الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تعدّون عقر النّيب أفضل مجدكم
…
بني ضوطرى لولا الكميّ المقنّعا
فنصب الكميّ بفعل مقدّر أي هلّا تعدون الكميّ، والضوطرى: الضخم لا غناء عنده، ومعنى البيت: أنكم تفتخرون بعقر النّيب - وهو جمع ناب وهي المسنّة من الإبل (1) - وليس لكم في الشجاعة نصيب، ومن ذلك قوله تعالى: لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ (2) وقوله: فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَها (3) والتقدير: فلولا ترجعونها إن كنتم غير مدينين، ولحروف التحضيض صدر الكلام لكونها دالة على نوع من أنواع الكلام، فوجب أن يكون لها صدر الكلام لما مرّ في باب إنّ وغيرها.
ذكر حرف التوقّع
(4)
وهو قد، وقيل له حرف التوقّع لاقترانه بالأفعال المتوقعة في الحال، ومنه قول المقيم: قد قامت الصّلاة، لقوم يتوقّعون قيامها، وإذا دخل على الماضي قرّبه من الحال نحو: كنت أتمنى الحجّ، وقد حججت في زمن قريب من زمن إخباره وإذا/ دخل على المضارع كان للتقليل كقولهم: إنّ الكذوب قد يصدق (5)، فهو في هذا النوع من الأفعال
بمنزلة ربّ في الأسماء، وقد يحذف الفعل بعده إذا فهم كقوله:(6)
أزف التّرحّل غير أنّ ركابنا
…
لمّا تزل برحالنا وكأن قد
- الكامل، 1/ 278 ومعاني الحروف، 123 وشرح الكافية، 2/ 387 ورصف المباني، 293 ومغنى اللبيب، 1/ 274 وشرح الأشموني، على الألفية، 4/ 51.
(1)
سموها بذلك حين طال نابها وعظم، اللسان، نيب.
(2)
من الآية 10 من سورة المنافقون.
(3)
الآيتان 86 - 87 من سورة الواقعة.
(4)
الكافية، 427.
(5)
شرح الوافية، 409 وانظر المغني، 1/ 171.
(6)
البيت للنابغة الذبياني. ورد في ديوانه، 89 برواية أفد مكان أزف وورد منسوبا له في شرح المفصل، 9/ 18 ومغني اللبيب 1/ 171 وشرح الشواهد، 1/ 31 وشرح شواهد المغني، 2/ 764 وورد من غير نسبة في الخصائص، 2/ 361 - 3/ 131 وشرح المفصل، 8/ 5 - 110 - 148 - 9/ 52 ومغنى اللبيب، 2/ 342 وشرح ابن عقيل على الألفيّة، 1/ 19 وهمع الهوامع، 1/ 143 وشرح الأشموني، على الألفية، 1/ 31.