الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مفعلة بكسرها (1).
أمّا إذا كانت معيشة بضمّ العين فقد نقلت الضمّة عن الياء وهي عين الكلمة إلى الفاء وهي العين، فحصلت ياء
ساكنة وقبلها ضمّة فوجب على مذهب سيبويه قلب الضمّة كسرة فصارت معيشة، وأمّا إذا كانت مفعلة بكسر العين فواضح؛ لأنّك نقلت كسرة الياء إلى ما قبلها، فسكنت الياء وانكسر ما قبلها فاستقرت الياء وبقيت معيشة ومذهب الأخفش أنّ أصلها معيشة بالكسر ليس إلّا، ولا يجوز أن تكون مفعلة بضمّ العين لأنها لو كانت كذلك لكانت ياء ساكنة قبلها ضمّة، فيجب قلب الياء واوا على مذهبه فيصير معوشة.
ولو بنيت من البيع على مذهب سيبويه نحو: ترتب، لقلت: تبيع، والأصل: تبيع فنقلت الضمّة عن الياء إلى الباء التي قبلها فبقيت الياء ساكنة وقبلها ضمّة، فأبدلت من الضمّة كسرة لتصحّ الياء فصار تبيع، وعلى مذهب الأخفش تبوع والأصل: تبيع فلمّا نقلت الضمّة عن الياء إلى الباء انقلبت الياء واوا لسكونها وانضمام ما قبلها، وقد شذّ مضوفة وهو الأمر الذي يشفق منه (2) لأنّ أصله مضيفة بضمّ الياء على مفعلة، وقياسها على مذهب سيبويه نقل الضمّة إلى الضّاد وقلبها كسرة فيبقى: مضيفة، ولكن جاءت مضوفة على قياس مذهب الأخفش وشذت على مذهب سيبويه (3) كما شذّ القود (4) والقصوى عنده، والقياس عنده القصيا لأنّ بنات الواو إذا جاءت على فعلى تردّ إلى الياء كالدّنيا والدّهيا (5) والعليا فجاءت القصوى شاذا، وعند الأخفش قياس.
ذكر ما يعلّ وما لا يعلّ من الأسماء الثلاثية المجردّة
(6)
أمّا ما يعلّ فقد تقدّم أنّ الأسماء المجرّدة إنّما تعلّ إذا كانت على مثال الفعل بأن
(1) الكتاب، 4/ 349.
(2)
اللسان، ضيف، وفي شرح الشافية، للجاربردي 1/ 291 المضوفة: مفعلة من ضفت الرجل ضيافة، إذا نزلت عليه ضيفا أو من أضفت من الأمر: أشفقت منه وحذرت، والمضوفة هو أمر يشفق منه، والمراد ما ينزل من حوادث الدهر».
(3)
المنصف، 1/ 301 والمحتسب، 1/ 214 وشرح المفصل، 10/ 871 وشرح شواهد الشافية، 4/ 383.
(4)
القصاص. اللسان، قود.
(5)
كذا في الأصل، ولم أقف عليها فيما بين يدي من كتب المقصور والممدود والمعاجم.
(6)
المفصل، 379 - 380.
تكون على فعل أو فعل أو فعل بفتح الفاء وتحريك العين بالحركات الثلاث، وكيفما كانت العين فالقلب واقع بها لتحركها وانفتاح ما قبلها، فمن ذلك: نحو باب ودار لأنّ الأصل: بوب ودور كما أنّ أصل قام: قوم فأعلا كما أعلّ
قوم بقلب العين ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها.
ومنه: شجرة شاكة (1) والأصل: شوكة.
ومنه: رجل مال والأصل: مول مثل حذر وقد تقدّم الكلام عليه (2) وقد شذّ ما صحّ من ذلك للتنبيه على الأصل فيما جاء معتّلا نحو: القود والحوكة في الحاكة والخونة والجورة (3) ورجل روع أي فزع وحول بمعنى أحول.
وأما ما لا يعلّ فهو ما كان من الأسماء الثلاثيّة ليس على مثال الفعل، وذلك بأن يكون إمّا على فعلة بضمّ الفاء نحو: نومة للكثير النوم، ولومة للكثير اللّوم، وعيبة للذي يعيب الناس، وإمّا على فعل بكسر الفاء نحو: العوض والعودة جمع عود وهو الذي جاوز البازل، فصحّت العين في ذلك لأنّه ليس على وزن الفعل (4) فإن قيل فقد أعلوا قيما بكسر القاف وتخفيف الياء وفتحها وكان القياس يقتضي أن يقال: قوم بتصحيح الواو لأنّه على فعل مثل عوض فالجواب: أنه أعلّ لأنّه مصدر كالصّغر والكبر وفعله/ قام يقوم قوما وهو بمعنى القيام فأعلّ كما أعلّ القيام لاعتلال فعله، وقد جاء قيم صفة في قوله تعالى: دِيناً قِيَماً (5) بكسر القاف وتخفيف الياء وفتحها وقريء في السبعة كذلك (6) ولا إشكال في الوصف بالمصدر كقولك: رجل عدل، وأمّا القراءة الأخرى أعني دينا قيما بفتح القاف وتشديد الياء وكسرها فقيّما صفة مشبهّة مشتقّة من القيام مثل سيّد وميّت، وشذّ من المصادر حول بمعنى التحوّل في
(1) يقال: شجرة شاكة وشوكة وشائكة ومشيكة: إذا كان فيها شوك، اللسان، والقاموس، شوك.
(2)
في 2/ 258.
(3)
يقال قوم جورة وجارة أي ظلمة، الصحاح واللسان، جور.
(4)
الكتاب، 4/ 359 وشرح المفصل، 10/ 83.
(5)
من الآية 161 من سورة الأنعام.
(6)
في الكشف، 1/ 458 قرأه الكوفيون وابن عامر بكسر القاف والتخفيف وفتح الياء، وقرأ الباقون بفتح القاف وكسر الياء والتشديد. وانظر النشر، 2/ 267.