الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حَدِيدٍ ضَرْبَةً، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ، غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ».
87 - باب التَّعَوُّذِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ
1375 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَنِى عَوْنُ بْنُ أَبِى جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ عَنْ أَبِى أَيُّوبَ - رضى الله عنهم - قَالَ خَرَجَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ وَجَبَتِ الشَّمْسُ، فَسَمِعَ صَوْتًا فَقَالَ «يَهُودُ تُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا» .
ــ
يكون] بيد كل واحد منهما مطرقة، وإطلاق لفظ الجمع على الإثنين كثير (يسمعها كل من يليه) أي: ما بين المشرق والمغرب كما جاء في الرّواية الأخرى (غير الثقلين) -بفتح الثاء والقاف- أي الجن والإنس، وقد جاء في رواية مسلم تعليله من قوله:"لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم".
واعلم أن الحديث دلّ على سؤال المؤمن والكافر، واختلف في الصغار والأنبياء، والذي يظهر عدم السؤال، أما الصغار فلعدم الفائدة؛ إذ لا عذاب عليهم، وأما الأنبياء فلأنهم أجل رتبة من ذلك.
باب التعوذ من عذاب القبر
1375 -
(محمد بن المثنى) بضم الميم وتشديد النون المفتوحة (عون بن أبي جحيفة) بفتح العين وسكون الواو آخره نون، وأبو جحيفة -بضم الجبم مصغر- وهب بن عبد الله الصحابي المكرّم، راوي الحديث (عن البراء) بفتح الباء والزاء المخففة، وهو أيضًا صحابي، ورواه البراء عن (أبي أيوب) وهو أيضًا صحابي. (خرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد وجبت الشمس) أي: غابت (فسمع صوتًا، ففال: يهود تعذب في قبورها) يهود علم تلك الطائفة غير منصرف.
فإن قلت: قد سلف أنّ الذي يعذب يسمعه في القبر غير الثقلين. قلت: سماع
وَقَالَ النَّضْرُ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا عَوْنٌ سَمِعْتُ أَبِى سَمِعْتُ الْبَرَاءَ عَنْ أَبِى أَيُّوبَ - رضى الله عنهما - عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
1376 -
حَدَّثَنَا مُعَلًّى حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ حَدَّثَتْنِى ابْنَةُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ. طرفه 6364
1377 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو «اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ» .
ــ
رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هو بطريق خرق العادة، فلا ينافي، وكذا ما يسمعه الأولياء.
(وقال النضر) -بالضاد المعجمة- هو ابن شميل، من مشايخ البخاري. وفائدة هذا التعليق التصريح بالسماع من عون بن أبي جحيفة، وفيه دفع وهم التدليس بخلاف السند الأول.
فإن قلت: ليس في الحديث ذكر التعوذ من عذاب القبر كما ترجم عليه. قلت: عذاب القبر لا بدّ وأن يستعيذَ منه عادة، لا سيما ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان ملازمًا على الاستعاذة بدون السّماع، كما روت عائشة، أو كان في الحديث ذكر التعوذ، ولكن لم يكن على شرطه، فأشار إلى أصل الحديث كما هو دأبه.
1376 -
1377 - (معلى) بضم الميم وتشديد اللام المفتوحة (وهيب) بضم الواو مصغر (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات) أسماء الزمان من الحياة والموت، والفتنة: الابتلاء، ويجوز أن يكون بمعنى الإضلال، فقد جاء في دعائه "أعوذ بك أن أضل".
فإن قلت: كان مصونًا عن فتنة الدّارين، معلوم له، فما وجه استعاذته؟ قلت: الدعاء