المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر إبدال الهمزة من حروف اللين - الكناش في فني النحو والصرف - جـ ٢

[أبو الفداء]

فهرس الكتاب

- ‌القسم الثاني في الفعل

- ‌ذكر الفعل الماضي

- ‌ذكر الفعل المضارع

- ‌ذكر إعراب المضارع

- ‌ذكر إعراب الفعل المعتلّ

- ‌ذكر إضمار أن

- ‌ذكر حتّى

- ‌ذكر لام كي، ولام الجحود

- ‌ذكر الفاء الناصبة للفعل

- ‌ذكر الواو الناصبة للفعل

- ‌ذكر أو الناصبة للفعل

- ‌ذكر المواضع التي يجوز فيها إظهار أن والتي يجب والتي يمتنع

- ‌ذكر جوازم الفعل

- ‌ذكر امتناع دخول الفاء في الجزاء والجواز والوجوب

- ‌ذكر الجزم بتقدير إن

- ‌ذكر صيغة الأمر

- ‌ذكر فعل ما لم يسمّ فاعله

- ‌ذكر الفعل المتعدّي

- ‌ذكر أفعال القلوب

- ‌ذكر خصائص هذه الأفعال

- ‌ذكر الأفعال النّاقصة

- ‌ذكر معاني كان

- ‌ذكر معنى صار

- ‌ذكر أصبح وأمسى وأضحى

- ‌ذكر ظلّ وبات

- ‌ذكر ما فتئ وما زال وما برح وما انفكّ

- ‌ذكر ما دام

- ‌ذكر ليس

- ‌ذكر أفعال المقاربة

- ‌ذكر عسى الناقصة

- ‌ذكر عسى التّامّة

- ‌ذكر فعل التعجّب

- ‌ذكر أفعال المدح والذّمّ

- ‌ذكر أبنية الماضي الثلاثي المجرّد عن الزيادة

- ‌[ذكر ابنية المضارع]

- ‌ذكر مضارع فعل بفتح العين

- ‌ذكر مضارع فعل بكسر العين

- ‌ذكر مضارع فعل بضمّ العين

- ‌ذكر أبنية الثلاثي المزيد فيه

- ‌ذكر معاني فعل بفتح العين

- ‌ذكر معاني فعل بكسر العين

- ‌ذكر معاني فعل بضمّ العين

- ‌ذكر معاني تفعلل

- ‌ذكر معاني تفعّل

- ‌ذكر معاني تفاعل

- ‌ذكر معاني أفعل

- ‌ذكر معاني فعّل

- ‌ذكر معاني فاعل

- ‌ذكر معاني انفعل

- ‌ذكر معاني افتعل

- ‌ذكر معاني استفعل

- ‌ذكر معاني افعوعل

- ‌ذكر أبنية الفعل الرباعي

- ‌القسم الثالث في الحرف

- ‌ذكر حروف الجرّ

- ‌ذكر أحكام جواب القسم

- ‌ذكر حذف جواب القسم

- ‌ذكر حذف حرف الجرّ

- ‌ذكر الحروف المشبّهة بالفعل

- ‌ذكر إنّ وأنّ

- ‌ذكر المواضع التي تكسر فيها إنّ

- ‌ذكر مواضع فتحها

- ‌ذكر المواضع التي يجوز فيها كسر إن وفتحها

- ‌ذكر العطف على اسم إنّ المكسورة بالرفع

- ‌ذكر دخول لام الابتداء مع إنّ المكسورة

- ‌ذكر تخفيف إنّ المكسورة

- ‌ذكر تخفيف أنّ المفتوحة

- ‌ذكر كأنّ

- ‌ذكر لكنّ

- ‌ذكر ليت

- ‌ذكر لعلّ

- ‌ذكر حروف العطف

- ‌ذكر حروف التنبيه

- ‌ذكر حروف النّداء

- ‌ذكر حروف الإيجاب والتّصديق

- ‌ذكر حروف الزيادة

- ‌ذكر الحرفين المصدريين

- ‌ذكر حروف التحضيض

- ‌ذكر حرف التوقّع

- ‌ذكر حرفي الاستفهام

- ‌ذكر حروف الشّرط

- ‌فصل والفعل الواقع بعد إن الشرطية معناه الاستقبال وقد يراد به الماضي مع المستقبل جميعا

- ‌ذكر حرف الرّدع

- ‌ذكر تاء التّأنيث الساكنة

- ‌ذكر التنوين

- ‌ذكر نون التأكيد

- ‌ذكر حركات ما قبل نون التأكيد بحسب الضمائر

- ‌ذكر أحكام نون التأكيد مع الضمائر البارزة

- ‌ذكر أحكام نون التأكيد مع الضمائر المستترة

- ‌ذكر نون التأكيد مع المثنّى مطلقا، ومع جمع المؤنّث

- ‌ذكر حرفي الخطاب

- ‌ذكر حرف التعليل

- ‌ذكر هاء السكت

- ‌ذكر حرف الإنكار

- ‌ذكر شين الوقف وسينه

- ‌ذكر حرف التذكّر

- ‌ذكر اللّامات

- ‌ذكر الواو

- ‌ذكر الفاء

- ‌ذكر حروف النفي

- ‌ذكر حروف الاستثناء

- ‌ذكر حروف الاستقبال

- ‌ذكر الهمزة

- ‌القسم الرابع في المشترك

- ‌الفصل الأول في الإمالة

- ‌الفصل الثاني في الوقف

- ‌ذكر الوقف على المعتلّ

- ‌ذكر الوقف على الكلم غير المتمكّنة

- ‌الفصل الثالث في تخفيف الهمزة

- ‌ذكر الهمزة المتحركة التي قبلها ساكن

- ‌ذكر الهمزة المتحرّكة التي قبلها متحرّك

- ‌ذكر تخفيف همزة باب الأحمر

- ‌ذكر التقاء الهمزتين والثانية ساكنة

- ‌الفصل الرابع في التقاء الساكنين

- ‌ذكر القسم الأول وهو التقاء الساكنين من غير تغيير

- ‌ذكر القسم الثاني وهو الذي لا بدّ فيه من إزالة اجتماع الساكنين

- ‌القول على إزالة اجتماع الساكنين بالحذف

- ‌القول على إزالة اجتماع الساكنين بالتحريك

- ‌ذكر تحريك الصّحيح لالتقاء الساكنين

- ‌ذكر تحريك حرف اللّين لالتقاء السّاكنين إذا كان غير مدّة

- ‌ذكر تحريك لام التعريف لالتقاء الساكنين

- ‌ذكر تحريك السّاكن الثاني

- ‌ذكر أنّ أصل هذه الحركة أن تكون بالكسر

- ‌الفصل الخامس في حكم أوائل الكلم

- ‌القول على الأسماء التي هي كذلك

- ‌ذكر الأسماء غير المصادر التي هي السّماعية

- ‌ذكر المصادر التي تلزمها همزة الوصل لسكون أوائلها

- ‌ذكر الأفعال التي تلزمها همزة الوصل لسكون أوائلها

- ‌ذكر الحروف التي تلزمها همزة الوصل لوضعها على السكون

- ‌ذكر حكم الهمزات المتوصّل بها إلى النطق بالسّاكن

- ‌الفصل السادس في زيادة الحروف

- ‌ ذكر زيادة الهمزة

- ‌ذكر زيادة الألف

- ‌ذكر زيادة الياء

- ‌ذكر زيادة الواو

- ‌ذكر زيادة الميم

- ‌ذكر زيادة النون

- ‌ذكر زيادة التاء

- ‌ذكر زيادة الهاء

- ‌ذكر زيادة السين

- ‌ذكر زيادة اللّام

- ‌الفصل السابع في إبدال الحروف

- ‌القول على إبدال الهمزة من غيرها

- ‌ذكر إبدال الهمزة من حروف اللّين

- ‌ذكر إبدال الهمزة من الهاء

- ‌ذكر إبدال الهمزة من العين

- ‌القول على إبدال الألف من غيرها

- ‌ذكر إبدال الألف من الواو والياء

- ‌ذكر إبدال الألف من الهمزة

- ‌ذكر إبدال الألف من النون

- ‌القول على إبدال الياء من غيرها

- ‌القسم الأول: في إبدال الياء من الحروف التسعة التي لا يلزم أن تكون للتضعيف

- ‌ذكر إبدال الياء من الألف

- ‌ذكر إبدال الياء من الواو

- ‌ذكر إبدال الياء من الهمزة

- ‌ذكر إبدال الياء من النون

- ‌ذكر إبدال الياء من العين

- ‌ذكر إبدال الياء من الباء الموحّدة

- ‌ذكر إبدال الياء من التاء المثنّاة الفوقيّة

- ‌ذكر إبدال الياء من السين

- ‌ذكر إبدال الياء من الثّاء المثلّثة

- ‌القسم الثاني: في إبدال الياء من أحد حرفي التضعيف

- ‌ذكر إبدال الياء من اللّام المضاعفة

- ‌ذكر إبدال الياء من الصّاد المضاعفة

- ‌ذكر إبدال الياء من الرّاء المضاعفة

- ‌ذكر إبدال الياء من الضّاد المضاعفة

- ‌ذكر إبدال الياء من الميم المضاعفة

- ‌ذكر إبدال الياء من الذّال المضاعفة

- ‌ذكر إبدال الياء من الهاء المضاعفة

- ‌ذكر إبدال الياء من الكاف المضاعفة

- ‌ذكر إبدال الياء من الجيم المضاعفة

- ‌القول على إبدال الواو من غيرها

- ‌ذكر إبدال الواو من الألف

- ‌ذكر إبدال الواو من الياء

- ‌ذكر إبدال الواو من الهمزة

- ‌القول على إبدال الميم من غيرها

- ‌ذكر إبدال الميم من الواو

- ‌ذكر إبدال الميم من الّلام

- ‌ذكر إبدال الميم من النون

- ‌ذكر إبدال الميم من الباء الموحّدة

- ‌القول على إبدال النون من غيرها

- ‌القول على إبدال التاء من غيرها

- ‌ذكر إبدال التّاء من الواو

- ‌ذكر إبدال التّاء - المثنّاة من فوق - من الياء آخر الحروف

- ‌ذكر إبدال التاء من السين

- ‌ذكر إبدال التاء من الصّاد

- ‌ذكر إبدال التاء من الباء

- ‌القول على إبدال الهاء من غيرها

- ‌ذكر إبدال الهاء من الهمزة

- ‌ذكر إبدال الهاء من الألف

- ‌ذكر إبدال الهاء من الياء

- ‌ذكر إبدال الهاء من التاء

- ‌القول على إبدال الّلام من غيرها

- ‌القول على إبدال الطّاء من غيرها

- ‌القول على إبدال الدّال من غيرها

- ‌القول على إبدال الجيم من غيرها

- ‌القول على إبدال السين

- ‌القول على إبدال الصّاد من السّين

- ‌القول على إبدال الزاي من غيرها

- ‌الفصل الثامن في الإعلال

- ‌القول على الألف

- ‌القول على مواقع الواو والياء الأصليتين

- ‌القول على الواو والياء فاءين

- ‌ذكر الواو فاء

- ‌ذكر الياء فاء

- ‌ذكر التنبيه على موضع ثبوت الواو وموضع حذفها

- ‌ذكر ما جاء في مضارع أفعال تذكر

- ‌ذكر بناء افتعل من أفعال تذكر

- ‌القول على الواو والياء عينين

- ‌القسم الأول في إعلال الواو والياء عينين

- ‌ذكر الأفعال المعتلّة التي لحقتها الزيادة

- ‌ذكر الأفعال التي لا تعلّ لكون ما قبل حرف العلّة ألفا أو واوا أو ياء

- ‌القسم الثاني: في حذف الواو والياء عينين

- ‌ذكر الحذف لالتقاء السّاكنين

- ‌ذكر الحذف للتخفيف

- ‌ذكر الحذف لضرورة الإعلال

- ‌القسم الثالث: في سلامة الواو والياء عينين

- ‌القول على أبنية الأفعال المعتلّة وهي مثل أبنيته الصحيحة

- ‌ذكر تحويل الأبنية المعتلّة

- ‌ذكر ما لم يسمّ فاعله من الأفعال المعتلّة

- ‌ذكر صحّة حرف العلّة عينا

- ‌ذكر إعلال اسم الفاعل

- ‌ذكر إعلال اسم المفعول

- ‌ذكر حكم الياء المضموم ما قبلها

- ‌ذكر ما يعلّ وما لا يعلّ من الأسماء الثلاثية المجردّة

- ‌ذكر فعل بضمّ الفاء والعين

- ‌القول على الأسماء المزيد فيها

- ‌ذكر ما يعلّ

- ‌ذكر ما صحّح من الأسماء المعتلّة المزيد فيها لمماثلتها الفعل

- ‌ذكر ما يعلّ من الأسماء المزيد فيها على وجه آخر

- ‌ذكر الأمور المانعة من الإعلال غير ما تقدّم

- ‌ذكر حكم حرف العلّة بعد ألف الجمع

- ‌ذكر حكم الواو والياء المجتمعتين

- ‌ذكر ما يهمز من الجمع وما لم يهمز

- ‌ذكر حكم فعلى

- ‌القول على الواو والياء لامين

- ‌ذكر إعلالهما

- ‌ذكر حذفهما

- ‌ذكر سلامتهما

- ‌القول على إعراب حروف العلّة

- ‌ذكر إعراب الواو والياء

- ‌ذكر إعراب الألف

- ‌ذكر ما يصنع بالواو إذا وقعت طرفا وانضمّ ما قبلها

- ‌ذكر حكم الواو المتطرفة بعد مدّة

- ‌ذكر حكم الواو والياء طرفا بعد ألف

- ‌ذكر حكم الواو المتطرفة بعد كسرة

- ‌القول على فعلى بفتح الفاء وضمها وكسرها

- ‌ذكر فعلى بفتح الفاء

- ‌ذكر فعلى بضمّ الفاء

- ‌ذكر فعلى بكسر الفاء

- ‌ذكر الجمع الذي لا ينصرف من المعتلّ

- ‌ذكر حكم الواو رابعة

- ‌ذكر حكم العين واللّام إذا كانا حرفي علّة

- ‌ذكر حكم الواو عينا ولاما وهو مضاعف الواو

- ‌القول على كيفية بناء بعض الأبنية المعتلّة

- ‌الفصل التاسع في الإدغام

- ‌ذكر ما يجب فيه الإدغام

- ‌ذكر ما يجوز فيه الإدغام والإظهار

- ‌ذكر ما يمتنع فيه الإدغام

- ‌القول على مخارج الحروف

- ‌ذكر عدد الحروف

- ‌القول على تقسيم الحروف بحسب صفاتها

- ‌ذكر ألقاب الحروف المذكورة على رأي الخليل

- ‌القول على كيفيّة الإدغام

- ‌وأمّا ما يدغم مع التباعد في المخرج:

- ‌القول على إدغام كلّ واحد من الحروف

- ‌ذكر إدغام الهمزة

- ‌ذكر الألف

- ‌ذكر إدغام الهاء

- ‌ذكر إدغام العين

- ‌ذكر إدغام الحاء

- ‌ذكر ادغام الغين والخاء المعجمتين

- ‌ذكر إدغام القاف والكاف

- ‌ذكر إدغام الجيم

- ‌ذكر إدغام الشين

- ‌ذكر إدغام الياء

- ‌ذكر إدغام الضّاد

- ‌ذكر إدغام الّلام

- ‌ذكر إدغام الرّاء

- ‌ذكر إدغام النون

- ‌ذكر إدغام الطّاء، والدّال، والتّاء، والظّاء، والذّال، والثّاء

- ‌ذكر إدغام الفاء

- ‌ذكر إدغام الباء

- ‌ذكر إدغام الميم

- ‌القول على تاء افتعل وتاء استفعل وتاء تفعّل وتفاعل ذكر تاء افتعل

- ‌ذكر حكم تاء افتعل مع الأحرف الأربعة الأول وهي: الطّاء والظّاء والصّاد والضّاد

- ‌ذكر حكم تاء افتعل مع الأحرف الثلاثة من التّسعة التالية للأربعة المتقدّمة وهنّ الدّال والذّال والزّاي

- ‌ذكر حكم تاء افتعل مع الحرفين الباقيين من التّسعة وهما: الثّاء والسين

- ‌ذكر تشبيه تاء الضّمير في فعلت بتاء افتعل

- ‌ذكر حكم تاء استفعل

- ‌ذكر حكم تاء تفعّل وتفاعل

- ‌القول على أسماء شذّ فيها الإدغام

- ‌ذكر ضرب من الحذف يجري مجرى الإدغام في التخفيف

- ‌الفصل العاشر في الخطّ

- ‌القسم الأول في حدّ الخطّ وما جاء منه على الأصل المقرر

- ‌القسم الثاني فيما لا صورة له تخصّه

- ‌القول على الهمزة

- ‌ذكر الهمزة أولا

- ‌ذكر الهمزة وسطا

- ‌وأمّا الهمزة المتحركة المتوسطة

- ‌ذكر الهمزة آخرا

- ‌القول على الوصل

- ‌القول على الزّيادة

- ‌القول على النّقص

- ‌القول على البدل

- ‌فهرس المصادر والمراجع

- ‌ الدوريات

- ‌ الرسائل الجامعية

- ‌ المخطوطات

الفصل: ‌ذكر إبدال الهمزة من حروف اللين

البدل، وقال ابن الحاجب:(1) إنّ ما ذكر من حروف البدل غير جامع لها ولا مانع لغيرها وبيان أنّها غير مانعة أنّ حرف البدل إنّما يعني به الحرف المبدل لا المبدل منه، بدليل أنّ العين يبدل منها وليست معدودة في حروف الإبدال باتفاق، فإذا كان كذلك فعدّه السين من حروف البدل خطأ، لأنّها لا تبدل وإنما يبدل منها قال: فقد ثبت بما ذكر أنّ الحروف المذكورة غير مانعة لأنه أدخل غيرها فيها، وبيان أنّها غير جامعة هو أنّ الصّاد والزاي يبدلان من السين ولم يعدهما هاهنا من حروف البدل وقد ذكر ذلك في المفصّل (2) انتهى كلام المذكور. وقد ذكرنا حروف الإبدال على ما رتّبها في المفصّل ونبّهنا على السين والصّاد والزاي في موضعها كما ستقف عليه. وعدّتها في المفصّل ثلاثة عشر حرفا وأولها الهمزة ثمّ الألف ثمّ الواو ثم الياء ثمّ الميم ثم النون ثم التاء ثم الهاء ثم اللام ثم الطاء ثم الدال ثم الجيم ثم السين.

‌القول على إبدال الهمزة من غيرها

(3)

وهي تبدل من خمسة أحرف من حروف اللين الثلاثة، ومن الهاء والعين.

‌ذكر إبدال الهمزة من حروف اللّين

وهو يأتي على ثلاثة أقسام:

أحدها: إبدال واجب مطّرد.

ثانيها: إبدال جائز مطّردّ.

ثالثها: إبدال غير مطّرد، والمراد: بالمطّرد جري الباب قياسا من غير حاجة إلى سماع في كلّ فرد فرد منه، والمراد بالواجب ما لا يجوز غيره، والمراد بغير المطّرد ما يتوقّف كلّ فرد فرد منه على السّماع، والمراد بالجائز ما يجوز فيه الإبدال وتركه.

- طاه زلّ» وقول بعضهم: استنجده يوم طال. وهم في نقص الصاد والزاي لثبوت صراط وزقر، وفي زيادة السين».

(1)

إيضاح المفصل «المطبوع» 2/ 392، والمخطوط، الورقة، 521 ظ.

(2)

في الأصل في التفصيل، ولعل مراده: الإيضاح في شرح المفصل لأن النص بحروفه فيه انظر 2/ 392.

(3)

المفصل، 360.

ص: 218

أمّا القسم الأول وهو إبدال الهمزة من حروف اللين إبدالا واجبا مطردا (1)، فله عدة صور

منها: وجوب إبدالها من ألف التأنيث في نحو: حمراء، وصحراء وعشراء وما أشبهها، وإنما وجب إبدال الهمزة من الألف المذكورة لأنّ الأصل كان حمرى وصحرى وعشرى بألف واحدة مقصورة مثل: حبلى وسكرى فزادوا قبلها ألفا أخرى تكثيرا لأبنية التأنيث ليصير له بناءان ممدود وهو باب حمراء، ومقصور وهو باب حبلى، فالتقى في آخر الكلمة ساكنان الألف الأولى المزيدة للمدّ والألف الثانية التي للتأنيث، ولم يجز حذف إحداهما لأنهم لو حذفوا الأولى لبطل المدّ الذي بنيت الكلمة عليه، ولو حذفوا الثانية زالت علامة التأنيث فلم يبق إلّا التحريك فلو حركت الأولى لبطل المد المقصود، لانقلابها همزة، لأنّ الألف لا تقبل التحريك وكانت الكلمة تؤول إلى القصر، فحرّكت الثانية فانقلبت همزة فصارت صحراء (2) فهمزة صحراء وما أشبهها بدل من ألف التأنيث/ ولذلك جمعت على صحاري بانقلاب الهمزة ياء ولو كانت أصلية لثبتت الهمزة في الجمع وكان يجب أن يقال: صحارئ بالهمز.

ومنها: وجوب إبدال الهمزة من الواو أو من الياء إذا كانتا لامين كهمزة كساء ورداء لأنّ أصل كساء كساو، بواو هي لام الفعل. لأنّه من الكسوة وأصل رداء رداي بياء هي لام الفعل لأنّه من قولهم: فلان حسن الرديّة، فوقعت الواو والياء طرفا بعد ألف زائدة وكان ينبغي أن يصحّا لسكون ما قبلهما كما صحّتا في دلو وظبي، لكنهم أعلوهما لضعفهما بالتطرف (3) ووقوعهما بعد ألف زائدة فقلبتا ألفا إمّا لعدم الاعتداد بالألف حاجزا حتّى صار حرف العلة كأنه قد ولي الفتحة التي قبل الألف وإمّا لكون الألف منزّلة منزلة الفتحة لأنّها من جوهرها فقلبوا حرف العلّة بعدها ألفا فالتقى ساكنان الألف الأولى والألف الثانية المنقلبة عن حرف العلّة، ولم يمكن حذف إحداهما لئلا

ينقلب الممدود مقصورا، فحركت الأخيرة لما تقدّم في صحراء فانقلبت

(1) المفصل، 360.

(2)

الكتاب، 4/ 214 والمقتضب، 3/ 84.

(3)

الكتاب، 4/ 381.

ص: 219

همزة، فالهمزة في الحقيقة في كساء ورداء إنما هي بدل من الألف التي هي بدل من الواو والياء (1).

ومنها: وجوب إبدال الهمزة من الياء في نحو: علباء وهو عصب العنق، لأنّ الأصل علباي، لقولهم: علب البعير إذا أخذه داء في جانبي عنقه وبعير معلب موسوم في علبائه (2)، ومثله حرباء (3) وإنما وجب إبدالها من الياء المذكورة لوقوع الياء طرفا بعد ألف زائدة للمدّ، فقلبت الياء ألفا ثمّ قلبت الألف همزة كما قيل في كساء (4).

ومنها: وجوب إبدال الهمزة من الواو والياء إذا كانتا عين الفعل كما في نحو:

قائل وبائع (5) لأنّهم لمّا أرادوا بناء اسم الفاعل من قال وباع زادوا قبل ألف قال وباع ألفا لبناء اسم الفاعل، كما زيدت في ضارب فاجتمع ساكنان ألف اسم الفاعل، وألف باع وقال، ولم يمكن الحذف لأنّه يزيل صيغة اسم الفاعل ويصيّره إلى لفظ الفعل، ولم يجز ردّه إلى الأصل فيقال: قاول وبايع، للزوم إعلال اسم الفاعل لاعتلال الفعل، فقلبت الألف الثانية فيهما همزة، وكسرت كما كسرت عين فاعل فهذه الهمزة بدل من ألف قال وباع، والألف بدل من الواو في قال، ومن الياء في باع كما قيل في كساء ورداء.

ومنها: وجوب إبدال الهمزة من الواو إذا كانت الواو فاء الكلمة ومعها واو أخرى لازمة نحو: أو اصل وأواقي جمع واصلة وواقية (6) وهي ما تقيك وتحفظك، كان الأصل وواصل ووواقي فلما اجتمع الواوان وجب قلب الأولى همزة لثقل ذلك، ولأنّها كانت تبقى معرضة لدخول واو العطف وواو القسم عليها فيجتمع ثلاث واوات وذلك مستثقل، فلذلك وجب أن يبدل من الواو الأولى همزة فقيل أواصل وأواقي،

(1) الكتاب، 3/ 214 والمنصف، 2/ 137 وشرح المفصل، 10/ 9 والمصنف ينقل فيه.

(2)

اللسان، علب.

(3)

الحرباء: دويّبة نحو العظاية تستقبل الشمس برأسها، القاموس المحيط، حرب.

(4)

الكتاب، 3/ 214.

(5)

المفصل، 360.

(6)

المفصل، 360 - 361: وفيه: ومن كل واو وقعت أولا شفعت بأخرى لازمة في نحو: أواصل وأواق جمعي واصلة وواقية.

ص: 220

قال/ (1)

... يا عديّ لقد وقتك الأواقي

واحترز بقوله: واو أخرى لازمة عن الواو التي تقع (2) ثانية غير لازمة، وهي ما زيدت للمدّ ساكنة نحو الثانية في قولك ووعد فإذا كانت الثانية غير لازمة لم تكن الأولى من قبيل الهمز اللازم بل الجائز فتقول: ووعد وأوعد لأنّ الثانية بمنزلة الألف من فاعل لسكونها وانضمام ما قبلها فجاز همز الأولى ولم يجب كما سيأتي في:

وجوه.

ومنها: وجوب إبدال الهمزة من الواو الأولى في تصغير واصل وواقية فتقول:

أو يصل وأويق، والأصل وويصل ووويق فأبدل من الواو الأولى همزة وجوبا كما في جمعهما (3) حسب ما تقدّم.

وأمّا القسم الثاني وهو إبدال الهمزة من حروف اللين إبدالا جائزا مطّردا (4) فله أيضا صور:

منها: إبدالها من الواو المضمومة ضمّا لازما سواء كانت الواو فاء كوجوه وكوقّتت أو عينا غير مدغم فيها كأدور وأثوب فإذا وقعت كذلك جاز إبدال الهمزة منها جوازا حسنا استثقالا للواو المضمومة لأنّها كالواوين، وجاز إبقاء الواو لأنه هو الأصل فتقول مخيّرا في ذلك بين أجوه وأقّتت بالهمز، وبين وجوه ووقتت بالواو، وكذا أدؤر وأثؤب بالهمز وأدور وأثوب بالواو (5) وإنما قال «مضمومة» أي (6) ضمّا

(1) هذا عجز بيت للمهلهل بن ربيعة التغلبي، وصدره:

ضربت صدرها إليّ وقالت

وقد ورد البيت منسوبا له في المقتضب، 4/ 214 والحلل، 201 وورد من غير نسبة في المنصف، 1/ 418 وأمالي ابن الشجري، 2/ 9 وشرح المفصل، 10/ 8 - 10.

(2)

غير واضحة في الأصل.

(3)

شرح المفصل، 10/ 10.

(4)

المفصل، 361 وفيه: والجائز إبدالها من كل واو مضمومة وقعت مفردة فاء كأجوه أو عينا غير مدغم فيها كأدؤر.

(5)

الكتاب 4/ 331 والمنصف، 1/ 212 - 218 وشرح الأشموني، 4/ 296.

(6)

زيادة يستقيم بها الكلام، لأن «ضما لازما» قد سقط من المفصل وقد بين أبو الفداء بعد، ما يفيد أنها زيادة منه.

ص: 221

لازما ليخرج ضمّة الإعراب نحو: هذا دلو وضمّة التقاء الساكنين نحو: اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى (1) ويمكن أن يستغنى عن قولنا: ضمّا لازما بتقييد الواو بكونها فاء أو عينا، فإذا وقعت مضمومة فاء أو عينا لا يكون ضمّها إلّا لازما حسبما ذكره في المفصل، وقال: غير مدغم فيها، ليخرج مثل: التحوّل والتضوّر، فإن إبدالها غير جائز لئلا يزول الادغام.

ومنها: جواز إبدال الهمزة من الواو المضمومة المذكورة إذا كانت عينا وكانت مشفوعة بواو أخرى مثل النّوور وهو النّيلج (2) والغوور من غار الماء غوورا (3) كلّ منهما بواوين الأولى مضمومة والثانية ساكنة، فيجوز لك أن تبدل من الأولى المضمومة همزة، ويجوز أن تبقيها واوا على حالها (4)، أما قلبها همزة فلتنزّل الواو المضمومة منزلة واوين، لأنّ الضمّة واو صغيرة فجاز القلب لاستثقال اجتماع ثلاثة أمثال، لا لاجتماع الواوين فقط، لأنّ الثانية مدّة، وأمّا إبقاؤها واوا على حالها فلأنه الأصل، ولأنّ ضمّة الواو حركة والحركة لا يكون لها حكم الواو حقيقة، ولم يكره اجتماع الواوين هنا لكون الثانية مدة.

وأمّا القسم الثالث: وهو إبدال الهمزة من حروف اللين إبدالا غير مطّرد (5) فله صور أيضا:

منها: إبدال الهمزة من الألف وهو غير مقيس عليه، وليس كلّ العرب تفعله مثل دأبة وشأبة وابيأضّ والعألم والخأتم وقوقأت الدجاجة، كلّ ذلك بإبدال الهمزة من الألف حسبما سبق بعضه في التقاء الساكنين (6).

ومنها: إبدال الهمزة من الواو التي هي غير مضمومة/ وهو أيضا إبدال غير

(1) من الآية 16 من سورة البقرة.

(2)

في اللسان، نور، والنوور: النيلج وهو دخان الشحم يعالج به الوشم ويحشى به حتى يخضرّ. ولك أن تقلب الواو المضمومة همزة.

(3)

إذا ذهب في الأرض وسفل فيها، اللسان، غور.

(4)

في الكتاب 4/ 362 والوجهان جائزان.

(5)

المفصل، 361 - 362.

(6)

شرح المفصل، 10/ 12 وانظر الكناش 2/ 194.

ص: 222

مقيس عليه، وغير المضمومة إمّا مكسورة أو مفتوحة أما الواو المكسورة فقد أبدلوا الهمزة منها إذا وقعت أولا إبدالا غير مطرد نحو: وشاح ووسادة ووفادة وهو اسم الوفد، فتقول: إشاح وإسادة وإفادة بهمز ذلك كله (1) وقد رأى المازنيّ (2) أنّ الإبدال من المكسورة خاصّة مقيس مطّرد وقرأ (3) أبيّ (4) وسعيد (5) من إعاء أخيه (6) أي «وعاء أخيه» وأما المكسورة الواقعة حشوا نحو: طويل، فلم تهمز بوجه، وأمّا الواو المفتوحة فقد أبدل منها الهمزة على قلّة في نحو قولهم: امرأة أناة والأصل وناة، لثقل حركتها بسبب عظم عجيزتها وفي نحو: أسماء اسم امرأة، فإنّ همزتها بدل من واو مفتوحة، لأنّ الأصل وسماء من الوسامة وهو الحسن وفي نحو:

أحد فإنّ همزته أيضا بدل من واو مفتوحة لأنّ الأصل وحّد من الوحدة، وأما ما بالدار من أحد فهمزته أصلية لأنه ليس بمعنى الوحدة (7) وفي الحديث أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى سعد بن أبي وقاص (8) يدعو ويشير بأصبعيه في الدّعاء فقال له صلى الله عليه وسلم: أحّد

(1) الكتاب، 4/ 331.

(2)

قال في المنصف، 1/ 228 - 229 واعلم أن الواو إذا كانت أولا وكانت مكسورة فمن العرب من يبدل مكانها الهمزة، ويكون ذلك مطردا فيها فيقولون في وسادة إسادة

وفي شرح المفصل، 10/ 14 واعلم أن أكثر أصحابنا يقفون في همز الواو المكسورة على السماع دون القياس. وانظر شرح الأشموني، 4/ 296.

(3)

انظرها في المحتسب، 1/ 348 وفي البحر، 5/ 332 وذلك مطرد في لغة هذيل.

(4)

هو أبيّ بن كعب بن قيس صحابيّ جليل من أصحاب العقبة الثانية شهد بدرا والمشاهد كلّها وهو أول من كتب للنبي صلى الله عليه وسلم، وقرأ عليه القرآن، وقرأ عليه من الصحابة ابن عباس وأبو هريرة مات سنة 21 هـ وقيل 23 هـ انظر ترجمته في الإصابة، 1/ 19 وغاية النهاية، 1/ 31 وشرح صحيح الترمذي لابن العربي المالكي، 13/ 215 - 263. وطبقات الفقهاء، للشيرازي 44 - 45 وطبقات الحفاظ، للسيوطي، 5.

(5)

هو سعيد بن جبير بن هشام الأسدي كان فقيها ورعا من سادات التابعين قرأ القرآن على ابن عباس وقرأ عليه أبو عمرو وقصته مع الحجاج مشهورة معروفة مات سنة 92 وقيل 95 هـ. انظر ترجمته في وفيات الأعيان، 2/ 371 وغاية النهاية، 1/ 305 وتذكرة الحفاظ، للذهبي، 1/ 73 وطبقات المفسرين، 1/ 181 وطبقات الحفاظ، 31 وطبقات الفقهاء، 82 والأعلام، 3/ 145.

(6)

من الآية 76 من سورة يوسف.

(7)

الكتاب، 4/ 331 وشرح الأشموني، 4/ 297.

(8)

هو سعد بن مالك بن أهيب بن أبي وقاص أحد العشرة وآخرهم موتا، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا، وروى عنه سعيد بن المسيب، وكان أحد الفرسان وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله وقد ولى الكوفة لعمر وهو الذي بناها ثم عزل ووليها لعثمان مات سنة 51 هـ وقيل: 54 وقيل: 56 وقيل: 57 هـ انظر ترجمته -

ص: 223