الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سَمعَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ ثَلَاثَةً فِي بني إِسْرَائِيلَ أَرَادَ اللهُ أَنْ يَبْتَلِيَهُم، فَبَعَثَ مَلَكًا فَأتى الأَبْرَصَ، فَقَالَ تَقَطَّعَتْ بِي الْحِبَالُ، فَلَا بَلَاغَ لِي إِلَّا بِاللهِ، ثُمَّ بِكَ"، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
(وقال عمرو بن عاصم) إلى آخره، وقد وصله في (باب ذكر بني إسرائيل)، فيكون هذا كما قال أبو إسحاق المستملي: إنه مما أراد أن يضع فيه حديثًا، فلم يتفق له؛ كما أن في الكتاب أحاديث لم يترجم عليها.
(الحبال) جمع حبل، وهو الوصال؛ أي: ما طال من الرمل وضخم، ويقال: الحبال دون الحبال، على أنه روي أيضًا بالجيم.
(بلاغ)؛ أي: كفاية.
* * *
9 - باب قولِ اللهِ تعالَى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ}
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَوَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ لتحَدِّثنِّي بِالَّذِي أَخْطَأتُ فِي الرُّؤْيَا، قَالَ:"لَا تُقْسمْ".
(باب: قول الله صلى الله عليه وسلم: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} [النور: 53])
قوله: (وقال ابن عباس) سيأتي موصولًا في (باب التعبير).
(في الرؤيا)؛ أي: في تعبيرها، ولا منافاة بين هذا وبين أمره صلى الله عليه وسلم بإبرار القسم؛ فإن محله عند عدم المانع، وهذا كان له صلى الله عليه وسلم فيه مانع، وقيل: كان في بيانه مفاسد، وسيأتي إيضاحه.
* * *
6654 -
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سويدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدرٌ، حَدَّثَنَا شُعبةُ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سويدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، عَنِ الْبَرَاء رضي الله عنه قَالَ: أَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بإبرَارِ الْمُقْسِم.
الحديث الأول:
سبق مرات.
6655 -
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبةُ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الأَحوَلُ، سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ يُحَدِّثُ، عَنْ أُسَامَةَ: أَنَّ ابْنَةً لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ، وَمَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَسعدٌ وَأُبَيٌّ: أَنَّ ابْنِي قَدِ احْتُضِرَ فَاشْهدنَا، فَأرسَلَ يَقْرَأُ السلَامَ وَيَقُولُ:"إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَمَا أعطَى، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ مُسَمًّى، فَلْتَصبر وَتَحتَسِبْ"، فَأرسَلَتْ إِلَيْهِ تُقْسِمُ عَلَيْهِ، فَقَامَ وَقُمنَا مَعَهُ، فَلَمَّا قَعَدَ رُفع إِلَيْهِ، فأَقْعَدَهُ فِي حَجْرِه وَنَفْسُ الصَّبِيِّ تَقَعْقَعُ، فَفَاضَتْ عَينَا رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ
سَعد: مَا هذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "هذَا رَحْمَةٌ يَضَعها اللهُ فِي قُلُوبِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ".
الثاني:
(وأُبَيّ)؛ أي: بضم الهمزة وفتح الموحدة: ابن كعب.
(أو أَبِي)؛ أي: بفتح الهمزة بإضافة أبي إلى ياء المتكلم، أو أنه بلفظ: أبي مكررًا -يعني: مع أُسامة- سعد وأُبَيّ كلاهما، أو أحدهما، شك الراوي في قول أُسامة، وسبق في (الجنائز)، وفي (القدر) في (باب {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} [الأحزاب: 38] بلفظ: (أُبَي بن كعب) جزمًا بلا شك، فهو الصواب.
(احْتُضِر) بالبناء للمفعول؛ أي: حضره الموت.
(حِجْرِه) بفتح الحاء وكسرها.
(تقعقع) حكايةُ صوتِ صدرِه من شدة النزع.
* * *
6656 -
حَدًّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مالكٌ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَمُوتُ لأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ثَلَاثةٌ مِنَ الْوَلَدِ، تَمَسُّهُ النَّارُ، إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَم".
الثالث:
(تحلة القسم)؛ أي: تحليلها، والمرادُ من القسم: ما هو مقدرٌ
في قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إلا وَارِدُهَا} [مريم: 71]؛ أي: واللهِ ما منكم، والمستثنى منه قوله:(تمسه النار)؛ لأنه في حكم البدل من (لا يموت)، أي: لا تمس النارُ من مات له ثلاثةٌ إلا بقدر الورود، ومر الحديث في (الجنائز).
* * *
6657 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنِي غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعبةُ، عَنْ مَعبَدِ بْنِ خَالِدٍ، سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَلَا أَدُلُّكُم عَلَى أَهْلِ الْجَنَّة؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّفٍ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ، وَأَهْلِ النَّارِ كُلُّ جَوَّاظٍ عُتُلِّ مُسْتكْبِرٍ".
الرابع:
(يتضعف) بفتح العين؛ أي: يستضعفه الناس، ويحتقرونه لضعف حاله في الدنيا، وبكسرها؛ أي: متواضع خامل مذلل؛ نعم، غلّط أبو الفرج مَنْ يكسرها، وفي "علوم الحديث" للحاكم أن خزيمة سُئل عن الضعيف؟ فقال: الذي يُبرّئ نفسه من الحول والقوة في اليوم عشرين مرة إلى خمسين مرة، وسبق في (سورة {ن وَاَلقَلم} [القلم: 1]).