الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المثل؛ لأن السيف ليس هو الصحابة؛ لكنهم لما كانوا ممن يُصَال بهم كما يُصَال بالسيف، عبر عنهم بالسيف.
* * *
45 - باب مَنْ كَذَبَ فِي حُلُمِهِ
(باب: مَنْ كَذبَ في حُلْمِهِ) بضم اللام وسكونها.
7042 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلُمٍ لَمْ يَرَهُ، كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ، وَلَنْ يَفْعَلَ، وَمَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ"، أَوْ: "يَفِرُّونَ مِنْهُ، صُبَّ فِي أُذُنِهِ الآنُكُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ صَوَّرَ صُورَةً، عُذِّبَ، وَكُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ قَالَ سُفْيَانُ: وَصَلَهُ لَنَا أَيُّوبُ.
الحديث الأول:
(من تَحَلّم)؛ أي: تكلَّفَ الحُلْمَ.
(كُلّف)؛ أي: يوم القيامة.
(أن يعقد)؛ أي: يُعَذَّبُ بذلك، وذلك التكليفُ نوعٌ من التعذيب، ولا يستدل به على تكليف ما لا يطاق؛ لأنه ليس في دار التكاليف.
(كارهون)؛ أي: استماعه.
(يفرون)؛ أي: يهربون من ذلك.
(الآنُك) بالمد وضم النون وبالكاف: الرصاص المذاب، وقيل: الأسود، وقيل: الخالص منه؛ قيل: ولم يجئ على أَفْعُل واحدٌ غيرُه، وقيل: إنما هو فاعل، لا أَفْعُل.
(وَكُلِّفَ) يحتمل أن يكون عطفًا تفسيريًّا لقوله: (عُذِّبَ)، وأن يكون نوعًا آخر، وسبق آخر (البيع).
(وصله لنا أيوب) إنما قال ذلك؛ لأنه في الطريق الآخر الذي بعده موقوفٌ غيرُ مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
* * *
7042 / -م (1) - وَقَالَ قتيْبَةُ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَوْلَهُ:"مَنْ كَذَبَ فِي رُؤْيَاهُ"، وَقَالَ شُعْبَةُ: عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّانِيِّ، سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ قَوْلَهُ: "مَنْ صَوَّرَ، وَمَنْ تَحَلَّمَ، وَمَنِ اسْتَمَعَ".
(وقال قتيبة) وصله النسائي.
(وقال شعبة) وصله الإسماعيلي.
* * *
7042 / -م (2) - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ
عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:"مَنِ اسْتَمَعَ، وَمَنْ تَحَلَّمَ، وَمَنْ صَوَّرَ"، نَحْوَهُ، تَابَعَهُ هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ.
الثاني:
(ومن صور)، أي: جزاء الشروط الثلاثة محذوف، دل عليه الحديث السابق؛ أي: كُلِّفَ، وَصُبَّ، وعُذِّبَ، فهو هنا مختصر.
* * *
7043 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِم، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مِنْ أَفْرَى الْفِرَى أَنْ يُرِيَ عَيْنَيْهِ مَا لَمْ تَرَ".
الثالث:
(من أفرى الفِرَى)؛ أي: أكْذَب الكذبات، فالفِرَى جمع فِرْيَة -كلِحْيَة ولِحًى- وهي الكذبة العظيمة التي يُتعجَّب منها.
(يُري عينيه)؛ أي: ينسب إليهما أنهما رأيا، ويخبر عنهما بذلك.
(ما لم تر)؛ أي: العينين، وفي بعضها:(تريا)، باعتبار العينين معًا، وإنما كان ذلك أعظمَ في الكذب، مع كون الكذب في اليقظة أكثرَ ضررًا؛ لتَعَدّيه إلى غيره، وتَضَمُّنهُ المفاسدَ؛ لأن كذب المنام كذب على الله، فهو أولى بأن يكون أشدَّ عقوبة.