الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
12 - باب عَقْدِ الشَّيْطَانِ عَلَى قَافِيَةِ الرَّأْسِ إِذَا لَمْ يُصَلِّ بِاللَّيْلِ
1142 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ أَبِى الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ «يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ
ــ
باب عقد الشيطان على قافية الرأس إذا لم ليصلّ
هذا العقد يحتمل أن يكون حقيقة؛ وأن يكون مجازًا عن مبالغته في الوسوسة [أشار] إليه بقوله:
1142 -
(عليك ليل طويل) إذا همّ بالقيام، ويؤيد الأول رواية ابن ماجه "يعقده بحبل".
فإن قلت: ما معنى القول بالحقيقة وكيفية ذلك الحبل؟ قلت: هو نظير ما تفعله النفاثات في العقد، والقافية كالقفا: مؤخر الرأس، وعبارة الجوهري: مؤخر العنق، وفيه تسامح.
فإن قلت: ما وجه التخصيص بالقافية؟ قلت: لأنه محلّ القوة العاقلة، ألا ترى أن العقل يختل باختلاله، أو هو على دأب الفُتّاك، وقطاع الطريق؛ فإنَّه إنما يقصد من وراء الإنسان.
فإن قلت: لفظ الترجمة يدل على أنّ هذا العقد إنما هو على من لم يصل، ولفظ الحديث يدل على عمومه في المصلي وغيره؟ قلت: هذا أورده المازري في شرح مسلم، والجواب عنه: أن الضرب على كل أحد في الحديث، وما في الترجمة أراد به دوامه على من لم يصل.
(يضرب على كل عقدة: عليك ليل طويل) ويروى "عند كل عقدة".
فإن قلت: ما معنى الضرب؟ قلت: هو من ضرب المثل إذا بينه أي: بوسوسته يخيل إليه، ويصف له طول الليل، أو هو من ضرب الدهر، قضى أن يقضى عليه بذلك، وهو يقرب من الأول.
(فإن صلى انحلت عقدة) هي آخر العقد، ويروى "عُقده" -بضم العين وفتح القاف- والضمير أي: جميع عُقَدِه، وهو معنى ما رواه في باب بدء الخلق (انحلت العقد كلها) وفي
فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَاّ أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ». طرفه 3269
1143 -
حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنَا عَوْفٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَمُرَةُ بْنُ جُنْدَبٍ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الرُّؤْيَا قَالَ «أَمَّا الَّذِى يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ فَإِنَّهُ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفِضُهُ وَيَنَامُ عَنِ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ» . طرفه 845
ــ
رواية مسلم: "في الأول عقدة، وفي الثاني عقدتان، وفي الثالث انحلت العقد".
(فأصبح نشيطًا طيب النفس) لانجلاء النفس بنور الطاعة.
فإن قلت: نهى أن يقول الإنسان: خبثت نفسي، فكيف أطلقه؟ قلت: هذا إخبار عن سوء حال ذلك في مقام التنفير فلا ترى أشد ملاءمة منه.
1143 -
(مؤمل) بضم الميم الأولى وتشديد الثَّانية مع الفتح (أبو رجاء) -بفتح الراء مع المد- عمران بن ملحان العطاردي (جندب) بفتح الجيم وفتح الدال و (سمرة) بفتح السين وضم الميم.
(عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في الرؤيا) اللام للعهد يريد رؤياه الذي سيأتي بطوله.
(قال: أما الذي يثلغ رأسه بالحجر) -بضم الياء، والثاء المثلثة على بناء المجهول- أي: يشق.
(فإنَّه يأخذ القرآن فيرفضه) -بفتح الياء، والضاد المعجمة- أي: يتركه بحيث ينساه، لما روى أبو داود والتِّرمذيّ عنه صلى الله عليه وسلم:"عُرضت عليَّ ذنوب أمتي فلم أَرَ ذنبًا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها" وفي أبي داود: "من تعلم القرآن ثم نسيه لقي الله أجذم".
فإن قلت: الكلام في صلاة الليل، فأي وجه لإيراد هذا الحديث؟ قلت: قيل أورده