الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر معاني كان
(1)
وتكون ناقصة وتامّة وزائدة:
أمّا الناقصة فهي التي لا تدلّ على الحدث وهي التي ترفع الاسم وتنصب الخبر وهي على أربعة أوجه:
أحدها: أن تدلّ على أمر كان فيما مضى ثم انقطع، كقولك: كان هذا الفقير غنيّا.
ثانيها: أن تدلّ على أنّ هذا الذي نشاهده الآن كان أيضا كذلك فيما مضى بمعنى لم يزل، كقوله تعالى: وَكانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزاً (2).
ثالثها: أن يكون فيها ضمير الشأن والقصة، ولا يكون خبرها إلا جملة (3) نحو قولك: كان زيد قائم، أي كان الحديث زيد قائم وكقول الشاعر/ (4).
إذا متّ كان النّاس صنفان
…
شامت وآخر مثن بالذي كنت أصنع
فالناس مبتدأ، وصنفان خبره، واسم كان مضمر فيها، وهذه الجملة مفسرة له أي كان الشأن هذه الجملة، لأنّ قولك: الناس صنفان شأن وجملة وحديث، فإذا قيل ضمير الشأن فمعناه ضمير هذه الجملة لأنّها قصة وشأن وحديث (5).
رابعها: أن تكون بمعنى صار كقوله تعالى: كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (6) وقيل: هي زائدة (7) وكقول الشّاعر: (8)
(1) الكافية، 420.
(2)
من الآية 25 من سورة الأحزاب.
(3)
شرح الوافية، 364 - 365 وانظر شرح المفصل، 7/ 97 وشرح الكافية، 2/ 293.
(4)
البيت للعجير بن عبد الله السلولي، ورد منسوبا له في الكتاب، 1/ 71 والنوادر، 156 والحلل، 64 وشرح الشواهد، 1/ 239 وورد من غير نسبة في أمالي ابن الشجري، 2/ 239 وشرح المفصل، 1/ 77 - 3/ 116 - 7/ 100 وشرح الأشموني، 1/ 239. وفي الحلل، 64 «ويروى صنفان وصنفين ونصفين
…
ومن نصب جعل الناس اسم كان وصنفين خبرها ولا شاهد فيه على هذه الرواية».
(5)
وقيل إن كان المضمر فيها ضمير الشأن تامة، فاعلها ذلك الضمير. شرح الكافية، 2/ 293.
(6)
من الآية 29 من سورة مريم.
(7)
التبيان، 2/ 873.
(8)
ورد البيت في شرح المفصل، ابن يعيش، 7/ 102 منسوبا لابن كنزة، ونسبه البغدادي في خزانة الأدب -
بتيهاء قفر والمطيّ كأنّها
…
قطا الحزن قد كانت فراخا بيوضها
أي صارت، لأنّ البيض لا يكون فراخا (1)، بل الفراخ كانت (2) بيضا، وكان الناقصة لا مصدر لها (3) لأنّ الفعل إنّما يتعدّى إلى ما كان فيه دلالة عليه، وليس في كان الناقصة دلالة على المصدر، فلا يصحّ أن يكون منصوبا بها فإن اقترن بها مصدر فهو منصوب بفعل آخر يدلّ عليه هذا، فلو قلت: كرهت كون زيد قائما، فهو مصدر كان التامّة، ويجوز أن تقول في التامة: كان الأمر كونا كما تقول: وقع وقوعا، ولا يجوز أن تقول في الناقصة: كان زيد قائما
كونا، فهذه معاني كان الناقصة، وأمّا التامة فتكون بمعنى حضر أو ثبت أو حدث أو وقع كقوله تعالى: وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ (4) ومنه: ما شاء الله كان، أي ما شاء الله وقع، ومنه قوله تعالى: إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (5) أي أحدث فيحدث، ومنه: كانت الكائنة أي حدثت وحصلت.
وأمّا الزائدة فهي التي لا يختلّ أصل الكلام بإسقاطها، كقول الشّاعر:(6)
سراة بني أبي بكر تسامى
…
على كان المسوّمة العراب
وكقوله تعالى: كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (7)، ونصب صبيّا على الحال، أي كيف نكلّم من في المهد صبيّا، وقيل: هي بمعنى صار (8) كما تقدّم،
- (طبعة بولاق) 4/ 31 لابن أحمر، ورواه الأشموني، من غير نسبة في شرحه، 1/ 230. ومعنى البيت أنه شبّه سرعة المطي في الفلاة بسرعة القطا التي فارقت فراخها لتحمل إليها الماء.
(1)
بعدها في شرح الوافية، 365 إلا على معنى صارت.
(2)
في الأصل تكون. ولا يتضح المعنى بذلك.
(3)
قال ابن مالك في التسهيل، 52 - 53 بعد رده على القائلين بمنع دلالتها على الحدث ما نصه:«فالأصح دلالتها عليه إلا ليس» وفي المغني، 2/ 436 والصحيح أنها دالة عليه.
(4)
من الآية 280 من سورة البقرة.
(5)
الآية 82 من سورة يس.
(6)
البيت لم يعرف قائله، ورد في شرح المفصل، 7/ 98 - 99 - 100 وشرح الكافية، 2/ 293 وشرح ابن عقيل، 1/ 291 وشرح الشواهد، 1/ 241 وهمع الهوامع، 1/ 120 وشرح الأشموني، 1/ 241 المسومة: الخيل التي جعلت لها علامة ثم تركت في المرعى، العراب: هي خلاف البراذين والبخاتي.
(7)
من الآية 29 من سورة مريم.
(8)
في التبيان، 2/ 873: وصبيا حال من الضمير في الجار، وقيل: هي بمعنى صار، وقيل: هي التامة.