الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْقَوْمِ: أَلَا نتَّكِلُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "لَا، اعمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ"، ثُمَّ قَرَأَ:{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} الآيَةَ.
الخامس:
(ينكت)؛ أي: يضرب برأسه.
(نتكل)؛ أي: نعتمد على مقدر الأزل، ونترك العمل.
(اعملوا)؛ أي: فكلُّ أحدٍ يُجريه القضاء لما خُلق له قهرًا.
وحاصله: أن الوأجب عليكم متابعةُ الشريعة، لا تحقيقُ الحقيقة، فلا نترك الظاهرَ للباطن، وسبق بيانه في (الجنائز) في (باب موعظة المحدث).
* * *
5 - باب الْعَمَلُ بِالْخَوَاتِيمِ
(باب: العمل بالخواتيم)
6606 -
حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مَعمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: شَهِدنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَيبَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ مِمَّنْ مَعَهُ يَدَّعِي الإسْلَامَ:"هذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ"، فَلَمَّا حَضَرَ الْقِتَالُ قَاتَلَ الرَّجُلُ
مِنْ أَشَدِّ الْقِتَالِ، وَكثُرَتْ بِهِ الْجرَاحُ فَأَثْبَتَتْهُ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَصحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَرَأَيْتَ الَّذِي تَحَدَّثْتَ أنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ؟ قَدْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللهِ مِنْ أَشَدِّ الْقِتَالِ، فَكَثُرَتْ بِهِ الْجرَاحُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّار"، فَكَادَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ يَرْتَابُ، فَبَيْنَمَا هُوَ عَلَى ذَلِكَ إذْ وَجَدَ الرَّجُلُ ألمَ الْجرَاح، فَأهْوَى بِيَدِهِ إِلَى كِنَانتَهِ، فَانتزَعَ مِنْها سَهْمًا فَانتحَرَ بِها، فَاشْتَدَّ رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! صَدَّقَ اللهُ حَدِيثَكَ، قَدِ انتحَرَ فُلَانٌ فَقَتَلَ نفسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"يَا بِلَال! قُم فَأَذِّنْ، لَا يَدخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وإنَّ الله لَيُؤَيِّدُ هذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ".
الحديث الأول:
(حِبَّان) بكسر المهملة وفتح الموحدة.
(خيبر) بالمعجمة والراء.
(القتال) بالرفع والنصب.
(قاتل الرجل) هو قُزْمَان.
(الجراح) جمع جراحة.
(فأثبتته)؛ أي: أثخنته، وجعلته ساكنًا لا متحركًا.
(يرتاب)؛ أي: يشكّ في الدِّين؛ لأنهم رأوا الوعدَ شديدًا.
* * *
6607 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَعْظَم الْمُسْلِمِينَ غَنَاءً عَنِ الْمُسْلِمِينَ فِي غَزْوَةٍ غَزَاها مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَنَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُر إِلَى هذَا"، فَاتَّبَعَهُ رجلٌ مِنَ الْقَوْمِ، وَهْوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ، حَتَّى جُرِحَ فَاسْتَعجَلَ الْمَوْتَ، فَجَعَلَ ذُبابةَ سَيْفِهِ بَيْنَ ثَديَيْهِ حَتَّى خَرَجَ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ، فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ إِلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مُسْرِعًا، فَقَالَ: أَشْهدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، فَقَالَ:"وَمَا ذَاكَ؟، قَالَ: قُلْتَ لِفُلَانٍ: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَيْهِ"، وَكَانَ مِنْ أَعْظَمِنَا غنَاءً عَنِ الْمُسْلِمِينَ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ لَا يَمُوتُ عَلَى ذَلِكَ، فَلَمَّا جُرِحَ اسْتَعجَلَ الْمَوْتَ فَقتلَ نَفْسَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ: "إِنَّ الْعَبْدَ لَيَعمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ، وإنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَيَعمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّمَا الأعْمَالُ بِالْخَوَاتِيم".
الثاني:
(غَناء) بفتح ومد: بمعنى الإجزاء.
(ذُبابه): طرفـ[ـه]، ولا ينافي ما في الرواية الأولى:(نحر نفسه)؛ لاحتمال أنه فعلهما معًا.
(الأعمال)؛ أي: اعتبارُ الأعمال لا يثبت إلا بالنظر إلى الخاتمة؛ أي: عاقبةُ حال الشخص هي المعتبرة عند الله تعالى، ولهذا لو كان