الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر الحروف المشبّهة بالفعل
(1)
وهي: إنّ وأنّ وكأنّ وليت ولعلّ ولكنّ، تدخل على الجملة الاسميّة فتنصب المبتدأ ويسمّى اسمها وترفع الخبر ويسمّى خبرها، ووجه شبهها بالفعل المتعدي أنّها تقتضي اسمين كما يقتضيهما الفعل المتعدّي، فتنصب أحدهما وترفع الآخر كما صنع في مقتضى الفعل المتعدّي، وقدّم المنصوب على المرفوع للفرق بين الفعل وما أشبهه (2) وكلّها لها صدر الكلام غير أنّ المفتوحة، وإنّما كان لها صدر الكلام لأنّ كلا منها يدلّ على قسم من أقسام الكلام من تمن أو ترجّ أو استدراك أو غير ذلك فوجب التقديم، وأمّا أنّ المفتوحة فإنّها مع ما في حيّزها في تأويل المفرد، وإنّما التزموا أن لا تكون أوّل الكلام (3) لئلا تبقى عرضة لدخول إنّ المكسورة عليها، فإنه لا يجوز أن تقول: إنّ أنّ زيدا منطلق عند سيبويه (4) وذكر أنّ/ العرب اجتنبت ذلك كراهة لاجتماع اللفظين المشتبهين، وأجازه الكوفيون (5) وتلحق هذه الحروف ما (6) فتلغيها عن العمل على الأفصح، وتدخل حينئذ على الجملة الفعليّة أيضا، كقولك:
إنّما زيد قائم، وإنما قام زيد (7)، ولا يتحتم الإلغاء مع ما بل يجوز الإعمال أيضا (8)
(1) الكافية، 424.
(2)
في شرح الوافية، 388 وما أشبه الفعل.
(3)
بعدها في شرح الوافية، 389 لئلا تلتبس ب «أنّ» التي بمعنى لعلّ، وتلك لا تكون إلا أول الكلام ثم قال ابن الحاجب: أو لئلا تكون عرضة. وهو ما نقله أبو الفداء هنا. وانظر إيضاح المفصل، 2/ 165.
(4)
في الكتاب 3/ 124: واعلم أنه ليس يحسن لأنّ أن تلي إنّ، ولا أنّ كما قبح ابتداؤك الثقيلة المفتوحة.
وانظر إيضاح المفصل، 2/ 165.
(5)
شرح المفصل، 8/ 59 - 60.
(6)
الكافية.، 424.
(7)
شرح الوافية، 389 والنقل منه.
(8)
قال الزجاجي في الجمل، 304: ومن العرب من يقول: إنما زيدا قائم ولعلما بكرا مقيم فيلغي ما، وينصب بإن وكذلك سائر أخواتها» وظاهر كلام أبي الفداء تبعا أيضا لابن الحاجب في شرح الوافية، 389 أنه يجوز في الأدوات جميعها الإعمال والإلغاء في حين أن جمهور النحويين قيدوا ذلك فقالوا: إن قرنت هذه الأدوات ب «ما» الزائدة ألغيت وجوبا، إلا ليت فجوازا، واقتصار أبي الفداء في التمثيل ببيت النابغة لعله يفيد أنه تابع للجمهور، انظر لذلك كتاب، 3/ 130 وشرح المفصل، 8/ 54 والهمع، 1/ 143 وشرح الأشموني، 1/ 283.