الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
«إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ» . فَلَبِثَ عُمَرُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَلْبَثَ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِجُبَّةِ دِيبَاجٍ، فَأَقْبَلَ بِهَا عُمَرُ، فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ قُلْتَ «إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ» . وَأَرْسَلْتَ إِلَىَّ بِهَذِهِ الْجُبَّةِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «تَبِيعُهَا أَوْ تُصِيبُ بِهَا حَاجَتَكَ» . طرفه 886
2 - باب الْحِرَابِ وَالدَّرَقِ يَوْمَ الْعِيدِ
949 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ
ــ
للجمعة والوفود، ويجوز صدورهما من عمر، وتفاوت الرواية لتفاوت حفظ الرواة؛ كما في نظائره.
فإن قلت: ما معنى قوله: أخذ عمر جبة، ثم قال: فأخذها؟ قلت: أجاب بعضهم: بأنه أراد بالأخذ أولًا ملزومه؛ وهو: الشراء؛ وهذا خلاف الواقع إذ لم يقع ضراء.
والجواب: أنه أخذها فنظرها، ثم أخذها، فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو الفاء تفسيرية، وفي بعضها: فوجدها، بدل: أخذها، ولا إشكال فيه.
(إنما هذه لباسُ مَنْ لا خلاق له) أي: في الآخرة. الخلاق: النصيب من الخلاقة؛ وهي الملاسة (ثم أرسل إلى عمر بجبة ديباج) الرفيع من الحرير، أصله ديباه مُعَرَّب (فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: تبيعها، أو تصيب بها حاجتك) بأن يلبسها من يحل له لبسه، ولهذا كساها أخًا له مشركًا في مكة.
فإن قلت: "من لا خلاق له"، لفظ "مَنْ" يشمل كل العقلاء؟ قلت: النساء والصبيان خارجة بسائر النصوص.
باب الحراب والدَّرَق يوم العيد
الحراب: جمع الحربة. والدَّرق -بفتح الدَال والراء- جمع درقة: ترس من الجلود، لا خشب فيه، ولا عقب.
949 -
(أحمد) كذا وقع غير منسوب؛ هو: أحمد بن صالح المصري، وقيل: أحمد بن
الرَّحْمَنِ الأَسَدِىَّ حَدَّثَهُ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ دَخَلَ عَلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدِى جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثَ، فَاضْطَجَعَ عَلَى الْفِرَاشِ وَحَوَّلَ وَجْهَهُ، وَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَانْتَهَرَنِى وَقَالَ مِزْمَارَةُ الشَّيْطَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ عليه السلام فَقَالَ «دَعْهُمَا» فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُمَا فَخَرَجَتَا. أطرافه 952، 987، 2907، 3530، 3931
ــ
عيسى بن أخي ابن وهب. قال ابن مندة: وهذا وهم لأن البخاري إذا أطلق أحمد إنما يريد به أحمد بن صالح (عن عائشة قالت: وعندي جاريتان تغنيان بغناء بُعَاث) الجارية: كالغلام؛ تطلق على من دون البلوغ. والغناء -بكسر الغين والمدّ- رفع الصوت وتزيينه، ومنه:"ليس منّا من لم يتغن بالقرآن" وبعاث -بضم الباء وعين مهملة، وثاء مثلثة- حصن للأوس، كانت بها حرب بين الأوس والخزرج، وكان قبل الهجرة بثلاث سنين، وقيل: بست، دلّ عليه كلام ابن عبد البر في "الإستيعاب" عند ترجمة زيد بن ثابت. والأشهر عدم صرفه، قال ابن الأثير: وقد يروى بالغين المعجمة، وهو تصحيف.
(دخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم) الانتهار مع الكثرة اللوم، وتركيب ن هـ ر يدلّ على الاتساع. والمزمارة ويقال مزمورة: ما يزمر به، والزّمر: رفع الصوت بالغناء (فقال: دعهما) لأن ما كانتا فيه لم يكن فيه شيء محرم؛ بل وصف القتال، وهو مما يورث الشجاعة، وعلله أيضًا بأنه يوم عيد؛ فيقع فيه التسامح (فأقامني وراءه خدّي على خدّه) جملة حالية عن المفعول، والنحاة حيث قالوا: الاسمية إذا وقعت حالًا بالضمير وحده ضعيف، إنما ذلك إذا لم يكن الضمير في صدر الجملة، صرّح به المحققون، واستشهدوا له بقول الشاعر:
نصف النهار الماءُ غامِرُهُ
أو مؤول بالمفرد؛ كقوله: {بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} [البقرة: 36] أي: متعادين، ذكره صاحب "الكشاف".