الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
11 - باب قِيَامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ وَنَوْمِهِ وَمَا نُسِخَ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ. (488) وَقَوْلِهِ تَعَالَى (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَاّ قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً * إِنَّا سَنُلْقِى عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِىَ أَشَدُّ وِطَاءً وَأَقْوَمُ قِيلاً * إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلاً) وَقَوْلِهِ (عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا). قَالَ ابْنُ
ــ
بعده: إحدى عشرة، وكل هذا تقدم في أبواب الوتر مشروحًا.
ورواية عائشة: أنَّه كان يصلي ثلاث عشرة منها الوتر، وركعتا الفجر، محمول على أنَّه كان يفعل ذلك في بعض الأحيان، فإنَّها وردت أَيضًا ثلاث عشرة؛ كرواية ابن عباس، وقد سلف كل ذلك هناك.
قال شيخنا أبو الفضل بن حجر: الحكمة في إيثار رسول الله صلى الله عليه وسلم في تهجده تارة إحدى عشرة ركعة، وتارة ثلاث عشرة ركعة؛ أن فرائض النهار الظهر والعصر وصلاة المغرب إحدى عشرة، وإن ضم إليها الصبح صارت ثلاث عشرة، فأراد أن تكون صلاته بالليل على قدر ذلك.
وفيه نظر؛ لأن صلاة المغرب ليست نهارية. وأيضًا لا معنى لترك صلاة تارة وضمّها أخرى، فالأحرى أنَّه جعل تهجده بقدر الرواتب؛ أو اثنا عشرة إن ضمّ إليها ركعتان قبل المغرب، رواه مسلم، واختاره النووي، وأما الوتر فليس من التهجد في شيء.
باب كيف كان قيام النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بالليل ونومه وما نسخ من قيام الليل
وقوله: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} [المزمل: 1، 2].
استدل بالآية على وجوب قيام الليل عليه، وبحديث أنس على نسخه، فإن نومه أيَّ وقت شاء، وقيامه كذلك. دل على نسخه، وقد صحّ عن ابن عباس أن مدة الوجوب كانت سنة.
عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - نَشَأَ قَامَ بِالْحَبَشِيَّةِ، وِطَاءً قَالَ مُوَاطَأَةَ الْقُرْآنِ أَشَدُّ مُوَافَقَةً لِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَقَلْبِهِ (لِيُوَاطِئُوا) لِيُوَافِقُوا.
1141 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ حُمَيْدٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا - رضى الله عنه - يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُفْطِرُ مِنَ الشَّهْرِ حَتَّى نَظُنَّ أَنْ لَا يَصُومَ مِنْهُ، وَيَصُومُ حَتَّى نَظُنَّ أَنْ لَا يُفْطِرَ مِنْهُ شَيْئًا، وَكَانَ لَا تَشَاءُ أَنْ تَرَاهُ مِنَ اللَّيْلِ مُصَلِّيًا إِلَاّ رَأَيْتَهُ وَلَا نَائِمًا إِلَاّ رَأَيْتَهُ. تَابَعَهُ سُلَيْمَانُ وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ عَنْ حُمَيْدٍ. أطرافه 1972، 1973، 3561
ــ
(نَشَأَ: قام بالحبشية) فعلى هذا الناشئة: القيام، مصدر كالعافية.
({أَشَدُّ وَطْئًا} [المزمل: 6] مواطأة: أي: موافقة) هذا على قراءة أبي عمرو وابن عامر -بكسر الواو- وأما على قراءة الباقين -بفتح الواو وسكون الطاء- من وَطِيء الأرض؛ فمعناه: أثبت قيامًا.
({وَأَقْوَمُ قِيلًا} [المزمل: 6]) أصح قراءة؛ لاجتماع الحواس وعدم الشاغل.
1141 -
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر من الشهر حتَّى نظن أنَّه لا يصوم) محصّل ما قاله في الصلاة والصوم أنَّه كان يستوعب الأوقات ويوقع العبادة في الكل تارة وتارة، لكن يداوم على الأفضل، وغيره كان بيَانًا للجواز والتشريع.
(تابعه سليمان) ابن بلال (وأبو خالد) سليمان بن حيان. صرّح به المزني، والتبس على بعضهم، فجعل الأول سليمان أبو خالد، ثم قال: وفي بعض النسخ وأبو خالد بالواو، فلا بد أن يكون سليمان المذكور ليس أَبا خالد ولولاه لكان شخصًا واحدًا مذكورًا بالاسم والكنية والصفة، وقد أطلعناك على جلية الحال.
قال شيخنا أبو الفضل بن حجر: اتفقت الروايات على الواو، ثم قال: يحتمل أن تكون الواو زائدة، فيكون سليمان هو أَبا خالد.
قلت: روى الحديث في كتاب الصوم أوّلًا عن سليمان تعليقًا، وأردفه بالرواية عن أبي خالد مسندًا، وذلك دليل على تغايرهما، على أن زيادة الواو شيء لا يقبله ذوق في أمثال هذه المواضع.