الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
48 - باب الصَّدَقَةِ عَلَى الْيَتَامَى
1465 -
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ يَحْيَى عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِى مَيْمُونَةَ حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِىَّ - رضى الله عنه - يُحَدِّثُ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم جَلَسَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ فَقَالَ «إِنِّى مِمَّا أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِى مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا» . فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَيَأْتِى
ــ
وروى في ذلك حديثًا؛ وهو: "على كل فرس سائمة دينار" وهذا الحديث ينكره أهل الحديث ليس له أصل، وسعى الطحاوي في ترويجه فلم يأت بشيء.
فإن قلت: فقد روى الإمام أحمد: أنَّ عمرَ أخذها من أهل الشام؟ قلت: لم يأخذها على وجه الزكاة؛ وذلك أنَّ الإمام أحمد روى: أن أهل الشام سألوا عمر أن يأخذ منهم الزكاة في الخيل والرقيق، فقال: لا أفعل شيئًا لم يفعله صاحباي، يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر، فقال: علي: أخذها حسن إن لم تكن جزية راتبة.
فإن قلت: فحديث أبي هريرة مرفوعًا: إن الخيل للثلاثة، وذكر من الثلاثة من ربطها تعففًا ولم ينس حق الله؟ قلت: لم يرد بالحق الزكاة؛ بل ما يتعلق بمكارم الأخلاق، ولذلك قال:"لم ينس حق الله في ظهورها وبطونها".
باب الصدقة على اليتامي
1465 -
(معاذ بن فضالة) بضم الميم وفتح الفاء (أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس ذات يوم على المنبر) لفظ الذَّات مقحم (إن مما أخاف علبكم) من: تبعيضية؛ أي: بعض ما أخاف، والضمير العائد إلى ما محذوفٌ؛ أي: أخافه (من زهرة الدنيا وزينتها) من: بيان لـ"ما" في قوله:"ما يفتح" وعطف الزينة على الزهرة كالتفسير. (فقال رجل: يا رسول الله! أويأتي
الْخَيْرُ بِالشَّرِّ فَسَكَتَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فَقِيلَ لَهُ مَا شَأْنُكَ تُكَلِّمُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم وَلَا يُكَلِّمُكَ فَرَأَيْنَا أَنَّهُ يُنْزَلُ عَلَيْهِ. قَالَ - فَمَسَحَ عَنْهُ الرُّحَضَاءَ فَقَالَ «أَيْنَ السَّائِلُ» وَكَأَنَّهُ حَمِدَهُ. فَقَالَ «إِنَّهُ لَا يَأْتِى الْخَيْرُ بِالشَّرِّ، وَإِنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ أَوْ يُلِمُّ إِلَاّ آكِلَةَ الْخَضْرَاءِ، أَكَلَتْ حَتَّى إِذَا امْتَدَّتْ خَاصِرَتَاهَا اسْتَقْبَلَتْ عَيْنَ الشَّمْسِ، فَثَلَطَتْ وَبَالَتْ وَرَتَعَتْ، وَإِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ مَا أَعْطَى مِنْهُ الْمِسْكِينَ وَالْيَتِيمَ وَابْنَ السَّبِيلِ - أَوْ كَمَا قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم وَإِنَّهُ مَنْ يَأْخُذُهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ كَالَّذِى يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ، وَيَكُونُ شَهِيدًا عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . طرفه 921
ــ
الخير بالشرِّ) -بفتح الهمزة والواو العاطفة على مقدر هو: مدخول الهمزة؛ أي: أقول هذا، ويأتي الخير بالشر: ظن أن ما أنعم الله به على المؤمنين من الدنيا لا يكون سببًا للشرِّ، وغفل عن وجه صرفه في الحق والباطل.
(إن مما ينبت الربيع يقتل أو يلم) ضرب له مثلًا يشاهده هو وغيره، يقال: ألَمَّ بكذا: نزل به (إلا آكله الخضر) أي: الدابة التي تريع في الصحراء، والخضر: -بفتح الخاء وكسر الضاد- نوع من البقول، ليس من جيدها ومختارها، فلا تأكل منه الدابة فوق العادة (أكلت حتى إذا امتدَّت خاصرتاها) الخاصرة: الموضع المنخفض من آخر الأضلاع (ثلطت) - بالثاء المثلثة- أي: ألقت السرقين الرقيق؛ كما هو المتعارف أيام الربيع (ورتعت) أي: اتسعت في المرعى (وأن هذا المال) إشارة إلى الجنس (خضرة حلوة) وصفه بأحسن الألوان والطعوم؛ على طريق الاستعارة المكنية المخيلة، والتأنيث باعتبار أنواع المال، واعلم أنه ضرب مثلين في هذا الحديث بما هو معروف عندهم مشاهد؛ كشفًا عن المال المحمود والمذموم فالمفرط في جمع الدنيا المانع من صرفها في حقها؛ كالدابة التي أفرطت، فإما أن تموت؛ أو تشارف على الموت، وأما الذي يأخذ من الدنيا بقدر الحاجة، وما فضل من حاجته قدمه لآخرته؛ فهو كآكلة الخضر، التي تمتعت بالربيع أحسن تمتع من غير آفة (ويكون عليه شهيدًا يوم القيامة) بأنه لم يصرفه في حقه كما تقدم في مانع الزكاة؛ يكون ماله شجاعًا أقرعَ يقول: أنا مالك، أنا كنزك.