الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإيرادها في حروف البدل ليس بسديد (1)، ويبدل منها حرفان: الصّاد والزاي.
القول على إبدال الصّاد من السّين
(2)
فمنه: أنّه يجوز إبدال الصّاد من السين متى وقع بعد السين غين أو خاء أو قاف أو طاء (3)، لأنّ هذه الحروف مستعلية والسين مهموسة مستفلة، ولمّا كانت الصاد مستعلية وهي مع ذلك مهموسة وافقت هذه الأحرف في الاستعلاء ووافقت السين في الهمس والصفير والمخرج، فلذلك أبدلت منها، فمثال السين التي بعدها الغين سالغ وهو من البقر كالبازل من الإبل، يقال: عجل ثمّ تبيع ثمّ جذع ثمّ رباع ثمّ سديس ثم سالغ (4)، ويجوز صالغ بإبدال الصّاد من السّين، ومثال السين التي بعدها خاء سخر وسلخ فتقول: صخر وصلخ بالصّاد/ أيضا (5) ومثال السين التي بعدها قاف: سويق وسبقت، فيجوز: صويق وصبقت بالصّاد أيضا (6) ومثال السين التي بعدها طاء:
سراط وساطع، فيجوز صراط وصاطع بالصّاد أيضا (7) فإن تأخرت السين عن هذه الحروف لم يجز فيها ذلك، فلا يقال في قست: قصت ولا في خسرت: خصرت، ويجوز في صاد نحو: الصراط، المضارعة، وهي إشراب الصّاد صوت الزاي (8).
القول على إبدال الزاي من غيرها
(9).
وهي تبدل من السّين والصّاد:
(1) ومن قبل نصّ ابن الحاجب في الإيضاح، 2/ 413 على ذلك.
(2)
المفصل، 373.
(3)
الممتع، 1/ 410 - 411.
(4)
سلغت الشاة والبقرة تسلغ سلوغا وهي سالغ تمّ سنّها وما حكى من قولهم: صالغ فعلى المضارعة وقيل هي عنبرية على أن الأصمعي قال هي بالصاد .. ولد البقرة أول سنة عجل ثم تبيع ثم جذع ثم ثني ثم رباع ثم سديس ثم سالغ ثم سالغ سنة وسالغ سنتين إلى ما زاد. انظر اللسان، سلغ.
(5)
الكتاب، 4/ 480 والممتع، 1/ 411.
(6)
الكتاب، 4/ 478 - 479.
(7)
الكتاب، 4/ 480.
(8)
شرح المفصل، 10/ 52 وشرح الشافية للجاربردي، 1/ 325.
(9)
المفصل، 373.
أمّا إبدالها من السّين، فتبدل الزاي مطردا جائزا من كلّ سين ساكنة بعدها دال نحو: يسدر فيجوز فيه يزدر، وفي يسدل ثوبه؛ يزدل ثوبه (1) وكلب وهم بطن من قضاعة يبدلون الزاي من السين إذا وقع بعد السين قاف فيقولون في سقر: زقر (2).
وأمّا إبدال الزاي من الصّاد (3) فتبدل أيضا مطّردا جائزا من كلّ صاد ساكنة بعدها دال نحو: فصدي فيجوز فيه: فزدي بالزاي ويجوز إبقاء الصّاد بحالها وهو أكثر (4)، ويجوز أن يضارع بها الزاي (5) ولا تقع المضارعة إلّا حيث يتجاور حرفان بينهما منافرة فيؤتى بحرف يصلح للتوسّط بينهما ليزيل المنافرة، وذلك كما ينحى بالصّاد نحو الزاي إذا تقدمت الصّاد على الدّال فتأتي بحرف مخرجه بين مخرج الصّاد ومخرج الزاي، وليس كذلك السين في يسدر فلا يجوز فيها المضارعة فإن تحركت الصّاد، امتنع إبدال الزاي منها لكن يجوز فيها المضارعة فتقول في نحو صدر عن كذا بالصّاد، وبمضارعة الصّاد الزاي دون إبدال الصّاد زايا، فالحروف المذكورة حينئذ على ثلاثة أوجه:
فمنها: ما يجوز فيه الإبدال والمضارعة نحو الصاد مع الزاي في نحو: فصدي.
ومنها: ما يجوز فيه الإبدال دون المضارعة وهو السين الساكنة إذا كان بعدها دال نحو: يسدر، ومنها: ما يجوز فيه المضارعة دون الإبدال وهو ما فيه شين معجمة مع دال أو جيم مع دال نحو: أشدق وأجدر، فتشرب الجيم صوت الشين وتشرب الشين صوت الجيم (6) وهي لغة قليلة رديئة لعسر النطق بذلك، ولذلك لم تأت في القرآن الكريم ولا في كلام فصيح (7).
(1) الكتاب، 4/ 471 - 479.
(2)
شرح المفصل، 10/ 52 وشرح الشافية، 3/ 230 - 231.
(3)
المفصل، 373.
(4)
الكتاب، 4/ 477 - 479.
(5)
بعدها في الأصل مشطوب عليه «ومعنى المضارعة أن يشرب الصاد شيئا من صوت الزاي» وقد أثبتها قبل، وانظر تسهيل الفوائد، 317 وشرح الشافية للجاربردي، 1/ 325، وفي حاشية ابن جماعة، 1/ 325 ما نصه: الزاي لعذرة وبني القيس، والمضارعة لقيس، والصاد لقريش.
(6)
الكتاب، 4/ 479.
(7)
الكتاب، 4/ 432 وبعدها في إيضاح المفصل، 2/ 415 بخلاف إشراب الصاد بصوت الزاي فإنه ورد في -