الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أحدٌ إلا مَلَكَانِ، أي: ليس يومٌ موصوفٌ بكذا ينزل أحدٌ فيه إلا مَلَكَانِ، فإنهما يَنزلان.
(خَلَفًا) وأخلفَ الله عليك، أي: أبدلَك بما ذهَب منك.
(أعْطِ مُمْسِكًا) للمُشاكَلة، وإلا فالتلَفُ لا يُعطَى.
* * *
28 - بابُ مَثَلِ الْمُتَصَدِّق وَالْبَخِيلِ
(باب مَثَل المُتصدِّق والبَخيل)
1443 -
حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُتَصَدِّقِ كمَثَلِ رَجُلَيْنِ، عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ".
1443 / -م - وَحَدَّثنا أَبَو اليَمَان، أَخْبَرَنا شُعَيبٌ، حَدَّثَنا أبو الزِّناَدِ، أنَّ عَبْدَ الرَّحْمنِ حَدَّثَه أنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُنْفِقِ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ، عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ، مِنْ ثُدِيِّهِمَا إِلَى تَراقِيهِمَا، فَأَمَّا الْمُنْفِقُ فَلَا يُنْفِقُ إِلَّا سَبَغَتْ -أَوْ وَفَرَتْ- عَلَى جِلْدِهِ، حَتَّى تُخْفِي بَنَانَهُ وَتَعْفُوَ أثَرَهُ، وَأَمَّا الْبَخِيلُ فَلَا يُرِيدُ أَنْ يُنْفِقَ شَيْئًا إِلَّا لَزِقَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ مَكَانها، فَهُوَ يُوَسِّعُهَا وَلَا تتَّسِعُ".
تَابَعَهُ الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ فِي الْجُبَّتَيْنِ.
1444 -
وَقَالَ حَنْظَلَةُ، عَنْ طَاوُسٍ:"جُنَّتانِ".
1444 / -م - وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي جَعْفَرٌ، عَنِ ابْنِ هُرْمُزٍ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "جُنَّتانِ".
(جُبَّتَان) بالجيم، والباء، وفي رواية ابن هُرْمُز، وحَنْظلة:(جُنَّتان) بالنون، أي: دِرْعان، ورُجِّحت لقوله:(من حديدٍ).
(ثُديهما) بضمِّ المثلَّثة: جمع ثَدْي كَفَلسٍ وَفُلوسٍ.
(وتراقيهما) جمع تِرْقَوَة.
(سبغت)؛ أي: امتدَّت وكمُلَتْ.
(أو وفرت) بتخفيف الفاء بمعنى: سبَغت.
(تُخْفِيَ) بالخاء المعجَمة، وفي بعضها بالجيم والنُّون، أي: يَستُر، وجَنَّ وأَجَنَّ بمعنًى واحدٍ.
(بَنَانَهُ) وصحَّفها بعضهم: ثيابه، بالمثلَّثة ثم مثنَّاةٍ تحت، وبفتح الموحَّدة: الأنامِل.
(تعفو)؛ أي: تمحو، جاءَ لازِمًا ومتعدِّيًا.
(أثره) بفتح الهمزة والمثلَّثة، وبكسر الهمزة، وسكون المثلَّثة، أي: أثَر مَشْيه لسُبوغها وكمالها.
قال (خ): مثَلٌ ضرَبه صلى الله عليه وسلم برجلين أراد كُلٌّ أن يلبَس دِرْعًا يستَجِنُّ
به، والدِّرع أول ما يُلبس إنما يقع على الصَّدر والثَّديين إلى أن يُخرج يديه من كمَّيه، وقيل: ذيلها، فالجَواد كالذي استرسلتْ عليه، حتى سترتْ جميع بدنه وحصَّنته، والبخيل كالذي أراد لُبسها حالتْ يداه بينها وبين أن تمرَّ سُفلًا على البدن، فاجتمعَتْ في عنُقه، فلزمتْ ترقوتَه، فكانت ثقلًا ووَبًاء عليه من غير وقايةٍ له وتحصينٍ لبدنه، وحاصله: أن الجواد إذا همَّ بالنفقة اتسع لذلك صدْرُه وطاوعتْه يداه فاشتدَّ بالعطاء، والبخيل تشحُّ نفْسه فتضيْقُ وتنقبض يدُه عن الإنفاق.
قال (ن): نماء المال بالصدقة والإنفاق، والبخل بضدِّ ذلك، وقيل: وجْهُ ضَربِ المثَل: أن المُنفِق يستره الله بنفَقته ويستر عَوراته في الدنيا والآخرة كستر هذه الجُبَّى لابسَها، والبخيل جُبَّته إلى ثديه، فيبقى مكشوفًا ظاهر العَورة مفتضَحًا في الدَّارَين.
وقال (ط): المنفِق تكفِّر صدقتُه ذنوبه كما أن الجُبَّة السابغة تستر وتقي، والبخيل لا تكفَّر آثامه كما أن الجُبَّة تُبقي من بدَنه ما لا تستره، فيكون تعرَّض للآفات.
وقال الطِّيْبِي: الكريم كالذي يُريد إخراج يدَيه فيسهل عليه، والبخيل بالعكس.
قال: وقيل المشبَّه به بالحَديد إعلامًا بأن القَبْض والشدة من حِيْلة الإنسان، وقابل بالمتصدِّق البخيل، وإنما يُقابله السَّخيُّ للإشعار بأن السَّخاوة فيما أمر به الشَّرع وندب إليه لا التَّبذير.
قال (ك): فكان لتوجيه المثَل خمسة أوجهٍ.