الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القول على البدل
وهو ما أبدل خارجا عن قياس الكتابة الأصلي.
فمنه: أنّهم كتبوا كلّ ألف رابعة فصاعدا في اسم أو فعل ياء إلّا ما قبلها ياء، فكتبوا بالياء مغزى ويغزي ومصطفى، وأنثى (1) وقربى، وإنّما كتب بالياء إمّا تنبيها على أنّ تلك الألف تنقلب ياء عند التثنية ونحوها، أو تنبيها على أنّها مما تمال، ولم يكتبوا بالياء ما قبلها ياء نحو خزيا/ وصديا، كراهة لاجتماع الياءين إلّا من نحو:
يحيى وريّى، علما، إمّا للفرق بين العلم وغيره، وإمّا لكثرة العلم.
وأمّا الألف الثالثة: (2) فإن كانت عن ياء نحو: رحى كتبت ياء، وإن لم تكن مبدلة عن ياء كتبت ألفا، سواء كانت مبدلة عن واو أو لم تكن مبدلة عن شيء (3)، ومنهم من يكتب الباب كله بالألف سواء كانت مبدلة عن ياء، أو غير مبدلة، لأنّ القياس أن تكتب الألف بالألف مع أنّه أنفى للغلط عن الكاتب (4).
واعلم أنّه كتبت الصلوة والزكوة والحيوة، بالواو في خطّ المصحف وهو على خلاف الأصل، فيجوز أن تكتب ذلك على رسم المصحف وعلى القياس (5).
واعلم أنّ الألف الثالثة التي تكتب بالياء إن كانت تلك الألف في اسم منوّن نحو: رحى فالمختار عند ابن الحاجب أنّه يكتب بالياء في الأحوال كلّها (6)، وهو قياس المبرّد (7)، وأمّا قياس المازنيّ (8) فيكتب بالألف في الأحوال كلّها، أي في النّصب والجرّ والرفع، وقياس سيبويه أن يكتب المنصوب بالألف والمرفوع
(1) غير واضحة في الأصل.
(2)
الشافية، 556.
(3)
المقصور والممدود لابن ولاد 148.
(4)
شرح الشافية، للجاربردي، 1/ 383 والهمع، 2/ 243.
(5)
أدب الكاتب، 201.
(6)
الشافية، 556.
(7)
شرح الشافية للجاربردي، 1/ 383.
(8)
ونسب للفراء والفارسي، انظر المرتجل لابن الخشاب 49 وشرح المفصل، 10/ 77 وحاشية الصبان، 4/ 204 والدرر الكامنة، 2/ 383.
والمجرور بالياء (1).
وتتعرّف ذوات الياء من ذوات الواو بوجوه: (2)
منها: التثنية، كما سمع في فتى، فتيان، وفي عصا عصوان.
ومنها: الجمع بالألف والتاء، كما سمع الفتيات والقنوات.
ومنها: المرّة كما سمع رمية وغزوة بفتح الفاء فيعرف أنّ ألف رمى من الياء، وألف غزا من الواو.
ومنها: النوع نحو: رمية وغزوة بكسر الفاء، فإنه يتعرّف به كما قيل في المرّة.
ومنها: ردّ الفعل إلى الضمير المرفوع المتحرّك كما سمع: رميت وغزوت، فيعلم أنّ ألف رمى من الياء، وألف غزا من الواو.
ومنها: المضارع كما سمع يرمي ويغزو بكسر الميم وضمّ الزاي.
ومنها: أنّ تكون فاء الفعل واوا نحو: وعى، وودى (3)، فيعلم أنّ ألفه من الياء، لأنّه ليس في كلامهم ما فاؤه ولامه واو، قالوا غير الواو أحد حروف المعجم (4).
ومنها: كون العين واوا نحو: شوى، فيعلم أنّ ألفه من الياء، لأنّه ليس في كلامهم ما عينه ولامه واو إلا ما شذّ من القوى والصّوى (5).
فإن جهل ولم يجر فيه شيء مما ذكر، فإنّ أميلت ألفه كتبت بالياء (6) نحو:
متى، وإن لم تمل كتبت بالألف (7) وإنّما كتبوا لدى، بالياء لقولهم لديك، وأمّا كلا، فتكتب على الوجهين، أعني بالألف والياء لأنّ قلب ألفها تاء في كلتا يدلّ على الواو، وإمالتها تدلّ على الياء، إذ لا جائز أن تكون إمالتها لكسرة الكاف، لأنّ الكسرة
(1) الكتاب، 3/ 309 وشرح الشافية لنقره كار، 2/ 277.
(2)
المقصور والممدود لابن ولاد، 136 والكشف، 1/ 11.
(3)
الدية، وودي الشيء: إذا سال، اللسان، ودي.
(4)
شرح الشافية للجاربردي، 1/ 384 والتشابه واضح.
(5)
جمع صوة، وهي علامات تكون على الجبال والطرق، المقصور والممدود، 65.
(6)
الشافية، 557.
(7)
همع الهوامع، 2/ 242.
لا تمال لها ألف ثالثة وهي بدل عن واو (1).
وأمّا الحروف فلم يكتب منها بالياء غير بلى (2)، وإلى، وعلى، وحتّى، أمّا إلى وعلى فكتبا بالياء لقلب ألفهما ياء مع الضّمير نحو: إليك وعليك، وأمّا حتّى، فلحملها على إلى لأنّها بمعناها الأصلي في الغاية (3) وأمّا بلى فلقوّة إمالتها، والإمالة تستقلّ في الدلالة على الياء غالبا.
والله أعلم بالصّواب
/ وكان الفراغ من جمعه وتأليفه في العشر الأول من شهر شعبان سنة سبع وعشرين وسبعمائة هجريّة نبويّة على صاحبها أفضل الصّلاة والسّلام بالمشيرفة (4) من ظاهر حمص (5) الشّرقيّ الشّماليّ الحمد لله ربّ العالمين
(1) مناهج الكافية، 2/ 278.
(2)
الشافية، 557.
(3)
قال ابن جماعة، 1/ 384: وروي عن بعض أهل نجد وأكثر أهل اليمن إمالتها وانظر المساعد، 4/ 354 وشرح الجاربردي، 1/ 384.
(4)
لم أجدها في معجمات البلدان التي بين يدي، وهي قرية صغيرة من أعمال حمص، من بلاد الشام.
(5)
حمص بالكسر ثم السكون، بلد مشهور قديم بين دمشق وحلب، معجم البلدان، 2/ 302.