الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر حذف جواب القسم
(1)
ويحذف جواب القسم إذا تقدّم على القسم ما يدلّ عليه نحو: زيد عالم والله، وكذلك يحذف إذا اعترض القسم أي توسّط نحو: زيد والله قائم، فجواب القسم في كله محذوف لدلالة الجملة المتقدمة والمعترضة على الجواب لأنّه مثلها بعينها (2).
وأمّا عن: (3) فللمجاوزة نحو: رميت عن القوس، لأنّها يقذف عنها بالسّهم ويتجاوز عنها، وأطعمه عن جوع وكساه عن عري لأنّه يجعل الجوع والعري متجاوزين عنه، ويدخل عليها حرف الجرّ فتكون اسما بمعنى الجانب نحو: جلست من عن يمينه، أي من جانبها (4).
وأما على (5): فمعناها الاستعلاء تقول: جلست على الحصير، وعليه دين، وفلان أمير علينا، قال تعالى: فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ (6)(7) وتقول في سعة الكلام: مررت عليه إذا جزته، وتكون اسما كقولك: قمت من على الحائط، وكقول الشاعر:(8)
غدت من عليه بعد ما تمّ ظمؤها
…
...
(1) الكافية، 424.
(2)
شرح الوافية، 384.
(3)
الكافية، 424.
(4)
إيضاح المفصل، 2/ 156 وشرح الوافية، 384 ورصف المباني، 367 والمغني، 2/ 149.
(5)
الكافية، 424.
(6)
من الآية 28 من سورة المؤمنون.
(7)
شرح الوافية، 384 وفي إيضاح المفصل، 2/ 156: والأول للاستعلاء الحقيقي والثاني للمجازي، والآية للحسي.
(8)
البيت لمزاحم بن الحارث العقيلي وعجزه:
تصلّ وعن قيض بزيزاء مجهل
ورد منسوبا له في شرح المفصل، 8/ 37 - 38 والحلل، 78 ولسان العرب، علا وشرح الشواهد، 2/ 226 وشرح التصريح على التوضيح، 2/ 19 وشرح شواهد المغني، 1/ 425 وورد من غير نسبة في الكتاب، 4/ 231 برواية بعد ما تمّ خمسها، والمقتضب، 3/ 53 ومعاني الحروف، 107
وشرح الكافية، 2/ 343 ورصف المباني، 371 ومغني اللبيب، 1/ 146 - 2/ 532 وشرح ابن عقيل، 3/ 28 وهمع الهوامع، 2/ 36 وشرح الأشموني، 2/ 226.
أي من فوقه يصف قطاة غدت من فوق فرخها طالبة للورد.
وأما الكاف (1): فللتشبيه نحو: زيد كالأسد، وزائدة (2) كقوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ (3) ويدخل عليها حرف الجرّ فتكون اسما بمعنى مثل (4) كقوله: (5)
يضحكن عن كالبرد المنهمّ
وأمّا منذ ومذ: (6) فيكونان اسمين وقد تقدّما في الظروف، ويكونان حرفي جر، ويفرّق بينهما، أمّا من جهة اللفظ، فإنّهما إذا كانا اسمين رفع ما بعدهما وإن كانا حرفين جرّ ما بعدهما وأمّا من جهة المعنى، فإنّهما إذا كانا حرفين/ تعلّقا بما قبلهما وكان الكلام بهما جملة واحدة، وإذا كانا اسمين ورفع ما بعدهما كقولك: ما رأيته مذ يومان، كان الكلام جملتين الجملة الأولى فعليّة والثانية اسميّة يصحّ أن يصدق في إحداهما ويكذب في الأخرى (7) فيصدق في قوله: ما رأيته ويكذب في قوله: مذ يومان، وهذا المعنى مستحيل فيهما إذا كانا حرفين، وفرق آخر: أنّهما إذا كانا حرفين فالمعنى كائن فيما دخلا عليه لا فيهما، فإذا قلت: زيد عندنا مذ شهر، وخفضت كان الشّهر هو الذي حصل فيه الاستقرار هناك وكانت مذ حينئذ بمعنى في، وإن رفعت الشهر تعيّنت مذ للاسميّة وكان المعنى أنّ الوقت الذي حصل فيه الاستقرار شهر، وذهب قوم من النحاة إلى أنهما لا يكونان إلّا اسمين فإذا رفعت ما بعدهما كان التقدير
(1) الكافية، 424.
(2)
المغني، 1/ 179.
(3)
من الآية 11 من سورة الشورى.
(4)
في الكتاب، 1/ 408 إلا أن ناسا من العرب إذا اضطروا في الشعر جعلوها بمنزلة مثل، وانظر شرح الوافية، 384 وشرح المفصل، 8/ 42 وشرح الكافية، 2/ 343 ورصف المباني، 196 والهمع، 2/ 30.
(5)
هذا عجز بيت من الرجز للعجاج وقبله:
بيض ثلاث كنعاج جمّ
ورد في ديوانه، 2/ 87 وورد منسوبا له في شرح الشواهد، 2/ 225 وشرح التصريح على التوضيح، 2/ 18 وشرح شواهد المغني، 1/ 503،
وورد من غير نسبة في شرح المفصل، 8/ 42 - 44 ومغنى اللبيب، 1/ 180 وهمع الهوامع، 2/ 31. المنهمّ: الذائب يعني أن النسوة يضحكن عن أسنان كالبرد الذائب لطافة ونظافة.
(6)
الكافية، 424.
(7)
شرح المفصل، 8/ 44 - 45 ويبدو أن المصنف ينقل عنه.