الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المخففة من الثقيلة، لأنك لو لم تأت باللّام الفارقة وقلت: إن زيد ذاهب، وأردت المخففة من الثقيلة لم يكن بينها وبين قولك: إن زيد ذاهب وأنت تريد: ما زيد ذاهب فرق، فإذا قلت: إن زيد لذاهب تعينت أنها المخففة ولم يحتمل أن تكون التي بمعنى «ما» .
ذكر الواو
وهي ضروب: فمنها: واو العطف، والاعتذار في إعادة ذكرها كما تقدّم في الّلام، وواو العطف ضروب، الواو التي للجمع كما تقدم في حروف العطف، والواو التي بمعنى مع ولا تنصب (1) نحو: مزجت عسلا وماء ويحسن موضعها الباء، والواو التي بمعنى مع وتنصب وقد تقدّم ذكرها (2).
والواو الزائدة عند الكوفيين (3) وقد قوّى ذلك ابن مالك (4) نحو قوله تعالى:
حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها (5) وكقول الشّاعر: (6)
فلمّا رأى الرحمن أن ليس منهم
…
رشيد ولا ناه أخاه عن الغدر
وصبّ عليهم تغلب ابنة وائل
…
فكانوا عليهم مثل راغبة البكر (7)
قوله: وصبّ الواو زائدة، والواو المحذوفة كقوله صلى الله عليه وسلم (8) «تصدّق رجل من
(1) في الأصل ولا ينصب.
(2)
في 2/ 17.
(3)
الإنصاف، 2/ 456 وشرح المفصل، 8/ 93 ورصف المباني، 425 والهمع، 2/ 130.
(4)
قال في التسهيل، 175: وقد يحكم على الفاء وعلى الواو بالزيادة وفاقا للأخفش».
(5)
من الآية 73 من سورة الزمر. قال ابن الأنباري في البيان، 2/ 327 جواب إذا فيه ثلاثة أوجه الأول: أن يكون محذوفا وتقديره إذا جاؤوها فازوا ونعموا والثاني: أن يكون الجواب قوله تعالى: وفتحت أبوابها والواو زائدة وتقديره حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها والثالث: أن يكون الجواب وقال لهم خزنتها والواو زائدة وتقديره حتى إذا جاؤوها قال لهم خزنتها.
(6)
البيتان للأخطل، وقد وردا في ديوانه 430 برواية: أمال مكان وصبّ، والشاهد هو قوله: وصبّ فقد عدّ الكوفيون ومعهم ابن مالك أنّ الواو زائدة في حين يرى البصريون أنها عاطفة والجواب محذوف.
(7)
في الأصل راعية.
(8)
انظره في سنن النسائي، 5/ 76 ومختصر شرح الجامع الصغير، 2/ 72 والهمع، 2/ 140 وشرح الأشموني، 3/ 117.
ديناره من درهمه من صاع تمره» (1) ومنه سماع أبي زيد من العرب: أكلت خبزا لحما تمرا (2) ومنه قول الشّاعر: (3)
كيف أصبحت كيف أمسيت
…
مما يغرس الودّ في فؤاد الكريم
فإنّ واو العطف مقدرة في ذلك كله.
والواو التي بمعنى أو كقوله تعالى: فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ (4) أي مثنى أو ثلاث أو رباع (5).
ومنها: واو الابتداء وهي المنقطعة عن العطف لأنّ ما بعدها مبدوء به مستقلّ بنفسه لا تعلّق له بما قبله نحو: وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (6) ويقال لها أيضا واو الاستئناف (7).
ومنها: واو الحال كقولك: مررت بزيد وعمرو جالس وقد تقدّم ذكرها في الحال.
ومنها: الواو التي بمعنى ربّ، وهي تجرّ بنفسها عند الأخفش (8) وقيل/ تجرّ بإضمار ربّ بعدها.
ومنها واو القسم حسبما تقدّم ذكرها (9) ومنها الواو التي ينصب بعدها الفعل
(1) في الأصل بتمره.
(2)
في الخصائص، 1/ 290: حكاية من أبي عثمان المازني عن أبي زيد ونصه: أكلت لحما سمكا تمرا، وانظره في المغني، 2/ 635 والهمع، 2/ 140 وشرح الأشموني، 3/ 117.
(3)
لم يعرف قائله، ورد في الخصائص، 1/ 290 - 2/ 280 ورصف المباني، 414 والهمع، 2/ 140 وشرح الأشموني، 3/ 116.
(4)
من الآية 3 من سورة النساء.
(5)
قال المزني في الحروف 14 بعد تقريره مجيء الواو بمعنى أو وسوقه للآية ما نصه «لأنه لولا ذلك لحل تسع» وأنكرها المالقي، 426 بقوله: والصحيح أن الواو للعطف وابن هشام في المغني، 2/ 358 إذ قال:
«والصواب أنها في ذلك على معناها الأصلي إذ الأنواع مجتمعة في الدخول تحت الجنس» وانظر أقوالا أخرى حولها في البحر المحيط، 3/ 163.
(6)
من الآية 228 من سورة البقرة.
(7)
في الجنى، 163 وإنما سميت واو الاستئناف لئلا يتوهم أن ما بعدها من المفردات معطوف على ما قبلها.
(8)
والكوفيين والمبرد، الإنصاف، 1/ 376 ورصف المباني، 417 والخبى، 154 والمغني، 1/ 361.
(9)
في 2/ 79.