الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لَهَب، حَمَّالة الحطَب، رواه الحاكم في "المستدرك" عن زيد بن أَرْقَم، وغَلِطَ (ط) ومَنْ تَبِعَه كابن المُنَير في قولهما: إنها خديجةٌ، وما يجترئ على حكاية هذا القَول إلا لاشتِهار قائله، فنبَّه على الوهْم فيه.
(شيطانه) بالرَّفْع فاعلُ (احتبَس)، وهي الشَّيطانةُ في الحقيقة بلُؤْمها واعتقادها السيئ.
ووجْهُ مطابقته للتَّرجمة: أنه تتمة الحديث الأوَّل، وسيأتي في (التفسير) في (سورة الضُّحى) جمعُها في حديثٍ واحدٍ.
* * *
5 - بابُ تَحْرِيضِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى صلَاةِ الليْلِ وَالنَّوَافِلِ مِنْ غَيْرِ إيجَابٍ
وَطَرَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ وَعَلِيًّا عليهما السلام لَيْلَةً لِلصَّلَاةِ.
(باب تَحريضِ النبي صلى الله عليه وسلم علَى قِيَام الليل) هو مفصلٌ فيما سيأتي من الأحاديث.
* * *
1126 -
حَدَّثَنَا ابْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَناَ عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَناَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ هِنْدٍ بِنْتِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها: أَن النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم اسْتَيقَظَ لَيلَةً فَقَالَ: "سُبحَانَ اللهِ! مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيلَةَ مِنَ الْفِتْنَةِ؟
مَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الْخَزَائِنِ؟ مَنْ يُوقظُ صَوَاحِبَ الْحُجُرَاتِ؟ يَا رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيةٍ فِي الآخِرَةِ".
الحديث الأول:
سبق شرحه في (العلم) في (العِظَة باللَّيل).
(يا رب) المُنادَى محذوفٌ، أي: يا قَومُ رَبِّ.
(عارية) بالجرِّ صفةٌ لـ (كاسيَة)، وبالرَّفع كما سبَق بيانه في (كتاب العِلْم)، وهو وإنْ ورَد على أزواجه صلى الله عليه وسلم لكنَّ العِبْرة بعُموم اللَّفظ، أي: يا رُبَّ نفْسٍ كاسيةٍ.
وفي الحديث: إعلامُه بأنه يُفتح من الخزائن لأُمته، وأنَّ الفِتَن مقرونةٌ بها، ولذلك آثَرَ كثيرٌ من السَّلَف القِلَّة على الغِنَى، وقد استعاذَ صلى الله عليه وسلم من فتنة الغِنَى كما استعاذَ من فِتْنة الفَقْر، والمُراد منه مَنْ يُوقظُهنَّ لصلاة اللَّيل.
وفيه أن الصَّلاة تُنجي من شَرِّ الفتن، ويُعتَصم بها من المِحَن.
* * *
1127 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَناَ شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَني عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ، أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ بِنْتَ النَّبِيِّ عليه السلام لَيْلَةً فَقَالَ:"أَلَا تُصَلِّيَانِ؟ "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَنْفُسُنَا بِيَدِ
اللهِ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثنا بَعَثنَا، فَانْصَرَفَ حِينَ قُلْنَا ذَلِكَ وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهْوَ مُوَلٍّ يَضْرِبُ فَخِذَهُ وَهْوَ يَقُولُ:{وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} ".
الحديث الثاني:
(طرقه)؛ أي: جاءه باللَّيل.
(بيد الله) من المُتشابه، وفيه طَريقتا التَّفويض، والتَّأويل.
(بعثنا) بفتح المثلَّثة.
(مول)؛ أي: مُعرِضٌ مُدبِرٌ.
قال (ط): فيه أنه ليس للإمام أن يشدِّد في النَّوافل، فإنه صلى الله عليه وسلم قَنِعَ بقوله:(أنفسُنا بيَدِ الله)، فهو عُذْرٌ في النَّافلة لا في الفَريضة، وفيه أنَّ نَفْسَ النَّائِم مُمسَكَةٌ بيد الله، قال تعالى:{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} الآية [الزمر: 42]، وأما ضَرْب الفَخِذ فإنَّه يدلُّ أنه ظنَّ أنه أحرجَهم وضيَّق عليهم، وقال (ن): إنه تعجَّبَ مِن سُرعة جوابه، وعدَمِ مُوافقته له على الاعتِذار، وقيل: ضَرَب وقال ذلك تَسليمًا لعُذرهما، وأنَّه لا عتْبَ عليهما.
* * *
1128 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَناَ مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيَدع الْعَمَلَ وَهْوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ خَشْيَةَ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ
النَّاسُ فَيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ، وَمَا سَبَّحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُبْحَةَ الضحَى قَطُّ، وإنِّي لأسَبِّحُهَا.
الثالث:
(إن كان) هي المخففة من الثَّقيلة، وفيها ضمير الشأن.
(خشية) متعلِّقٌ بقوله: (لَيَدَع).
(لأسبحها) بالسين، والباء الموحَّدة (1)، أي: أُصليها، ووقَع في "الموطأ": لأستَحبُّهما، من الاستحباب.
ووجْهُ دُخوله في التَّرجمة: أنه صلى الله عليه وسلم يُحبُّ صلاة الضحى؛ ومحبة الشَّيء (2) تحريضٌ على فِعْله.
قال (خ): هذا من عائشة إخبارٌ عمَّا عَلِمَتْه دون ما لم تَعلَم، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم صلاها يومَ الفتْح، وأَوصَى بها أبا ذَرٍّ وأبا هريرة.
* * *
1129 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَناَ مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلى ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي الْمَسْجدِ فَصَلى بِصَلَاتِهِ ناَسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ الْقَابِلَةِ فَكَثُرَ الناسُ، ثُمَ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ
(1)"بالسين والباء الموحدة" ليس في الأصل.
(2)
"ومحبة الشيء" ليس في الأصل.