الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يفعل (1)، وجاء وله يله والأكثر يوله (2) وولغ يلغ، وحكي يولغ ويلغ (3) وجاء منها بالكسر فقط، ورث يرث ووثق يثق وومق يمق وورم يرم، وأمّا ما جاء على فعل يفعل بكسر عين الماضي وضمّ عين المضارع مثل: فضل يفضل فمركّب (4) والمراد بالتركيب أن يبادل بين صيغتين لفعل واحد، قد جاء ماضي كل صيغة منهما
ومضارعها على الأصل كما جاء فضل يفضل على صيغة قتل يقتل، وجاء أيضا فضل يفضل على صيغة شرب يشرب فأعطي ماضي إحداهما مضارع الأخرى فتركّب من ذلك فضل يفضل بكسر عين الماضي وضمّ عين المضارع على خلاف بابه (5).
ذكر مضارع فعل بضمّ العين
(6)
وهو لا يكون (7) إلّا لازما ومضارعه على مثال واحد على يفعل بضمّ العين مثل ماضيه نحو: كرم يكرم وكأنّه إنّما جاء كذلك كراهة أن يشارك غير المتعدّي المتعدّي (8).
ذكر أبنية الثلاثي المزيد فيه
(9)
وهي خمسة وعشرون بناء، خمسة عشر منها للإلحاق وعشرة لغير الإلحاق (10) والمراد بالإلحاق جعل مثال على مثال أزيد منه بجعل الزائد مقابل الأصلي، وميزانه اتّحاد المصدرين أو الجمعين كما سيظهر من الأمثلة الآتي ذكرها.
(1) في الكتاب، 4/ 39 والفتح في الأفعال جيد وهو أقيس.
(2)
لأنها على القياس، اللسان، وله.
(3)
الولغ: شرب السّباع بألسنتها .. ويقال: ولغ يلغ ولغا وولغ يلغ ومن العرب من يقول: ولغ يولغ مثل وجل يوجل اللسان، ولغ.
(4)
وفضل الشيء يفضل مثال دخل يدخل وفضل يفضل كحذر يحذر وفيه لغة ثالثة مركّبة منهما فضل بالكسر يفضل بالضمّ وهو شاذ. اللسان، فضل.
(5)
في الكتاب، 4/ 40 وفضل يفضل أقيس
…
كما أن فضل يفضل شاذ.
(6)
الشافية، 503.
(7)
غير واضحة في الأصل.
(8)
الكتاب، 4/ 38.
(9)
المفصل، 278.
(10)
إيضاح المفصل، 2/ 116 والممتع، 167 - 168.
أما الخمسة عشر الموازنة للرباعي على سبيل الإلحاق:
فمنها ستة ملحقة بدحرج أي بالرباعي المجرّد وهي: جلبب وحوقل وبيطر وجهور وقلنس وقلسى (1) لأنّهم زادوا في كلّ واحد منها زيادة ليوافق دحرج في وزنه، فجلبب فعلل، زيدت فيه الباء من موضع لام الفعل، وحوقل فوعل زيدت فيه الواو ثانية، وبيطر فيعل، زيدت فيه الياء ثانية أيضا، وجهور فعول زيدت فيه الواو ثالثة، وقلنس فعنل زيدت فيه النون ثالثة، وقلسى من قلسيته بالقلنسوة فقلسيت على فعليت، زيدت فيه الياء رابعة، ودليل إلحاق هذه كلّها بدحرج، أنّها مثله في الماضي والمستقبل والمصدر واسم الفاعل نحو: جلبب يجلبب فهو مجلبب وقس على ذلك البواقي (2).
ومنها سبعة ملحقة بتدحرج (3) أي بالرباعي المزيد فيه التاء (4) وهي نحو:
تجلبب وتجورب (5) وتشيطن (6) وترهوك (7) وتمسكن وتغافل وتكلّم، فكما أنّ جلبب ملحق بدحرج، كذلك تجلبب ملحق بتدحرج وكذلك القول في تشيطن وترهوك، وأمّا تمسكن على وزن تمفعل، فقد قيل: إن تمسكن وتمدرع شاذّان (8) والأكثر أن يقال فيهما: تدّرع وتسكّن وكذلك الكلام في تمندل إذا مسح يده بالمنديل، فإن الأولى أن يقال: تندّل (9)، وتغافل ملحق بتدحرج فتصريفه مثله يقال:
(1) يقال: قلسيته فتقلسى وتقلنس وتقلّس أي ألبسته القلنسوة فلبسها. اللسان، قلس، وانظر الكتاب، 4/ 286 وشرح المفصل، 7/ 155.
(2)
قال في الكتاب، بعد ذكره هذه الأمثلة، 4/ 286 «فهذه الأشياء بمنزلة دحرجت» .
(3)
المفصل، 278.
(4)
الكتاب، 4/ 286 وإيضاح المفصل، 2/ 166 وشرح المفصل، 7/ 155.
(5)
يقال: جوربته فتجورب أي ألبسته الجورب فلبسه. اللسان، جرب.
(6)
تشيطن الرجل وشيطن إذا صار كالشيطان وفعل فعله. اللسان، شطن.
(7)
الترهوك: هو المشي الذي يشبه الموج اللسان، رهك.
(8)
وحكم عليها سيبويه، 4/ 286 بالقلة.
(9)
قال ابن يعيش في شرح المفصل، 7/ 156 فقولهم: تمسكن شاذ من قبيل الغلط ومثله قولهم: تمدرع وتمندل والصواب: تسكن وتدرع وتندل وقال الرضي في شرح الشافية، 1/ 68 وفي عدّ النحاة تمدرع وتمندل وتمسكن من الملحق نظر أيضا وإن وافقت تدحرج في جميع التصاريف، وذلك لأنّ زيادة الميم فيها ليست لقصد الإلحاق بل هي من قبيل التوهم والغلط ظنّوا أن ميم منديل ومسكين ومدرعة فاء الكلمة -
تغافل يتغافل تغافلا كما يقال: تدحرج يتدحرج، تدحرجا وإن كان غافل/ غير ملحق بدحرج، وكذلك تكلّم ملحق بتدحرج (1) ودليل إلحاق هذه كلها بتدحرج أنها مثله في الماضي والمستقبل والمصدر واسم الفاعل.
ومنها اثنان ملحقان باحرنجم (2) أي بالرباعي المزيد فيه النون وهما: اقعنسس واسلنقى (3)، لتصرّفهما تصرّف احرنجم في الماضي والمستقبل والمصدر، ومعنى احرنجم اجتمع، واقعنسس تأخّر.
وأمّا العشرة الغير الملحقة فمنها ثلاثة موازنة للرباعي (4) لكن على غير سبيل الإلحاق وهي: أخرج وجرّب وقاتل، فزيادة أخرج الهمزة، وزيادة جرّب من جنس الكلمة بتضعيف عين الفعل من موضعها، وزيادة قاتل الألف، فهذه الثلاثة وإن وافقت دحرج في وزنه بما زيد فيها فليست ملحقة به، لأنّ حرف الإلحاق هو الذي ليس له معنى غير الإلحاق، بخلاف الهمزة في أفعل، فإنّها موضوعة لمعان كالتعدية وغيرها، وكذلك تضعيف العين في نحو: جرّب، وأمّا الألف في نحو: قاتل فموضوعة لأن يكون من غيرك إليك ما كان منك إليه (5)، وهذا كلّه بخلاف حروف الإلحاق (6)، فإنّ زيادتها لا تفيد معنى غير الإلحاق، وأيضا فإنّ مصادر هذه مخالفة لمصدر دحرج، لا يقال: أخرج إخراجا مثل دحرج دحراجا، لأنّا نقول: إنّ الاعتبار إنّما هو بالفعللة لا بالفعلال، لأنّ الفعللة هي المصدر الملازم لباب دحرج بخلاف
- كقاف قنديل ودال درهم والقياس تدرّع وتندل وتسكّن.
(1)
تبع أبو الفداء الزمخشري في مفصله، 278 وقد رد ابن يعيش في شرح المفصل، 7/ 156 ذلك بقوله «وكذلك تغافل ليست الألف للإلحاق، لأنّ الألف لا تكون حشوا ملحقة لأنّها مدة محضة فلا تقع موقع غيرها من الحروف إنما تكون للإلحاق إذا وقعت آخرا لنقص المدّ فيها مع أن حقيقة الإلحاق إذا وقع آخر إنما هو بالياء ولكنّها صارت ألفا لوقوعها موقع المتحرّك وقبلها فتحة، وتكلّم كذلك تضعيف العين لا يكون ملحقا فإطلاقه - أي في المفصل - لفظ الإلحاق هنا سهو. وانظر شرح الشافية، 1/ 68 وشرح الشافية للجاربردي، 1/ 39.
(2)
المفصل، 278.
(3)
أي نام على ظهره، القاموس المحيط، سلق.
(4)
المفصل، 278.
(5)
الكتاب، 4/ 68.
(6)
إيضاح المفصل، 2/ 116 والنقل منه.