الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
20 - بابٌ
1153 -
حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَبِى الْعَبَّاسِ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو - رضى الله عنهما - قَالَ لِى النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ» قُلْتُ إِنِّى أَفْعَلُ ذَلِكَ. قَالَ «فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَتْ عَيْنُكَ وَنَفِهَتْ نَفْسُكَ، وَإِنَّ لِنَفْسِكَ حَقٌّ، وَلأَهْلِكَ حَقٌّ، فَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ» . طرفه 1131
21 - باب فَضْلِ مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى
ــ
عمار، روى الحديث مسندًا بأعلى ما وقع له، ثم رواه تعليقًا بأنزل منه درجة. وقال شيخ الإِسلام: أي تابع ابن أبي العشرين، متابعةُ هشام أسندها الإسماعيلي، ومتابعة عمرو أسندها مسلم.
باب
كذا من غير ترجمة.
1153 -
روى فيه حديثًا عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغه أنَّه يقوم الليل، ويصوم النهار فنهاه، وعلل بأنه إذا فعل ذلك هجمت عينه أي: غارت، من هجم على القوم، ونفهت نفسه -بفتح النُّون وكسر الفاء -أي: عيَّت وكلت وضيع حقَّ النفس والأهل، فإن إبقاء المهجة واجبة، وكذا مؤانسة الأهل.
باب فضل من تعارَّ من الليل فصلى
-بفتح التاء وتشديد الرّاء- تفاعل أصل عرار الظليم؛ أي صوته، والظليم: النعام، ومعنى تعارى: استيقظ مع صوت من ذكر واستغفار، وإنما يقع هذا ممن تعود لسانه بالذكر وتلاوة القرآن والاستغفار، فإن النَّوم أخو الموت، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"تموتون كما تعيشون وتبعثون كما تموتون".
1154 -
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ عَنِ الأَوْزَاعِىِّ قَالَ حَدَّثَنِى عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ قَالَ حَدَّثَنِى جُنَادَةُ بْنُ أَبِى أُمَيَّةَ حَدَّثَنِى عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ. الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَاّ بِاللَّهِ. ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى. أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ» .
1155 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِى الْهَيْثَمُ بْنُ أَبِى سِنَانٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - وَهُوَ يَقْصُصُ فِي قَصَصِهِ وَهُوَ يَذْكُرُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ أَخًا لَكُمْ لَا يَقُولُ الرَّفَثَ. يَعْنِى بِذَلِكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ
ــ
1154 -
(صدقة) أخت الصلاة (عمير بن هانئ) بضم العين مصغر (جنادة) بضم الجيم بعده نون (أبي أُمية) بضم الهمزة وتشديد الياء (عبادة) بضم العين وتخفيف الباء.
(من تعار من الليل فقال: اللهمَّ لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله وسبحان الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلَّا باللهِ، ثم قال: اللهمَّ اغفر لي، أو دعا) أي: بدعاء غيره (استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته).
فإن قلت: كم من يفعل ذلك، ويسأل أشياء لا تحصل له؟ قلت: الأمور مرهونة بأوقاتها، وسيأتي في أواخر الكتاب أنَّه يُعطي ما يُسأل؛ أو يُدَّخَرُ له عند الله ما هو خير له مما يسأل.
1155 -
(بكير) بضم الباء مصغر (الهيثم) بفتح الهاء وسكون الياء بعدها شاء مثلثة.
(سمع أَبا هريرة وهو يقص في قصصه) -بفتح القاف والصادين-: مصدر قصّ وبكسر القاف: جمع القصة (إن أخًا لكم لا يقول الرفث، يريد بذلك عبد الله بن رواحة) أي: الأخ
وَفِينَا رَسُولُ اللَّهِ يَتْلُو كِتَابَهُ
…
إِذَا انْشَقَّ مَعْرُوفٌ مِنَ الْفَجْرِ سَاطِعُ
أَرَانَا الْهُدَى بَعْدَ الْعَمَى فَقُلُوبُنَا
…
بِهِ مُوقِنَاتٌ أَنَّ مَا قَالَ وَاقِعُ
يَبِيتُ يُجَافِى جَنْبَهُ عَنْ فِرَاشِهِ
…
إِذَا اسْتَثْقَلَتْ بِالْمُشْرِكِينَ الْمَضَاجِعُ
تَابَعَهُ عُقَيْلٌ. وَقَالَ الزُّبَيْدِىُّ أَخْبَرَنِى الزُّهْرِىُّ عَنْ سَعِيدٍ وَالأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه.
1156 -
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ
ــ
المنكر، هو عبد الله بن رواحة سيد الغزاة استشهد بمؤتة، ولما ركب متوجهًا إلى تلك الغزوة قيل له: ردّك الله سالمًا قال:
لكنني أسأل الرَّحْمَن مغفرة
…
وضربة ذات فرغ تقذف الزبدا
إلى آخر أبيات له.
بدري عقيبي، كان أحد النقباء. قال الأزهري: الرفث كلمة جامعة لكل ما يراد من المرأة، والمراد به في الحديث اللغو والباطل، مدحه رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبياته التي أوردها البُخَارِيّ.
وموضع الدلالةِ قوله: (يجافي جنبه عن فراشه) فإنَّه يريد القيام للتهجد، قيل إن قوله:(إن أخًا لكم لا يقول) من كلام أبي هريرة، والظاهر خلافه، وعبارة الحديث في كتاب الأدب: سمع أَبا هريرة يقول يذكر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أخًا لكم"، فإن الضمير في يقول للنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه أقرب مذكور.
(تابعه عقيل) أي: تابع يونس (وقال الزبيدي) -بضم الزاي- والنسبة- محمَّد بن الوليد؛ وإنما لم يعطفه على عقيل لاختلاف شيخ الزُّهْرِيّ فيهما.
1156 -
(أبو النُّعمان) -بضم النُّون- محمَّد بن الفضل (حمّاد) بفتح الحاء وتشديد الميم.
ابْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما قَالَ رَأَيْتُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّ بِيَدِى قِطْعَةَ إِسْتَبْرَقٍ، فَكَأَنِّى لَا أُرِيدُ مَكَانًا مِنَ الْجَنَّةِ إِلَاّ طَارَتْ إِلَيْهِ، وَرَأَيْتُ كَأَنَّ اثْنَيْنِ أَتَيَانِى أَرَادَا أَنْ يَذْهَبَا بِى إِلَى النَّارِ فَتَلَقَّاهُمَا مَلَكٌ فَقَالَ لَمْ تُرَعْ خَلِّيَا عَنْهُ. طرفه 440
1157 -
فَقَصَّتْ حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِحْدَى رُؤْيَاىَ فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّى مِنَ اللَّيْلِ» . فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ - رضى الله عنه - يُصَلِّى مِنَ اللَّيْلِ. طرفه 1122
1158 -
وَكَانُوا لَا يَزَالُونَ يَقُصُّونَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الرُّؤْيَا أَنَّهَا فِي اللَّيْلَةِ السَّابِعَةِ مِنَ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَتْ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ، فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيْهَا فَلْيَتَحَرَّهَا مِنَ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ» . طرفاه 2015، 6991
ــ
روى حديث ابن عمر: (أنَّه رأى في النَّوم كأن ملكين أخذاه وذهبا به إلى النَّار) وقد سلف بشرحه في باب فضل قيام الليل، وموضع الدلالة هنا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم له:
1157 -
(نعم الرَّجل عبد الله لو كان يصلي بالليل).
(واستبرق) -بكسر الهمزة- الغليظ من الحرير، معربُ إستبرك (إحدى رؤياي) هي هذه الرؤيا، صرّح بها في باب فضل قيام الليل.
1158 -
(وكانوا لا يزالون يقصّون على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم الرؤيا أنها في الليلة السابعة من العشر الأواخر) هذا كلام ابن عمر.
فإن قلت: إذا اتفقوا على أنها في الليلة السابعة، فما معنى قوله صلى الله عليه وسلم:(إني أرى رؤياكم قد تواطأت في العشر الأواخر؟) قلت: معنى قولهم: في الليلة السابعة أي: في السبع الأواخر من العشر؛ كما جاء صريحًا في باب فضل ليلة القدر؛ من رواية ابن عمر، فإنَّه قال هناك: إن رجالًا من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أُروا ليلة القدر في السبع الأواخر.
(فمن كان متحريها) أي: مجتهدًا في طلبها.