الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جواب من قال: أنا آتيك، قال الله تعالى: وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (1) وقريء في غير السبعة: وإذن لا يلبثوا بحذف النون للنصب (2) ..
وكي: (3) تنصب أبدا ومعناها أنّ ما قبلها سبب لما بعدها كقولك: أسلمت كي أدخل الجنة، فإنّ الإسلام سبب دخول الجنّة، وهي ناصبة للفعل المضارع عند الكوفيين وهو اختيار ابن الحاجب (4)، وذهب بعضهم (5) إلى أنّ كي حرف جرّ فلا تدخل على الفعل إلّا بتقدير أن بعدها، وردّ بأنّها لو كانت حرف جرّ لما جاز الجمع بينها وبين اللّام في نحو قولك: قمت لكي تقوم (6).
ذكر إضمار أن
وأن تنصب الفعل مضمرة بعد خمسة أحرف وهي: حتّى واللّام والفاء والواو وأو.
ذكر حتّى
(7)
أمّا حتّى فإنّها حرف جرّ فإذا وقع بعدها الفعل المضارع فلا بدّ وأن تكون في تأويل الاسم ليصحّ دخول حرف الجرّ عليه، ولا تكون بتأويل الاسم إلّا (بأن أو ما أو كي) ولا يستقيم تقدير ما لأنّها لا تعمل مظهرة فكيف تعمل مقدّرة، ولا تقدير كي لفساده في مثل: سرت حتّى تغيب الشمس، فتعينت أن فوجب تقديرها (8)، وإنّما
(1) الآية 76 من سورة الإسراء.
(2)
قرأ ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي خلافك بكسر الخاء وبألف بعد اللام، وقرأ الباقون خلفك، وهما لغتان بمعنى واحد، وقرأ أبي وإذا لا يلبثوا بحذف النون وكذا هي في مصحف عبد الله، انظر الكشف، 2/ 50 والبحر، 6/ 66 والتبيان، 2/ 829 والنشر، 2/ 308 وشرح المفصل، 7/ 16 وشرح التصريح، 2/ 535.
(3)
الكافية، 416.
(4)
في شرح الوافية، 346 «والصحيح أنها الناصبة» .
(5)
سيبويه والبصريون. الكتاب، 3/ 5 - 7 وشرح الكافية، 2/ 238.
(6)
انظر هذه المسألة في الإنصاف، 2/ 570 وشرح المفصل، 7/ 18، والهمع، 2/ 4 وقال ابن الحاجب في شرح الوافية، 346 بعد ذكره المثال ما نصه «فمتفق على أنها في مثل ذلك الناصبة» .
(7)
الكافية، 416 - 417.
(8)
بعدها في شرح الوافية، 346 فثبت أن النصب بها.
ينتصب ما بعد حتّى بشرط أن يكون ما بعدها مستقبلا بالنظر إلى ما قبلها سواء كان مستقبلا عند الإخبار أو لم يكن نحو قولك: سرت أمس حتّى/ أدخل البلد بالنصب، إذ الغرض هو الإخبار عن الدخول المترقّب عند ذلك السير من غير نظر إلى حصوله (1) وتكون حتّى بمعنى كي، أي للسببيّة وهو الغالب نحو: أسلمت حتّى أدخل الجنّة، بمعنى كي أدخل الجنّة وتكون بمعنى إلى أي بمعنى انتهاء الغاية نحو:
سرت حتّى تغيب الشمس، لأنّ السير ليس سببا لغيبوبة الشمس إلّا أنّ في حتّى معنى ليس في إلى وهو الاستبعاد والاستعظام، ألا ترى من قال ضربتهم حتّى صغيرهم، فإنّه يريد استعظاما ومبالغة حين أراد أنّ ضربه انتهى إلى الغاية القصوى، فإن فقد كون ما بعد حتّى مستقبلا بالنسبة إلى ما قبلها وذلك بإرادتك الحال نحو: سرت حتّى أدخل البلد، وأنت مخبر عن السير حال الدخول كانت حرف ابتداء فيرفع ما بعدها، وإنما لم ينصب حينئذ لامتناع تقدير أن، لأنّ أن للطمع والرّجاء الدّالّين على الاستقبال فلا تقدّر أن بعدها إذا كانت للحال لتحقّق المنافاة بين الحال والاستقبال، وإذا كانت حرف ابتداء وجب أن يكون ما قبلها سببا لما بعدها لأنّها إذا كانت حرف ابتداء صار ما بعدها مستقبلا في الإخبار به فوجب الاتصال المعنوي لتتحقّق (2) الغاية التي هي مدلولها، وذلك كقولهم: شربت الإبل حتّى يجيء البعير يجرّ بطنه (3) فهنا حتّى حرف ابتداء وما قبلها أعني الشرب سبب لما بعدها أعني جرّ البطن، ومن ذلك قولهم:
مرض حتى لا يرجونه، فالمرض هو سبب عدم الرّجاء (4) ويمتنع: ما سرت حتى أدخلها بالرفع، لأنّ نفي السير ليس سببا للدخول (5) وكذلك يمتنع أسرت حتى تدخلها، لأنّه لا يستقيم إثبات المسبّب مع الشكّ في وجود السّبب، وكذلك يمتنع:
كان سيري حتى أدخلها بالرفع إذا كانت كان الناقصة، ويتحتّم النصب لأنّ كان الناقصة تحتاج إلى خبر (6)، فلو رفعت ما بعد حتّى للزم أن تكون جملة تامة، لأنّ
(1) الكتاب، 3/ 17 وشرح الكافية، 2/ 241.
(2)
في الأصل ليتحقق.
(3)
الكتاب، 3/ 18.
(4)
شرح التصريح، 2/ 237 - 238.
(5)
الكتاب، 3/ 24 وشرح الكافية، 2/ 242.
(6)
بعدها في الأصل مشطوب عليه «عائد من الجملة إلى اسم كان» .