الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بخلاف ما هو به، ووضعه في غير موضعه، والسوار في يده ليس في موضعه؛ لأنه ليس من حلي الرجال، وكونه من الذهب مشعرٌ بأنه شيء يذهب عنه، ولا بقاء له، والطيرانُ عبارة عن عدم ثبات أمرهما، والنفخُ عن كون زوالهما بلا كلفة؛ لسهولة النفخ على النافخ.
* * *
39 - باب إِذَا رَأَى بَقَرًا تُنْحَرُ
(باب: إذا رأى بقرًا تُنْحَر)
7035 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أُرَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أنِّي أُهَاجِرُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَرْضٍ بِهَا نَخْلٌ، فَذَهَبَ وَهَلِي إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَةُ أَوْ هَجَرٌ، فَإِذَا هِيَ الْمَدِينَةُ يَثْرِبُ، وَرَأَيْتُ فِيهَا بَقَرًا، وَاللهُ خَيْرٌ، فَإِذَا هُمُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَإِذَا الْخَيْرُ مَا جَاءَ اللهُ مِنَ الْخَيْرِ وَثَوَابِ الصِّدْقِ الَّذِي أَتَانَا اللهُ بِهِ بَعْدَ يَوْمِ بَدْرٍ".
(وَهلي) بفتح الواو، وسكون الهاء وفتحها، وعليه اقتصر (ش).
(اليَمَامَة) بخفة الميم: بلاد الجوّ بين مكة والمدينة، وقيل: بلد
باليمن، سميت باسم جارية فيها زرقاء كانت تُبصر الراكبَ من مسيرة ثلاثة أيام.
(هَجَر) بالهاء والجيم المفتوحتين: قاعدة أرض البحرين.
(يَثْرِب) هو اسم لمدينة النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية.
(فيها)؛ أي: في الرؤيا، وفي بعض الروايات:(بقر تنحر)، وبه يتم تأويل الرؤيا، إذ نحرُ البقر هو قتل المؤمنين بأُحُد.
(واللهُ خيرٌ) مبتدأ وخبره، أي: وثوابُ الله للمقتولين خيرٌ لهم من بقائهم في الدنيا، أو صنعُ الله خيرٌ لكم، قيل: والأولى أن يقال: إنه من جملة الرؤيا، وإنها كلمة سمعها عند رؤياه البقر، بدليل تأويلها بقوله:(وإذا الخير) إلى آخره.
(بعد يوم بدر)، أي: من فتح مكة ونحوه، وفي بعضها:(بَعْدُ) بالضم، أي: بعد أُحُد، ونصب (يوم)؛ ونسبها (ش) لرواية الجمهور، ونقل الأول عن (ع) إذا جعلنا ذكر خير فيه على التفاؤل؛ أي: وإذا الذي رأيت كرهته، وتفاءلت فيه الخير، والصواب في الآخرة فيه هو ما أصاب المسلمين بعد بدر بأُحُد.
وقال (ع) في موضع آخر: روي: (خيرًا)، بالنصب، وعلى الرواية الثانية، قال (ك): فقيل: معناه: ما جاء الله به بعد يوم بدر، والثانية من تثبيت قلوب المؤمنين، لأن الناس جمعوا لهم، فزادهم ذلك إيمانًا، وقالوا: حسبُنا الله ونعم الوكيل، وتفرق العدوُّ عنهم هيبةً لهم، ويحتمل أن يراد بالخير: الغنيمة، وبعد، أي: بعد الخير الثواب والخير حصلا في يوم بدر، مر في (علامات النبوة)، قيل: شبه