعتابن
…
وقولي إن أصبت لقد أصابن
فناب التنوين مناب حرف الإطلاق في (5) نحو: ألف العتابا، ويقع في الأسماء والأفعال ولا يختصّ بأحدهما، وإن لحق القافية المقيّدة سمّي التنوين الغالي (6) نحو
(1) وهو مذهب رديء لم يصر إليه ذو تحقيق، إيضاح المفصل، 2/ 278 وممن ذهب إلى ذلك الربعي، شرح الأشموني، 1/ 36، وقد أوضح ابن الحاجب في الإيضاح تعذر جعله واحدا من أقسام التنوين الأخرى بأكثر مما ذكره أبو الفداء.
(2)
المغني، 2/ 344.
(3)
الرجز لرؤبة بن العجاج، 3/ 181 وقبله:
تقول بنتي قد آن أناكن
نسب له في الكتاب، 2/ 375 وشرح الشواهد، 3/ 158 وروي من غير نسبة في المقتضب، 3/ 71 والخصائص، 2/ 96 والإنصاف، 1/ 222 وشرح المفصل، 2/ 12 وهمع الهوامع، 1/ 132 وشرح الأشموني، 1/ 267 - 3/ 158.
(4)
البيت لجرير بن عطية، ورد في ديوانه 64 ونسب له في الكتاب، 4/ 205 - 208 وشرح المفصل، 9/ 29 - 33 وشرح شواهد المغني، 2/ 762 وروي من غير نسبة في المقتضب، 1/ 240 والمنصف، 1/ 224 والإنصاف، 2/ 655، وهمع الهوامع، 2/ 80. عاذل مرخم عاذلة.
(5)
مطموسة في الأصل.
(6)
وزاده الأخفش المغني، 2/ 342.