الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(تطعنون) المشهورُ فيه الفتحُ؛ أي: إنهم طعنوا في إمارة أبيه زيد، وظهر لهم في آخر الأمر أنه كان جديرًا لائقًا بها، فكذلك حالُ أُسامة.
(حِبّ) بمعنى محبوب، وسبق في (المناقب).
* * *
3 - باب كَيْفَ كَانَتْ يَمِينُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
-؟
وَقَالَ سَعدٌ: قَالَ النَّبِي: صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نفسِي بِيَدِه"، وَقَالَ أبو قتادَةَ: قَالَ أبو بَكْرٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَاها اللهِ إِذًا. يُقَالُ: وَاللهِ وَبِاللهِ وَتَاللهِ.
(باب: كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم)
قوله: (وقال سعد) موصول في (كتاب الإيمان) بكسر الهمزة.
(وقال أبو قتادة) موصول في (الجهاد) في (باب من لم يخمس الأسلاب).
(هاء الله) قيل: هاء حرفُ قَسَم كالواو، والباء، والتاء، وقيل: الهاء بدل عن الواو.
(إذن) جوابٌ وجزاء؛ أي: لا والله! إذا صدق لا يكون كذبًا، وفي بعضها:(ذا) اسم إشارة؛ أي: والله! لا يكون هذا.
* * *
6628 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَتْ يَمِينُ النَّبي صلى الله عليه وسلم: "لَا وَمُقَلِّبِ الْقُلُوبِ".
الحديث الأول:
سبق شرحه قريبًا.
* * *
6629 -
حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا أبو عَوَانة، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا هلَكَ قَيصَرْ فَلَا قَيصَرَ بَعْدَهُ، وَإِذَا هلَكَ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعدَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لتنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ الله".
الثاني:
(قيصر)؛ أي: ملك الروم.
(فلا قيصر بعده)؛ أي: بالشام.
(كسرى) بفتح الكاف وكسرها: ملك الفرس.
(فلا كسرى بعده)؛ أي: بالعراق؛ قاله الشافعي في "المختصر"، وإنما لم يكرر، مع أنه علمٌ، واسمُ (لا) إذا كان معرفة يجبُ تكريره؛ لأنه قد نُكِّر أولًا بمعنى ليس، أو مؤوّل؛ نحو: قضيةٌ ولا أبا حَسَنٍ لها، وهو مكرر، وتقديره: لا قيصر ولا كسرى.
وفيه معجزة؛ إذ وقع كما أخبر صلى الله عليه وسلم، وسبق الحديث في (الجهاد).
* * *
6630 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَني سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا هلَكَ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَالَّذِي نفسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ".
الثالث:
كالذي قبله.
* * *
6631 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:"يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ! وَاللهِ لَوْ تعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَبَكَيْتمْ كثِيرًا، وَلَضَحِكْتُم قَلِيلًا".
الرابع:
سبق شرحه.
* * *
6632 -
حَدَّثَنَا يَحيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ:
أَخْبَرَني حَيْوَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَقِيل زُهْرَةُ بْنُ مَعبدٍ: أَنَّهُ سَمعَ جَدَّهُ عَبْدَ اللهِ بْنَ هِشَامٍ قَالَ: كنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهْوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ! لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، حَتَّى أكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ"، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ الآنَ، وَاللهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نفسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"الآنَ يَا عُمَرُ".
الخامس:
(حتى أكون)؛ أي: لا يكمل إيمانك حتى أكون.
(الآن)؛ أي: كَمُلَ إيمانُك.
قال (خ): حبُّ الإنسانِ نفسه طبعٌ، وحبُّ غيرِه اختيار، والمراد من قوله صلى الله عليه وسلم: حبُّ الاختيار؛ إذ لا سبيل إلى قلب الطباع؛ أي: لا تصدقُ في حُبِّي، حتى تفدي في طاعتي نفسك.
* * *
6633 -
و 6634 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبة بْنِ مَسْعُود، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَزيدِ بْنِ خَالِدٍ: أَنَّهُمَا أَخْبَرَاهُ أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: اقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللهِ، وَقَالَ الآخَرُ وَهْوَ أَفْقَهُهُمَا: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللهِ! فَاقْضِ بَيْننَا بِكِتَابِ اللهِ، وَائْذَنْ لِي أَنْ أتكَلَّمَ، قَالَ:
"تَكَلَّمْ"، قَالَ: إِنَّ ابْنِي كَانَ عَسِيفًا عَلَى هذَا -قَالَ مالك: وَالْعَسِيفُ: الأَجِيرُ- زَنىَ بِامرَأَتِهِ، فَأَخْبَرُوني أَنَّ عَلَى ابْنِي الرَّجْمَ، فَافْتَدَيْتُ مِنْهُ بِمِائَةِ شَاةٍ وَجَارِيَةٍ لِي، ثُمَّ إِنِّي سَألْتُ أَهْلَ الْعِلم، فَأَخْبَرُوني أَنَّ مَا عَلَى ابْنِي جَلْدُ مِائَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ، وإنَّمَا الرَّجْمُ عَلَى امرَأَتِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللهِ، أَمَّا غَنَمُكَ وَجَارِيتُكَ فَرَدٌّ عَلَيْكَ"، وَجَلَدَ ابْنَهُ مِائَةً وَغَرَّبَهُ عَامًا، وَأُمِرَ أُنيسٌ الأَسْلَمِيُّ أَنْ يَأتِيَ امرَأة الآخَرِ، فَإنِ اعْتَرَفَتْ رَجَمَها، فَاعْتَرَفَتْ فَرَجَمها.
السادس:
(عَسيفًا)؛ أي: أجيرًا.
(وجلد ابنه)؛ لأنه كان غيرَ محصَن.
(عامًا) فيه حُجَّةٌ على الحنفية في منع التغريب.
(فرجمها)؛ أي: لأنها كان محصَنة، وسبق الحديث في (الصلح)، و (الشروط)، وغيرهما.
* * *
6635 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَهْبٌ، حَدَّثَنَا شُعبةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعقُوبَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَرَأَيْتُم إِنْ كَانَ أَسلَمُ وَغِفَارُ وَمُزَينَةُ وَجُهيْنَةُ
خَيْرًا مِنْ تَمِيمٍ وَعَامِرِ بْنِ صعصَعَةَ وَغَطَفَانَ وَأَسَدٍ، خَابُوا وَخَسِرُوا"، قَالُوا: نعم، فَقَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُم خَيْرٌ مِنْهُم".
السابع:
(أرأيتم إن كان أسلَم وغِفَار) إلى آخر القبائل الثمانية: يحتمل التوزيع؛ بأن تكون أسلمُ خيرًا من تميم، وغِفَارٌ خيرًا من عامر، وهكذا، ويحتمل أن يكون أسلمُ خيرًا من الأربعة، وكذا غفار، وغيره، ويحتمل أن تكون الأربعة من حيث الجملة خيرًا من الأربعة بجملتها، مع قطع النظر عن كل واحد منها.
(خابوا) الضمير راجع إلى الأربعة الأقرب، وتقدم صريحًا في (مناقب قريش): أن الأربعة الأولى خير، وأن الأربعة خائبون.
(قالوا) مقولُه محذوف؛ أي: قالوا: نعم؛ كما صرح به في (المناقب).
* * *
6636 -
حَدَّثَنَا أبو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَني عُرْوَةُ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَعمَلَ عَامِلًا فَجَاءَهُ الْعَامِلُ حِينَ فَرَغَ مِنْ عَمَلِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله! هذَا لَكُم، وَهذَا أُهْدِيَ لِي، فَقَالَ لَهُ:"أفلَا قَعدتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ فَنَظَرْتَ أيُهْدَى لَكَ أَمْ لَا؟ "، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَشِيَّة بَعْدَ
الصَّلَاةِ، فتَشَهَّدَ وَأثنَى عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ:"أَمَّا بَعْدُ، فَمَا بَالُ الْعَامِلِ نستعمِلُهُ، فَيَأتِينَا فَيقولُ: هذَا مِنْ عَمَلِكُمْ، وَهذَا أُهْدِيَ لِي؟ أفلَا قَعَدَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَنَظَرَ هلْ يُهْدَى لَهُ أَمْ لَا؟ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحمَدٍ بِيَدِهِ لَا يَغُلُّ أَحَدكم مِنْها شَيْئًا، إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى عُنُقِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيرًا جَاءَ بِهِ لَهُ رُغَاءٌ، وإنْ كَانَتْ بقرَةً جَاءَ بِها لَها خُوَارٌ، وإنْ كَانَتْ شَاةً جَاءَ بِها تَيْعَرُ، فَقَدْ بَلَّغْت"، فَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: ثُمَّ رَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ حَتَّى إِنَّا لننْظُرُ إِلَى عُفْرَةِ إِبْطَيْهِ، قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: وَقَد سَمِعَ ذَلِكَ مَعِي زيدُ بْنُ ثَابِتٍ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَلُوهُ.
الثامن:
(عاملًا) هو عبد الله بن اللُّتْبِيّة -بضم [اللام وسكون] المثناة وكسر الموحدة وشدة الياء-.
(يغل)؛ أي: يخون.
(رغاء)؛ أي: صوت.
(تَيْعِر) بكسر المهملة، وقيل بالفتح، واليُعَار: صوت الشاة.
(بَلَّغت)؛ أي: حكم الله إليكم.
(عُفْرة) بضم المهملة وسكون الفاء؛ أي: بياض فيه شيء كلون الأرض.
وفيه: أن هديّة العامل مردودة إلى بيت المال، وسبق في (الهبة)
في (باب من لم يقبل الهدية لعلةٍ)، وفي (الزكاة).
* * *
6637 -
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، هُوَ ابْنُ يُوسُفَ، عَنْ معْمَرٍ، عَنْ همَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ أبو الْقَاسم صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نفسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ تعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَبَكَيْتم كثِيرًا، وَلَضَحِكْتُم قَلِيلًا".
6638 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الأعْمَشُ، عَنِ الْمَعرُورِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: انتهيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ فِي ظِلِّ الْكَعبةِ: "هُمُ الأَخْسَرُونَ وَرَبِّ الْكَعبةِ، هُمُ الأَخْسَرُونَ وَرَبِّ الْكَعبةِ"، قُلْتُ: مَا شَأنِي أيُرَى فِي شَيءٌ؟ مَا شَأنِي؟ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ وَهْوَ يَقُولُ، فَمَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَسْكُتَ، وَتَغَشَّانِي مَا شَاءَ اللهُ، فَقُلْتُ: مَنْ هُمْ بأبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "الأكثَرُونَ أَموَالًا، إِلَّا مَنْ قَالَ: هكَذَا وهكَذَا وَهكَذَا".
التاسع، والعاشر:
(انتهيت إليه)؛ أي: إلى رسول صلى الله عليه وسلم.
(ما شأني)؛ أي: ما حالي، وما أمري.
(أتُرى) بضم المثناة؛ أي: أتظن في نفسي شيئًا يوجب الأخسرية، وفي بعضها بفتحها، وفي بعضها (أنزل)؛ أي: في حقي
شيء من القرآن.
(هكذا وهكذا)؛ أي: صرف يمينًا وشمالًا على المستحقين.
* * *
6639 -
حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرّحْمَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"قَالَ سُلَيْمَانُ؛ لأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى تِسْعِينَ امْرَأَةً، كُلُّهُنَّ تأتِي بِفَارِسٍ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: إِنْ شَاءَ اللهُ، فَلَمْ يَقُلْ: إِنْ شَاءَ اللهُ، فَطَافَ عَلَيْهِنَّ جَمِيعًا، فَلمْ يَحْمِلْ مِنْهُنَّ إِلَّا امرَأةٌ وَاحِدَةٌ، جَاءَتْ بِشِقِّ رَجُلٍ، وَايْمُ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ قَالَ: إِنْ شَاءَ اللهُ لَجَاهدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فُرْسَانًا أَجْمَعُونَ".
الحادي عشر:
(تسعين) بتاء ثم سين، سبق في رواية في (كتاب الأنبياء):(سبعين) بسين ثم باء موحدة، وفي "مسلم":(ستون)، وفي بعضها:(مئة)، ولا منافاة؛ إذ هو مفهوم العدد.
(صاحبه)؛ أي: الملَك أو القرين.
(فطاف) كناية عن جماعهن.
(بشق رجل)؛ أي: نصف ولد، فقيل: هو الذي في قوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا} [ص: 34].
(لو قال) قاله صلى الله عليه وسلم وحيًا؛ لأنه من علم الغيب.
وفيه: استحباب قول: إن شاء الله؛ كما قال تعالى {وَلَا تَقُولَنَّ} الآية [الكهف: 23].
* * *
6640 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: أُهْدِيَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَرَقَةٌ مِنْ حَرِيرٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يتَدَاوَلُونها بَيْنَهُم، وَيَعْجَبُونَ مِنْ حُسْنِها وَلينها، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أتعْجَبُونَ مِنْها؟ "، قَالُوا: نعم يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدهِ لَمَنَادِيلُ سَعْدٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْها"، لَمْ يَقُلْ شعْبَةُ، وَإِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ:"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ".
الثاني عشر:
(سَرَقَة) بفتح المهملة والراء، والقاف: القطعة.
(سعد)؛ أي: ابن معاذ رضي الله عنه، ووجهُ التخصيص به: إما لكون مناديل سعد من جنسه، أو كان الوقت يقتضي استمالة قلبه، أو كان اللامسون المتعجبون من الأنصار، فقال: منديلُ سيدِكم خيرٌ منه، أو كان يحب ذلك الجنسَ أو اللونَ، وفيه منقبةٌ لسعد، وأن أدنى ثيابه فيها كذلك؛ لأن المنديل أدنى الثياب المعد للوسخ والامتهان، وسبق في (باب قبول الهدية من المشركين).
* * *
6641 -
حَدَّثَنَا يَحيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: إِنَّ هِنْدَ بِنْتَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا كَانَ مِمَّا عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَهْلُ أَخْبَاءٍ، أَوْ خِبَاءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ يَذِلُّوا مِنْ أَهْلِ أَخْبَائِكَ، أَوْ خِبَائِكَ، شَكَّ يَحيَى، ثُمَّ مَا أَصبَحَ الْيَوْمَ أَهْلُ أَخْبَاءٍ، أَوْ خِبَاءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَعِزُّوا مِنْ أَهْلِ أَخْبَائِكَ أَوْ خِبَائِكَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"وَأَيْضًا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ"، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ مِسِّيكٌ، فَهلْ عَلَيَّ حَرَجٌ أَنْ أُطْعِمَ مِنَ الَّذِي لَهُ؟ قَالَ:"لَا، إِلَّا بِالْمَعرُوفِ".
الثالث عشر:
(هند) بالصرف والمنع.
(عُتبة) بضم المهملة وسكون المثناة ثم موحدة: هي أُم معاوية، أسلمت يوم الفتح.
(أَخْبَائِكَ أو خِبَائِكَ) الشكُّ من يحيى بن بُكيرٍ الراوي بين الإفراد والجمع، وجمعَ خِبَاء، وهي الخيمة من وَبَرٍ أو صوف على أخباء على غير قياس، أو الشكُّ بين أخباء وأحياء -بالياء- جمع حَيّ.
(وأيضًا)؛ أي: ستزيدين من ذلك؛ إذ يتمكن الإيمان في قلبك، فيزيد حبك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وقيل: معناه: وأنا أيضًا بالنسبة إليك مثلُ ذلك، والأولُ أَولى.
(مسيك) بفتح الميم وخفة المهملة، وبكسرها والتشديد.
(لا)؛ أي: حرج، وسبق الحديث في (المناقب).
* * *
6642 -
حَدَّثَنِي أَحمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ عَمرَو بْنَ مَيْمُون قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُود رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُضِيفٌ ظَهْرَهُ إِلَى قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ يَمَانٍ، إِذْ قَالَ لأَصْحَابِهِ:"أترضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ "، قَالُوا: بَلَى، قَالَ:"أفلَمْ ترْضَوْا أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ "، قَالُوا: بَلَى، قَالَ:"فَوَالَّذِي نفسُ مُحَمّدٍ بِيَدهِ، إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ".
الرابع عشر:
(مضيف)؛ أي: مسند مميل.
(يماني) أصله يمني، قدمت إحدى الياءين على النون، فقلبت ألفًا، فصار مثل قاض.
(ربع) بسكون وسطه وضمه، وكذا ثلث.
* * *
6643 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أَنَّ رَجُلًا
سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} يُرَدِّدُها، فَلَمَّا أصبَحَ جَاءَ إلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يتَقَالُّها، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"وَالَّذِي نفسِي بِيَدِهِ إِنَّها لتعدِلُ ثُلُثَ الْقُرآن".
الخامس عشر:
(رَجُلًا يَقْرَأُ) قيل: هو قتادةُ بنُ النعمانِ؛ لكن قال (ش): إن السامع هو قتادة، بَيّنه البخاري في (كتاب فضائل القرآن).
(يُرَدِّدُها)؛ أي: يكررها.
(وكأنَّ) بتشديد النون.
(يتَقَالُّها) بالتشديد؛ أي: يعدها قليلة، وسبق في (فضائل القرآن).
* * *
6644 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا حَبَّانُ، حَدَّثَنَا همَّامٌ، حَدَّثَنَا قتادَةُ، حَدَّثَنَا أَنسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّهُ سَمعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَتِمُّوا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأَرَاكُم مِنْ بَعدِ ظَهْرِي إِذَا مَا ركعتُمْ وَإِذَا مَا سَجَدتُمْ".
السادس عشر:
(إسحاق) قال الغساني: لعله ابن منصور.
(حَبّان) بفتح المهملة وشدة الموحدة.
(لأراكم) سبق في (كتاب الصلاة) معناه، وأن ذلك يخلقه الله، ولا يشترط عقلًا مواجهة ولا مقابلة، حتى جوز الأشعري رؤية أعمى الصين قبة أندلس.
* * *
6645 -
حَدَّثَنَا إسْحَاقُ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، أَخْبَرَنَا شُعبةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زيدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ امرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ أتتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَعَها أَوْلَادٌ لَها، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إنَّكم لأَحَبُّ النَّاسِ إِلَي"، قَالها ثَلَاثَ مِرَارٍ.
السابع عشر:
(إسحاق) كأنه ابنُ إبراهيمَ الحنظلي، فقد قال الكلاباذي: إن وهب بن جرير يروي عنه.
(إنكم) الخطاب لجنس المرأة وأولادها؛ أي: الأنصار، ولا يقال: يلزم أن الأنصار أفضل من المهاجرين، وخصوصًا أبا بكر، وعُمر؛ لأن العموم فيه مخصوص بغيرهم بالدلائل الخارجة؛ إذ ما من عامٍّ إلا وخُصِّص، إلا {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [التغابن: 11].
* * *